أحافظ على الفروض الخمسة ولكن أترك صلاة الجمعة فما الحكم؟
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
قال الدكتور محمد عبدالسميع، مدير إدارة الفروع الفقهية بدار الإفتاء، حكم العبد الذي يصلي جميع الصلوات ولا يصلي الجمعة، مشيرا إلى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : ( من ترك الجمعة ثلاثا من غير ضرورة طبع الله على قلبه ) حسنه الشيخ الألباني في " صحيح ابن ماجه".
وأضاف «عبدالسميع»عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردا على سؤال: ما حكم من يصلي جميع الفروض ويترك الجمعة ؟ أن من ترك الجمعة ثلاثا من غير ضرورة أحبط الله عمله، مشيرا إلى أن ذلك يدفع المسلم إلى ضرورة المحافظة على صلاة الجمعة وألا يتخلف عنها إلا لعذر كالسفر أو المرض أو كان في عمل لا يستطيع الخروج منه أثناء الجمعة، فإنه يقضيها ظهرا.
حكم صلاة الجمعة في البيت
وأكد على عظم إثم من يترك صلاة الجمعة إلا لعذر، لافتا إلى أن محافظة الإنسان على جميع الصلوات وتركه للجمعة لا يجوز، وأن الصلوات التي حافظ عليها تضيع عليه؛ لحبط عمله بتركه للجمعة.
وأشار إلى أن من فاتته الجمعة قضاها ظهرا 4 ركعات، مؤكدا على وجوب التوبة من هذا العمل وألا يضيع الإنسان عمله بسبب صلاة تركه صلاة لا يصليها المسلمون إلا كل أسبوع مرة، ناصحا إياه بكثرة الاستغفار والندم عن تقصيره.
حكم ترك صلاة الجمعة
لجنة الفتوى بالأزهر الشريف أوضحت أن صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم، وأنه لا يصح لمسلم ترك صلاة الجمعة إلا لعذر كمرض أو سفر، مشيرة إلى قوله تعالى {ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}[الجمعة:9].
وأضافت لجنة الفتوى بالأزهر، في فتوى لها ما رواه الإمام النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رواح الجمعة واجب على كل محتلم»، متابعة قوله صلى الله عليه وسلم: "الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة: عبد مملوك، أو امرأة، أو صبي، أو مريض ". [رواه: أبو داود].
وأردفت أن ترك المسلم لصلاة الجمعة، إثم كبير ما دام بغير عذر يمنعه من أدائها، لافتة إلى أنه قد ورد في تركها وعيد شديد كما في الحديث الشريف: "من ترك ثلاث جمع تهاونا بها طبع الله على قلبه" [رواه: النسائي].
واختتمت لجنة الفتوى بالأزهر فتواها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيضا: "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين" [رواه: مسلم].
حكم من فاتته الخطبة وأدرك صلاة الجمعة
حضور خطبة الجمعة والإنصات لها واجبان، ويحرم الانشغال عنها ببيع أو شراء أو نحو ذلك؛ لقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع} [الجمعة: 9] الآية.
قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن المسلم الذي فاتته خطبة الجمعة، فاته خير كثير وفضل عظيم، كما روى أوس بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من اغتسل يوم الجمعة وغسل وبكر وابتكر ودنا واستمع وأنصت كان له بكل خطوة يخطوها أجر سنة صيامها وقيامها ) وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي.
وأوضح «محمود شلبي» في فيديو بثته دار الإفتاء على يوتيوب، ردا على سؤال: ما حكم من أدرك صلاة الجمعة وفاتته الخطبة؟ وهل يجوز أن يصلي ركعتين بدلا عن الخطبة؟ أنه لا يشرع له صلاة ركعتين بدلا عن الخطبة، ولكنه يصلي مع الإمام ركعتي الجمعة فقط.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حكم ترك صلاة الجمعة صلى الله علیه وسلم ترک صلاة الجمعة إلى أن
إقرأ أيضاً:
في بطن الحوت: كيف قلب يونس عليه السلام المحنة إلى منحة؟
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق أن قول الله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ} [الأنبياء: 87]، وهذه الآية العظيمة تحمل معاني عميقة تدعونا للتدبر والتفكر في سيرة نبي الله يونس عليه السلام ودروسه المستفادة.
فهم معاني النص القرآنيوضح جمعة أن "نقدر" هنا لا تعني عدم القدرة، بل تعني التضييق. فقد ظن نبي الله يونس أن الله لن يضيّق عليه بعد أن ترك قومه مغاضبًا. وهذا الظن لم يكن شكًّا في قدرة الله، بل جاء نتيجة لطول ما اعتاد عليه من لطف الله وكرمه.
في هذا الموقف الحرج، عندما كان في بطن الحوت محاطًا بالظلمات من كل جانب، لم يفقد يونس عليه السلام الأمل. بل لجأ إلى ذكر الله بالدعاء الذي أصبح نموذجًا للمؤمنين: {لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}.
تواضع الأنبياءوتابع: نجد أن نبي الله يونس، رغم مكانته العظيمة كنبي من أنبياء الله، يعترف أمام ربه بالظلم. وهنا يدعونا الدكتور علي جمعة للتأمل: كيف يتكبر الإنسان على ربه، ويعتقد أنه لم يعص الله قط؟
قيمة الصبر والدعاءوأضاف : الآية الكريمة تستكمل: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ}. هذا وعد إلهي، ليس فقط ليونس عليه السلام، بل لكل مؤمن يلجأ إلى الله بالدعاء والتوبة.
وأكد جمعة على أهمية الصبر، ليس فقط على البلاء، بل على الطاعات والعبادات والعمل. ويذكرنا بالحديث النبوي: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل".
الصبر منهج حياةيدعو الدكتور علي جمعة إلى التمسك بمنهج الصبر في كل نواحي الحياة:
الصبر على العمل: أدّ عملك بإتقان وإخلاص.
الصبر على الناس: لا تكن إمعة، بل تمسك بالقيم حتى لو خالفك الناس.
الصبر على الدعاء: استمر في دعائك ولا تستعجل الإجابة، فالله أعلم بالوقت المناسب للإجابة.
الصبر على البلاء: تذكر أن البلاء امتحان، وأن الجزاء عند الله عظيم للصابرين.
قصة نبي الله يونس درس في التواضع والصبر واللجوء إلى الله. وهي دعوة لنا جميعًا لمراجعة أنفسنا، والعودة إلى الله في كل حين. يقول الدكتور علي جمعة: "اصبر كما صبر أولو العزم من الرسل، وتمسك بمنهج الأنبياء، فإن الله ينجي المؤمنين كما أنجى نبيه يونس من الظلمات".