من التصنيع حتى التدريب والخدمة.. تعرف على قذيفة الياسين 105
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
شكلت قذيفة "الياسين 105" علامة فارقة في مواجهة المقاومة الفلسطينية للآليات الإسرائيلية المتوغلة في غزة خلال الحرب على القطاع المحاصر، وقد أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن هذه القذيفة دمرت أكثر من 1100 آلية إسرائيلية منذ بداية الحرب.
وفي تقرير لصهيب العصا يبرز مراحل تصنيع هذه القذيفة وما سبقها، عرضت الجزيرة صورا نشرتها القسام للمرة الأولى تظهر تفاصيل وقدرات هذه القذيفة التي بدأ تصنيعها عام 2004.
ومنذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، اعتمدت إسرائيل على آلياتها المدرعة في اجتياح المدن الفلسطينية، بينما في المقابل لم يكن لدى المقاومة سوى أسلحة خفيفة وعبوات ناسفة محلية الصنع، والتي كان يلزمها كمية كبيرة من المواد المتفجرة النادرة ثم زراعتها في مسار الآليات المتوقع.
ومن ثم، كان على قوى المقاومة البحث عن بدائل أكثر قوة وفاعلية، وهو ما بدأ عام 2002 بمحاولات لإنتاج سلاح مضاد للدروع، فتم تصنيع صاروخيْ البتار والبنا، لكن ضعف الاختراق في درع الآلية المستهدفة ظل معضلة.
وعام 2004 استنسخ مقاتلو القسام من قذيفة "آر بي جي- بي 2" الروسية قذيفة "الياسين بي 2" وبذلك تحققت الوفرة في السلاح والذخائر، وكان ظهورها الأبرز في معركة أيام الغضب بداية أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، لكن ظلت معضلة مدى الاختراق وقوة التدمير ماثلة.
قوة لمواجهة الدروعوفي العام نفسه، دخلت بصعوبة بالغة وبأعداد شحيحة قذيفة "آر بي جي- بي 7" لكن بأثمان باهظة جدا حيث وصلت قيمة القاذف 25 ألف دولار، و5 آلاف دولار للقذيفة الواحدة، وفي ذلك العام شكلت كتائب القسام قوة متخصصة بمواجهة الدروع.
وفي حرب 2014، توغلت الآليات الإسرائيلية كما لم تفعل من قبل، واستخدم الاحتلال آلياته الأكثر تحصينا، وهي دبابة ميركافا ومدرعة "النمر" وجرافة "دي 9" الأمر الذي دفع القسام لإنتاج سلاحها الخاص المضاد للدروع لاستهداف تحصينات هذه الآليات تحديدا.
واستطاعت الفرق الهندسية في القسام -خلال تلك الفترة- الحصول على معلومات دقيقة عن القياسات والخامات والسبائك المصنوعة منها الآليات الإسرائيلية، وتمت بهذه المعلومات دراسة الميركافا والآليات الأخرى باستفاضة وتحديد نقاط ضعفها وآلية عملها.
وبنى مهندسو القسام نماذج تحاكي تلك الآليات الإسرائيلية بشكل دقيق جدا، وبذلك أنتجت قذيفة "الياسين 105" المضادة للدروع، فبدأت مرحلة التدريب، وتكاملت بذلك مرحلة مهمة من مراحل التجهيز والإعداد في كتائب القسام.
ميركافا البرقوقبل أقل من شهر من اندلاع الحرب الحالية، كانت إسرائيل تدخل إلى الخدمة العسكرية دبابة "ميركافا البرق" من الجيل الخامس، ونشرت وزارة الدفاع على موقعها استعراضا لقدرات هذه الدبابة.
وتصل تكلفة إنتاج هذه الدبابة 6 ملايين دولار، نصفها للجسم والدروع والنصف الآخر ينقسم بين منظومة المدفع ومنظومة الأجهزة الأخرى، ويرتادها 4 مقاتلين هم قائد ومدفعي ومذخر وسائق.
كما طورت إسرائيل مدرعة "النمر" والتي تكلف نحو 4 ملايين دولار وتحمل على متنها 11 عسكريا، ترافقها في معظم العمليات العسكرية جرافة "دي 9" التي تكلف مليون دولار، ويتكون طاقمها من عسكريين اثنين.
ومقابل هذه الآليات الثلاث، يقف أحد مقاتلي القسام من وحدات مضاد الدروع وعلى كتفه قاذف "الياسين 105" الذي تكلف قذيفته 500 دولار بعد أن أتمت الكتائب تطويرها وصولا إلى شكلها وقدرتها الحالية.
واستطاعت القسام الاعتماد على نفسها في تصنيع هذه القذيفة، فوفرت بذلك كميات كبيرة منها مكنت مقاتليها من التدرب بكثافة، وتخترق قذيفة "الياسين 105" أكثر من 60 سنتيمترا من جسم الآلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: هذه القذیفة الیاسین 105
إقرأ أيضاً:
حماس: المقاومة حافظت على حياة الأسرى وتعاملت معهم بانسانية
الثورة نت/وكالات أكدت حركة حماس أن كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية حرصت خلال مراسم تسليم جثامين الأسرى الصهاينة على مراعاة حرمة الموتى ومشاعر عائلاتهم، مشددة على أن جيش العدو لم يراعِ حياتهم وهم أحياء. وأوضحت الحركة، في بيان صحفي، أن المقاومة حافظت على حياة الأسرى وتعاملت معهم بإنسانية، إلا أن العدو قتلهم مع آسريهم عبر قصف أماكن احتجازهم، مؤكدة أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية الكاملة عن مقتلهم بعد أن عرقلت اتفاق التبادل مرارًا. واتهمت حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمحاولة التنصل من مسؤوليته عن مقتل الأسرى، قائلة إنه “يتباكى اليوم على جثامين أسراه الذين عادوا إليه في توابيت، بينما كان هو السبب المباشر في قتلهم”. وأضافت الحركة أن كتائب القسام بذلت كل ما في وسعها لحماية الأسرى، لكن القصف الإسرائيلي المكثف حال دون إنقاذهم جميعًا. وفي رسالة لعائلات الأسرى، قالت حماس: “كنّا نفضل أن يعود أبناؤكم إليكم أحياءً، لكن قادة جيشكم وحكومتكم اختاروا قتلهم بدلًا من استعادتهم”، مضيفة أن إسرائيل قتلت 17,881 طفلًا فلسطينيًا خلال عدوانها المستمر على غزة، وأن عائلات الأسرى الإسرائيليين كانت “ضحية لقيادة لا تكترث لأبنائها”. واختتمت الحركة بيانها بالتأكيد على أن التبادل هو السبيل الوحيد لاستعادة الأسرى أحياءً، محذرة من أن أي محاولة لاستعادتهم بالقوة العسكرية أو استمرار الحرب لن تؤدي إلا إلى مزيد من الخسائر في صفوف الأسرى الإسرائيليين.