محطات فـي ذاكرة سفير عراقي
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
آخر تحديث: 20 فبراير 2024 - 11:19 صبقلم:أحمد صيري لَمْ يكُنْ سفيرًا عاديًّا نهض بِدَوْر تمثيل بلاده في عددٍ من السَّاحات على مدى (44) عامًا قضاها السَّفير عوض فخري في مركز وزارة الخارجيَّة، وسفيرًا للعراق في عددٍ من ساحات الحدَث عربيًّا ودوليًّا، وإنَّما كان شاهدًا على أحداث ومنعطفات وتحدِّيات عاشها العراق واحتفظ بحُلْوِها ومُرِّها في تضاريس ذاكرته الَّتي لَمْ تنَلْ مِنْها سنوات العمر واستحقاقاتها، فتحوَّل إلى ذاكرة حيَّة أسعفته في تدوين أبرز محطَّات عمره الوظيفي وحتَّى الشَّخصي.
وجال السَّفير عوض فخري على أبرز محطَّات عمله، وكان في قلْب الحدَث، وشاهدًا على أسراره وخفاياه، وكرَّس جهده وخبرته وفِطنته السِّياسيَّة للدِّفاع عن العراق وحقوقه المشروعة في القضايا الخلافيَّة مع بعض جيرانه بالحوار الهادئ لخفضِ منسوب تصاعد الخلاف وتراكم مدَياته. والسَّفير عوض فخري شخصيَّة تتمتَّع بذاكرة حيَّة، يُجيد سرْدَ تفاصيل الأحداث بدقَّة متناهية، ويحتفظ في ذاكرته خفايا أحداث خطيرة مرَّ بِها العراق، لا سِيَّما مسار العلاقة مع إيران في سبعينيَّات القرن الماضي تُوِّجت باتِّفاق تاريخي كان للجزائر دَوْر كبير في إبرامه مع إيران بواسطة الرئيس الراحل هواري بومدين.ويتوقف فخري عِند تلك المحطَّة بالقول: بعد أن وصلت المباحثات السرِّيَّة بَيْنَ العراق وإيران إلى مستوى الإعلان عن الاتِّفاق ومكانه، اقترحت إيران لقاء شاه إيران مع الرئيس العراقي الراحل أحمد حسن البكر في جنيف، إلَّا أنَّ الاتِّجاه كان الجزائر مكانًا للقاء شاه إيران محد رضا بهلوي والنَّائب صدام حسين، والسَّبب أنَّ زعيمَي البلدَيْنِ سيحضران مؤتمر منظَّمة الأوبك في طهران.ويصف لحظات توقيع اتِّفاق الجزائر في السَّادس من آذار ـ مارس 1975 بَيْنَ العراق وإيران بأنَّها كانت لحظة تاريخيَّة ومرحلة فاصلة في علاقة البَلدَيْنِ. وعن تلك اللحظة يروي السَّفير «نهض صدام من مكانه ومشَى بخطًى ثابتة وواثقة لِيلتقيَ الشَّاه عِند منتصف الطريق المُخصَّص للقاء، وكان باستقبالهما الرئيس الجزائري هواري بومدين».لقَدْ ترَك السَّفير عوض فخري بصمةً يُشار لها بالبنان في المواقع الَّتي شغلها في عدَّة بُلدان عربيَّة وأجنبيَّة كانت محطَّ تقدير من مرؤوسيه، وحاول أن يجمعَ مخرجات أبرز محطَّات مَسيرته، كما يصفُها بأنَّها مسرح الحياة شاءت الأقدار أن يخرجَ من بَيْنِ صفوف المتفرِّجين في ذلك المسرح؛ لكَيْ يقفَ على خشبته وصفَها بأنَّها أوراق وليست مجموعة قصص، بل هي واقع صادفها في حياته، عادًّا حياة الدبلوماسي أنَّها ليست لهْوًا، وإنَّما حياة مليئة بالأشواك والتحدِّيات والمفاجآت.ويمتاز السَّفير عوض فخري بأريحيَّة واضحة، وخبرة في قواعد العمل الدبلوماسي نالت إعجاب وتقدير مَن عمل معهم، لا سِيَّما في الدَّائرة القانونيَّة في وزارة الخارجيَّة، وعاصَر العديد من وزراء الخارجيَّة الَّتي عمل معهم داخل العراق وخارجه. ويتوقف السَّفير المتقاعد عوض فخري عِند أسرار تبادل أسرى الحرب العراقيَّة الإيرانيَّة الَّتي تمَّت في آب ـ أغسطس عام 1988 وصفَها بأنَّها كانت واحدة من أنجح وأكبر صفقات تبادل الأسرى بالمنطقة الَّتي بلغت نَحْوَ (150) ألفَ أسيرٍ من كلا البَلدَيْنِ، فيما خصَّص جزءًا من روايته للأحداث الَّتي صادَفتْه على مدى العقود الأربعة الَّتي عاشها في السِّلك الدبلوماسي، لا سِيَّما أحداث الاجتياح العراقي للكويت في الثاني من آب 1990، وما تلاها من حرب وحصار، وصولًا إلى احتلال العراق عام 2003، واصفًا تداعياتها على العراق والمنطقة عمومًا بأنَّها كانت كارثيَّة على الرغم من أنَّ العراق حاول تفادي ارتداداتها بالحوار والمبادرات والاستجابة لمتطلَّباتها، إلَّا أنَّ قرار غزو العراق واحتلاله كان قَدِ اتُّخذ من قِبل إدارة الرئيس الأميركي الأسبق بوش الابن الَّتي أثبتت وكشفت الوقائع أنَّ العراق خالٍ من أسلحة الدَّمار الشَّامل وليس له علاقة بتنظيم القاعدة، ولَمْ يهدِّد الأمن القومي الأميركي وهي الَّتي كانت المزاعم الَّتي استند إِلَيْها بوش في تبرير حربه على العراق أثبتت الوقائع بطلانها.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
البنتاغون: نفذنا ضربة لمليشيا متحالفة مع إيران في سوريا
أعلنت القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) فجر اليوم الأربعاء تنفيذ ضربة استهدفت منشأة تخزين أسلحة لما وصفتها بمليشيا متحالفة مع إيران في سوريا.
وقالت القيادة التابعة للجيش في بيان أن الضربة رد على هجوم شنته المليشيا على القوات الأميركية في سوريا أمس، دون تفاصيل إضافية عن ذلك الهجوم.
وأشار البيان إلى أن التقييمات التي جرت حتى الآن لا تشير إلى سقوط ضحايا بين المدنيين بنتيجة الضربة الأميركية، وأن تقدير الأضرار العسكرية لا يزال مستمرا.
وأضافت أنها ستقدم المزيد من المعلومات عندما تكون متاحة.
ونفذت القوات الأميركية قبل أسبوعين ضربات مماثلة ضد أهداف مرتبطة بمجموعة مسلحة مدعومة من إيران في سوريا.
وتنشر الولايات المتحدة نحو 900 من جنودها في سوريا ونحو 2500 في العراق في إطار التحالف الدولي الذي أنشئ في عام 2014 لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.
ومنذ شن إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 149 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، تستهدف مجموعات موالية لإيران على نحو متكرر القوات الأميركية في العراق وسوريا ردا على دعم واشنطن لتل أبيب.
بدورها تنفذ الولايات المتحدة ضربات بين الحين والآخر ضد أهداف على صلة بإيران في كل من العراق وسوريا، حيث ضربت في فبراير/شباط الماضي أكثر من 85 هدفا لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
كما شنت في الشهر نفسه، هجوما ضخما على مواقع المليشيات المدعومة من إيران في سوريا ردا على هجوم بطائرة بدون طيار في الأردن أسفر عن مقتل 3 من أفراد الخدمة الأميركية.