رجل ميت يمشي وموظفو السجن كانوا يحترمونه.. يحيى السنوار في عيون «الشاباك» الإسرائيلي
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
قليل من الإسرائيليين يعرفون زعيم حماس في غزة، ولكن ليس مثل من قام باستجوابه لأكثر من 150 ساعة عندما كان محتجزا في السجون الإسرائيلية.
يحيى السنوارضابط استجواب يحيى السنوارمايكل كوبي، المدير السابق للتحقيقات في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، الرجل الذي استجوب السنوار لعدد كبير من الوقت، من أجل معرفة الأسرار التي يخفيها، قال في أحد التصريحات الصحفية إن السنوار كانت لديه عيون قاتلة، ويفضل أن يموت شهيدا على أن يتكلم.
ويتذكر كوبي أن السنوار كان «قاسيًا» وخاليًا من المشاعر، ولكنه «ليس مريضًا نفسيًا».
ويضيف ضابط الشاباك السابق الذي استجوب السنوار في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات: «لقد كان نوعًا مختلفًا من المعتقلين».
وفي عام 1989 حكمت محكمة إسرائيلية على السنوار بأربعة أحكام بالسجن مدى الحياة لدوره في قتل جنديين إسرائيليين.
يحيى السنوارالسنوار في السجنوفي وقت سجنه، كان السنوار رئيسًا لذراع الأمن الداخلي لحماس، ووفقًا لمصادر إسرائيلية وفلسطينية، كانت وظيفته هي التحقيق مع أعضاء حماس الذين يحتمل أن يكونوا يعملون مع الإسرائيليين.
وفي أوائل ديسمبر من هذا العام، قال الجيش الإسرائيلي إنه حاصر منزل السنوار في مسقط رأسه في خان يونس في النصف الجنوبي من قطاع غزة ولم يجدوه.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم 6 ديسمبر إن الأمر «مسألة وقت فقط» قبل تحديد مكانه. ووصف القادة العسكريون الإسرائيليون السنوار بأنه «رجل ميت يمشي».
ولا يزال مكان وجود السنوار على وجه التحديد مجهولا، ويعتقد مسؤولون إسرائيليون وآخرون إنه مختبئ في شبكة أنفاق حماس الواسعة أسفل قطاع غزة.
يحيى السنوارالقيادة السياسية لحركة حماسوقال الدكتور مايكل ميلشتين، الذي كانت مهمته دراسة حماس وشخصيات رئيسية مثل السنوار عندما عمل في المخابرات الدفاعية الإسرائيلية من عام 1993 حتى عام 2015: «هذا الهجوم هو مهمة حياته».
وفي عام 2014، بصفته رئيسًا لدائرة الشؤون الفلسطينية، ادعى ميلشتاين أنه رأى مؤشرات على أن قيادة حماس في غزة كانت تعمل بالفعل على شيء كبير.
وكان يحيى السنوار في ذلك الوقت شخصية قيادية في القيادة السياسية لحركة حماس في غزة. وبعد ثلاث سنوات، في عام 2017، تم انتخابه رئيسا عاما لحركة حماس في القطاع.
يحيى السنواروأضاف ميلشتاين: «عندما تحاول فهم ما حدث يوم 7 أكتوبر، يجب عليك أن تفهم شخصية يحيى السنوار».
وفي الأسابيع الأخيرة، أصبح من الواضح أن المسؤولين الإسرائيليين تجاهلوا العديد من الإشارات التحذيرية حول خطط حماس لشن هجوم، إلا أن الهجوم ما زال ناجحًا لأن التفاصيل الدقيقة حول الموعد الذي ستضرب فيه المجموعة ظلت سرية.
العمل داخل السجنوقال عصمت منصور، الكاتب والناشط الفلسطيني إن السنوار، أثناء وجوده في السجن، عمل معظم الوقت في الظل مع مجموعة صغيرة ومغلقة يثق بها.
ووصف زعيم حماس بأنه رجل صارم تعلم اللغة العبرية بطلاقة وأمضى معظم وقته في دراسة المجتمع الإسرائيلي والمسائل الأمنية، بما في ذلك الجيش الإسرائيلي الذي يطارده الآن.
يحيى السنوارواتفق منصور، ومحققه السابق كوبي إنه لم يكن يحظى باحترام واسع النطاق من قبل السجناء الآخرين فحسب، بل من قبل موظفي السجن أيضًا.
وقال كوبي، ضابط الأمن الإسرائيلي السابق: «كان يعرف كيف يقنع الناس بأن يكونوا معه»، مضيفاً أن تأثير السنوار على مسؤولي السجن أكسبه أفضل الظروف.
أسباب الهجوم على إسرائيلوأضاف منصور، أن هناك ثلاثة عوامل دفعت السنوار إلى شن الهجوم في 7 أكتوبر.
الأولى، كما قال، كانت الزيارات التي قام بها في وقت سابق من هذا العام قوميون إسرائيليون يمينيون متشددون إلى مجمع المسجد الأقصى، بالإضافة إلى المداهمات التي نفذتها الشرطة الإسرائيلية على المسجد.
والثاني، بحسب منصور، هو رفض السنوار للحصار الإسرائيلي على غزة والقيود الإسرائيلية المشددة على البضائع والأشخاص الذين يغادرون القطاع ويدخلونه.
أخيرًا، بصفته شخصًا قضى جزءًا كبيرًا من حياته خلف القضبان، كان لدى السنوار «التزام شخصي»، كما قال منصور، بمحاولة إطلاق سراح أكبر عدد من المقربين منه المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
يحيى السنواروعلى الرغم من التصريحات المتعددة التي أدلى بها مسؤولون إسرائيليون والتي ألقت اللوم بشكل واضح على السنوار في 7 أكتوبر، إلا أن بعض الخبراء المستقلين الذين يدرسون حماس غير مقتنعين بأنه كان المهندس الرئيسي للهجوم.
الرجل الثاني في التنظيموقال هيو لوفات، باحث في شؤون الشرق الأوسط، إنه يعتقد أن محمد ضيف، زعيم الجناح العسكري لحماس في غزة، كان العقل المدبر العام.
وقال لوفات: «كان السنوار بالتأكيد شخصية مهمة فيما يتعلق بالتخطيط للهجمات التي وقعت في 7 أكتوبر. ومع ذلك، على الأقل في رأيي، لم يكن المهندس النهائي لتلك الهجمات».
وفي المقابل، فإن الصور والمعلومات عن الضيف متناثرة للغاية لدرجة أنه أقرب إلى شخصية "شبح"، كما تقول جنيفر جيفيريس، الأستاذة في جامعة جورج تاون.
وقال جيفريس إن إسرائيل "بحاجة إلى الفوز" في حربها في غزة، وإن التركيز على السنوار هو جزء من رواية الحكومة الإسرائيلية في ادعاء هذا النصر.
إسرائيل تقول لنفسها: كيف نقول إننا هزمنا حماس؟ وقالت: "أعتقد أن هذه هي الطريقة التي يفعلون بها ذلك، من خلال رسم هدف على هذا الرجل".
اقرأ أيضاًسمير فرج: إسرائيل لم تصور «السنوار» ولكنها عثرت على فيلم بكاميرات المراقبة
أستاذ بـ التخطيط القومي: «السنوار» يحاول استخدام الرهائن للوصول لهدنة بغزة
نتنياهو: قواتنا تطوق منزل قائد حركة حماس يحيى السنوار فى قطاع غزة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: السنوار القبض على السنوار قائد حركة حماس من هو السنوار يحي السنوار يحيي السنوار یحیى السنوار حماس فی غزة السنوار فی
إقرأ أيضاً:
العربية لحقوق الإنسان: إنهاء الاحتلال الإسرائيلي هو الاستحقاق الذي يفرضه القانون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، على متابعتها مسار التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار في قطاع غزة المحتل لفترة 6 أسابيع كمرحلة أولى، وهو الاتفاق الذي من المفترض أن يشمل تبادل الأسرى، وتدفق المساعدات الإنسانية الضرورية لإنقاذ حياة السكان الفلسطينيين من حرب التجويع الإسرائيلية، ودخول معدات الدفاع المدني لانتشال جثامين ما بين 11 إلى 12 ألف قتيل تحت أنقاض 70 بالمائة من مباني القطاع المدمرة بالكامل، ويترك الاتفاق المجال وكالات الأمم المتحدة للنهوض بمسؤولياتها الإنسانية، وكذا وصول عربات المساكن المتنقلة وخيام لإيواء 1.8 مليون مشرد فلسطيني.
وأضافت المنظمة في بيان لها، أنها مع التقدير لما يشكله هذا الاتفاق من اختراق مهم لوقف جريمة الإبادة الجماعية الجارية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 15 شهراً والتي أوقعت ما لا يقل عن 170 ألفا بين قتيل وجريح من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء و80 بالمائة منهم من النساء والأطفال والشيوخ، فإن المنظمة ترى أنه من الضروري إعادة التأكيد على عدد من الثوابت الجوهرية للتعامل مع ما جرى والتي تتضمن:
1- أن قضية الشعب الفلسطيني تبقى قضية حقوق ثابتة ومشروعة وغير قابلة للتصرف، وأن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على كامل أراضيه "التي تم احتلالها في يونيو 1967 بما فيها القدس الفلسطينية المحتلة" يبقى أمرا مستحقا ولا يقبل المساومة.
2- وتؤكد المنظمة مجددا أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والعودة بصورة كاملة - ودون انتقاص - إلى خطوط 4 يونيو 1967 يظل الحد الأدنى الواجب تلبيته في أسرع وقت ممكن ودون إبطاء، وهو مسؤولية المجتمع الدولي دون مواربة، وهي مسؤولية لا يمكن تفويضها لأي طرف دولي.
3- تندد المنظمة بكل ما من شأنه أن يمس بالحقوق السياسية الفلسطينية، وخاصة ما تناولته تصريحات مسؤولي بعض الدول الغربية التي لا تزال تسعى لتشتيت البصر تحت مسمى معالجة الأزمة الإنسانية للفلسطينيين.
4- تستنكر المنظمة كل جهد يستهدف تقويض مسار الوصول للعدالة، وبعد هذا الكم الهائل من دماء الضحايا الفلسطينيين الأبرياء، وتشدد المنظمة على أهمية المضي قدما في الدعوى المطروحة أمام محكمة العدل الدولية بشأن ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي لجريمة الإبادة الجماعية مكتملة الأركان في قطاع غزة المحتل، وتندد بأي محاولات تستهدف تقويض مضي أطراف القضية قدما في مسعاهم لتحقيق العدالة.
5- وفي السياق ذاته، تندد المنظمة بكل المقدمات والمؤشرات على محاولات إضعاف ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وخاصة التهديدات لمسؤولي المحكمة الجنائية الدولية، وتدعو إلى الإسراع بوتيرة التحقيقات التي يجريها جهاز الإدعاء العام للمحكمة، وخاصة نحو إصدار مذكرات التوقيف لكبار القادة العسكريين والأمنيين للاحتلال، وإضافة تهمة الإبادة الجماعية لقائمة التهم.
6- كما تتطلع المنظمة لمؤتمر الدول الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 لحماية المدنيين وقت الحرب وتحت الاحتلال، والذي دعت لعقده الحكومة السويسرية في مارس 2025 تفعيلًا لقرار الجمعية العامة في سبتمبر 2024، وتأمل المنظمة في نهوض المؤتمر بمسئولياته نحو حماية المدنيين الفلسطينيين لحين إنهاء الاحتلال ومساءلة الجناة عن الانتهاكات الجسيمة لأحكام الاتفاقية، وتدعو المنظمة لعمل جماعي عربي منظم لضمان توصل المؤتمر لآليات فعالة لتنفيذ الاتفاقية.
وختاما، تنظر المنظمة بتقدير كبير لجهود كل من قطر ومصر في العمل الحثيث من أجل وقف إطلاق النار لحقن دماء الأبرياء الفلسطينيين، وإسراعهما بتجهيز مساعدات إنسانية يحتاجها سكان القطاع بصورة ماسة.
وتدعو كافة دول العالم للإسراع بتوفير المساعدات الضرورية لإغاثة المنكوبين في قطاع غزة، أخذا في الاعتبار أن العدوان الإسرائيلي قد أتى على كل مقومات الحياة في سياق جريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبها في القطاع.