شبكة الاعلام: رحلةٌ في زمنٍ مُعَكَّرٍ
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
20 فبراير، 2024
بغداد/المسلة الحدث:
سنواتٌ من التّعثرِ، وتحدياتٌ جسامٌ، وشبكةٌ الاعلام العراقي، تُصارعُ الفسادَ.
لكن نبيلُ جاسم حملَ رايةَ النّهوضِ، وارتقى بها، وأسس لِإعلامٍ نزيهٍ، يُعانقُ الضّياءَ.
وللأسف، ففي زمنٍ مُعَكَّرٍ، ُتحاكُ المؤامراتُ، وتُزهقُ الحقوقُ، وتُسْتَبدلُ الكفاءاتُ، بِمُحاباةٍ
يستبعد نبيلُ جاسم، ظلماً، بعدما فشلتْ كلّ محاولاتِ تشويهِ صورتهِ، وكشف الاستجوابُ البرلمانيّ عن نزاهتَهُ
لكن السياسة تصدر قرارها، بإعدام المهنية.
المتوقع، فراغ كبير، وفتْح بابَ أمامَ المُتردّيةِ والنطيحة، لِتُسلّمَ مقاليدَ الأمورِ بِسُلّمِ التملقِ والابتذال.
لهذا السبب، نوجه النداءٌ لِرئيسِ الوزراءِ محمد السودانيّ، أنْ لا يرضخَ لِضغوطِ الأحزابِ، وأنْ يختارَ لِشَبكةِ الإعلامِ رئيسًا مُتمكّنًا، مُستقلًا، بِلا انتماءٍ سياسيّ.
واذا حدث ذلك، بتدبير أعلام النفاق، تحت تراتيل أناشيد الوصوليين الصغار، فسوف تكون عودتِنا لِلماضي، لِزمنِ الفسادِ، وأنصاف الاعلاميين، والطامعينَ بِالمناصبِ، وأصحابِ النفوسِ الدنيئةِ.
لْنَحذَرْ منْ عودةِ الظلامِ، ولْنُحافظْ على شعلةِ النورِ.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
الفرق بين منظومة الفساد ومؤسسة الفساد
عندما تتفكر في منظومة الفساد التي تحكم مصر يجب أن تدرك فورا أنها مختلفة عن مؤسسة الفساد التي حكمت في عهد مبارك. فالمنظومة هي تشكيل فردي يسيطر على موارده وقراراته شخص بعينه (السيسي) وأقرب المقربين له من عائلته وذويهم، وصاحب المنظومة يديرها على أنها عزبة أبيه يحلبها للنهاية وينهبها دون معقولية ولا دراية، يختار من يعينه من ضعاف الشخصية والمهارات التقنية، مثل رئيس الوزراء مدبولي، ليبقى دائما تحت السيطرة.
وتعتمد هذه المنظومة على القروض والمعونات والتي تورط أجيالا قادمة وتؤدي في النهاية إلى الإفلاس الكامل والانهيار التام، منظومة دموية ليس لديها ما تقدمه للشعب ولذلك تهدد وتتوعد ولا تتورع عن قتل الآلاف واعتقال عشرات الآلاف لتأمين المنظومة.
وتمثل المؤسسة العسكرية قلب المنظومة، ويسيطر رأس المنظومة فيها على المؤسسة العسكرية سيطرة تامة. وليس لدى رأس المنظومة بها أي خطوط حمراء، ولا يمكن التخلص منها إلا بالقوة وذلك بالتخلص من رأس المنظومة.
أما مؤسسة الفساد (مبارك) فتعتمد على هيكل مؤسسي قوي وفاسد يحكم، ولكنها غالبا تضم شخصيات مؤهلة وأحيانا عباقرة في تخصصاتهم. وهناك اتفاق غير مكتوب بين أفراد المؤسسة ورأسها على رسم خطوط حمراء للسياسة المطبقة، بما فيها السياسة الخارجية وتؤدي فيها المؤسسة العسكرية دورا محددا لا تتعداه.
وهي تنجح في الاتفاقيات الدولية طويلة المدى، وقابليتها للإصلاح أكبر بكثير من منظومة الفساد، وتستخدم التوازنات كثيرا في الداخل وتعتبر إسرائيل العدو الطبيعي وأحد الخطوط الحمراء، وتوظف مواقفها لإرسال رسالات شعبية وتلوح دائما بالاستقرار كأهم كروتها للاستمرار. والفساد فيها مؤسسي ومقنن والإخلاص، منها يستلزم التخلص من المؤسسة بالكامل وليس الرأس فقط.