منافسة حرّة بين كباشي والبرهان والعطا في الانكسار أمام الكيزان..!
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
مرتضى الغالي
عندما قلنا إن الكيزان (خبراء في صناعة العاهات) لم نتجاوز الحقيقة ولم نبهتهم ونفتئت عليهم ونرميهم بما ليس فيهم..! ودونك فأنظر بالله عليك على سبيل المثال و(كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) للذين وضعوهم في سلسلة التراتبية العليا بجيش الوطن وأحكم عليهم و(كفى بالله شهيدا)..!
أنظر إلى نموذج كباشي والبرهان وياسر العطا وإبراهيم جابر.
أنظر إلى ما يقولون وما يفعلون واستعذ بالله من هذه الشخوص التي لا تخجل من الخروج على الناس بهذا اللغو والكذب والهذيان والتضليل و(الرجفة) التي لا تليق بمن يرتدون بذة الجيش الوطني..وهم يطأطئون الرءوس حتى لصبيان الكيزان الذين لم يخرجوا بعد من شرنقة الجهل والمراهقة..!
إنهم لا يستحون بتلقي (الزجر والنطر) من جماعة الكيزان..ثم هم يتنافسون بينهم لنيل رضا الكيزان..أئمة الكذب وبوتقة الشرور التي تسلك سلوك العصابات المارقة وتظن أنها تخدع الناس عندما تطلق اللحي وتظهر بمظهر (الآباء اليسوعيين)..!!
هذا الكباشي المثقل بآثام ليلة فض الاعتصام الليلاء..ماذا قال عندما عاد من البحرين..وأفاق من (المنامة)..؟! ولماذا قال ما قال..؟!
وعندما نضع على عاتق هذا الرجل مشاركته في جريمة فض الاعتصام والمقتلة الكبرى التي شهدت أحط أشكال القتل والاغتصاب إلى حد قتل النيام وإغراق الصبية أحياء بعد ربط أرجلهم وصدورهم ببلوكات الأسمنت ومثاقيل الحجارة...لا نقول ذلك من فراغ..وإنما نأخذ الرجل بما قال (وبعضمة لسانه ولهاته) فقد اعترف والميكرفونات والكاميرات منصوبة من أمامه ومن خلفه ونشرت حديثه وبثته قنوات العالم القديم والجديد (بما في ذلك الإذاعة السويسرية).. بأن المجلس العسكري هو الذي اتخذ القرار الذي أدى إلى مجزرة الاعتصام..وقال إن الخطة وضعت في اليوم السابق للتنفيذ عبر اجتماع كل أعضاء المجلس العسكري الانتقالي وبمشاركة جهاز الأمن وقادة القوات المسلحة والنائب العام..ثم قال الكباشي بالحرف:(وجهنا القيادات العسكرية بالتخطيط وذهبت القيادات العسكرية ونفذت..ونجدد أسفنا..وهناك انحرافات وتجاوزات….وحدس ما حدس) .!
لا بد أن يأتي يوم ما لوضع الأمور في نصابها ولن يفلت الجناة عن عدالة الدنيا وقسطاس السماء..!
ما هذا الهراء الذي قاله كباشي بعد عودته من البحرين التي ذهب إليها ليلتقي بممثلي الدعم السريع..وقد اتفق معهم عل عدة بنود منها (إقامة جيش جديد موّحد) وإنهاء الحرب..ثم عندما عاد زجره الكيزان فركبته حالة من الذعر و(الرجفيبة) فخرج لينافس البرهان في الخضوع للكيزان..وذهب في ذلك إلى مذاهب يندى لها جبين (أبي حية النميري)..!
وتقول كتب الأدب إن أبي حية النميري هو (أجبن العرب) فقد كان يحمل سيفاً من خشب ويجلس مختبئاً في مؤخرة المقاتلين..حتى إذا انتصر فريق على الآخر انضم للمنتصرين وصار يرقص في المقدمة..بينما كان (يتهارش) في السلم..ويسمي سيفه الخشبي (لعاب المنية)..!
عاد كباشي من المنامة خطيباً..فهاجم القوى المدنية واتهمها مثل البرهان بأنها تبحث عن الحلول في الخارج..وهو لم يفك أقفال حقيبته عائداً من المنامة ومحاوراً لقيادات الدعم السريع بالخارج…!!
كباشي يهاجم القوى المدنية وتنسيقية (تقدم) والحرية والتغيير داعياً إياها الحضور للسودان ولم يحدد المكان..؟َ!
هل يدعوها للتفاوض في القصر الجمهوري..؟! أم القيادة العامة التي لا يستطيع هو وقائده البرهان الدخول إليها..؟! ولكن كباشي يحتفل مع (مجلس السيادة) والكيزان والفلول ومن اسماهم بالمجاهدين بمناسبة تسهيل هروب بعض المتسللين من السلاح الطبي..وتحرير جزء من شارع (بانت شرق)..!!
حقاً لقد كانت الإنقاذ مصنعاً غير مرخّص لإنتاج وصناعة العاهات..!! الله لا كسّبكم..! الوسوممرتضى الغالي
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: مرتضى الغالي
إقرأ أيضاً:
ولاتنسوا الفضل بينكم
جبلت الحياة الدنيا على كبد، قال الله تعالى في الآية الكريمة “لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ”، وهذه الآية تشير إلى خلق الإنسان ومعاناته في الحياة. فالدنيا لا يمكن أن تصفو لأحد على هذه الأرض، فكل إنسان تعتريه الأسقام والتحديات والشقاق. عندما تتأمل الأنبياء والصالحين، تجد أن الحياة لم تصفُ لهم، لكنهم حولوا كدرها إلى طريقٍ للنجاح.
الإنسان بطبعه يعيش مع الآخرين، وهذه سنة الله في أرضه، فلا يمكن أن يعيش البشر فرادى. فالتعاون والمشاركة تجعل الحياة تشاركية بين البشر، سواء عبر الزواج أو الأسرة أو البيع والشراء وغيرها من نماذج التفاعل الاجتماعي. ومع تلك المشاركة، تتطلع النفس البشرية دوماً للرفعة والنجاح، ولكن يعتريها أحياناً شيء من الغيرة والرغبة في الانتقام وحب السلطة، حتى ولو كان ذلك على حساب الآخرين. ومن لم يستطع كبح جماح تلك الأخلاق الضعيفة، فإنها تتحول إلى أذية للغير.
البشر بطبعهم يميلون للتشارك والتعاون وتقديم المعروف والفضل بينهم. فالأب متفضلاً على أبنائه، والزوجان بينهما فضائل جمة، والموظف كذلك يكون بينه وبين مدراءه من الفضل، والأصدقاء بينهم من المعاريف والفضائل الشيء الكثير، فالبشر عموماً في تعاملاتهم يتبادلون المعروف والفضائل وهذه سنة الحياة، فلا يمكن أن يعيش إنسان على هذه الأرض ولم يتفضل عليه أحد بشيء، حتى وإن كانت شربة من ماء ومع تلك الأفضال والمعاريف، عندما يتعلق الحق بالنفس من مال أو أمور دنيا، قد تُنسى تلك الفضائل ويرتفع صوت الانتقام، حتى وإن كان الانتقام زائفًا. فالنفس عندما تتشوه وتظهر أنيابها، قد تصاب بالعمى عن الحق، حتى وإن كان من أمامها يتضرر بها، فهي ترى ما يرضي شيطانها وتحرق الأخضر واليابس، فلا يردعها دينٌ ولا وعظٌ ولا عقل، فتتشوق للانتقام وتعد له العدة، حتى وإن طال أثره فرداً أو أمةً بأكملها وهذا ما نجده ظاهراً عندما تدخل أروقة المحاكم العدلية وتطالع المتخاصمين، تجد العدائية بينهم وقد وصلت إلى الهجران والكذب انتقاماً للنفس وقد يكون بينهم من الفضائل والمعارف سنوات طويلة، وإنك لتعجب من وقوف الإخوة في المحاكم أو الزوجين أو الأصدقاء، حيث يبدأ كل منهما يكشر عن أنيابه عن خصمه وكأن لم يكن بينهما فضل، وفي غير المحاكم قد يكون من صحبك لسنوات ثم تفرقوا لأجل دنيا لم يرعوا الفضل بينهم.
انظر إلى قصة حاطب بن أبي بلتعة عندما أراد أن يُخبر قريش بخطط النبي محمد صلى الله عليه وسلم لفتح مكة. بعد أن عزم النبي على فتح مكة، أرسل حاطب بن أبي بلتعة رسالة إلى قريش ليُخبرهم عن خطط النبي. كان حاطب قد أسلم وعاش في المدينة ولكنه كان لديه عائلة في مكة، فخشي على مصيرهم. علم النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأمر حاطب من الله، فاستدعى علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وأرسلهما إلى مكة للبحث عن الرسالة. وعندما وصلا إلى هناك، التقيا امرأة كانت لديها الكتاب الذي أرسله حاطب إلى قريش وسلمت الرسالة. بعد ذلك، عاد علي والزبير إلى النبي وأخبراه بما حدث. استدعى النبي حاطب وسأله عن سبب فعلته. اعتذر حاطب وأوضح أنه لم يكن يريد الخيانة بل كان يريد حماية عائلته، عندما سمع عمر بن الخطاب بما فعله حاطب، استشاط غضباً وقال للنبي: “يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المتهم!” ولكن النبي صلى الله عليه وسلم رد عليه قائلاً: “إنه قد شهد بدرًا، وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.” لم ينس النبي صلى الله عليه وسلم فضل حاطب بن أبي بلتعة في غزوة بدر، وهذا الدرس النبوي يقودنا إلى ألا ننسى كل صاحب ذي فضل.
يجب أن نتعمق في اللحظة الحاضرة ونتحلى بالحكمة عند اتخاذ الأحكام، وألا نغفل عن الشكر والامتنان لمن كان له فضل علينا. كما ينبغي علينا أن نفكر جيداً قبل إصدار الأحكام، إذ من الضروري أن ننظر إلى ما قدمه الآخرون من فضلٍ يمحو به أخطاءهم وزلاتهم. يجب علينا أيضاً أن نكبح جماح النفس البشرية عن الانتقام ونحكم عقولنا، ونسعى لبناء علاقات قائمة على الاحترام والتقدير.
علاوة على ذلك، من المهم أن نكون واعين لمشاعر الآخرين ونتجنب الإساءة لهم في أحلك الأوقات. نستطيع استلهام الدروس من قصص الأنبياء والصالحين، والعمل على تعزيز قيم التعاون والتسامح في مجتمعاتنا. نسأل الله أن يرزقنا الحلم والصبر، وأن نكون من الذين يتذكرون الفضل، فيصبحوا مثالاً للعدل والرحمة في كل تعاملاتهم.