اهتمام إعلامي وسياسي كويتي واسع بزيارة سمو أمير دولة الكويت لدولة قطر
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
تحظى زيارة الدولة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة إلى الدوحة، اليوم، باهتمام إعلامي وسياسي كويتي واسع، بالنظر إلى ما تجسده هذه الزيارة من انعكاس لروح المحبة والتلاحم والترابط بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين.
وتتصف العلاقات القطرية الكويتية على الدوام بأنها علاقات تاريخية متجذرة متماسكة ومتداخلة منذ القدم، وهي تسير في خطوات ثابتة وإيمان قوي وراسخ لدى قيادتي البلدين والشعبين بأهمية هذه العلاقات، واستمرارية نموها وتطورها في مختلف المجالات، بما يعود بالنفع على المصالح العليا للجانبين.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور فيصل بوصليب المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، والسيد داهم القحطاني الصحفي والمحلل السياسي الكويتي على الأهمية الكبيرة التي تنطوي عليها الزيارة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت إلى دولة قطر اليوم، وما استحوذت عليه من متابعة واسعة وترقب كبيرين على الصعد الرسمية والشعبية والإعلامية في البلدين والمنطقة، لما تمثله من تجسيد حي وصادق للعلاقات المتميزة بين الدوحة والكويت في شتى أبعادها وعلى مر الزمن والعصور.
وشددا في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ على أن هذا الاهتمام اللافت بهذه الزيارة التاريخية وهى الأولى لسمو أمير دولة الكويت لدولة قطر، يأتي انعكاسا حقيقا لخصوصة العلاقات القطرية الكويتية، ولما يربط بين قيادتي البلدين وشعبيهما الشقيقين من أواصر الأخوة والمودة في إطار منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، باعتباره البيت الكبير الذي يضمنا جمعنا، ولقناعة القيادتين الراسخة بضرورة توطيد التقارب والوحدة الخليجية في وقت يشهد فيه العالم متغيرات متسارعة وتحديات وأزمات جمة تستدعي بالضرورة تعزيز اللحمة الخليجية على المستويين الثنائي والجماعي.
وقال الدكتور فيصل بوصليب المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت: إن زيارة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح إلى دولة قطر الشقيقة، تأتي في إطار الزيارات الخارجية التي يقوم بها صاحب السمو الأمير، والتي من الواضح أنها تركز على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث يدرك سموه أهمية هذه المنظومة في ضمان الأمن القومي الخليجي ودعم أمن دولة الكويت، وتكاملها الاقتصادي مع دول مجلس التعاون.
وأضاف الدكتور بوصليب في معرض حديثه لـ/قنا/، أن زيارة صاحب السمو أمير دولة الكويت للدوحة تؤكد بلا شك على رسوخ العلاقة بين البلدين الشقيقين، حيث أن لدولة قطر أهمية وثقل إقليمين بل حتى على المستوى الدولي، في حين تسعى الكويت إلى الاستفادة من التجارب القطرية الناجحة في مجالات التنمية البشرية والعمرانية وتطوير التعليم ومشاريع البنى التحتية.
وتابع قائلا "إن دور السياسة الخارجية القطرية المميز خصوصاً فيما يتعلق بدور الوساطة في حل النزاعات الإقليمية وأهمها في أفغانستان أو في الأحداث الجارية في قطاع غزة، سيكون في أولوية المباحثات بين البلدين.
من جهته وصف السيد داهم القحطاني الصحفي والمحلل السياسي الكويتي الصحفي في تصريحه لـ/قنا/، العلاقات القطرية الكويتية بالتميز والتواصل التاريخي والرسوخ.
وتابع قائلا في سياق ذي صلة "تجمع دولة الكويت بدولة قطر الشقيقة علاقات مميزة على المستوين الرسمي والشعبي، فمنذ نشأة الدولتين لم ينقطع التواصل، والتاريخ بين البلدين يشهد مواقفا عدة تمثل هذا التواصل".
ولفت إلى أن الكويتيين يستذكرون بفخر واعتزاز وثناء الموقف القطري المتقدم حين تعرضت الكويت للغزو العراقي، إذ سخرت قطر كل إمكاناتها لنصرة الحق الكويتي، وأن ذلك قد تمثل في البطولات التي سطرها الجيش القطري في معركة تطهير مدينة الخفجي أولا، ولاحقا المشاركة في حرب تحرير الكويت".
وأكد القحطاني على أن خط الدوحة - الكويت يشهد حاليا زيادة في عدد المسافرين على الجانبين خصوصا بعد النجاح القطري المذهل في تنظيم بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وكأس آسيا لكرة القدم .
وتابع، من المتوقع أن تشهد الزيارة تطوير التعاون الصناعي بين البلدين خصوصا في مجال قيام شركات كويتية حكومية وأخرى خاصة بالاستثمار في المشاريع التي طرحتها الحكومة القطرية على المستثمرين بشكل عام .
كما ستتطرق الزيارة حسب قوله إلى تعزيز المناخ الاستثماري بين قطاعات الأعمال في البلدين، بما يحقق أهداف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في تعزيز المشاريع العملاقة المشتركة.
وحول أهمية الزيارة في دعم مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية قال القحطاني في تصريحه لـ/قنا/: إن دولة الكويت ودولة قطر تضطلعان ومنذ تأسيس مجلس التعاون بدور مهم في استقرار عمل المجلس كمنظومة موحدة وقابلة للاستمرار رغم كل الظروف السياسية ورغم تعدد الخلافات بين حين وآخر.
وتطرق القحطاني لأهمية الزيارة من تعزيز التنسيق للمواقف إزاء تطورات الأوضاع في المنطقة والقضايا الإقليمية والدولية، لافتا إلى أن دولة الكويت تتميز بكونها الدولة الوسيط في أزمات إقليمية متعددة، في حين تتميز دولة قطر بدور مهم وحيوي في تخفيف الاحتقان العالمي، وتعتبر من أهم الدول في مجال وساطة السلام.
ورأى أنه من هذا المنطلق يتوقع أن تبحث زيارة سمو أمير دولة الكويت لقطر كيفية التعاون المشترك في تفعيل أدوار الوساطة الدولية بهدف وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وهو الدور الذي تقوم به دولة قطر منذ بداية الأزمة، ويتوقع أن تصل فيه إلى نتيجة إيجابية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر الكويت مجلس التعاون لدول الخلیج العربیة أمیر دولة الکویت بین البلدین صاحب السمو دولة قطر
إقرأ أيضاً:
الإمارات والولايات المتحدة تواصلان ترسيخ التعاون في التكنولوجيا والابتكار
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، استكشاف سبل ترسيخ تعاونهما الإستراتيجي في مجالي التكنولوجيا المتقدمة والابتكار.
وبحث معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، مع عدد من كبار المسؤولين وقادة الأعمال سبل الارتقاء بالشراكة طويلة الأمد في المجال التكنولوجي بين الدولتين الصديقتين، بما يرسخ مكانة الإمارات منصةً عالمية للابتكار والذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، وذلك خلال مشاركته على رأس وفد إماراتي في معرض CES 2025، الحدث السنوي الأكبر عالمياً في صناعة الإلكترونيات الاستهلاكية الذي تحتضنه مدينة لاس فيغاس الأمريكية.
وضم الوفد الإماراتي مجموعة من كبار المسؤولين الحكوميين وقادة الأعمال وممثلي الشركات.
والتقى معالي الزيودي خلال زيارته، كبار المسؤولين الحكوميين الأمريكيين، بمن فيهم ستافروس أنتوني حاكم ولاية نيفادا وممثلون عن مكتب حاكم ولاية نيفادا للتنمية الاقتصادية، وغرفة التجارة الأمريكية، وغرفة لاس فيغاس.
وركزت النقاشات على سبل تعزيز الشراكات التكنولوجية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة، واستكشاف فرص التعاون.
كما تناولت اللقاءات أبرز المميزات التي تتمتع بها الدولة على صعيد بنيتها التحتية المتطورة ومواهبها ومنظومتها المواتية للأعمال، بصفتها بوابة للأسواق سريعة النمو في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.
وأكد معالي ثاني الزيودي أن الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة تخطت 35 مليار دولار، مما يجسّد قوة العلاقات الاستثمارية بين الجانبين.
وقال إنه بالتوازي مع توسيع شراكاتنا في مجال التكنولوجيا المتقدمة، نهدف إلى دعم الابتكار وتوفير المزيد من فرص العمل وتسريع تبني الجيل التالي من التكنولوجيا، حيث تتيح منظومة التكنولوجيا في دولة الإمارات، المدعومة بمبادرات منها الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، فرصاً لا تضاهى للشركات الأمريكية التي تتطلع إلى الارتقاء بعملياتها والوصول إلى الأسواق عالية النمو، ويمكن للطرفين معاً تحقيق الازدهار المشترك وبناء مستقبل زاخر بالابتكار والتعاون.
كما شارك معالي الزيودي في جلسة نقاش بحثت الاتجاهات والتحديات الجيوسياسية الراهنة، وركز خلال كلمته على قوة التجارة العالمية، مؤكدا دور دولة الإمارات في مد الجسور بين الأسواق وتمكين التدفقات التجارية السلسة بما يحقق مصالح الجميع.
وألقى معاليه الضوء على أبرز مستجدات برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة الذي تواصل دولة الإمارات تنفيذه منذ نهاية عام 2021 بهدف توسيع نطاق العلاقات التجارية مع الأسواق الإستراتيجية حول العالم.
وخلال زيارته التي استمرت ثلاثة أيام، عقد معالي الزيودي لقاءات مع كبار المديرين التنفيذيين لعدد من الشركات الرائدة المتخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الصحية، وتكنولوجيا السيارات، واللاعبين الرئيسيين في الصناعة منها أكسنتشر وكوالكوم وجمعية تكنولوجيا المستهلك وسكايلو ، وإم جي إم العالمية للمنتجعات.
يشار إلى أن الولايات المتحدة تعدّ رابع أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات على الصعيد العالمي، بحصة تبلغ 4.8% من إجمالي التجارة غير النفطية للدولة.
وخلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، بلغ حجم التجارة البينية غير النفطية 28.3 مليار دولار، بنمو نسبته 46.2% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.
وتعدّ دولة الإمارات أهم شريك تجاري للولايات المتحدة في العالم العربي، إذ تشكل التجارة الثنائية 27% من التجارة غير النفطية للولايات المتحدة مع المنطقة.
وعلى صعيد الاستثمارات، بلغت قيمة أصول دولة الإمارات في الولايات المتحدة 35 مليار دولار، أي ما يتجاوز 50% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة من الدول العربية في أمريكا حتى نهاية عام 2023، بينما تخطت قيمة الاستثمارات الأمريكية في دولة الإمارات 5 مليارات دولار مع نهاية عام 2022.وام