أدلى وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، بتصريحات حول الوضع الراهن في قطاع غزة والتحديات المستقبلية، وإمكانية التطبيع مع اسرائيل، والموقف من الإجتياح البري المرتقب لرفح.

وأكد الأمير فيصل، خلال مقابلة مع شبكة فرانس 24، أن الالتزام من قبل "تل أبيب" بالاعتراف بالدولة الفلسطينية لن يكون كافيا للتطبيع مع "إسرائيل".

وأوضح الوزير أن الحل الحقيقي يتطلب وقف إطلاق النار في غزة، وانسحاب جميع القوات الإسرائيلية من القطاع، والسعي نحو اتفاق يقود إلى إنشاء دولة فلسطينية. 

وأشار إلى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يعتبر مطلبا أساسيا، لكنه ليس كافيا، حيث ينبغي أيضا تحديد حدودها.

الاعتراف بالدولة الفلسطينية

وفي سياق متصل، أكد الأمير فيصل أن الدول الغربية، وربما الولايات المتحدة أيضا، تظهر استعدادا للاعتراف بدولة فلسطينية، مشيرا إلى أن ذلك يمثل خطوة إيجابية نحو الاستقرار في المنطقة وضمان أمن إسرائيل.

وشدد الأمير فيصل على أهمية وضوح الطريق نحو إقامة الدولة الفلسطينية، حيث يجب أن يتضمن هذا الطريق ليس فقط الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ولكن أيضا تحديد حدودها بشكل واضح وملزم

وعند سؤال المسؤول السعودي عن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، أعرب عن قلقه البالغ بشأن الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة. 

كارثة انسانية

وقال: "ليس لدي أي فكرة عن نوايا إسرائيل، لكن الواقع يظهر لنا وجود كارثة إنسانية تتفاقم في المنطقة. العدد الكبير من الضحايا وحجم الدمار لا يمكن تجاهله. بالإضافة إلى الجوع والحاجات الإنسانية الأخرى. والآن، مع تهديد العمل العسكري في رفح دون آلية لحماية المدنيين، فإن هذا الأمر غير مقبول تمامًا. نحن شددنا منذ البداية على ضرورة وقف إطلاق النار والآن هذا الأمر أكثر أهمية من أي وقت مضى".

وبالنسبة للمرحلة التالية بعد الحرب، أوضح وزير الخارجية السعودي أن تدخل الدول العربية والمشاركة السعودية في العملية يعتمد على السياق الشامل للقضية الفلسطينية.

 وأضاف: "في حال توفر هذا السياق، ستكون إدارة الوضع أسهل، مع وجود السلطة الفلسطينية التي يمكنها السيطرة على كافة الأراضي الفلسطينية بدعم المجتمع الدولي". 

وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية تدرك الحاجة للإصلاح وقد أثبتت قدرتها على الحفاظ على الأمن في الضفة الغربية ككيان موثوق به.

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: بالدولة الفلسطینیة الأمیر فیصل

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية: القضية الفلسطينية محور استقرار المنطقة.. وعلاقتنا بواشنطن استراتيجية

استضافت "القاعة الرئيسية" في معرض القاهرة الدولي للكتاب، الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، وحاوره الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وعماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق.

استهل عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، الندوة بالترحيب، بوزير الخارجية، قائلًا: "حوارنا اليوم سهل وممتع، لأننا أمام شخصية دبلوماسية متميزة، ورجل معروف بجهده الكبير الذي قد يكون على حساب صحته، لكنه يؤدي واجبه الوطني بإخلاص"، وأضاف: "حرصنا على جمع أسئلة الجمهور التي تدور حول القضايا الأكثر إلحاحًا، مثل غزة، العلاقات المصرية- الأمريكية، قضية المياه، والقرن الإفريقي، لنناقشها اليوم بشفافية ووضوح".

ندوة وزير الخارجية بمعرض الكتاب

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن حضور وزير الخارجية إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب، رغم عودته من مَهمة دبلوماسية رسمية في بيروت، بالأمس، يعكس قناعته العميقة بأهمية التواصل مع الرأي العام.

وقال الدكتور بدر عبد العاطي: "نؤمن بأن السياسة الخارجية تبدأ من الداخل، وهي امتداد للسياسة الداخلية، كما أنه يدرك أهمية الشراكة بين صانع القرار والمجتمع، لأن السياسة ليست قرارات تُتخذ في الغرف المغلقة، بل تتشكل عبر التفاعل مع المواطنين"، وتابع: "القضية الفلسطينية اليوم هي الشغل الشاغل للجميع، خاصة بعد زلزال 7 أكتوبر، الذي لا تزال توابعه تهز المنطقة يوميًا، لكن مثلما يسبب الزلزال دمارًا، فإنه في بعض الأحيان يشق الأرض لتُنبت من جديد".

فيما أكد الدكتور بدر عبد العاطي، أن رئيس الجمهورية هو من يصنع السياسة الخارجية، بالتنسيق مع المؤسسات المعنية، وشدد عبد العاطي على أن القضية الفلسطينية تظل محور الاستقرار في المنطقة، مؤكدًا أن مصر تدعم منذ عقود حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، وأوضح أن ما حدث في 7 أكتوبر بمثابة زلزال سياسي وأمني، وأن مصر منذ اليوم الأول عملت على احتواء تداعياته، وتقليل الخسائر الإنسانية.

ندوة وزير الخارجية بمعرض الكتاب

وأضاف: "بدون حل القضية الفلسطينية، لن يكون هناك استقرارًا أو سلامًا دائمًا في المنطقة، حتى لو تم حل جميع النزاعات الأخرى"، لافتًا إلى أن مصر أدت دورًا رئيسيًا في التوصل إلى الاتفاق الحالي، بالتعاون مع قطر، والولايات المتحدة.

وفيما يخص الدعم الإنساني، أكد الوزير، أن مصر وفرت 70% من المساعدات التي دخلت إلى غزة، بينما قدم المجتمع الدولي 30% فقط، مشددًا على أهمية التنسيق الدولي لإغاثة الشعب الفلسطيني وإعادة الإعمار، وتحدث عبد العاطي، عن العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أنها شراكة استراتيجية ممتدة لأكثر من أربعة عقود، رغم بعض التباينات في وجهات النظر، وأضاف: "هذه العلاقة ليست قائمة على الأفراد، بل على المؤسسات والمصالح المشتركة، وقد أثبتت قدرتها على تجاوز الخلافات"، وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، تلقى اليوم، اتصالًا، من الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، ما يعكس عمق هذه العلاقات، وتداخل الملفات المشتركة، مثل القرن الإفريقي، وأمن البحر الأحمر، والأمن المائي.

وفيما يخص الأزمة السودانية، أوضح الوزير، أن مصر تعمل على عدة مسارات تشمل إيصال المساعدات الإنسانية، ووقف إطلاق النار، وإطلاق عملية سياسية شاملة تؤسس لنظام ديمقراطي يضم جميع الأطراف، وأكد أن مصر لا تنحاز إلى أي طرف، بل تدعم استقرار الدولة الوطنية.

وبالنسبة للقرن الإفريقي، شدد عبد العاطي، على أن مصر لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، لكنها تدعم "الصومال" في محاربة الإرهاب، وتحافظ على وحدة أراضيه، مشيرًا إلى أن أي تحرك دولي في المنطقة يجب أن يتم بموافقة مجلس السلم والأمن الإفريقي، ومجلس الأمن الدولي.

كما أكد وزير الخارجية، أن الأمن المائي يمثل قضية وجودية لمصر، مشددًا على أنه لا توجد أي مشكلات مع دول حوض النيل الجنوبي. كما أشار إلى أن مصر تعمل على تنفيذ مشاريع تنموية في إفريقيا، وتدعم القطاع الخاص المصري للاستثمار في القارة.

ندوة وزير الخارجية بمعرض الكتاب

وحول العلاقات مع تركيا، أكد الوزير، أن هناك تفاعل إيجابي مستمر بين البلدين، حيث تم تحقيق تقدم في الملفات الثنائية والإقليمية، وأوضح أن التجارة الثنائية، وصلت إلى 15 مليار دولار، وهناك مشاورات مستمرة حول قضايا مثل الوضع في ليبيا، والقضية الفلسطينية.

وفي ختام حديثه، وجه عبد العاطي، رسالة إلى الشباب، قائلًا: "مصر دولة عظيمة بمواردها وشبابها، والتحديات الكبيرة تعني فرصًا أكبر للنمو والتطور"، كما دعاهم إلى التفاؤل، والعمل على تطوير أنفسهم، والاستفادة من الفرص المتاحة، خاصة في مجالات التكنولوجيا والمهن المتخصصة.

واختتم الوزير، حديثه، قائلًا: "المنافسة شرسة، لكن أنتم أكثر حظًا من الأجيال السابقة، فمن يعمل بجد سيجد الفرص، والدولة تحتاج إلى الجميع، سواء في المجالات الفنية أو العلمية أو التكنولوجية".

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: القضية الفلسطينية محور استقرار المنطقة.. وعلاقتنا بواشنطن استراتيجية
  • وزير الخارجية: السلام لن يتحقق إلا بحل عادل للقضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية: بدون حل القضية الفلسطينية لا سلام ولا استقرار في المنطقة
  • وزير الخارجية يلتقي بنظيره الأردني وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
  • وزير الخارجية السعودي ونظيره الأمريكي يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية
  • وزير الخارجية الإيراني: عملية طوفان الأقصى أحيت القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية القطري يقدم واجب العزاء في وفاة الأمير محمد بن فهد
  • الأمير فيصل بن سلمان يرأس اجتماع مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية
  • السبت.. وزير الخارجية يناقش مستقبل علاقات مصر الدولية في ندوة بمعرض الكتاب
  • ملتقى الاستمطار بأبوظبي يناقش التحديات والحلول لتعديل الطقس