هل تحد خلية الاتصال الرباعية من شحنات المخدرات السورية نحو الأردن؟
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
قللت مصادر سورية وأردنية من حظوظ نجاح "خلية الاتصال" التي اتفق وزراء داخلية الأردن والعراق ولبنان والنظام السوري على تأسيسها خلال اجتماعهم في العاصمة الأردنية مطلع الأسبوع الحالي، لمكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود انطلاقاً من الأراضي السورية.
وأرجعت المصادر في حديثها لـ"عربي21" تقديرها إلى عدم جدية النظام السوري في مكافحة تهريب المخدرات، والتذرع بعدم فرض سيطرته الكاملة على الجنوب السوري والشريط الحدودي مع الأردن.
وكان وزير الداخلية الأردني مازن الفراية قد أكد بعد الاجتماع الوزاري تأسيس "خلية اتصال مشتركة"، تتألف من ضباط اتصال من الدول لتبادل الخبرات والتدريب والقدرات وبشكل رئيسي ومتابعة المعلومات سواء السابقة أو اللاحقة وتتبع الشحنات الخارجة من الدول الى وجهتها النهائية.
وتابع بأن موضوع آفة المخدرات هو موضوع خطير له آثار اجتماعية واقتصادية، مضيفاً: "جميعنا معترفون بأن هناك مشكلة كبيرة هي مشكلة المخدرات وأن كل مجتمعاتنا تعاني من هذه المشكلة، لذلك اتفقنا اليوم أنه بدون جهد تنسيقي مشترك من قبل دولنا المجتمعة لن تكون هناك نتائج نصبو إليها".
ويأتي تشكيل الخلية بعد شن الأردن غارات جوية على مناطق تابعة لمجموعات التهريب في الداخل السوري، ويتزامن مع زيادة محاولات تهريب المخدرات والأسلحة إلى الأردن من الحدود السورية، وكثرة الاشتباكات التي تخوضها قوات حرس الحدود الأردني مع مجموعات التهريب.
ويؤكد صلاح ملكاوي المحلل السياسي الأردني المقرب من دوائر صنع القرار الأردني، أن الاجتماع الوزاري يأتي ترجمة لقرار قمة جامعة الدول العربية التي عقدت في جدة في أيار/مايو 2023، بإعادة نظام دمشق إلى الحضن العربي مقابل التزامات في مجال مكافحة المخدرات بعد ارتفاع منسوب شحنات المخدرات التي تستهدف الأردن والخليج العربي.
وأضاف لـ"عربي21" أن تشكيل الخلية جاء على خلفية فشل المسار الأمني العسكري بين الأردن والنظام السوري الذي أطلق خلال اجتماع وزير دفاع النظام السوري علي محمود عباس مع رئيس هيئة أركان الجيش الأردني يوسف الحنيطي في عمان، بحضور مدير المخابرات الأردنية أحمد حسني، ونظيره السوري حسام لوقا في عمان، في تموز/يوليو 2023، في مكافحة المخدرات.
وتابع ملكاوي، بالإشارة إلى زيادة تهريب المخدرات في الفترة الأخيرة، وقال: "بالتالي كان لا بد من الانتقال من المسار الأمني العسكري إلى المسار السياسي، من خلال ضم وزراء الداخلية التي تربطها بإيران علاقة قوية (العراق، لبنان) إلى هذا المسار"، في إشارة منه إلى الاتهامات التي توجه لإيران بالمسؤولية عن شحنات المخدرات التي تستهدف الأردن.
الحجة على النظام السوري
وبحسب ملكاوي، فإن "خلية الاتصال" تُعبر عن حرص الأردن على إقامة الحجة والدليل على النظام السوري الذي لا يبذل أي جهد في مكافحة المخدرات أمام دول الجوار والجامعة العربية.
وهنا، اتهم المحلل السياسي الأردني النظام السوري باختلاق الذرائع للتهرب من مسؤوليته، موضحاً أن "دمشق تحدثت عن عدم امتلاكها السيطرة على الجنوب السوري بسبب خروجه عن السيطرة"، متسائلاً: "لكن هل ينسى النظام أن المخدرات تُصنع في مناطق تقع في عمق سيطرته، مثل ريف دمشق والساحل السوري"؟.
وتابع ملكاوي، بأن النظام يحاول اختزال المشكلة في الجنوب السوري، لكن الكل يعلم أن محافظات درعا والسويداء والقنيطرة هي مراكز انطلاق لمجموعات التهريب نحو الأردن.
وكان الجيش الأردني أعلن بعد يوم واحد من الاجتماع عن مقتل 5 مهربين وإصابة 4 آخرين، أثناء محاولة تسلل وتهريب من سوريا، مضيفاً في بيان أن "المنطقة العسكرية الشرقية وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية العسكرية وإدارة مكافحة المخدرات، أحبطت فجر الأحد ضمن منطقة مسؤوليتها، محاولة تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة قادمة من الأراضي السورية".
تزامنا، أعلنت وزارة دفاع النظام الإثنين أن قوات حرس الحدود صادرت 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر و120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية.
ويبدو أن خطوة النظام هذه تهدف إلى إظهار "جدية" في مكافحة تهريب المخدرات، وعن ذلك يتساءل الباحث في "مركز الحوار السوري" أحمد القربي، عن توقيت إعلان النظام السوري عن ضبط شحنة مخدرات قرب الحدود الأردنية في هذا التوقيت، وأجاب: "باعتقادي التوقيت يبدو واضحاً، إذ يدعي النظام أنه يكافح المخدرات".
وأضاف لـ"عربي21": "الأردن رغم انفتاحه على النظام السوري، لم يحقق نتيجة في مكافحة المخدرات، وبالتالي فإن تشكيل هذه اللجنة لن يقدم أو يؤخر، لأن النظام يعتمد في اقتصاده على التجارة غير المشروعة، وهذا ما تؤكده زيادة شحنات التهريب نحو الأردن بعد التطبيع العربي مع النظام".
ابتزاز الدول العربية
ويتفق مع القربي الباحث في القضايا الأمنية المقدم عبد الله النجار لجهة التقليل من جدوى تأسيس "خلية الاتصال"، ويقول لـ"عربي21": "النظام يتخذ من ملف المخدرات وسيلة لابتزاز الأردن والدول العربية، للحصول على الأموال".
ويضيف أن كل الدول العربية تدرك عدم جدية النظام، ولذلك هي تمتنع للآن عن تقديم الأموال له، معتبراً أن "النظام سيواصل رعاية تهريب المخدرات، والدول العربية مستمرة في زيادة التدقيق على شحنات المخدرات، ومن غير المعلوم من الطرف الذي سيقدم تنازلات".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المخدرات العراق سوريا العراق سوريا الاردن المخدرات المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مکافحة المخدرات تهریب المخدرات الدول العربیة النظام السوری فی مکافحة
إقرأ أيضاً:
بالفيديو .. النابلسي: دعم الرئيس السوري فرض عين
سرايا - أثار الداعية السوري الشهير محمد راتب النابلسي موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بعد اعتباره دعم الرئيس في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع "فرض عين" على كل مسلم، الأمر الذي دفع الشيخ إلى التعليق في تدوينة نشرها الجمعة عبر حسابه على منصة "فيسبوك".
وظهر النابلسي في مقطع مصور على هامش أحد الاجتماعات الأولية التي تعقدها اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني المرتقب في دمشق، قائلا إن "دعم الحكومة فرض عين على كل مسلم وإذا لم ندعمها فنحن مع العصاة".
وأضاف النابلسي في المقطع المتداول على نطاق واسع: "لم يسبق أن جاءنا حاكم (أحمد الشرع) بهذا المستوى، جلست معه ساعة ونصف رأيته واحدا منا، ودعمه فرض عين على كل مسلم".
وتسبب حديث النابلسي الذي عاد إلى سوريا عقب أسابيع قليلة من سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في موجة حادة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي بين معرب عن دعمه لحديث الداعية ومعارض له.
في غضون ذلك، أصدر النابلسي توضيحا بشأن حديثه المتداول على منصات التواصل الاجتماعي لافتا إلى أنه تكلم عن "فرض العين في غير موضعه".
وقال الداعية السوري إن "التجربة السورية تجربة وليدة جاءت بعد مخاض عسير وتضحيات عظيمة ونجاحها سيكون له إن شاء الله آثار عظيمة على مستقبل بلدنا والمنطقة".
وأضاف: "كنت وما زلت أؤكد على واجبنا الأخلاقي في دعم هذه التجربة ودعم إدارتها بالتأييد والمناصحة والتقويم وسد الخلل، كل ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة".
وأردف النابلسي: "نحن جميعا شركاء في بناء وطننا ونجاحنا يتطلب تضافر الجهود وأن يحدد كل منا موقعه في نصرة ديننا وبناء بلدنا".
ومضى قائلا: "وإن كنت تكلمت عن فرض العين في غير موضعه فهذا من سبق اللسان لشدة ما رأيت من تتبع الزلات وشدة البأس على هذه التجربة منذ ولادتها دون النظر إلى التركة الثقيلة وما خلفته من مآسٍ وهموم لا يمكن حلها إلا بدعم وتكاتف والتفاف الشعب بكل مكوناته حول من تصدى لحملها".
وأضاف: "وعليه أكرر أن دعم التجربة المتمثلة بهذه الحكومة التي خرجت من رحم الثورة أو أي حكومة يختارها الشعب هو واجب الوقت وهذا منطلق ديني ووطني بالوقت نفسه".
بالفيديو.. النابلسي: دعم الرئيس السوري "فرض عين" #سرايا #سوريا #عاجل #النابلسي https://t.co/znlm2l33Es pic.twitter.com/GbjYEn3xbE
— وكالة أنباء سرايا الإخبارية (@sarayanews) February 21, 2025تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 4618
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 21-02-2025 08:32 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...