شبكة اخبار العراق:
2025-04-07@11:25:27 GMT

محطات فـي ذاكرة سفير عراقي

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT

محطات فـي ذاكرة سفير عراقي

آخر تحديث: 20 فبراير 2024 - 11:19 صبقلم:أحمد صيري لَمْ يكُنْ سفيرًا عاديًّا نهض بِدَوْر تمثيل بلاده في عددٍ من السَّاحات على مدى (44) عامًا قضاها السَّفير عوض فخري في مركز وزارة الخارجيَّة، وسفيرًا للعراق في عددٍ من ساحات الحدَث عربيًّا ودوليًّا، وإنَّما كان شاهدًا على أحداث ومنعطفات وتحدِّيات عاشها العراق واحتفظ بحُلْوِها ومُرِّها في تضاريس ذاكرته الَّتي لَمْ تنَلْ مِنْها سنوات العمر واستحقاقاتها، فتحوَّل إلى ذاكرة حيَّة أسعفته في تدوين أبرز محطَّات عمره الوظيفي وحتَّى الشَّخصي.

وجال السَّفير عوض فخري على أبرز محطَّات عمله، وكان في قلْب الحدَث، وشاهدًا على أسراره وخفاياه، وكرَّس جهده وخبرته وفِطنته السِّياسيَّة للدِّفاع عن العراق وحقوقه المشروعة في القضايا الخلافيَّة مع بعض جيرانه بالحوار الهادئ لخفضِ منسوب تصاعد الخلاف وتراكم مدَياته. والسَّفير عوض فخري شخصيَّة تتمتَّع بذاكرة حيَّة، يُجيد سرْدَ تفاصيل الأحداث بدقَّة متناهية، ويحتفظ في ذاكرته خفايا أحداث خطيرة مرَّ بِها العراق، لا سِيَّما مسار العلاقة مع إيران في سبعينيَّات القرن الماضي تُوِّجت باتِّفاق تاريخي كان للجزائر دَوْر كبير في إبرامه مع إيران بواسطة الرئيس الراحل هواري بومدين.ويتوقف فخري عِند تلك المحطَّة بالقول: بعد أن وصلت المباحثات السرِّيَّة بَيْنَ العراق وإيران إلى مستوى الإعلان عن الاتِّفاق ومكانه، اقترحت إيران لقاء شاه إيران مع الرئيس العراقي الراحل أحمد حسن البكر في جنيف، إلَّا أنَّ الاتِّجاه كان الجزائر مكانًا للقاء شاه إيران محد رضا بهلوي والنَّائب صدام حسين، والسَّبب أنَّ زعيمَي البلدَيْنِ سيحضران مؤتمر منظَّمة الأوبك في طهران.ويصف لحظات توقيع اتِّفاق الجزائر في السَّادس من آذار ـ مارس 1975 بَيْنَ العراق وإيران بأنَّها كانت لحظة تاريخيَّة ومرحلة فاصلة في علاقة البَلدَيْنِ. وعن تلك اللحظة يروي السَّفير «نهض صدام من مكانه ومشَى بخطًى ثابتة وواثقة لِيلتقيَ الشَّاه عِند منتصف الطريق المُخصَّص للقاء، وكان باستقبالهما الرئيس الجزائري هواري بومدين».لقَدْ ترَك السَّفير عوض فخري بصمةً يُشار لها بالبنان في المواقع الَّتي شغلها في عدَّة بُلدان عربيَّة وأجنبيَّة كانت محطَّ تقدير من مرؤوسيه، وحاول أن يجمعَ مخرجات أبرز محطَّات مَسيرته، كما يصفُها بأنَّها مسرح الحياة شاءت الأقدار أن يخرجَ من بَيْنِ صفوف المتفرِّجين في ذلك المسرح؛ لكَيْ يقفَ على خشبته وصفَها بأنَّها أوراق وليست مجموعة قصص، بل هي واقع صادفها في حياته، عادًّا حياة الدبلوماسي أنَّها ليست لهْوًا، وإنَّما حياة مليئة بالأشواك والتحدِّيات والمفاجآت.ويمتاز السَّفير عوض فخري بأريحيَّة واضحة، وخبرة في قواعد العمل الدبلوماسي نالت إعجاب وتقدير مَن عمل معهم، لا سِيَّما في الدَّائرة القانونيَّة في وزارة الخارجيَّة، وعاصَر العديد من وزراء الخارجيَّة الَّتي عمل معهم داخل العراق وخارجه. ويتوقف السَّفير المتقاعد عوض فخري عِند أسرار تبادل أسرى الحرب العراقيَّة الإيرانيَّة الَّتي تمَّت في آب ـ أغسطس عام 1988 وصفَها بأنَّها كانت واحدة من أنجح وأكبر صفقات تبادل الأسرى بالمنطقة الَّتي بلغت نَحْوَ (150) ألفَ أسيرٍ من كلا البَلدَيْنِ، فيما خصَّص جزءًا من روايته للأحداث الَّتي صادَفتْه على مدى العقود الأربعة الَّتي عاشها في السِّلك الدبلوماسي، لا سِيَّما أحداث الاجتياح العراقي للكويت في الثاني من آب 1990، وما تلاها من حرب وحصار، وصولًا إلى احتلال العراق عام 2003، واصفًا تداعياتها على العراق والمنطقة عمومًا بأنَّها كانت كارثيَّة على الرغم من أنَّ العراق حاول تفادي ارتداداتها بالحوار والمبادرات والاستجابة لمتطلَّباتها، إلَّا أنَّ قرار غزو العراق واحتلاله كان قَدِ اتُّخذ من قِبل إدارة الرئيس الأميركي الأسبق بوش الابن الَّتي أثبتت وكشفت الوقائع أنَّ العراق خالٍ من أسلحة الدَّمار الشَّامل وليس له علاقة بتنظيم القاعدة، ولَمْ يهدِّد الأمن القومي الأميركي وهي الَّتي كانت المزاعم الَّتي استند إِلَيْها بوش في تبرير حربه على العراق أثبتت الوقائع بطلانها.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

ما بين التدخل والابتزاز.. مشروع أمريكا لـتحرير العراق من إيران يثير جدلًا واسعًا - عاجل

بغداد اليوم - طهران

اعتبر الباحث والمحلل الإيراني في الشأن الأمريكي، مهدي ثروتي، اليوم الأحد (6 نيسان 2025)، أن المشروع الذي تقدم به نائبان في الكونغرس الأمريكي تحت عنوان "تحرير العراق من إيران" يُمثل خطوة جديدة نحو التدخل المباشر في الشؤون العراقية، ومحاولة لضرب فصائل المقاومة داخل البلاد.

وبحسب تقارير أمريكية، فإن المشروع طُرح بمبادرة من النائب الجمهوري جو ويلسون والديمقراطي جيمي بانيتا، ويهدف إلى إعداد استراتيجية أمريكية موحدة لمواجهة النفوذ الإيراني في العراق، بحسب وصفهم.

وقال ثروتي، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "ما ورد في مشروع القرار غير قابل للتنفيذ، خاصة وأن أحد أبرز بنوده ينص على ضرورة تفكيك فصائل المقاومة العراقية، وفي مقدمتها الحشد الشعبي، بشكل كامل ولا رجعة فيه"، رغم الدور الذي أدّته هذه الفصائل في مواجهة الإرهاب بدعم شعبي ورسمي.

وأضاف أن "الولايات المتحدة تسعى عبر هذا المشروع إلى ابتزاز سياسي مكشوف وفرض إرادتها على الحكومة والشعب العراقي، وهو أمر من المرجح أن يواجَه برفض من قبل صُنّاع القرار في بغداد، ومن الأوساط الثقافية والاجتماعية العراقية".

وأكد ثروتي أن "العلاقات الإيرانية العراقية ذات طابع عميق وممتد تاريخيًا، ولا يمكن زعزعتها بسهولة، وهي ليست مبنية على مصالح لحظية كما تتصور الإدارة الأمريكية".

وأشار إلى أن "العراق، منذ عام 2003، لم يجنِ من الوجود الأمريكي سوى الأزمات، وكان من أبرز أشكال التضييق منع استيراد الكهرباء من إيران تحت ذريعة العقوبات، رغم التصريحات الأمريكية التي تزعم استثناء القطاعات الإنسانية من العقوبات".

وتساءل: "لماذا لا تُطبق أمريكا هذا المنع على دول مثل تركيا أو الإمارات التي تستورد الغاز والكهرباء من إيران؟ هذا يفضح ازدواجية المعايير في سياسات واشنطن، التي تخضع بالكامل لمنطق المصالح وليس المبادئ".

وأضاف أن "هذا المشروع سيفشل، كما فشلت مشاريع التدخل السابقة، خصوصًا في ظل رفض الشارع العراقي وأغلب قوى المنطقة لأي وجود أمريكي سياسي أو عسكري".

التدخل يختلف عن النفوذ

من جهته، قال السياسي الإيراني الإصلاحي علي نيكجو، لـ"بغداد اليوم"، إن "الفرق جوهري بين التدخل والنفوذ؛ فإيران تملك نفوذاً في العراق بحكم العلاقات التاريخية ووجود القوى الشيعية والفصائل المقربة منها، بينما تتدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر في قرارات الدولة العراقية".

وأضاف: "العراق أُجبر على إلغاء الإعفاءات الأمريكية لاستيراد الغاز الإيراني، والتزم بعدم دفع الأموال المحجوبة لطهران، رغم أنها أموال مستحقة"، مؤكدًا أن هذا التدخل دليل على الهيمنة الأمريكية المباشرة على القرار الاقتصادي والسياسي العراقي.

وتوقع نيكجو أن "تلجأ واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية جديدة على العراق، في محاولة لعزله عن إيران"، لكنه استبعد في الوقت نفسه "أن تقطع الفصائل العراقية المقاومة ارتباطها بطهران، لأنها تنطلق من عقيدة أيديولوجية، وتربطها علاقات مؤسسية عميقة بإيران".

ولفت إلى أن "الحكومة العراقية قد تُعيد ترتيب علاقتها مع إيران بما يتوافق مع الضغط الأمريكي، لكنه استبعد أن يشمل ذلك تفكيك الحشد الشعبي، الذي يُعد مؤسسة أمنية رسمية بموجب القانون والدستور، وإن كان من الممكن تحويل بعض الفصائل المرتبطة إلى أحزاب سياسية لاحقًا".

خطة متكاملة ضد النفوذ الإيراني

من جانبه، قال الباحث الأمريكي مايكل نايتس، من معهد واشنطن المقرّب من دوائر صنع القرار في إسرائيل، إن مشروع "تحرير العراق من إيران" يعكس استياء بعض الجمهوريين في الكونغرس من سياسة إدارة بايدن تجاه طهران، ويهدف إلى تقويض مصادر تمويلها الإقليمية.

ويشمل المشروع بنودًا تدعو إلى إطلاق حملات دعائية إعلامية ضد فصائل المقاومة العراقية، عبر توجيه المؤسسات الإعلامية الأمريكية لتشويه صورتها، في إطار حرب إعلامية نفسية تستهدف "محور المقاومة" بشكل أوسع.

كما طُرح بالتوازي مشروع آخر باسم "قانون الدعم الأقصى"، يتضمن تشديد العقوبات على إيران، وتقييد الفضاء الإلكتروني، وتصنيف وزارة الاستخبارات الإيرانية كمنظمة إرهابية، ضمن رزمة تشريعات تقودها "اللجنة الجمهورية للدراسات"، وهي أكبر تجمع محافظ في الكونغرس.

وينص المشروع الأساسي على تكليف وزارات الخارجية والخزانة والإعلام الدولي الأمريكية بإعداد خطة استراتيجية خلال 180 يومًا، تتضمن إجراءات واضحة لتفكيك الحشد الشعبي، ومنع مشاركة الفصائل المسلحة الموالية لإيران — مثل بدر، النجباء، وكتائب الإمام علي — في أي مؤسسة حكومية، مع المطالبة بتصنيفها كـ"منظمات إرهابية أجنبية" خلال 90 يومًا من إقرار القانون.

كما يتضمن المشروع تعليق المساعدات الأمنية المقدمة للعراق حتى يتم ضمان إقصاء تلك الفصائل عن أجهزة الدولة، إضافة إلى فرض عقوبات على مسؤولين وشركات عراقية يُعتقد أنها تسهّل النفوذ الإيراني داخل البلاد.

وفي الجانب الاقتصادي، يسعى المشروع إلى تقليل الاعتماد على الغاز الإيراني من خلال فرض قيود على استيراد الغاز الطبيعي المسال، بهدف ضرب النفوذ الإيراني في قطاع الطاقة العراقي، أحد أهم مفاتيح النفوذ في العلاقة بين البلدين.

مقالات مشابهة

  • رويترز: فصائل عراقية مدعومة من إيران مستعدة لنزع سلاحها  
  • ميليشيات عراقية مدعومة من إيران تبدي استعدادها لتسليم السلاح
  • عاجل. رويترز: المجموعات المسلحة المدعومة من إيران في العراق قد تتجه نحو نزع سلاحها لتجنب التصعيد
  • ضعف ما شهدته إيران.. 46 هزة أرضية تضرب العراق خلال شهر واحد
  • ما بين التدخل والابتزاز.. مشروع أمريكا لـتحرير العراق من إيران يثير جدلًا واسعًا - عاجل
  • مسؤول عراقي يوجّه نصيحة للرئيس «ترامب» ويهدد بضرب القواعد الأمريكية
  • ما أسباب نقص الغاز في إيران خلال العام الماضي؟
  • استقلال العراق عن إيران.. رؤية أمريكية تعرقلها مصالح الميليشيات
  • مقتل ضابط عراقي بهجوم مسلح جنوبي العراق
  • رئيس الوزراء العراقي: أصوات انفعالية كانت تريد جر البلاد للحرب