لماذا تريد إسرائيل تطبيع السعودية؟.. هدفان لا يبشران بسلام
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
لن يحقق اتفاق التطبيع المحتمل بين إسرائيل والسعودية، بوساطة أمريكية، السلام في الشرق الأوسط، بل سيزيد حدة الصراع، ولاسيما في الخليج، ولذلك على واشنطن أن تمارس نفوذا حقيقيا على تل أبيب.
تلك القراءة طرحها بول بيلار، وهو محلل استراتيجي وضابط سابق في المخابرات الأمريكية، في تحليل بمجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية (National Interest) ترجمه "الخليج الجديد".
وقال بيلار إن "هناك هدفان خلف سعي إسرائيل إلى إقامة علاقات رسمية كاملة مع الدول العربية، وخاصة السعودية، أولهما هو استخدام مثل هذه العلاقات كأساس إضافي لتحالف عسكري معزز ضد إيران".
وبيَّن أن هذا من شأنه "توسيع سياسة إسرائيل المتمثلة في تعزيز أقصى قدر من العداء والعزلة لإيران. وبدلا من جعل الشرق الأوسط أكثر سلاما، فإن مثل هذا التطور لن يؤدي إلا إلى زيادة حدة وتفاقم خطوط الصراع في الخليج".
وتابع: "أما الهدف الإسرائيلي الآخر، وهو الأقوى، فيتمثل في التمتع بعلاقات ودية مع الدول الإقليمية الأخرى، والإظهار لبقية العالم أنها قادر على إقامة مثل هذه العلاقات، على الرغم من استمرار احتلالها الأراضي الفلسطينية وحرمان الفلسطينيين من حقهم في تقرير المصير. باختصار، بالنسبة لإسرائيل، تحسين العلاقات مع العرب يدور حول عدم الاضطرار إلى صنع السلام، وخاصة مع الفلسطينيين".
اقرأ أيضاً
مقترح أمريكي لـ"اليوم التالي" يضمن عودة السلطة إلى غزة وتطبيع السعودية
عواقب سلبية
و"مؤخرا، أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات يرفض فيها بشدة إقامة دولة فلسطينية، وبالتالي، حتى لو حصلت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على الصفقة السعودية الإسرائيلية التي طال انتظارها، فإن الاتفاق ستكون له عواقب سلبية متعددة"، بحسب بيلار.
ومقابل التطبيع، تأمل السعودية في توقيع معاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة، والحصول على أسلحة أكثر تطورا، ودعم برنامج نووي مدني، بالإضافة إلى التزامات إسرائيلية لا رجعة فيها نحو إقامة الدولة الفلسطينية.
لكن بيلار قال إن "البطء الإسرائيلي اللاحق (بعد التطبيع) أو الإلغاء الصريح للأحكام الفلسطينية لمثل هذه الصفقة من شأنه أن يترك الدولة الفلسطينية بعيدة المنال أكثر من أي وقت مضى".
وأردف أن "أي أعمال عنف (مقاومة) فلسطينية ضد الإسرائيليين من شأنها أن تعطي نتنياهو ذريعة، كما هي الحال مع مذكرة واي ريفر، لإنهاء تنفيذ الجانب الفلسطيني في الصفقة. وسيحظى الفلسطينيون بمصدر آخر للإحباط والغضب".
اقرأ أيضاً
كاتب إسرائيلي يرجح قرارا من مجلس الأمن بإقامة دولة فلسطين
نفوذ حقيقي
في الوقت نفسه، وفقا لبيلار، "ربما لن يتم التراجع عن تطبيع العلاقات الدبلوماسية السعودية الإسرائيلية، بالنظر إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيرغب في الحفاظ على الخدمات التي حصل عليها من الولايات المتحدة".
ورجح أن "إسرائيل، بعد أن حصلت على هذه الجائزة الدبلوماسية (التطبيع مع السعودية) وهو شيء آخر سيحتاجه نتنياهو على أمل إنقاذ حياته المهنية (في ظل الحرب على قطاع غزة)، سيكون لديها حافز أقل من ذي قبل لتقديم تنازلات للفلسطينيين في المستقبل".
وحذر من أن "مساعدة البرنامج النووي السعودي من شأنها أن تزيد من حالة عدم اليقين في الخليج ومن خطر حدوث سباق تسلح نووي بين السعودية وإيران".
بيلار رأى أنه "بدلا من محاولة القيام بعملية معقدة تعتمد على طموحات ولي العهد السعودي، تحتاج الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في علاقتها الثنائية مع إسرائيل".
وأوضح أن "التقدم في وقف المعاناة بغزة وتحقيق السلام الدائم، سيتطلب من الولايات المتحدة أن تمارس نفوذا دبلوماسيا وعسكريا حقيقيا لدفع إسرائيل إلى اتجاه المصالح الأمريكية، وليس العكس".
اقرأ أيضاً
اجتياح مرتقب لرفح.. نتنياهو يُغرق التطبيع والسلام في حمام دم
المصدر | بول بيلار/ ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل السعودية تطبيع إيران دولة فلسطينية الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
مصدر سياسي: إسرائيل مستعدة لمناقشة إنهاء الحرب على غزة شريطة موافقة حركة الفصائل الفلسطينية على خطة ويتكوف
غزة – كشف مصدر سياسي إسرائيلي أن تل أبيب مستعدة لمناقشة إنهاء الحرب على غزة، شرط موافقة حركة الفصائل الفلسطينية على خطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.
ويأتي هذا التطور في وقت أكدت فيه مصادر إسرائيلية أن حركة الفصائل وافقت لأول مرة على مناقشة إطلاق سراح خمسة أسرى إسرائيليين أحياء دون شروط مسبقة مثل “هدنة” طويلة الأمد.
وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن تل أبيب مستعدة لدراسة مسألة إدخال الإمدادات إلى غزة، لكنها تشدد على ضرورة ضمان وصولها إلى المدنيين وليس إلى الفصائل المسلحة.
وأضاف المصدر: “من وجهة نظرنا، جميع الأسرى في قطاع غزة في وضع إنساني، ونطالب بضمانات لسلامتهم خلال الهدنة والمفاوضات”.
ورغم هذا الانفتاح، فإن إسرائيل ترفض بشكل قاطع شروط حركة الفصائل لإنهاء الحرب، متمسكة بالمطالب التي طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس الصيف الماضي، والتي تشمل السيطرة الأمنية الإسرائيلية على غزة، ونزع سلاح حركة الفصائل، إزالة سلطتها في القطاع ووقف التحريض والتعبئة ضد إسرائيل، وإطلاق سراح جميع الأسرى بمن فيهم الجندي هدار غولدين.
ووفقا لخطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، فإن إطلاق سراح جميع الأسرى لدى حركة الفصائل، سواء الأحياء أو المتوفين، سيتم على مرحلتين: الأولى عند بدء المحادثات، والثانية عند انتهائها. ويرى ويتكوف أن تقسيم الصفقة إلى مراحل متعددة كما جرى سابقا أدى إلى صعوبات وتعقيدات كبيرة، بسبب ما وصفه بـ “انتهاكات حركة الفصائل المتكررة”.
وأشار ويتكوف إلى أن تجارب الإفراج السابقة شهدت تجاوزات مثل استبدال جثة شيري بيباس، والاحتفالات التي رافقت إطلاق سراح بعض الأسرى، إضافة إلى التعذيب النفسي الذي تعرض له الأسيران غاي غلبوع وإيفاتار ديفيد.
وقال: “لا يمكننا الاستمرار بهذه الطريقة، ولهذا نطالب بإطلاق سراح الأسرى على دفعتين فقط”.
من المتوقع أن تستغرق المحادثات خمسين يوما، حيث سيتم إطلاق نصف الأسرى الأحياء والأموات عند بداية المفاوضات، والنصف الآخر في نهايتها. وإذا سارت المفاوضات بشكل إيجابي، فسيتم الإفراج عن جميع الأسرى.
وفي المقابل، حذرت إسرائيل من أنها ستزيد من الضغط العسكري على غزة في حال لم تستجب حركة الفصائل بشكل إيجابي للعرض المقدم عبر الوسطاء. كما أكدت أن أي إدخال للإمدادات سيتم فقط بضمان وصولها للسكان المدنيين وليس للفصائل المسلحة، مطالبة الوسطاء بضمانات واضحة لسلامة الأسرى خلال أيام التهدئة والمفاوضات.
وأكد مصدر إسرائيلي مطلع حدوث تطور مهم خلال نهاية الأسبوع، حيث وافقت حركة الفصائل لأول مرة على مناقشة إطلاق سراح خمسة أسرى إضافيين دون ربط ذلك بـ “هدنة” طويلة الأمد، وهو ما يمثل تغييرا في موقفها التفاوضي.
ومع ذلك، تصر إسرائيل على أن الإفراج عن الأسرى يجب أن يتم وفق المخطط الذي وضعه ويتكوف، رافضة أي صفقات جزئية أو مشروطة.
المصدر: وكالات