RT Arabic:
2024-10-04@14:49:09 GMT

الساق الملكية و"المذبحة الكبرى"

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT

الساق الملكية و'المذبحة الكبرى'

أصيب الجنرال رودولفو غراتسياني، نائب ملك إيطاليا بشظايا في ساقيه خلال محاولة اغتيال جرت في أديس أبابا في 19 فبراير عام 1937، ورد الإيطاليون بمذبحة كبرى سقط خلالها آلاف المدنيين.

إقرأ المزيد "حدائق العار البشرية" للترفيه عن "العالم المتحضر"

الجنرال غراتسياني، نائب الملك الإيطالي في شرق إفريقيا كان يتقدم حينها حفلا في باحة القصر الإمبراطوري في أديس أبابا والذي تحول إلى مقر لجامعة باسم العاصمة الإثيوبية حاليا، صحبة كبار المسؤولين الإيطاليين الفاشيين فيما عرف في ذلك الوقت بـ "إثيوبيا الإيطالية".

كان من المفترض أن يسلم غراتسياني خلال ذلك الاحتفال هدايا لـ"الفقراء" لاستمالة الإثيوبيين الذين كانوا ألحقوا هزيمة مخزية بالقوات الإيطالية في غزوها الأول عام 1896 في معركة "عدوة" الشهيرة.

الإيطاليون الذين كانوا يعتقدون أنهم أخضعوا السكان لسلطتهم بقوة الحديد والنار في معارك عام 1936، فوجئوا باندفاع رجلين هما أبرهام ديبوتش وموغيس أسجدوم، ورميهم 10 قنابل يدوية بدائية على المشاركين في الاحتفال.

قتل في هذا الهجوم سبعة أشخاص وأصيب 50 آخرون، من بينهم ضباط إيطاليون كبار بمن فيهم الجنرال أوريليو ليوتا، القائد العام للقوات الجوية الإيطالية في إثيوبيا، علاوة على الجنرال غراتسياني الذي انتشرت أكثر من 350 شظية صغيرة في جسده وخاصة في الساقين. في المستشفى وهو يتلقى إجراءات الإسعاف، أمر غراتسياني بتنفيذ انتقام سريع وعنيف.

تلك المذبحة ضد المدنيين التي تعرف بالأمهرية وبالتقويم المحلي بـ "ياكاتيت 12"، توصف بأنها أسوأ مذبحة في التاريخ الإثيوبي، كما تعرف في الأدب الإثيوبي باسم "المذبحة الكبرى".

على مدى ثلاثة أيام في 19 و10 و21 فبراير عام 1937، قامت قوات الاحتلال الإيطالي وبمشاركة ما يعرف بفرق " القمصان السوداء" بإطلاق النار على كل من صادفهم من السكان المحليين في شوارع أديس أبابا، وتعرض لاحقا الكثيرون من المدنيين العزل للقتل داخل منازلهم، وأضرم الإيطاليون النار في المنازل ثم أطلقوا النار من مدافعهم الرشاشة على كل من يخرج من ألسنة اللهب.

علاوة على كل ذلك، شنق الإيطاليون العديد من المدنيين على أغصان الأشجار على طول الطرق المؤدية إلى أديس أبابا، وتمددت المجزرة الرهيبة إلى مدن مجاورة.   

القوات الإيطالية قامت وقت المذبحة بتطويق العاصمة أديس أبابا بشكل تام، كما تم قطع اتصالها بالتلغراف بالعالم لتجري عمليات الانتقام الدموية في صمت.

المصادر الإثيوبية تتحدث عن مقتل 30 ألف شخص على يد الإيطاليين، فيما ذكرت مصادر أخرى أن عدد القتلى يتراوح بين 1400 إلى 6000 شخص، إلا أن دراسة أجريت في عام 2017، توصلت إلى أن حوالي 19200 شخص قتلوا في تلك المذبحة، وهو رقم يعادل ما نسبته حينها 20 بالمئة من سكان أديس ابابا.

العديد من سكان أديس أبابا تعرضوا للاعتقال بما في ذلك موالون للإيطاليين من السكان المحليين كانوا قاموا بمساعدتهم في التعرف على الرجلين اللذين نفذا محاولة الاغتيال الجريئة.

غراتسياني، الجنرال الدموي الذي حاز عن جدارة بلقب "الجزار" أثناء قيادته لقوات بلاده في ليبيا وغثيوبيا، يعد بطلا في بلاده.

هذا القائد العسكري الفاشي لم يكتف بتلك المذبحة وزاد عليها بملاحقة وقتل المنشدين والعرافين المحليين لدورهم في نشر أخبار المذابح الإيطالية والجرائم التي ترتكب بحق مواطنيهم.

غراتسياني أبلغ وزارة المستعمرات الإيطالية في تقرير مؤرخ في 119 مارس عام 1937 عما قام به من إجراءات قائلا:

بعد محاولة الاغتيال في 19 فبراير، أبلغتني السلطات السياسية والشرطة أنه يجب تصنيف المطربين المتجولين والعرافين والسحرة على أنهم عناصر خطرة على النظام العام. لقد نشروا شائعات غير محتملة بين السكان المتخلفين والجاهلين والمؤمنين بالخرافات بأن إبادة كاملة للسكان من قبل الإيطاليين من المفترض أن تتم، وأيضا بشأن هجوم وشيك على العاصمة من قبل مفارز للمتمردين باستخدام مساعدات خارجية، وبشأن عودة وشيكة لنيجوس (إمبراطور إثيوبيا) على رأس جيش كبير، وما شابه... اقتناعا مني بالحاجة إلى اقتلاع هذه الحشائش، أصدرت الأمر باحتجاز وإطلاق النار على جميع المطربين المتجولين والعرافين والسحرة في المدينة والمنطقة المحيطة بها. حتى الآن تم القضاء على 70 شخصا.

إثيوبيا تكرس رسميا حتى الآن، 19 فبراير يوما للحداد الوطني، ولا ينقص من قيمة هذه الذكرى المأساوية والبطولية في آن واحد، أن إثيوبيا وإريتريا تتنزعان الفضل بادعاء كل منهما أن الرجلين اللذين نفذا محاولة اغتيال غراتسياني هما من مواطنيها.  

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف أدیس أبابا

إقرأ أيضاً:

الفنانة الإيطالية إيزابيل أدرياني: أصول قصة «سندريلا» مصرية.. وأتمنى إنشاء مدرسة تمثيل في مصر

أعربت الفنان الإيطالية إيزابيل أدرياني، عن سعادتها وفخرها بتكريمها بحفل افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لأفلام دول البحر المتوسط، وأكدت أن لمصر مكانة خاصة بالنسبة لها.

وقالت «أدرياني» خلال ندوة تكريمها على هامش فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لأفلام دول البحر المتوسط، أنها تأثرت بالتاريخ الفرعوني بشكل كبير، وتعتبر التاريخ المصري حبها الأول، موضحة أنها شاهدت العديد من الأفلام المصرية، منها أفلام عمر الشريف وعادل إمام، وأكثر ما يجذبها في السينما المصرية هو أنها تؤرخ للتاريخ المصري القديم». وكشفت أن أصول قصة سندريلا مصرية، وقد أكدت الحضارة الرومانية ذلك أيضًا.

الفنانة الإيطالية إيزابيل أدرياني

أما عن أعمالها التي تنوعت بين التأليف والتمثيل والإخراج أكدت على حبها لجميع أعمالها دون استثناء قائلة: «أحب جميع الفنون التي قدمتها، سواء في التأليف أو التمثيل أو الإخراج، لأنني أحب سرد القصص مثل سندريلا، وهو أمر ممتع بالنسبة لي. وأنا حاليًا بصدد إخراج فيلمي الخامس، وهو قصة خيالية، وأتمنى تقديم عمل عن مصر أو الإسكندرية».

ونوهت الفنانة الإيطالية إيزابيل أدرياني، إلى أن حبها للحكايات والقصص يظل قويًا رغم الحروب التي تجري حاليًا، وتعتقد أن من خلال حكايات سندريلا التي تقدمها في أعمالها، يمكن توحيد الثقافات والعالم. وأضافت أنها اكتشفت، من خلال قراءة عدد من الكتب التاريخية، أن أصول قصة سندريلا مصرية، وقد أكدت الحضارة الرومانية ذلك أيضًا.

أما عن المدرسة التمثيلية التي انشأتها في إيطاليا قالت: «لدى مدرسة خاصة في التمثيل، حيث أعلم الطلبة فنون التمثيل المختلفة، وأتمنى أن أنشئ نفس التجربة في مصر، لأنني أرى أن مصر تتميز بفنونها وحضارتها، كما أرى أن الفنان المصري يتسم بملامح تجعله من أهم الممثلين في العالم، ولديه القدرة على تجسيد عديد من الشخصيات المختلفة».

اقرأ أيضاًبعد منافسته جائزة الأوسكار بمهرجان الإسكندرية.. موعد عرض الفيلم التونسي «الما بين»

بنك الإسكندرية يتيح حساب توفير «ابدأ» بدون مصاريف وبفائدة 14%

مقالات مشابهة

  • هل أثرت الزلزال الأخيرة في إثيوبيا على سد النهضة؟.. عباس شراقي يُجيب
  • عمدة بلدة كوربيتا الإيطالية يثير غضب الإسباني موراتا
  • رئيس الكونفدرالية الإيطالية يكشف لـ«البوابة نيوز» تفاصيل إطلاق مشروع ضخم لتدريب العمالة المصرية 
  • النائب العام يبحث أفق تعزيز التعاون مع الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي
  • البابا تواضروس يوقع اتفاقية تعاون بين مكتبتي أمبروزيانا الإيطالية والبابوية
  • وسط احتدام الأزمة مع إثيوبيا.. الصومال يبحث الترتيبات الأمنية لعام 2025.. ويؤكد: أديس أبابا تخدم وتروج للجماعات الإرهابية
  • بالتنسيق مع مصر.. الإمارات تنقذ شابًا فلسطينيًا من بتر ساقه
  • الفنانة الإيطالية إيزابيل أدرياني: أصول قصة «سندريلا» مصرية.. وأتمنى إنشاء مدرسة تمثيل في مصر
  • مثلث الموت في صقلية.. إرث المافيا الإيطالية لا يزال حاضراً
  • الملكية تدعو مسافريها إلى التحقق من مواعيد رحلاتهم