تحذير من تناول أعشاب التخسيس مع الأدوية.. تسبب أضرارا خطيرة
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
يلجأ البعض إلى استخدام الأعشاب كعامل مساعد مع الأدوية لتخفيف حدّة الأعراض التي يعاني منها، لكن الدكتور صلاح محمود، أستاذ زراعة النباتات الطبية والعطرية بجامعة الأزهر، حذّر من خطورة تناول بعض الأعشاب مع الأدوية، ومنها أعشاب التخسيس التي أصبحت منتشرة ويلجأ إليها العديد من الراغبين في الحصول على وزن مثالي دون الرجوع إلى الطبيب، ما يشكل تهديدًا لحياة المريض.
واستشهد صلاح في حديثه لـ«الوطن»، بعشبة «رجل الأسد» التي تحتوي على حمض السالسليك، وهو من مسيلات الدم، ويؤدي إلى نزيف وأضرار في الكبد، ومن بين أعشاب التخسيس أيضا بذور القاطونة، التي تستخدم كـ ملين، إذ أثبتت الدراسات أنّها قد تمنع امتصاص بعض الأدوية المهمة لتنشيط القلب مثل دواء الدايجوكسين، كما يحتوى على عنصر البوتاسيوم المضر بالكلى.
بذور الشيا أيضًا لها تأثير ضار مع بعض الأدوية، وفق «صلاح»، خاصة إذا جرى استخدامها دون الرجوع إلى الطبيب، وترجع أضرارها إلى حقيقة أنّها قادرة على امتصاص نحو 10-27 ضعف وزنها من المياه، وتناولها بجرعات كبيرة يتسبب في مشكلات للهضم، كما أنّها تسبب حساسية لبعض المرضى وتعيق امتصاص الأدوية.
عشب الكافا كافا وزهرة المساءوحذّر رئيس قسم البساتين الأسبق، من تناول زيت زهرة المساء الذي يستخدم لعلاج الأكتئاب وتوترات سن اليأس عند السيدات، لكنه يقلل تأثير الأدوية المضادة للتشنجات مثل Phenobarbita، أما عشب الكافا كافا فيستعمل لعلاج الروماتيزم والتهابات الكلى والأرق والقلق النفسي، ويؤدي استعماله بصحبة دواء البرازولام Alprazolam الذي يعالج القلق إلى حدوث إغماء عند المرضى، وكذلك مع مجموعة أدوية البنزوديازبين، كما ظهرت حالات تشنج عضلي وحركات لا إرادية عند المرضى الذين تعاطوا عشب كافا بصحبة دواء مرض باركنسون ـ ليفودوبا Levodopa.
ولفت إلى أنّ عشب سانت جونز St Johns Wort يستخدم لعلاج الاكتئاب الخفيف والمتوسط، كما يستخدم لعلاج الأرق والقلق النفسي وتقلصات البطن أثناء الحيض، لكن التقارير العلمية أشارت إلى وجود تفاعل مضر بين هذا العشب وحبوب منع الحمل، وتفاعل مضر مع مضادات الاكتئاب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: رجل الأسد بذور الشيا
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يساعد في العثور على دواء لمرض نادر
بعد التنقيب في 4000 دواء موجود، ساعدت أداة للذكاء الاصطناعي في الكشف عن دواء أنقذ حياة مريض مصاب بمرض "كاسلمان متعدد المراكز مجهول السبب" (iMCD).
يتميز هذا المرض النادر بمعدل نجاة ضعيف بشكل خاص وخيارات علاج قليلة. يمكن أن يكون هذا المريض هو الأول من بين كثيرين ستنقذ حياتهم بواسطة نظام التنبؤ عن طريق الذكاء الاصطناعي، والذي يمكن أن ينطبق على أمراض نادرة أخرى.
ووفقا لما نقله موقع "مديكال أكسبريس" المتخصص، استخدمت مجموعة من العلماء، بقيادة باحثين في كلية بيرلمان للطب في جامعة بنسلفانيا الأميركية، تقنية للذكاء الاصطناعي، تسمى التعلم الآلي، لتحديد أن "أداليموماب" (adalimumab)، وهو جسم مضاد وحيد النسيلة سبق أن وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة لعلاج الحالات التي تتراوح من التهاب المفاصل إلى مرض كرون، كان العلاج الجديد "الأعلى توقعًا" الذي يُرجح أن ينجح في علاج مرض "كاسلمان متعدد المراكز مجهول السبب".
بالتوازي، وجدت التجارب، التي أجراها فريق الدراسة أيضًا، أن البروتين المحدد الذي يثبطه أداليموماب، والذي يسمى عامل نخر الورم، يُحتمل أن يلعب دورًا رئيسيًا في المرض. حيث اكتشفوا مستويات مرتفعة من إشارات عامل نخر الورم لدى من يعانون من أشد أشكال هذا المرض. وأظهر التحليل الإضافي أن الخلايا المناعية لدى المصابين بمرض "كاسلمان متعدد المراكز مجهول السبب" تنتج المزيد من عامل نخر الورم عند تنشيطها مقارنة بالأفراد الأصحاء.
اقرأ أيضا.. الذكاء الاصطناعي يعزز فعالية علاج السرطان
بأخذ هذه النتائج في الاعتبار، قرر كبير مؤلفي الدراسة، ديفيد فاجنباوم، أستاذ مشارك في الطب الانتقالي وعلم الوراثة البشرية، وطبيب المريض في الدراسة، لوك تشين، الأخصائي في أمراض الدم في مستشفى فانكوفر العام في فانكوفر، بولاية كولومبيا البريطانية في كندا، تجربة مثبط عامل نخر الورم هذا لأول مرة على مريض مصاب بمرض "كاسلمان متعدد المراكز مجهول السبب".
وقال فاجنباوم "كان المريض في هذه الدراسة يدخل رعاية المسنين، لكن الآن مر عامان تقريبًا على تعافيه"، مضيفا "هذا أمر رائع ليس فقط بالنسبة لهذا المريض ولكن أيضًا للآثار المترتبة على هذا البحث بالنسبة لاستخدام التعلم الآلي للعثور على علاجات لمزيد من الأمراض".
تسمى عملية استخدام دواء موجود لغرض آخر غير غرضه الأولي "إعادة استخدام الدواء". فقد تبدو العديد من الأمراض مختلفة تمامًا، من حيث الأعراض أو التشخيص أو حتى الأسباب، ولكنها قد تشترك في بعض الروابط الأساسية في الجسم. وبالتالي، يمكن علاجها بنفس الدواء.
بنيت منصة الذكاء الاصطناعي، المستخدمة في هذه الدراسة، على العمل الرائد الذي قام به المؤلفان المشاركان في الدراسة تشونيو ما، مساعد باحث، وديفيد كوسليكي، أستاذ مشارك في علوم وهندسة الكمبيوتر، وعلم الأحياء، ومعهد هاك لعلوم الحياة، وكلاهما من جامعة ولاية بنسلفانيا.
كان المريض، الموصوف في هذه الدراسة، موجها للبقاء في قسم رعاية المسنين لأن العلاجات المتعددة فشلت في مساعدته مع مرور الوقت.
مرض "كاسلمان متعدد المراكز مجهول السبب" هو اضطراب "عاصفة السيتوكين". تتميز عواصف السيتوكين برد فعل مبالغ فيه وضار من قبل الجهاز المناعي، حيث يتم إطلاق عدد كبير جدًا من السيتوكينات الالتهابية (بروتينات في الجهاز المناعي تلعب دورًا في طرق تواصل الخلايا مع بعضها البعض) ويمكن أن تلحق الضرر بأنسجة الجسم وأعضائه. نتيجة لذلك، يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بهذا المرض من تورم الغدد الليمفاوية، والتهاب في جميع أنحاء الجسم، وفشل متعدد الأعضاء يهدد حياتهم. ولقد عانى المريض في هذه الدراسة من العديد من هذه المشكلات حتى عولج باستخدام "أداليموماب".
ورغم أن مرض "كاسلمان" نادر نسبيًا، (على سبيل المثال، تشخص حوالي 5000 حالة في الولايات المتحدة كل عام)، فإن نتائج هذه الدراسة يمكن أن تنقذ حياة العديد من الأشخاص.
وقال فاجنباوم "من المحتمل أن يكون هناك بضع مئات من المرضى في الولايات المتحدة وبضعة آلاف من المرضى في جميع أنحاء العالم، الذين يعانون كل عام من تفاقم مميت للمرض مثل ما كان يعاني منه هذا المريض"، مؤكدا "هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث، ولكنني آمل أن يستفيد الكثير منها من هذا العلاج الجديد".
تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية وقوة الجمع بين مجموعة من الأساليب العلمية، مقابل استخدام الذكاء الاصطناعي أو العمل المختبري أو طرق البحث السريري وحدها.
للمضي قدمًا، يستعد فاجنباوم وفريقه لإطلاق تجربة سريرية هذا العام لفعالية دواء آخر مُعاد استخدامه على المرض ذاته.
مصطفى أوفى (أبوظبي)