لبنان ٢٤:
2025-04-07@17:34:35 GMT

هذه خفايا ضربة الغازية.. ماذا أرادت إسرائيل منها؟

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT

هذه خفايا ضربة الغازية.. ماذا أرادت إسرائيل منها؟

القصف الذي طال منطقة الغازية، أمس الإثنين، لم يكن متوقعاً بتاتاً، لاسيما أنه طال مرافق صناعية معروفة وذلك خلافاً لما أعلنه الجيش الإسرائيلي عن أن الضربة طالت مرافق عسكرية تابعة لـ"حزب الله".
"ضخامة الضربة" جاءت لتُؤكد إشارتين أساسيتين، الأولى هي أنّ الإستهدافات الإسرائيلية خرجت فعلاً عن نطاق خط المواجهة عند الحدود، ما يعني أن إسرائيل نقلت الجبهة إلى العمق اللبناني.

أما الإشارة الثانية فترتبط بمسعى إسرائيل التأثير على "حزب الله" من خلال الضربات المتفرقة، ودفعه إلى مجالات أكثر خطورة قد تؤسس لحرب شاملة.
ماذا تُخفي ضربات الغازية؟
أولاً، ما تظهره "ضربة الغازية" هو أن إسرائيل تسعى لإطلاق أي ذريعة لقصف أي هدفٍ داخل لبنان ونسبه إلى "حزب الله". المسألة هذه خطيرة، والأمر القائم هنا يعني أن إسرائيل قد تُبرر قصف أماكن سكنية أخرى عبر القول إنها خاضعة للحزب أو تضمّ مسؤولين فيه.
مصادر معنية بالشؤون العسكريّة قالت إنّ خفايا ضربة الغازية الأساسية ترتبط بإستهداف بيئة "حزب الله" بشكل خاص، وتضيف: "إذا نظرنا قليلاً في العمق، سنرى أن إسرائيل لم تستهدف مدينة صيدا.. القصف طال الغازية التي تمثل ثقلاً أساسياً لحركة أمل وحزب الله. وعليه، فإن الضربة هناك تطال البيئة الحاضنة لهذين الحزبين، وبالتالي فإن الهدف الأسرائيلي غير المباشر هدفه خلق حالة من التململ داخل الطائفة الشيعية والذهاب نحو إحداث بلبلة ضد الحزب عبر الضغط عليه شعبياً باتجاه الذهاب إلى التسوية التي تنهي الإستهدافات وتوقف التوتر".
المصادر تقول أيضاً إنّ المسعى الأساس من لجوء إسرائيل لتصعيد الضربات هو القول للمستوطنين الإسرائيليين إن جيشهم قادر على التعمق أكثر داخل لبنان، في حين أن الهدف المُضمر يرتبط بمحاولة جر "حزب الله" إلى مواجهة شاملة، يكون الأخير هو البادئ بها. هنا، تقول المصادر: "إسرائيل تعلم جداً أن حزب الله لا يتساهل مع جرائم قصف المدنيين أو المناطق السكنية، ولهذا فإن الذهاب نحو إستهداف نقاط معينة ضمن تلك المناطق التي تمثل خطوطاً حمراء بالنسبة للحزب، قد يدفع الأخير نحو المضي أكثر في خيار إسداء ضربات موجهة ضد إسرائيل. عندها، قد تعتبر الأخيرة أنّ أي ضربة موجعة تطالها ومرتبطة بهجوم ما ضد لبنان، بمثابة مقدمة لشنّ هجمات ضد الحزب في عمق الجنوب وأبعد"... ولكن، كيف يتصرف "حزب الله" مع هذا "الإستدراج الإسرائيلي"؟
المصادر المعنية بالشؤون العسكرية تقول إن الحزب يميّز بين المعركة والجريمة، وتضيف: "حينما يُعلن الحزب عن عملية ما، يوضح أسبابها وعما إذا كانت مرتبطة بحادثة ما. فعلى سبيل المثال، هناك عمليات عديدة ينفذها الحزب ويعلن عنها بشكل عادي، علماً أنها قد تكون قوية جداً ومؤثرة ميدانياً. هنا، قد لا يربطُ الحزب تلك العمليات بأي حادثة قد حصلت كي لا يستغلها الإسرائيلي ويعتبرها رداً حاسماً وقوياً من الحزب على أمر ما قد حصل، وبالتالي اعتباره إعلان حرب. في المقابل، هناك عمليات قد ينفذها الحزب وتكون عادية من الناحية التدميرية، لكنها تحملُ أبعاداً تقنية أو عسكرية من العيار الثقيل. حينها، يمكن أن يربط الحزب تلك العمليات بالإنتقام لجريمة ما قد حصلت مثلما فعل إثر ضربة النبطية الأسبوع الماضي".
بحسب المصادر، فإن الحزب ومن خلال هذه الخطوات، تمكن من سحب البساط من تحت إسرائيل، وأفهَم الأميركيين أنه لا يريد المواجهة في المنطقة. كذلك، يكون "حزب الله" قد جنّب نفسه معركة طاحنة رغم الإستهدافات، وهو الأمر الذي تتركز المساعي لإستمراره حتى الوصول إلى تسوية معقولة تُنهي التوتر القائم.
"نقل النزوح" إلى الداخل
الأمر الأبعد في "ضربة الغازية" هي أنها جاءت في منطقة حيوية، وما يظهر أيضاً في خفاياها هو أن هناك محاولة إسرائيلية فعلية لزرع الخوف في نفوس المناطق الداخلية في لبنان. هنا، فإن إسرائيل أرادت "نقل النزوح" إلى المناطق الأبعد داخل لبنان، ما يعني أن النازحين لن يكونوا فقط ضمن المنطقة الحدودية، بل أيضاً في العمق اللبناني.
المثال الأكبر على ذلك هو ما حصل أمس في الغازية. بعد الضربة، حصلت موجة نزوحٍ لسكان المنطقة والقرى والبلدات المجاورة وذلك خوفاً من حصول غارات جديدة. اللافت أيضاً هو أن هناك أماكن تابعة لـ"الحزب" بات اعتبارها خطراً على السكان، وبالتالي تم تجنبها فوراً من قبل المواطنين.
كل ذلك، يكشف عن تبدلات فعلية لم نكن نشهدها من قبل، فإسرائيل أرادت أن تؤسس لتوتر شامل في لبنان تحت إطار الضربات المحدودة. في الأشهر الماضية، كانت الأمور محصورة بالحدود فقط، بينما باقي المناطق اللبنانية كانت تراقب من بعيد. أما اليوم، فبات الجميع منخرطاً بالمواجهة، وأصبحت كل سيناريوهات الإستهدافات مطروحة.
المسألة هذه ولشدة خطورتها، قد تستفيد منها إسرائيل "إعلامياً" للقول أمام المستوطنين إن محاولات تهجير اللبنانيين في الداخل باتت قائمة، وأن التوتر انتقل إلى مناطق تبعد عن الحدود 60 كيلومتراً، وهذا أمر لم يحصل منذ 18 عاماً، أي من حرب تمّوز عام 2006. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: أن إسرائیل حزب الله

إقرأ أيضاً:

في العمق

#في_العمق

د. #هاشم_غرايبه

المتأمل في بديع صنع هذا الكون الفسيح، وتكامل وظائف كل جزئياته، لا شك سيخلص أنه لا يمكن أن يكون كل ذلك خلق عبثا، بل لأمر جليل ومهمة عظيمة.
وعندما يجد هذا المتأمل، أن الخالق أتم على البشر نعمته بهدايتهم الى الصراط المستقيم منذ خمسة عشر قرنا، عندما أكمل لهم دينهم بالرسالة الخاتمة، وكلفهم بتبليغها للعالمين، ويرى كم لاقى المؤمنون بدينه من عنت ومعاناة جراء تمسكهم بمنهج الله القويم ودعوة الآخرين لاتباعه، سيوقن ان الله لن يسمح للظالمين بإطفاء نوره، ولا يمكن أن يسلم هؤلاء الصادقين لأعداءهم، ولذلك فلن يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا، مهما كانت موازين القوى مختلة لصالح الكافرين.
لكن كيف نعلل ما تتعرض لها الأمة المؤمنة الآن من تسلط قوى البغي عليها وتنكيلها بهم، لدرجة أن أصبحت أضعف الأمم،.. هل ذلك يعني أن الله تخلى عنها؟.
في كثير من الأمور التي تستدعى تدخل القوة الإلهية لتصحيح مسار البشر، نلاحظ أن الله يستخدم عبارة “ولولا كلمة سبقت من ربك” أي أن هنالك قرارا مسبقا من الله قبل خلق البشر أن يجري سننه، ومنها عدم التعجيل لهم بالثواب والعقاب بل إمهالهم لنهاية حياتهم الدنيوية، لأن في ذلك تحقيقا لسنن كثيرة، قد نعلم بعضها، لكن ما نجهله أكثر.
منها أن الصعاب تصقل النفوس وتحيي العزائم، فبذلك تتمرس نفوس المؤمنين وتعلو هممهم، كما أن الشدائد تكشف المنافقين من بينهم، وتميز الصادقين، لذلك يزين الله للكافرين أعمالهم ويؤملهم بأن هنالك امكانية لاستئصال شأفة الإيمان، وكل ذلك لأن معادي منهج الله قوم لا يعقلون، فلو فهموا حقيقة الصراعات لعرفوا أن الله يمد لهم ليزدادوا غيا، فهو لم ينزل هديه لكي يطفئه بشر مهما علوا وتجبروا.
ولذلك يداول الأيام بين الناس، لكنه خلال ذلك يرسل بالايات لعباده المؤمنين ليدلهم على طرق الفلاح، وفي كل عصر وزمان له آياته.
مما شهدناه منها في هذا العصر، أربع آيات قدر الله حدوثها، ربما لنستخلص منها الدروس، ونتعلم أن الباطل مهما كانت له صولات وجولات، ومهما عمم من معلومات بأن قوته لا تقهر، فهو زاهق لا محالة.
1 – الأولى كانت في اضطرار الشيطان الأكبر للتفاوض مع طالبان للخروج بأقل الخسائر من المستنقع الأفغاني الذي ورط نفسه به أكثر من عقدين من الزمان، من غير ان يمكنه فرض نظام عميل له.
رغم الفارق الهائل في موازين القوى، لكن المناضلين المؤمنين فاوضوا المحتل من منطق القوة وهم يحملون السلاح، قائلين ان سلاحنا هو الذي أجبركم على التفاوض.
لنتعلم أن التخلي عن السلاح من طرف واحد يعني الاستسلام.
2 – الثانية في انتصار الثوار السوريين رغم فشلهم في الجولة الأولى بسبب استجارة النظام البائد بالقوى الكبرى، لنتعلم أن المثابرة والصبر تحقق المراد دائما.
3 – الثالثة وهي نجاح الإسلاميين الأتراك في البقاء في السلطة، رغم كل مكائد الشيطان الأكبر وأتباعه من أيتام أتاتورك، بل وتحقيقهم النجاحات الكبيرة في إيصال بلدهم الى مصاف الدول المتقدمة بعد أن عانت الفشل والفساد طوال سبعين عاما من حكم العلمانيين.
وذلك لنتعلم أن منهج الله هو الأصلح والأنجح كنظام سياسي اقتصادي اجتماعي، وكذب ادعاء معاديه بأنه فكر ماضوي لا يصلح لهذا الزمان.
4 – أما الآية الرابعة وهي اعظمها، فهي نجاح المقاومة الإسلامية في القطاع في كسر هيبة الشيطان الأكبر، والذي لم يدخر جهدا يملكه إلا واستخدمه في عدوانه منذ عام ونصف، ورغم الدمار الهائل الذي أحدثه، إلا أنه فشل في تحقيق أي من أهدافه.
لنتعلم أكثر من درس، أولها أن العقيدة تنشئ الإرادة التي لا تلين، فتغلبت على الحصار و المراقبة ونقص المواد الأولية، وتمكنت من انشاء قاعدة تصنيع عسكري وازنة، فرضت على العدو الذي يتمتع بالمدد والدعم والتمويل والسيطرة التقنية أن يعترف بعدم قدرته على النيل منها، ناهيك عن اكتشاف مواقعها.
والثانية أن من كان صادقا لن يعدم الوسيلة لبناء قدرات عسكرية مؤثرة، لذلك فلا حجة لقاعد ولا لمطبع.
والثالثة أن التمسك بالحق أمر أساسي لتحقيق العزة والكرامة، ولا يحق الحق بالتنازلاتز
هذه معالم على الطريق واضحة من تنكبها فهو مفرط.

مقالات ذات صلة الغموض المعرفي الاصعب ..ماذا يجري فلسطينيا…اقليميا وعالميا.. 2025/04/05

مقالات مشابهة

  • خفايا اغتيالات إسرائيل في لبنان.. منطقة دخلت الخطر
  • ماذا لو لم يكن في العراق حزب شيوعي .. وماذا لو لم نكن شيوعيين ؟!
  • حدث أمني في الناقورة.. ماذا يجري هناك؟
  • أستاذ علاقات دولية: إسرائيل تستهزئ بالدور الأوروبي.. وماكرون طالب نتيناهو باحترام الاتفاقيات مع لبنان
  • عملية لـالمخابرات في الضاحية.. من أوقفت هناك؟
  • في العمق
  • نقزة لبنانية قبيل وصول اورتاغوس وسلاح الحزب البند الاصعب
  • هل تحقق إسرائيل ما تريد عبر سياسة الاغتيالات في لبنان؟
  • خائفون.. ماذا قال إسرائيليون عن لبنان؟
  • السر في "الزيارة التركية".. كواليس ضربة إسرائيل لقواعد سوريا