يوافق اليوم الثلاثاء العشرين من شهر فبراير، ذكرى وفاة الإمام ابن ماجه، صاحب سنن ابن ماجه، أحد كتب الصحاح الستة، التي تشمل صحيح البخاري ومسلم، وسنن النسائي والترمذي وأبي داود وابن ماجه.

من هو الامام ابن ماجه؟ 

هو الإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني، «ابن ماجه» أحد أصحاب الكتب الستة ومصنف السنن والتاريخ والتفسير، وحافظ قزوين في عصره، هو أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه الربعي القَزْوِينِيُّ، وُلد بقزوين 209 هـ.

لا يعرفها الكثير.. أمور يجهلها المسلم عن ملك السيئات عند تسجيل الذنوب عبادة تدخلك الجنة بشر بها النبي أحد الصحابة نشأة الإمام ابن ماجه 

نشأ ابن ماجه في جو علمي، ومن ثَمَّ شبَّ محبًّا للعلم الشرعي عمومًا، وعلم الحديث خصوصًا؛ فحفظ القرآن الكريم، وتردد على حلقات المحدثين التي امتلأت بها مساجد قزوين، حتى حصَّل قدرًا كبيرًا من الحديث، وقد هاجر سنة 230 هـ في طلب الحديث ومشافهة الشيوخ والتلقي عليهم، فرحل إلى خراسان، والبصرة والكوفة، وبغداد ودمشق، ومكة والمدينة، ومصر، وغيرها من الأمصار، متعرفًا على العديد من مدارس الحديث النبوي الشريف؛ إذ أتاحت له هذه الفرصة أن يلتقي بعدد من الشيوخ في كل قطر، وفي كل بلد ارتحل إليها.

الحكمة الإلهية لتحويل القبلة من المسجد الأقصى لبيت الله الحرام لماذا تُمهل الملائكة العاصي 6 ساعات قبل كتابة السيئات ؟.. اعرف السر

شيوخه وتلامذته

وقد تتلمذ ابن ماجة على يد عدَّة شيوخ منهم: إبراهيم بن المنذر والزبير بين بطار وسلمة بن شبيب وزهير بن حرب وتتلمذ كذلك على يديه إبراهيم بن دينار وإسحاق بن محمد وسليمان بن يزيد، وقد مدحه العلماء فقيل عنه: أنَّه أحد أئمة الأعلام وأنَّه ثقة كبير مُحتجٌ به عارفًا بعلوم الحديث وجميع ما يتعلق به.

وكان له شيوخ في كل قطر وكل مصر ذهب إليه نظرًا لكثرة أسفاره ورحلاته ، فكان من شيوخه علي بن محمد الطنافسي الحافظ، وقد أكثر عنه، وإبراهيم بن المنذر الحزامي وهو تلميذ البخاري، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وجبارة بن المغلس وهو من قدماء شيوخه، وعبد الله بن معاوية، وهشام بن عمار، ومحمد بن رمح، وداود بن رشيد، وخلق كثير، وقد ذكرهم في سننه وتآليفه.

ثم عاد ابن ماجه إلى قزوين، واستقر بها، بعد رحلة شاقة استغرقت أكثر من خمسة عشر عامًا منصرفًا إلى التأليف والتصنيف، ورواية الحديث بعد أن طارت شهرته، وقصده الطلاب من كل مكان، ولم يكن ليقتصر النشاط العلمي لابن ماجه على التأليف فقط، بل تعداه إلى التعليم وإلقاء المحاضرات والدروس, وكان أشهر من روى عنه وتتلمذ على يده علي بن سعيد بن عبد الله الغداني، وإبراهيم بن دينار الجرشي الهمداني، وغيرهم من مشاهير الرواة.

لا تعلمه الملائكة.. الإفتاء تحذر من عمل خاف منه النبي على أمته أكثر من الدجال متى ليلة النصف من شعبان 2024؟..متبقي 8 أيام انتهز الفرصة قبل رفع الأعمال سنن ابن ماجه

هو أحد كتب الحديث وقد رتب ابن ماجه الأحاديث به على الكتب والأبواب، فاشتمل على مقدمة وسبعة وثلاثين كتابًا وألفٌ وخمسمائة باب، وقد بدأ كتابه بباب اتباع سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكذلك ساق بها الأحاديث الدالة على وجوب اتباع السنة النبويَّة، ويشمل كتاب سنن ابن ماجة على ما يزيد عن 4000 حديث منها ما هو صحيح ومنها ما هو حسن ومنها ما هو ضعيف وكذلك يشمل على الأحاديث الموضوعة لكنَّها بنسبة قليلة، وقد انفرد ابن ماجه بتخريج ألفٍ وثلاثمائة وتسعٌ وعشرون حديثًا، وقد عدَّ بعض العلماء كتاب سنن ابن ماجة بالدرجة الأخيرة من مراجع الأصول للسنة النبويَّة، بسبب تفرده بأحاديث عمن هم متهمين بالكذب، ولهذا الكتاب عدَّة شروح منها: الديباجة بشرح سنن ابن ماجة ومصباح الزجاجة على سنن ابن ماجة وما تمس إليه الحاجة على سنن ابن ماجة وشرح سنن ابن ماجة لكنَّ صاحبه لم يُتمَّه.

لم يخلد الزمان من كتبه غير كتابه «سنن ابن ماجه» أحد الصحاح الستة؛ فقد ضاعت مصنفاته مع ما ضاع من ذخائر تراثنا العظيم، فكان له تفسير للقرآن وصفه ابن كثير في كتابه «البداية والنهاية» بأنه "تفسير حافل"، وله أيضًا كتاب في التاريخ أرَّخ فيه من عصر الصحابة حتى عصره، وقال عنه ابن كثير بأنه "تاريخ كامل".

قال الذهبي: «سنن أبى عبد الله كتاب حسن لولا ما كَدَّرَهُ بأحاديث واهية ليست بالكثيرة»، ولقيمة هذا الكتاب ومكانته، فقد أولاه كبار الحفاظ والمحدثين عناية خاصة، فراحوا يسهبون في شروحه ويضعون عليه من تعليقاتهم، ومن ذلك: «شرح سنن ابن ماجه» للحافظ علاء الدين مغلطاي، و«مصباح الزجاجة في شرح سنن ابن ماجه» للجلال الدين السيوطي، و«شرح سنن ابن ماجه» للمحدث محمد بن عبد الهادي السِّندي.


وقد أفرد زوائد السنن العلامة المحدث شهاب الدين أحمد بن زين الدين البوصيري في كتابٍ وخرَّجها، وتكلم على أسانيدها بما يليق بحالها من صحة وحسن وضعف.

نال ابن ماجه إعجاب معاصريه وثقتهم؛ إذ كان معدودًا في كبار الأئمة وفحول المحدثين، فقد قال عنه ابن خَلِّكان: «كان إمامًا في الحديث، عارفًا بعلومه وجميع ما يتعلق به»، وقال الذهبي عنه: «كان ابن ماجه حافظًا، ناقدًا، صادقًا، واسع العلم».

وبعد عمر حافل بالعطاء في الحديث النبوي الشريف درايةً وروايةً، دارسًا ومدرسًا ومؤلفًا، تُوفي ابن ماجة قزوين يوم الإثنين ودُفن يوم الثلاثاء سنة 273 هجري،  الموافق 886م، والذي تولى دفنه أخاه أبو بكر وابنه عبد الله وكان عمره آنذاك أربعًا وستين عامًا، وتولى دفنه مع أخيه الآخر أبو عبد الله وابنه عبد الله بن محمد بن يزيد.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: عبد الله محمد بن بن یزید

إقرأ أيضاً:

في ذكرى الصرخة في وجه المستكبرين: “الشعار سلاح وموقف”

 

في ذكرى السنوية للصرخة نستحضر الموقف الحق في زمن الباطل، والنور والهدى في زمن الظلام الضلال، والصوت الشجاع الحر في زمن الصمت والعبودية والإنبطاح، والعزة القوة في زمن الضعف الذلة.

يظل شعار الصرخة في وجه المستكبرين يتقدم مسيرة الحرية والعزة والكرامة في مواجهة طواغيت العصر، ويمثل عنوان معركة الأمة التي تتوق للحريّة والإستقلال والإنعتاق من تسلط قوى الطاغوت والظلم والإستكبار العالمي الذي تقوده أمريكا وإسرائيل خاصةع في هذين العقدين الأخيرين بهدف ضرب الأّمة وقهرها واستعبادها، بل وتركيع العالم بأسره.

في كلّ مسارات الصّراع مع العدو الأمريكي والإسرائيلي يحتلّ الشعار المكانة المتقدّمة والضروريّة، وتبرز أهميته مع كلّ خطوة وحدث وتطوّر وفترة زمنية من عدة زوايا واتجاهات أهمها:

– الفكر والثقافة والإعلام: في معركة الإعلام والفكر والثقافة وتزييف الحقائق التي يقودها ويمولها حلف الطاغوت اﻷمركي الإسرائيلي فضح شعار الصرخة في وجه المستكبرين كلّ شعارات التحرك الطاغوتي، والعناوين المزيفة للهيمنة والإحتلال، وأسقط كل مشاريع الغزو الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة بنفسه وبما يترافق معه من توعية شاملة، فالأمّة تعيش اليوم تطوّرات رهيبة في الصّراع مع أعداء الإسلام من تقليدي إلى حضاري، وتطوّرع وسائله وأدواته بما فيها من تحريف وتزييف للمفاهيم والرؤى والنظريات والثقافات، وباتت معركة الوعي والمصطلحات هي أولًا المعركة الأولى، وقد لعب الشعار وثقافته دورًا محوريًا في هذه المعركة، واستطاع أن يوجّه البوصلة تجاه الأعداء الحقيقيّين للأمّة، وخَلَقَ في الوسط السياسي والاعلامي والثقافي والفكري والإجتماعي ثورة شاملة، وأحدث صحوة وبصيرة ويقظة وانتباه، وهذا يحتاج إلى شرح مفصّل.

– في الجانب السياسي والدبلوماسي: في المعركة السياسية والدبلوماسيّة التي تخوضها الأمّة ويشهدها العالم فَرْمَلَ الشعار كلّ وسائل وأساليب الخبث والإلتواء الأمريكي الإسرائيلي، وأسّسَ لعمل سياسي ومؤسسي واضح، مرتبط بالأمّة وهويتها وقضاياها، ويعبر عنها وعن مواقفها ووجهتها، وفي المقدّمة قضيتها الكبرى (فلسطين)، وكشف كلّ الأقنعة الزائفة، ومزّق كلّ الأنسجة المفبركة، وفضح كلّ العناوين المضلّلة للإستكبار العالمي التي يتخفى خلفها، ويتحرك تحت بريق عناوينها وشعاراتها المخادعة مثل: الديمقراطيّة، والحريّة، وحقوق الإنسان، والحوار، والتعايش، والسّلم والسّلام، والأمن والإستقرار، ونحوها من الشعارات الإستهلاكيّة الموجّهة، كما رسم الشعار طريقة واضحة للتعامل السياسي والدبلوماسي مع دول الإقليم والعالم، وتقدّم هذه المعركة بجدوى وفاعليّة على كلّ المستويات، وفرز الأعداء والاصدقاء بكل وضوح وشفافية، وهذا ما يدركه الأعداء جيدًا، ويحتاج لشرح وتفصيل.

– في الجانب الإقتصادي: والأمة تخوض معركة إقتصادية شرسة مع أعدائها فإن الشعار يدفع الأمة لتحمّل مسؤوليتها الشاملة والقيام بها وممارستها بقوة كبيرة وهمّة عالية، ومنها المسؤلية المالية والإقتصادية، إذ يحوّل الفرد والأمّة من حالة الإستهلاك إلى الإنتاج والتصنيع، ويؤثر في تنمية روع الإبداع والإبتكار في مختلف المجالات، ويدفع باتجاه استغلال القدرات وتوظيفها، والإنتفاع بالخيرات وتنميتها، واستخراج الثروات ومواردها، ويعلم الأمة كيف تقف على أقدامها وتعتمد على ذاتها، وضرورة مقاطعة أعدائها، وخوض المعركة الإقتصادية بعزيمة وإرادة لا تقهر ولا تنهزم، والصمود والإنتصار أمام كلّ أنواع الضغوطات والتهديدات والعقوبات الإقتصادية، وهذا له بيان وشرح وتفصيل.

– في الجانب التربوي: يربي جيلا قويا لا يعرف الخوف والهزيمة، والخنوع والإستسلام، ولا يقبل بالغزو والإحتلال والإستعمار، ولا يحمل الثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة، وينشأ منذ يومه الأول على مبادئ القرآن وقيم الإسلام، متسلحًا بالوعي والحكمة والبصيرة، يصوغ عقيدته وانتماءه على أسس الإسلام، ومرتكزات الهويّة الإيمانية، والثقافة القرآنية، والموالاة والمعاداة، والجهاد في سبيل الله عزّ وجلّ.

– في الجانب الإجتماعي: يُحلحل كل عقد التفرقات والخلافات التي يصنعها الاعداء ويغذونها باستمرار، ويصهر كل التباينات المستعصية، والعداوات الشخصية، والأحقاد الدفينة، والكراهيات المعقّدة، والفتن المذهبية والطائفية، والحروب والثارات الداخليّة، فتذوب وتتلاشى بأجمعها، وتجتمع النفوس والأبدان والقلوب والأبصار والسواعد والأقدام وتتوحد على قضيّة واحدة، وموقف واحد، تذوب معه كلّ ترسّبات الأحقاد والضغائن، ويتبخر كلما هو دخيل ومصنوع ومدّبر، فيعيش المجتمع أجواء الأخوة والوحدة، والقوة والتكامل، والألفة والمحبّة، والود والإنسجام، وبهذا تتحقّق العدالة، والحرية، والكرامة، والعزة، والإستقلال، والحيوية، والنشاط، ووحدة الكلمة والموقف، والإعتصام الجماعي بحبل الله، وتتعمّق روابط الأخوة الإيمانية، والوحدة.

الإسلاميةالشاملة، وحدةالموقف والقرار والهدف والرؤية،والمصير المشترك، والمسؤلية الجماعية، وروح الفريق الواحد، والكلّ يكون له موقف مهمّ ومسؤول من الأعداء، فنرى الطفل والشاب والصغير والكبير والرجل والمرأة كلًا له موقف واضح معلن، يوالون أولياء الله، ويعادون أعداء الله.

– في الجانب الأمني: يحصّن الأمة من مؤامرات الأعداء، ومخططات الإختراق، ويحول دون حصول أعداء الأمّة على عملاء وجواسيس ومرتزقة ومخبرين، وينمّي الحسّ الأمني واليقظة والإنتباه لدى الفرد والمجتمع بشقّيهما الوقائي والعلاجي، وفي ظلّها ينعم المجتمع في بالأمن والسّلامة والسكينة والإستقرار، ويجعل من كلّ أفراد المجتمع رجالا للأمن وحماةً للوطن وحراسا للنظام العام وركائزه وأركانه المعروفة: (الأمن العام، والصّحة العامّة، والسًكينة العامة، والأخلاق والآداب العامة) فتختفي الجرائم المنظًمة، وشبكات التجسّس بكلّ خلاياها وأشكالها وأدواتها، ويجعل كلّ أفراد الشعب يحملون هذه الروح الإستباقيّة، حراسا للأمن والسلام والإستقرار، والسكينة العامّة، والسّلم الأهلي والمجتمعي، وبهذا تتجلّى أهميّته البالغة في حفظ وصون الأمن المحلي والقومي.

– في الجانب العسكري: يقوّي العقيدة القتالية والجهادية، ويصوّب حركة الأمّة تجاه الأعداء الحقيقيين، ويخلق في نفوس المقاتلين القوّة والشجاعة والحماس، وفي نفوس الأعداء الرّعب والخوف والرّعشة والقشعريرة، فترى الأعداء يهابون وينهزمون من الشّعار، وعند سماع الصّرخة يولون الأدبار، وترى الفرد المقاتل يهتف بالشّعار ويردّد الصرخة مع كلّ طلقة، وقذيفة، وضربة صاروخية، وطائرة مسيرة، لأنّه سلاح وموقف.

وأخيرًا:

هذه نقاط مختصرة، ورؤوس أقلام مركّزة، وإلّا ففوائد الشّعار لا تعدّ ولا تحصى، يجب الوقوف على القدر الممكن منها في مختلف الجوانب والمجالات وبحثها وإثرائها، وخاصّة من قبل الطلائع والنّخب الثقافيّة والعلميّة والسياسيّة والإقتصاديّة والإجتماعيّة والتربويّة… الخ.

(الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام).

مقالات مشابهة

  • في ذكرى الصرخة في وجه المستكبرين: “الشعار سلاح وموقف”
  • خالد الجندي يوضح شروط جواز رواية الحديث النبوي بالمعنى
  • مصطفى غريب يُحيي ذكرى وفاة والدته بكلمات مؤثرة
  • هل تصح صلاة المأموم مع مصلٍ يؤدي النافلة؟.. الإفتاء تحسم الجدل
  • بمناسبة ذكرى وفاة محمد عبد الوهاب.. سمية وجدي تحيى حفلًا غنائيًا بدار الأوبرا
  • المفتي من أوزباكستان: المدرسة الماتريدية أنموذج أصيل للتسامح العقائدي
  • في ذكرى النكبة.. الأعلام الإسرائيلية تغزو القدس والمستوطنون يتوعدون الأقصى
  • الديوان الملكي السعودي يعلن وفاة الأمير ناصر بن فهد بن عبد الله بن سعود
  • الأشتر والمسؤولية الرياضية
  • هل يجوز للإمام إطالة الركوع لينتظر دخول الناس في الصلاة؟.. الإفتاء تجيب