موقع النيلين:
2024-12-19@04:15:55 GMT

دعوا الجدل وهلموا نحو الحل !

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT


ثلاثية العزوبية والعنوسة والطلاق، مما ينتشر بمعدلات مثيرة للقلق ومهددة للكيان الأسري واستقرار المجتمع. تستدعي منا تحركا فاعلا نخلص فيه النوايا لله عز وجل، بعزيمة جادة، حتى نحمي بيوتنا ومجتمعنا من التعرض لآثارها الخطيرة.

شبابنا هم الوقود المحرك لعجلة التنمية المستدامة، لذا يجب تحصينهم من الوقوع في الآفات والانحرافات بأنواعها، ومن أفضل وسائل الوقاية لهم والمحافظة على سلامتهم الأخلاقية والاجتماعية بعد التربية الدينية والقيمية، أن نحصنهم بالزواج الشرعي المبكر المبارك، لتستقيم حياتهم ويسهموا بفاعلية في كل عمل نافع منتج، أما إذا قصرنا في هذه الجوانب أو أهملناها، فإنهم يتحولون إلى معاول هدم وضرر بالغ يصيبهم ويصيبنا معهم.

 

ومن هنا فإن تشجيعهم على الزواج وتيسير سبله كفيل ببناء أسر سليمة الأركان قوية البنيان، وهذا المطلب الاجتماعي المهم يجب أن نوليه عناية فائقة وجهودا متكاتفة، نعم إننا مسؤولون عن تخفيض المهور والواقعية في تجهيز الأعراس وتزويج الشباب قبل سن الثلاثين، وتجنب تأخير سن الزواج وخاصة للفتيات بحجة الدراسة الجامعية أو الوظيفة والراتب الشهري، فمع انتشار وسائل التقنية الحديثة، والمغريات وسهولة إشباع الشهوات واللذات المحرمة، وانتشار إعلانات وحكايات مشاهير ترويج الوهم عبر منصات المواقع الإلكترونية ومحادثات التفاعل السريع المختصر (سناب شات)، فإن الشبان والفتيات معرضون للوقوع في مصيدة الفواحش والمنكرات، وكم من فتاة أمست ضحية الاستغلال والابتزاز نتيجة تساهلها وإدمانها متابعة تلك المواقع وإرسال إعجابات ورموز لهذا أوذاك تجعل منها وسيلة يحققون بها اهدافهم المغرضة.

فهل تدرك فتيات المسلمين أنهن مسؤولات عن إعفاف أنفسهن وغيرهن، وأن التزامهن بالعفاف والحياء، عبادة من أجل العبادات ؟.

ثالوث المشاكل المتمثلة في العزوبية والعنوسة والطلاق، يحتم علينا ضرورة تضافر الجهود للحد من تزايد هذه الحالات واتقاء آثارها الضارة، وذلك من خلال إنشاء صندوق خاص بالتوفيق بين الشباب ( الجنسين ) بالزواج الحلال المشروع، وتيسير متطلباته، وتشجيع الزواج المبكر، وإيقاف مظاهر وتكاليف مسلسل حفلات الخطوبة وعقد القران والأعراس، وتقليد إقامة المناسبات الدخيلة على مجتمعنا، مع ضرورة التعاون والتشجيع على الزواج بأكثر من واحدة ( التعدد ) باعتباره حلا لمشاكل العنوسة والطلاق وضبط نسب التعداد السكاني، وسببا في زيادة الثروة البشرية، والمحافظة على توازن واستقرار المجتمع، مع منح امتيازات وعلاوات خاصة في السكن والمساعدات المالية المعينة في ذلك، ولا عبرة لمن يسيئون تطبيق هذا الحق المشروع. فلم تعد نسب ارتفاع حالات الطلاق والعنوسة وتأخر سن الزواج لدينا خافية، ولم تعد أسبابها مجهولة، ولم يتبق سوى اتخاذ الحلول العملية على الصعيدين الحكومي والشعبي.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) وقال عليه السلام ( خير النكاح أيسره )، و( أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة ).

وليحذر النساء والرجال من التساهل في إيقاع الطلاق، وأن يعلموا أن الانتصار للنفس على حساب مصلحة الأسرة والأولاد إنما هو خسارة وندامة لكل الأطراف، فإن أكثر المقربين إلى إبليس وأعلاهم منزلة عنده من شياطين الإنس والجن هو من يفرق بين الأزواج بطلب الخلع أوالطلاق او فسخ العقد ؛ لما يترتب عليه من مفاسد انقطاع النسل وانعدام تربية الأولاد، واحتمال الوقوع في الفواحش وانتشار الرذائل، وإثارة التباغض والشحناء وتقطيع الأرحام بين العوائل والعياذ بالله.

هذا المقال ليس مدعاة لإثارة الجدل وإنما دعوة عاجلة لتضافر كافة الجهود الرامية لاتخاذ الحل، والله الموفق لكل خير.

راشد العودة الفضلي – الشرق القطرية

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

أريدُ حلًا

 

جابر حسين العماني **

jaber.alomani14@gmail.com

كتبت إحدى المتزوجات شاكية من زوجها أنَّه لا يُحبها ولا يُقدرها ولا يُعيرها أي اهتمام، وتشك دائمًا أن زوجها يُفكِّر بالزواج من أخرى، وهي لا تُريد له ذلك، وتريد حلًا مناسبًا، حتى تستطيع الحفاظ على حياتها الزوجية من الضياع والانهيار، وتكرر قائلةً: كيف أكسب قلب زوجي؟ وماذا أفعل حتى لا يذهب إلى غيري؟

هي مشكلة قد تعاني منها الكثير من النساء المتزوجات خصوصًا المُقصِّرات في حق أزواجهن، وهنا من الواجب على من تعاني من هذه المشكلة أن تسأل نفسها بشكل مستمر: ما هو السبب الذي يجعل الزوج ينفر من زوجته الأولى ويفكر في زوجة ثانية؟

المرأة العاقلة هي تلك التي تسعى دائماً لحل مشاكلها الزوجية، بهدف حفظ زوجها وبيتها وأسرتها.

وأرغب هنا في عرض بعض من تلك الحلول النافعة والمفيدة والمجدية، والتي تحتاج إليها المرأة المتزوجة للحفاظ على علاقتها الزوجية من الانهيار، وجعلها حياة مليئة بالمحبة والمودة والانسجام الزوجي بين الشريكين. فإذا نظرنا إلى الحلول فإننا نجدها كثيرة ولكننا سنذكر أهمها على نحو الاختصار:

الحل الأول: الأناقة؛ وهي مطلوبة بين الأزواج، فهناك زوجات يفضلن ارتداء ملابس فضفاضة ومريحة وذلك لتسهيل حركتهن وهن في بيوتهن، وهذا حق لهن، ولكن ينبغي على الزوجة العاقلة والواعية والذكية، الالتفات أيضاً إلى عناصر الجذب والتي منها الملابس الأنيقة والملونة والمغرية والفاتنة والمزركشة والساحرة والمعطرة والمبخرة، التي من شأنها أن تشد نظر الزوج وتجعله يشعر بأن شريكتَه تسعى دائمًا لإرضائه وسعادته بإطلالاتها الرائعة والمتنوعة عليه، والأناقة في حد ذاتها تُمَكّن المرأة من ملء عين زوجها، فتُكفيه عن النظر إلى الأخريات من النساء. الحل الثاني: العناية الفائقة بالنظافة الجسدية، فلا يصح للمرأة أن تقابل شريك حياتها وهي بروائح كريهة كرائحة العرق والبصل والثوم، أو لقائه بشعر كثيف غير مرتب خصوصا في أوقات العلاقة الحميمية، فينبغي لها أن تكثر من الاستحمام اليومي ووضع الروائح الطيبة، وتسريح الشعر وترتيبه وتجميله والظهور أمامه بهيئة الملاك، فتلك خطوات ذكية ينبغي للزوجة العاقلة استغلالها الاستغلال الأفضل وتسخيرها في خدمة زوجها بهدف إقناعه بأنها غير مقصرة في حق من حقوقه، وأنها تبذل ما تستطيع فعله في سبيل اقناعه ورضاه، فذلك أمر مع مرور الوقت يجعل الزوج لا يُفكر إلّا بزوجته، فيبادلها نفس الشعور ويسعى لإرضائها كما أرضته واقنعته. الحل الثالث: شاركيه أوقات الفراغ في داخل المنزل وخارجه، اقترحي عليه اللعب معه أو قومي بفعل شيء هو يحبه ثم اطلبي منه أن يشاركك فيه، فالزوجة الذكية هي من تستطيع إخراج زوجها من دائرة الملل والكلل والفراغ بحيث يستطيع مَلء فراغه وهو في داخل بيته، بدلًا من البحث عن أشياء مماثلة يحبها خارج المنزل. والزوجة العاقلة اللبيبة هي من تعي جيدًا كيف تكون لزوجها وشريك حياتها كالأخ والصديق والشريك والسند والظهر، وذلك من خلال مشاركته اهتماماته وأوقات فراغه بلطف بما يعزز العلاقة الزوجية بينهما في السراء والضراء. الحل الرابع: يتمثل في تقديم خدمة متفانية للزوج، كخدمة البيت والأولاد وهي تُعدّ أمرًا مُقدّسًا حثّ عليه الإسلام، وتُعتبر المرأة التي تتفانى في خدمة زوجها قدوةً حسنةً لغيرها، وهو ما يُوافق الشرع والعرف لما ينتج عنه من رضا الزوج وتقوية العلاقة الزوجية، ويساهم في كسب ودّ الزوج واستمرار الحياة الزوجية بِهِدوءٍ وسكينة وسعادة، مما يُعزز البركة في الحياة الزوجية. وقد ورد في الحديث الشريف أنه سألت أم سلمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن فضل النساء في خدمة أزواجهن؟ فقال: (أَيُّمَا اِمْرَأَةٍ رَفَعَتْ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا شَيْئًا مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى مَوْضِعٍ تُرِيدُ بِهِ صَلاَحًا إِلاَّ نَظَرَ اَللَّهُ إِلَيْهَا وَمَنْ نَظَرَ اَللَّهُ إِلَيْهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ)، وورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يوصي ابنته سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء قائلًا: (يَا فَاطِمَةُ؛ مَا مِنْ امْرَأَةٍ غَسَلَتْ قَدْرَهَا، إِلَّا غَسَلَهَا اللَّهُ مِنْ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا)، ونقل عن الإمام جعفر الصادق حفيد الرسالة قوله: (مَا مِنِ اِمْرَأَةٍ تَسْقِي زَوْجَهَا شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ إِلاَّ كَانَ خَيْرًا لَهَا مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ صِيَامٍ نَهَارُهَا وَقِيَامٍ لَيْلُهَا). الحل الخامس: تجنبي النوم وأنتِ على خلاف مع زوجكِ حتى وإن كان ذلك الخلاف بسيطاً بينكما، فذلك أمر غير مطلوب، والحكمة تقتضي أن تنامي وأنتِ في محل رضاه، لذا حاولي أن تقترحي عليه قضاء بعض الوقت معًا قبل النوم، فذلك سلوك مثالي، نتيجته تؤدي إلى علاقة زوجية مرضية بين الطرفين.

ختامًا.. ينبغي على المرأة المتزوجة إدراك أن سندها في الحياة، بعد الله تعالى، هو زوجها، ومهما بلغت ووفرت من إمكانيات مادية أو معنوية، فلن تجد أفضل من زوجها الصالح الذي يمثل لها المأوى والسند والدعم المستمر، والذي يحفظها من طوارق الليل والنهار.

** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • العقود المؤقتة.. بين الحل السريع والاستقرار الوظيفي
  • فلسطينيون يطالبون بالحوار بين السلطة والفصائل لحل أزمة جنين
  • محافظ أسوان يؤكد على ضرورة تكثيف الجهود لتحقيق أعلى نسب بملف التقنين
  • محافظ أسوان يوجه بتكثيف الجهود المتعلقة بملف التصالح في مخالفات البناء
  • محافظ أسوان يؤكد ضرورة تكثيف الجهود لتحقيق أعلى نسب بملف التقنين
  • ثلاث محافظات تتصدر .. احصائية رسمية للزواج والطلاق في العراق خلال شهر (جدول)
  • أريدُ حلًا
  • الأساس الحساب البكى.. سمية الخشاب تثير الجدل بسبب تصريحها عن الزواج
  • مصر والأردن تؤكدان ضرورة تكثيف الجهود الدولية للوقف الفوري للحرب في غزة وحماية المدنيين
  • ورشة عمل لمناقشة تجريم زواج الأطفال وتوحيد الجهود المجتمعية بصعيد مصر