سودانايل:
2024-06-29@16:19:56 GMT

كيف يتم تأجيج الأوضاع في السودان؟

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT

عائد عميرة

السودان هو مليون وثماني مئة ألف كلم مربع، تتضمن 200 مليون فدان صالحة للزراعة، و115 مليون فدان مراعي طبيعية و52 مليون فدان من الغابات، واحتياطي نفطي يقدر بقرابة 7 مليارات برميل، ومليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وكثير من المعادن والذهب، ومليون ونصف من احتياطي اليورانيوم، وهو ما جعله هدفاً للأطماع الأجنبية على مدى عقود.


المأساة
في ظل استمرار الصراع المسلح في السودان منذ أبريل 2023، بين الجيش وقوات الدعم السريع والذي شرد أكثر من 6 ملايين شخص، منهم 1.3 مليون إلى خارج السودان، وقهر أكثر من 25 مليوناً آخرين، ووضعهم في صف المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية، تعزز دور المنظمات الغير حكومية في البلاد، وجعلها لاعباً هاماً في مسار الصراع.
تدعي كثير من المنظمات الأجنبية غير الحكومية اهتمامها بتوفير المساعدات الإنسانية وحماية حقوق اللاجئين، إلا أنها تعمل في الخفاء على تأزيم الوضع وإثارة العنف بهدف المحافظة على التمويل الخارجي لها وتنفيذ أجندات خارجية مرتبطة بسياسات دول أو وكالات إستخباراتية بعينها، وفق عديد المؤشرات.
ومنذ اندلاع الأحداث المأساوية في السودان، تبنت الأمم المتحدة، خطة استجابة فورية غير نهائية لإنقاذ المدنيين بتكلفة 2.6 مليار دولار، وزعتها على المنظمات الإنسانية لتغطية أعمال الإغاثة والإمدادات الإنسانية ومراكز اللجوء.

ومن هنا يأتي بعض التمويل لرؤوس هذه المنظمات ومسؤوليها، ويدفع بهم لمواصلة العمل في هذه البقعة الساخنة من العالم.

ظهر بالكاشف في الفترة الأخيرة سعي عديد الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لاسقاط الحكومات والأنظمة غير المتعاونة معها في مناطق مختلفة من العالم.

وتدير هذه الدول أعمالها عبر هذه المنظمات الدخيلة على هذه الدول والتي تدعي حمايتها لحقوق الإنسان والديموقراطية وتحض المواطنين على الخروج الى المظاهرات.
دوامة العنف

ولتبدأ دوامة العنف والفوضى لابد من القضاء على حالة الإستقرار، عبر تأجيج الرأي العام ضد طرف سياسي أو آخر كما حدث في السودان لسنوات، والدفع بأكبر عدد ممكن من السودانيين للانتفاض بوجه الحكومة، الأمر الذي تسبب في نهاية المطاف باندلاع أعمال شغب واسعة وصولًا إلى بدء النزاع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع.
بحسب مصادر مطلعة، قامت إدارة المجلس النرويجي للاجئين "NRC" العاملة في السودان باستقبال عشرات المستشارين من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، بداية عام 2020، والذين نسقوا بشكل مباشر مع المجلس لتأجيج الرأي العام السوداني ضد الحكومة وقاموا بتقديم المساعدة للمحتجين والمتظاهرين.

وأقدم منضمين إلى المجلس النرويجي للاجئين، كجزء من فريق التوعية الذي نظمه المجلس لرفع مستوى التعليم والوعي المدني، على تدريب منسقي الاحتجاجات عن طرق الترغيب النفسي، وشجعوا الشباب السوداني على الخروج إلى الشوارع وتحريض المتظاهرين على أعمال العنف.
رسميًا، يعمل المجلس النرويجي على تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين داخليًا واللاجئين. ويمتلك مكاتب في القضارف والخرطوم وشمال وغرب دارفور وجنوب كردفان والنيل الأبيض.

ويعتبر المجلس النرويجي واحد من العديد من المنظمات غير الحكومية العاملة في مناطق عديدة من العالم، والتي تتلقى تمويلاً سخياً من وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية والوكالة الأمريكية للتنمية الى جانب التمويل الأممي الذي تحصل عليه في مقابل تقديم خدمات الرصد والتحري ودراسة الوضع الإجتماعي لبلد أو مجموعة سكانية ما.

في حين أن الوكالتين الأمريكيتين هما هيئتان حكوميتان تعملان على تحقيق أهداف السياسة الخارجية الأمريكية، والمتمثلة بحماية الأمن القومي الأمريكي عبر تلقي المعلومات الاستخباراتية وتعزيز الأعمال غير الشرعية من تجارة الأسلحة والمخدرات والأعضاء وعمليات غسيل الأموال.
و الجدير بالذكر أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة والتي أصبحت واضحة للقاصي والداني مبنية على الحصول على الثروات والطاقة والمعادن وكل ما يحتاجه مجتمعها وتتطلبه صناعاتها بأبخس الأثمان وعلى حساب حياة الشعوب الأخرى.

وطيلة الأشهر الماضية، ظهر جليا أن المسار العسكري في السودان الذي إتخذه طرفا الصراع لن يؤدي إلا الى تعميق المأساة الإنسانية للسودانيين، ولإيقاف دوامة العنف لابد من التحكم للعقل وإيقاف النزاع المسلح لإيجاد مخرج سياسي للأزمة.

كما أنه يجب تقويض عمل المنظمات الغير حكومية في البلاد وتأطير دورها بالمساعدات الإنسانية فقط عبر الوعي الشعبي وعدم الإنجرار إلى مغامرات "طائشة" تحض عليها المواطنين لتدفع بالبلاد نحو النزاع مجدداً.

عائد عميرة

aayed.amira@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المجلس النرویجی فی السودان

إقرأ أيضاً:

المرأة الجديدة تعقد ورشة عمل حول التوعية بقانون العنف الموحد لمناهضة العنف ضد النساء

 عقدت مؤسسة المرأة الجديدة  ورشة عمل حول  "التوعية بقانون العنف الموحد لمناهضة العنف ضد النساء" بالتعاون مع مبادرة سفينة للدعم القانوني، وناقشت  الورشه ان عقد  الزواج "النكاح" ليس موافقة مطلقة على العلاقة الزوجية، وجاءت  مداخلة إحدى المشاركات ردًا على مناقشات مابين دعم ورفض تجريم الاغتصاب الزوجي بحجة أن خصوصية العلاقة الزوجية ولا يجوز الإفشاء عنها على الملأ.

 العنف الجنسي والاغتصاب الزوجي

بالرغم من أنه لا توجد إحصاءات دقيقة وحديثة تتبع نسب العنف الجنسي والاغتصاب الزوجي في مصر، إلا أنه وفقًا للمسح الصحي للأسرة المصرية عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عام 2021 فإنه تعرضت نحو 72% من النساء للعنف الجسدي من الزوج الحالي، و12% من الزوج السابق، وثلث السيدات فقط بحثن عن المساعدة. 

محافظ بني سويف يناقش جهود المجلس القومي للمرأة في مجال التمكين الإقتصادي

 المجلس القومي للمرأة 

وطبقًا لمسح التكلفة الاقتصادية عن المجلس القومي للمرأة عام 2015 فإنه تتعرض أكثر من 5 ملايين امرأة للعنف الجنسي على يد الزوج.

وأضافت المداخلة بلغت نسبة تعرض النساء للعنف الجنسي 12%، وتعرضت 10% من النساء للاغتصاب الزوجي، 9% أقمن العلاقة بسبب الخوف من أزواجهن، 3% أرغمن على علاقة جنسية تحط من شأنهن.

المجلس القومي للمرأة يستقبل وفد مكتبة الكونجرس الأمريكية

 ونوهت احدى المشاركات ان  قانون العقوبات ينص على تجريم الاغتصاب، بينما لا يمكن للنساء التي تعرضت للاغتصاب الزوجي الإبلاغ واللجوء إلى منظومة التقاضي لأنه فعل يحظى بقبول مجتمعي بما فيها المؤسسات الشرطية والقضائية، فإنه يعد ضمنيًا الرجل بصفته الزوج مستثنى من توجيه تهمة الاغتصاب نحوه.

مقالات مشابهة

  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: إسرائيل تسعى دائما لتعميق الأزمة الإنسانية في غزة
  • الإمارات: استمرار العنف يؤكد أن الأطراف المتحاربة لا تمثل الشعب السوداني
  • النزوح العنيف أكثر الأزمات إهمالا في العالم .. 9 من بين 10 أزمات موجودة في أفريقيا
  • الداعية مزمل فقيري: ذنب وفيات الحجاج هذا العام في رقاب من أفتى لهم ..،فيديو
  • الإمارات تدعم العمليات الإنسانية في السودان بـ 28 مليون دولار
  • المرأة الجديدة تعقد ورشة عمل حول التوعية بقانون العنف الموحد لمناهضة العنف ضد النساء
  • الإمارات تقدم 20 مليون دولار أمريكي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لمعالجة الأزمة الإنسانية في السودان
  • الإمارات تقدم 20 مليون دولار أميركي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لمعالجة الأزمة الإنسانية في السودان
  • الإمارات تقدم 20 مليون دولار لـ«مفوضية اللاجئين» لمعالجة الأزمة الإنسانية في السودان
  • السودان.. ماذا وراء انفجار الأوضاع العسكرية في سنار؟