شبكة انباء العراق:
2025-04-24@23:35:15 GMT

اكلوا الثور الأبيض بعلم القطيع

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

ثم جاء الدور على الثيران الحمراء والسوداء والبرتقالية. وكانت نواياهم معروفة ومكشوفة، ويعلم بها البغال والحمير. ولم تكن خافية على الأبقار والأغنام. .
لقد رسم الصهاينة خارطتهم من النيل إلى الفرات منذ القرن الماضي، واعلنوا عن أهدافهم على رؤوس الأشهاد، ولم يخفوا نواياهم عن الإبادة الجماعية، ولا عن رؤيتهم لما سيأتي بعد ذلك، وعرض نتنياهو خرائطه المستحدثة في مؤتمرات ولقاءات دولية تناقلتها الفضائيات العربية كلها.

ثم عرض خارطة أكثر وضوحا لملامح الشرق الأوسط الجديد في اجتماع كبير داخل مبنى الجمعية العمومية للامم المتحدة. ظهرت فيها غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية مدمجة كلها ومنصهرة داخل الارض المحتلة. ولم يعد لفلسطين أي وجود في تلك الخرائط المعروضة أمام انظار العرب المتأسلمة والعرب المستسلمة. وبات واضحا ان حملات قتل الفلسطينيين وتجويعهم وتهجيرهم جرت بعلم الجميع وبموافقة مسبقة منهم، وكان مشروع اقتلاعهم وطردهم من وطنهم من المشاريع التي لم تعترض عليها الجامعة العربية، ولا منظمة التهاون الإسلامي. وسوف تكون مقصلة الموت منصوبة عما قريب في الساحات والشوارع للصغار والكبار. فالخيار الوحيد الذي اقتنعت به حكومة مصر ورضيت به حكومة الأردن هو التهجير نحو المخيمات البعيدة، التي نصبوها لهذا الغرض على نفقة إسرائيل نفسها وبتمويل منها. واشتركت الدولتان العربيتان (مصر والأردن) في تنفيذ فقرات السيناريو المعلن، واشتركتا في الحصار الجائر على غزة، وفي توفير الإمدادات اللوجستية لإسرائيل، وفي التصدي للغارات الحوثية دفاعا عن خرائط التوسع الصهيوني. آخذين بعين الاعتبار ان التهجير القسري ليس فقرة دخيلة على مشاريع الإبادة الجماعية، فهي الفصل المكمل لمسرحية التطهير العرقي، فقد شحن النازيون ضحاياهم إلى أفران الموت، وسوف يشحن الصهاينة ضحاياهم إلى المخيمات البائسة خارج حدود خرائط نتنياهو وأسلافه. وهذه هي المراحل التي صادق عليها بايدن، والتزمت بها قطعان الثيران الحمراء والسوداء والبرتقالية. .
وهكذا ظهر النازيون الجدد بين النيل والفرات. عادوا بملامح جديدة وأجندات جديدة، ويتعين على الشعوب الواعية ان تقف بحزم في مواجهة مخططاتهم، ويعلنوا عن رفضهم الانضمام إلى الوحوش الكاسرة، وبخلاف ذلك فان حملات الإبادة الجماعية ستكون بانتظارنا كلنا. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

في غرفة العناية المركّزة

تدخل إلى المستشفى، تذهب إلى جناح العناية المركزة، تشاهد جثثًا نائمة، لا تقوى على الحراك، محاطة بالأسلاك، والأنابيب، والأجهزة الطبية، تشاهد أولئك الراقدين، الذين استسلموا لمرضهم، ولطبيبهم، وتشاهد ملامح القلق، وأحيانًا اليأس على وجوه ذويهم، أُمٌّ تبكي حين ترى ابنها ممددًا على سرير، وأبٌ يحاول التماسك، وأخت تحاول كتم دموعها، وزوجة تمسك بالمصحف تدعو لزوجها، وزوج يسعى من أجل بصيص من الأمل لزوجته، تراهم جميعًا واجمين، ينتظرون اللحظة التالية، بينما يقوم الأطباء والممرضون بعملهم «المعتاد»، مشهد يشعرك بضعفك، بإنسانيتك، بحزنك، وانكسارك.

ليس هناك أسوأ من الانتظار أمام سرير مريض، لا تعرف مصيره التالي، مؤلمة تلك اللحظات الفارقة بين الأمل واليأس، بين الموت والحياة، الجميع سواسية فـي ذلك المكان، يحاولون التماسك، والتمسك بحبل التفاؤل، وسط أمواج عاتية من القلق، يطلبون من الطبيب أن يطمئنهم على حال مريضهم، ولكنه لا يملك أحيانًا غير مصارحتهم بالحقيقة المؤلمة: «ليس هناك من أمل إلا بالله».. لا يجد المرء فـي تلك اللحظة إلا اللجوء إلى الخالق، يشعر بضعفه أمام جبروت الموت، ويمنّي نفسه أن تُستجاب دعواته، ولكن تمضي الأمور ـ أحيانًا ـ على غير إرادته، لا يكف ذوو المرضى عن الدعاء، حتى الرمق الأخير، إنه سلاح العاجز أمام قدرة الله.

أحيانًا تأتي لحظة الفرج، يُشفى المريض بعد أيام، أو أشهر من الغيبوبة، يفتح عينيه، ويرى العالم كأنما يراه لأول مرة، تدب فـي أوصاله الحياة، وسط «صدمة» أهله، الذين فقد بعضهم الأمل فـي شفائه، وتبدأ احتفالات محبيه بنجاته، يفرحون به كيوم ولادته، تلك اللحظة التي يخرج فـيها من كماشة الموت، إلى مسار الحياة، لحظة زمنية فارقة فـي الذاكرة، لم تكن التجربة سهلة، بذل الأطباء قُصارى جهدهم كي يُنقذوا حياة إنسان لا حيلة له إلا بالله، نجحوا، وذلك مبلغ غايتهم، تحمّلوا صراخ ذوي المريض، وتفهموا انفعالاته، وقدّروا ظرفه الإنساني، ولم ينتظروا الشكر من أحد، فشفاء المريض هو مكافأتهم التي سعوا لأجلها.

فـي جناح العناية المركزة يرقد طفل صغير، أو فتاة يافعة، أو رجل فتيّ، أو شيخ عجوز، يرقدون جنبًا إلى جنب مستسلمين لأقدارهم، لا أدري ما الذي يدور فـي أدمغتهم فـي ذلك الحين، هل ينقطعون عن العالم؟.. هل ينتهي تفكيرهم؟.. أي عالم خفـيّ يعيشونه؟.. هل بإمكانهم التخيل؟.. هل يشعرون بألم أهليهم؟.. هل يمر عليهم شريط حياتهم؟.. (حبيباتهم.. لحظات طيشهم.. خيباتهم.. انتصاراتهم.. حكاياتهم.. من ظلمهم.. ومن ظلموه؟..).. لا يملك الإجابة سواهم، وقد لا يملكون الإجابة بعد شفائهم، فذاكرتهم المشوشة لا تتسع لكل تلك الأسئلة، يخرجون ـ إن كتب الله لهم النجاة ـ إلى حياتهم العادية، قد يتذكرون فـي وقت ما، كيف عادوا من فم الموت، فـيتّعظون، وقد يمضون دون أن يلتفتوا لتلك اللحظات العصيبة.

فـي المستشفى، وحيث العناية المركزة، يتساوى الأحياء بالأموات، الجميع فـي سبات عميق، لا يلوون على شيء، يقضون أيامهم قابضين على جمرة الأمل، يحاولون الفرار من قَدَر إلى قَدَر..

شفى الله كل مريض يعاني، وأعان أهله، ومُحبيه على لحظات الانتظار المرير، وكفانا الله وإياكم شرور «أمراض الفجأة» التي كثرت هذه الأيام، ورحم الله موتى المسلمين جميعًا.

مقالات مشابهة

  • برج الثور| حظك اليوم الجمعة 25 إبريل 2025 .. مستويات طاقة جيدة
  • “حماس”: تصريحات نتنياهو تكريس لنهج “الإبادة الجماعية”
  • خطيب حوثي يكذب علنًا ويزعم أن رسول الله ''لم يُحِط بعلم القرآن الكريم'' !
  • عباس: حرب الإبادة الجماعية نكبة جديدة تهدد الوجود الفلسطيني
  • في غرفة العناية المركّزة
  • حارس “الكناري” مرباح يعود للتدريبات الجماعية بعد 217 يوما
  • ماذا يعني حصول إسرائيل على تأجيل قضية الإبادة الجماعية 6 أشهر؟
  • برج الثور.. حظك اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025.. إنفاق مبلغ كبير
  • عن الابادات الجماعية التي عايشناها .. لكم أحكيها
  • أمريكا تحتضن مؤتمراً حول تاريخ وإرث الإبادة الجماعية للكورد في العراق