أدى تكامل تحليلات البيانات الضخمة مع الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي شهد العديد من التطورات في الفترة الأخيرة، إلى ولادة قوة تحويلية يمكنها إطلاق العنان للإمكانات الكاملة في العمليات الحكومية بشكل لم يسبق له مثيل.

ومن خلال تحليل كميات ضخمة من البيانات وتحديد الأنماط والعلاقات المتبادلة وتطوير التنبؤات والخطط بناءً على تلك الرؤية، أصبح يستطيع الذكاء الاصطناعي التوليدي مساعدة الهيئات والجهات الحكومية في اتخاذ القرارات المستنيرة بشكل أفضل وتطوير سياسات أكثر فعالية دون الحاجة إلى الاعتماد فقط على المحللين البشريين.


تتسم فوائد اتخاذ القرارات القائمة على البيانات بالوضوح وتشمل القدرة على تعزيز الكفاءة وتحسين تقديم الخدمات وتعزيز الرفاهية العامة للمواطنين. ولكن قبل أن نستفيد من إمكانات الذكاء الاصطناعي التوليدي وندرك أثر التطبيقات الحديثة الإيجابي لهذه التقنية لدى الهيئات الحكومة، لا بد أن ننظر أولاً في التحديات الحالية التي تواجه هذه الهيئات اليوم.


أخبار ذات صلة الدولار يستقر فوق 150 يناً مع تراجع اليوان هل يسجل صلاح في مرمى «الثالث من القاع»؟ الدكتور عادل الشرجي، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة "بريسايت"

تعتبر العمليات الحكومية لإدارة المجتمع في جميع أنحاء العالم ذات أهمية كبيرة، لكنها يمكن أن تتباطأ بسبب البيروقراطية المفرطة والمنهجيات التي عفا عليها الزمن في بعض الأحيان، مما يجعلها بطيئة في الاستجابة للظروف المتغيرة. كان يعتمد النهج التقليدي في اتخاذ القرارات ضمن الهيئات الحكومية بشكل كبير على الخبرة البشرية والتي يمكن أن تكون محدودة في بعض الأحيان بسبب التحيزات المعرفية والقيود التي يفرضها الوقت المحدود، مما يؤدي غالباً إلى اتخاذ قرارات دون المستوى الأمثل وانخفاض الكفاءة وارتفاع التكاليف وتقديم خدمات دون الجودة المطلوبة. كما تواجه الهيئات الحكومية صعوبة كبيرة باتخذا القرارات اليوم بسبب التعقيدات المتزايدة وحجم البيانات الضخم.

ويمكن أن تكون تكلفة عدم الكفاءة في العمليات الحكومية كبيرة، مما يؤدي إلى ضياع فرص تحسين حياة المواطنين. وما أصبح أكثر وضوحاً اليوم هو أنه من خلال الاستفادة من تحليلات البيانات الضخمة وقدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي، تستطيع الجهات الحكومية تعزيز قدرتها على التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية وتطوير الاستراتيجيات الاستباقية لمعالجة المشاكل التي تظهر بشكل مفاجئ. ومن الممكن أن تعمل هذه التقنيات على تحسين تخصيص الموارد وتبسيط عملية تقديم الخدمات وجعل العمليات الحكومية أكثر شفافية وخضوعاً للمساءلة.

تُكمّل تحليلات البيانات الضخمة وقدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي بعضهما بسلاسة، حيث توفر البيانات الضخمة كميات هائلة من المعلومات اللازمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، والذي يستخرج منها رؤى قيمة تساعد في صياغة الخطط بناءً عليها. ويسمح الجمع بين هاتين الممارستين بإجراء التحليلات في الوقت الفعلي والاستجابة للمعايير والمواقف المتغيرة بشكل مباشر.

سيتطلب تنفيذ تحليلات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي التوليدي في الجهات الحكومية بعض الخطوات الأساسية ليكون فعالاً، فمن الضروري الاستثمار بشكل كبير في البنية التحتية والتقنيات المتطورة وإدارة البيانات وأنظمة الذكاء الاصطناعي وكذلك تطوير المهارات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. ويحتاج الموظفون الحكوميون إلى التدرّب على فهم هذه التقنيات وكيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في دعم عملهم. إضافةً إلى ذلك، يمكن أن يكون الموظفين مقاومين للتغيير لعدة أسباب، لذلك يعتبر توفير التدريب المستمر وتحسين مهارات القوى العاملة لدى الهيئات الحكومية شيء شديد الأهمية.

يحمل تكامل تحليلات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي المفتاح لإطلاق الإمكانات الكاملة للعمليات الحكومية وتعزيز تقديم الخدمات وتحسين حياة المواطنين. وستتمكن الحكومات من خلال التغلب على تحديات الاستثمار وتدريب الموظفين من تسخير قوة اتخاذ القرارات القائمة على البيانات لحل المشاكل المعقدة والتصدي للتحديات الناشئة وبناء مستقبل أكثر إشراقاً للجميع.



مادة إعلانية

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی التولیدی العملیات الحکومیة اتخاذ القرارات یمکن أن

إقرأ أيضاً:

ذكاء Apple المتعثر.. هل فقدت الشركة سباق الذكاء الاصطناعي؟

يبدو أن Apple تواجه أزمة غير مسبوقة في سباق الذكاء الاصطناعي، بعد تأجيلها المتكرر لميزات Apple Intelligence التي روجت لها بقوة عند إطلاق سلسلة iPhone 16. 

وبدلاً من أن تكون هذه الميزات نقلة نوعية في تجربة المستخدم؛ تحولت إلى مصدر إحباط للعديد من المستهلكين، مما أثار موجة من الانتقادات حتى بين أكثر معجبي الشركة ولاءً.

تأجيلات متكررة تضع Apple في مأزق

كان من المفترض أن تقدم Apple Intelligence تحسينات غير مسبوقة، مثل مساعد ذكي متكامل مع Siri، وميزات متطورة لتحليل البيانات وإنشاء المحتوى. 

لكن بعد تأخيرات متتالية؛ أعلنت Apple مؤخراً أن هذه الميزات لن ترى النور حتى عام 2026، أي بعد إطلاق iPhone 17، مما يعني أن مستخدمي iPhone 16 لن يحصلوا على ما وعدت به الشركة عند الشراء.

أزمة Apple Intelligence.. تأجيلات جديدة وتكهنات بإعادة تطوير المشروع من الصفرمحكمة أميركية ترفض براءات اختراع AliveCor وتمنع حظر استيراد Apple WatchApple تكشف عن MacBook Air الجديد .. أسرع بـ 23 مرة من أخر إصدارتوقعات بإطلاق هاتف أبل Apple iPhone 17e في غضون عامقائمة أجهزة آبل المدعومة بتقنية Apple Intelligence.. اكتشف ما الجديدمنتجات غير ناضجة وصورة مهتزة

ولم ترتق الميزات التي تم طرحها، مثل تلخيص الإشعارات وتحرير الصور بالذكاء الاصطناعي، إلى مستوى المنافسين مثل Google وSamsung، بل جاءت بإمكانيات محدودة وأداء ضعيف. 

ودفع هذا الفشل المديرين التنفيذيين داخل Apple، مثل كريج فيديريجي، إلى التعبير عن استيائهم من التأخيرات المتكررة، وسط قلق متزايد بشأن تأثير ذلك على سمعة الشركة.

هل Apple متأخرة في سباق الذكاء الاصطناعي؟

في الوقت الذي تكافح فيه Apple لتحسين Apple Intelligence، تواصل شركات مثل Google وOpenAI وSamsung تطوير ميزات ذكاء اصطناعي متقدمة تدمجها بفعالية في أجهزتها.

وإذا استمرت Apple في هذا النهج المتأخر، فقد تجد نفسها في موقف صعب، حيث يصبح من الصعب عليها اللحاق بركب المنافسة في هذا المجال الحيوي.

مقالات مشابهة

  • أول رد من سيلين ديون بعد وقوعها ضحية الذكاء الاصطناعي
  • التعليم بين جمود الماضي وابتكار المستقبل
  • وزارة الكفاءة الحكومية أداة ترامب لمراقبة باقي الوزارات والوكالات
  • المعركة القادمة من أجل الذكاء الاصطناعي
  • ذكاء Apple المتعثر.. هل فقدت الشركة سباق الذكاء الاصطناعي؟
  • موقف الشريعة من التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي
  • الصين ستستخدم الذكاء الاصطناعي في رعاية المسنين
  • «الذكاء الاصطناعي» يرسم تصوراً لـ«شكل العالم» بعد 30عاماً
  • هل تقضي روبوتات الذكاء الاصطناعي على الصدق في تطبيقات المواعدة؟
  • آبل تؤجل تحديثات الذكاء الاصطناعي لـ Siri إلى عام 2026