سودانايل:
2025-03-30@09:27:01 GMT

كيف يتم تأجيج الأوضاع في السودان؟

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT

عائد عميرة

السودان هو مليون وثماني مئة ألف كلم مربع، تتضمن 200 مليون فدان صالحة للزراعة، و115 مليون فدان مراعي طبيعية و52 مليون فدان من الغابات، واحتياطي نفطي يقدر بقرابة 7 مليارات برميل، ومليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وكثير من المعادن والذهب، ومليون ونصف من احتياطي اليورانيوم، وهو ما جعله هدفاً للأطماع الأجنبية على مدى عقود.


المأساة
في ظل استمرار الصراع المسلح في السودان منذ أبريل 2023، بين الجيش وقوات الدعم السريع والذي شرد أكثر من 6 ملايين شخص، منهم 1.3 مليون إلى خارج السودان، وقهر أكثر من 25 مليوناً آخرين، ووضعهم في صف المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية، تعزز دور المنظمات الغير حكومية في البلاد، وجعلها لاعباً هاماً في مسار الصراع.
تدعي كثير من المنظمات الأجنبية غير الحكومية اهتمامها بتوفير المساعدات الإنسانية وحماية حقوق اللاجئين، إلا أنها تعمل في الخفاء على تأزيم الوضع وإثارة العنف بهدف المحافظة على التمويل الخارجي لها وتنفيذ أجندات خارجية مرتبطة بسياسات دول أو وكالات إستخباراتية بعينها، وفق عديد المؤشرات.
ومنذ اندلاع الأحداث المأساوية في السودان، تبنت الأمم المتحدة، خطة استجابة فورية غير نهائية لإنقاذ المدنيين بتكلفة 2.6 مليار دولار، وزعتها على المنظمات الإنسانية لتغطية أعمال الإغاثة والإمدادات الإنسانية ومراكز اللجوء.

ومن هنا يأتي بعض التمويل لرؤوس هذه المنظمات ومسؤوليها، ويدفع بهم لمواصلة العمل في هذه البقعة الساخنة من العالم.

ظهر بالكاشف في الفترة الأخيرة سعي عديد الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لاسقاط الحكومات والأنظمة غير المتعاونة معها في مناطق مختلفة من العالم.

وتدير هذه الدول أعمالها عبر هذه المنظمات الدخيلة على هذه الدول والتي تدعي حمايتها لحقوق الإنسان والديموقراطية وتحض المواطنين على الخروج الى المظاهرات.
دوامة العنف

ولتبدأ دوامة العنف والفوضى لابد من القضاء على حالة الإستقرار، عبر تأجيج الرأي العام ضد طرف سياسي أو آخر كما حدث في السودان لسنوات، والدفع بأكبر عدد ممكن من السودانيين للانتفاض بوجه الحكومة، الأمر الذي تسبب في نهاية المطاف باندلاع أعمال شغب واسعة وصولًا إلى بدء النزاع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع.
بحسب مصادر مطلعة، قامت إدارة المجلس النرويجي للاجئين "NRC" العاملة في السودان باستقبال عشرات المستشارين من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، بداية عام 2020، والذين نسقوا بشكل مباشر مع المجلس لتأجيج الرأي العام السوداني ضد الحكومة وقاموا بتقديم المساعدة للمحتجين والمتظاهرين.

وأقدم منضمين إلى المجلس النرويجي للاجئين، كجزء من فريق التوعية الذي نظمه المجلس لرفع مستوى التعليم والوعي المدني، على تدريب منسقي الاحتجاجات عن طرق الترغيب النفسي، وشجعوا الشباب السوداني على الخروج إلى الشوارع وتحريض المتظاهرين على أعمال العنف.
رسميًا، يعمل المجلس النرويجي على تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين داخليًا واللاجئين. ويمتلك مكاتب في القضارف والخرطوم وشمال وغرب دارفور وجنوب كردفان والنيل الأبيض.

ويعتبر المجلس النرويجي واحد من العديد من المنظمات غير الحكومية العاملة في مناطق عديدة من العالم، والتي تتلقى تمويلاً سخياً من وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية والوكالة الأمريكية للتنمية الى جانب التمويل الأممي الذي تحصل عليه في مقابل تقديم خدمات الرصد والتحري ودراسة الوضع الإجتماعي لبلد أو مجموعة سكانية ما.

في حين أن الوكالتين الأمريكيتين هما هيئتان حكوميتان تعملان على تحقيق أهداف السياسة الخارجية الأمريكية، والمتمثلة بحماية الأمن القومي الأمريكي عبر تلقي المعلومات الاستخباراتية وتعزيز الأعمال غير الشرعية من تجارة الأسلحة والمخدرات والأعضاء وعمليات غسيل الأموال.
و الجدير بالذكر أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة والتي أصبحت واضحة للقاصي والداني مبنية على الحصول على الثروات والطاقة والمعادن وكل ما يحتاجه مجتمعها وتتطلبه صناعاتها بأبخس الأثمان وعلى حساب حياة الشعوب الأخرى.

وطيلة الأشهر الماضية، ظهر جليا أن المسار العسكري في السودان الذي إتخذه طرفا الصراع لن يؤدي إلا الى تعميق المأساة الإنسانية للسودانيين، ولإيقاف دوامة العنف لابد من التحكم للعقل وإيقاف النزاع المسلح لإيجاد مخرج سياسي للأزمة.

كما أنه يجب تقويض عمل المنظمات الغير حكومية في البلاد وتأطير دورها بالمساعدات الإنسانية فقط عبر الوعي الشعبي وعدم الإنجرار إلى مغامرات "طائشة" تحض عليها المواطنين لتدفع بالبلاد نحو النزاع مجدداً.

عائد عميرة

aayed.amira@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المجلس النرویجی فی السودان

إقرأ أيضاً:

محمد بن سلمان والبرهان يبحثان مستجدات الأوضاع في السودان

استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قصر الصفا بمكة المكرمة، اليوم الجمعة، قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية.

وجرى خلال الاستقبال استعراض مستجدات الأوضاع في السودان والجهود المبذولة تجاهها بما يحقق الأمن والاستقرار في السودان.

كما تم بحث آفاق التعاون بين البلدين، وتم التوافق على إنشاء مجلس تنسيق يعنى بتعزيز العلاقات الثنائية في شتى المجالات.

وفي وقت سابق من الجمعة، قالت وكالة الأنباء السعودية إن البرهان، وصل إلى مدينة جدة السعودية، وسط تقارير أشارت إلى عودة محتملة لطرفي القتال في السودان إلى طاولة التفاوض.

وتأتي الزيارة بعد يوم واحد من زيارة أجراها وفد سعودي لمدينة بورتسودان وهي المقر المؤقت للحكومة، بعد انسحاب "منظم" نفذته قوات الدعم السريع خلال اليومين الماضيين من عدد من مواقعها في العاصمة الخرطوم، مما عزز الاعتقاد بوجود ترتيبات مسبقة.

وتسارعت خلال الساعات الماضية تطورات الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع.

والتقى البرهان قبل يوم واحد من مغادرته إلى جدة بوفد سعودي بحث كيفية مساهمة المملكة العربية السعودية في إعادة الإعمار بحسب ما أورده الموقع الرسمي للحكومة، كما استقبل المبعوث الألماني الخاص للقرن الإفريقي هيكو نتشكا.

وفي سياق متصل أكد وزير الشئون الإفريقية في الحكومة البريطانية أمام البرلمان البريطاني يوم الخميس أن الحكومة البريطانية تجري مشاورات مع تنسيقية القوى المدنية "صمود" حول المؤتمر الوزاري الذي ستستضيفه لندن منتصف أبريل.

ويخصص المؤتمر لبحث الوصول إلى وقف الحرب ومعالجة الأوضاع الإنسانية في السودان.

مقالات مشابهة

  • عفو عام عن رئيس غينيا الأسبق المدان بجرائم ضد الإنسانية
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: قطاع غزة يُعاني من أسوأ الظروف الإنسانية على الإطلاق
  • نيوزيلندا وأستراليا تراقبان الأوضاع عن كثب في ميانمار بعد الزلزال المدمر
  • الأوضاع الإنسانية في غزة تتفاقم وسط محاولات دبلوماسية لإحياء وقف إطلاق النار
  • محمد بن سلمان والبرهان يبحثان مستجدات الأوضاع في السودان
  • ولي العهد السعودي ورئيس مجلس السيادة السوداني يبحثان مستجدات الأوضاع في السودان
  • دعم دولي للتعليم في السودان وطباعة الكتاب المدرسي
  • جلسة سرية لمجلس الأمن لمناقشة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة
  • عقلية الساسة السودانيين والمآلات القادمة- قراءة في أزمة النظام السياسي
  • الأمم المتحدة تدعو ليبيا إلى دعم المنظمات الإنسانية المعنية بالمهاجرين