تقنيات التأمين الناشئة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تتصدر مناقشات مؤتمر الاتحاد العام العربي للتأمين
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
◄ 45 مليار دولار قيمة أقساط التأمين من الناتج القومي العربي الخام
◄ وزن صناعة التأمين العربية لا يُضاهي حجم الاقتصادات العربية
◄ مقترحات بتطوير التأمين المتناهي الصغر
◄ التحديات الجيوسياسية أبرز معوقات نمو القطاع إقليميًا
◄ 7.3% نسبة نمو القيمة الحقيقية لأقساط التأمين في الأسواق الناشئة مقارنة مع 1.
8% في الأسواق المتقدمة
◄ تأكيد أهمية بلورة استراتيجية وطنية لمواجهة تحديات قطاع التأمين وتنميته
◄ اقتراح مبادرات لدعم مساهمة قطاع التأمين في نمو الاقتصاد الوطني
◄ رقمنة البطاقة البرتقالية أبرز التوجهات لاستخدام الوسائل التكنولوجية العصرية لتطوير القطاع
◄ 297.90 مليون ريال عُماني قيمة رؤوس أموال شركات التأمين بارتفاع 8.46%
الرؤية- مريم البادية
رعى صاحب السمو السيد الدكتور كامل بن فهد بن محمود آل سعيد الأمين العام في الأمانة العامة لمجلس الوزراء انطلاق أعمال المؤتمر الإقليمي الـ34 للاتحاد العام العربي للتأمين، والذي تنظمه الجمعية العُمانية للتأمين والأمانة العامة لاتحاد شركات التأمين وبرعاية من الهيئة العامة لسوق المال، وذلك تحت شعار "من أجل صناعة تأمين عربية أكثر استدامة وشمولية: كيف يمكن للشركات العربية الانخراط في ثورة الذكاء الاصطناعي"، بمشاركة أكثر من 2200 مشاركًا على المستوى المحلي والإقليمي.
واستفتح شكيب أبو زيد الأمين العام الاتحاد العام العربي للتأمين أعمال المؤتمر، وقال إن الاتحاد كان ولا يزال المرجعية الوحيدة لشركات التأمين وإعادة التأمين في الوطن العربي وما عدد المنخرطين في الإتحاد إلا دليل على مكانة الاتحاد، وقد نجح الاتحاد في تنظيم وتسهيل حركة النقل بين الأقطار العربية بواسطة البطاقة البرتقالية والتي أصبحت إلكترونية منذ بداية 2023. ولكن هناك جملة من التحديات التي ما زالت تعترض طريقنا؛ حيث لم ترتقِ صناعة التأمين إلى المستوى الذي نطمح إليه. وأضاف أن أقساط التأمين لا تتجاوز 45 مليار دولار، أو ما نسبته 1.66% من الناتج القومي العربي الخام، في الوقت الذي يمثل الناتج القومي العربي الإجمالي العربي 3.49% من الناتج الإجمالي العالمي، موضًا أن وزن صناعة التأمين العربية لا يُضاهي وزن الاقتصادات العربية. واستعرض أبو زيد عددًا من الحلول التطويرية، منها: توفير التغطية الصحية للجميع، وتطوير التأمينات الزراعية، وكذلك تطوير التأمين المتناهي الصغر، والعمل على إيجاد تغطيات للحد من الكوارث الطبيعية، إضافة إلى تأمين رواتب تقاعدية مقبولة عبر التأمين والإدخار.
من جانبه، أوضح السيد ناصر بن سالم البوسعيدي رئيس مجلس إدارة الجمعية العُمانية للتأمين أن التحديات التي يواجهها قطاع التأمين العربي والاقليمي تتصدرها التوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة العربية وآثار ذلك على تكاليف التأمين، وكذلك تغيرات المناخ كالانواء المناخية غير العادية التي تتعرض لها المنطقة تعد تحديًا آخرَ يضيف أعباءً أخرى على شركات التأمين، من حيث ارتفاع تكاليف إعادة التأمين من ناحية، ومن ناحية أخرى قيام معيدي التأمين بفرض شروط قاسية قد لا تتحملها بعض الشركات، وهذا بدوره يؤثر سلبًا على النتائج المالية لشركات التأمين.
وقال أحمد بن علي المعمري نائب الرئيس التنفيذي لهيئة سوق المال بسلطنة عُمان إن فرص النمو الكبيرة الذي تتمتع بها الاقتصاديات العربية لنمو أداء قطاع التأمين مبررا تواضع نسبة مساهمة القطاع في خدمة الناتج المحلي الإجمالي لدول المنطقة إلى وجود الفجوة الكبيرة للحماية من المخاطر، والتي تؤثر سلبا على الاقتصاد والمجتمع، ومن أمثلة ذلك مخاطر المناخ و الكوارث الطبيعية و مخاطر الصحة للأفراد. كما أن تراجع هذه النسبة ووجود هذه الفجوة يعني أن هنالك فرصا كبيرة لنمو قطاع التأمين العربي بالتزامن مع التطورات التي تشهدها اقتصاديات المنطقة والتي تعزز الحاجة لخدمات التأمين. فعلى سبيل المثال بلغت نسبة النمو في القيمة الحقيقية لأقساط التأمين خلال الفترة من 2010 إلى 2019 نحو 7.3% في الأسواق الناشئة مقارنة مع 1.8% في الأسواق المتقدمة. في حين بلغت في العام 2022 نحو 4.7% في الأسواق الناشئة مقارنة مع 3% في الأسواق المتقدمة.
وحول كيفية الاستفادة من فرص النمو في سوق التأمين العربي، أكد المعمري أن لهذا القطاع خصوصية مُختلفة عن باقي القطاعات المالية، فهو قطاع يعتمد في نموه على السياسات التي تنتهجها الحكومات في نشر التحوط ضد الاخطار الاقتصادية والاجتماعية؛ الأمر الذي يتطلب وجود سياسات وطنية مشتركة بين كل من الحكومة والقطاع الخاص لتحقيق نمو مستدام. وضرب مثالًا على التأمين على الكوارث الطبيعة لا يمكن أن يتم دون وجود استراتيجية وطنية تجمع الحكومة وشركات التأمين؛ بل حتى معيدي التأمين العالميين نظرًا للحجم الكبير لهذه المخاطر.
وأوضح المعمري أن الهيئة تسعى دائمًا إلى إيجاد وبناء التواصل والفهم المشترك بين كل من المعنيين في المؤسسات الحكومية ذات العلاقة وشركات التأمين لبناء سياسات وطنية تخدم إدارة الخطر في البلاد وتعزز دور قطاع التأمين. وذكر أن القائمين على البرنامج الوطني للاستدامة المالية وتطوير القطاع المالي في سلطنة عُمان "استدامة"، يعكفون حاليًا على تبنى عدد من المبادرات التي تعنى بدعم مساهمة قطاع التأمين في خدمة الاقتصاد الوطني وإدارة الخطر، إضافة إلى استراتيجية الهيئة العامة لسوق المال المتوائمة مع توجهات رؤية "عُمان 2040" والتي تنبثق منها الرؤى المستقبلية الخاصة بقطاع التأمين.
إلى جانب ذلك، أوضح يوسف بن ميسية رئيس الاتحاد العام العربي للتأمين أنه خلال السنوات الأخيرة عرف الاتحاد نقلة نوعية في طريقة العمل بإدخال الوسائل التكنولوجية العصرية، وخير مثال رقمنة البطاقة البرتقالية والأرشيف الإلكتروني لكل البيانات وإصدار النشرة الإلكترونية أسبوعيًا.
وقال سعادة الشيخ فيصل بن عبد الله الرواس رئيس غرفة التجارة والصناعة إن سوق التأمين في سلطنة عُمان سوق واعد حيث أن قطاع التأمين من أسرع القطاعات نموا في سلطنة عُمان إذ تبلغ نسبة إسهامه في الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عُمان 1.23%، كما أن نسبة نموّ الأقساط التأمينية بلغت في عام 2022 حوالي 13% كما أن رؤوس أموال شركات التأمين بلغت حوالي 297.90 مليون ريال عُماني مقارنة بـ 274.66 مليون ريال في عام 2021م أي بنسبة ارتفاع بلغت 8.46%. كذلك فإن لجنة المال والتأمين بالغرفة تعمل على دراسة وتطوير القوانين والقرارات واللوائح المتعلقة بالقطاع ورصد التحديات ورفع مقترحاتها ومرئياتها لحلحلة هذه التحديات.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: التأمین العربی شرکات التأمین قطاع التأمین فی الأسواق التأمین فی
إقرأ أيضاً:
"Deep Seek".. الذكاء الاصطناعي الصيني وصل وينافس!
مؤيد الزعبي
أحدَثَ نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الصيني المسمى بـ(Deep Seek) ضجة كبيرة خلال الأيام الماضية، خصوصًا بعد أن صدر التحديث الجديد Deep Seek V3 للنموذج، والذي أوجد بديلًا منافسًا لـ"ChatGPT"؛ بل يتفوق عليه في السرعة وطريقة التفكير في بعض الأحيان؛ إذ إن النموذج الصيني قادر على كتابة النصوص والتحليلات والمقالات والأكواد البرمجية وحل المسائل الرياضية.
في الحقيقة ما يهمني في هذا الطرح ليس وجود منافس صيني لـ"شات جي بي تي" و"جيميني" ولا حتى منافسة الصين للولايات المتحدة الأمريكية في هذا الجانب، إنما وجود تطبيق منافس يكسر احتكار الغرب لتكنولوجيا المستقبل، وبما أنه النموذج مفتوح المصدر فيمكن للمطورين إدخاله في تطبيقاتهم الخارجية أو استخدامه وتطويره وهذه نقطة مهمة حيث أن نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي المنافسة أغلبها غير مفتوحة المصدر، ووجود نموذج بهذه القوة ومفتوح المصدر أجدها ميزة كبيرة.
لكي أوضح لك عزيزي القارئ النقطة السابقة يجب أن نعرف جميعًا أننا طيلة الـ30 إلى 40 عامًا الماضية، كُنَّا أسرى لدى شركات التكنولوجيا الغربية التي تحكمت بالمنتجات والتطورات ومتى تصلنا وماذا يصلنا منها، والحال سيكون هو نفسه في حالة لم يوجد بديل ينافسهم في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، فالمنافسة تتيح الكثير من المزايا أهمها وجود البدائل.
وبالعودة لنموذج Deep Seek، فإن الأداة قادرة على توليد النصوص بطريقة سريعة وبترابط قوي ومنطقي وبالعديد من اللغات، وفي هذه النقطة نستطيع القول إن Deep Seek يستطيع فهم وإنشاء محتوى باللغة الصينية واللغات الآسيوية الأخرى بشكل أفضل من العديد من النماذج الأخرى، خصوصًا وأنه تم تدريبه على كمية كبيرة من البيانات المكتوبة باللغات الآسيوية وأهمها لغة الماندرين الصينية. وفي هذا الأمر لي رأي أجده مهمًا؛ أن مثل هذه النماذج بصرف النظر عن قوة نتائجها، إلّا أنها مفيدة جدًا لحفظ تاريخ لغة معينة، بما فيها من مخزون وتطور، وأيضًا من المُهم تطوير نماذج ذكاء اصطناعي توليدي بلغتنا الأم، لكي تحفظ تاريخنا وتعززه في مستقبل سيكون مرتبط بما يولده الذكاء الاصطناعي، وأيضًا لتكون هذه النماذج أقرب وقادرة على فهم لغتنا بشكل أفضل في قادم الوقت. ولهذا، فإن وجود تطبيق صيني يُعزز تنافسية اللغة الصينية وتواجدها في عالم الذكاء الاصطناعي ويوفر لمستخدمين هذه اللغة مميزات إضافية قد لا يجدونها في المنتجات الغربية، وكذلك الحال لو تحدثنا عن لغتنا العربية فهناك الكثير من المميزات التي سنخسرها مقابل اللغات التي يتم تدريب الذكاء الاصطناعي عليها.
ومن المميزات التي أجدها مهمة في "Deep Seek" ميزة "Deep think" (التفكير العميق)، والتي تستطيع من خلالها قراءة أفكار النموذج نفسة وكيف توصل لهذه النتيجة التي قدمها لك، بعكس النماذج الأخرى التي تعرض لك النتيجة النهائية دون الخوض بكيفية وصل لهذا النص أو لهذه الإجابة أو حتى كيف وصل لهذا الاستنتاج أو حتى كيف وصل لطريقة حل مسألة رياضية أو كتب كود برمجي، وبهذا تفتح لك هذه الميزة الباب لكي تتعلم وليس فقط الحصول على النتائج النهائية والجاهزة، أيضًا هناك خاصية مهمة وهي "البحث في الويب" فمن خلال تفعيل هذه الميزة سيبحث لك في الويب ويقدم لك إجابته أو نتيجته النهائية بناء على ما لديه من مخزون وبناء على ما وجده في الانترنت ويقدم لك روابط بمصادره لو أردت ذلك، وهذا الأمر ينافس بقوة مقارنة بمنافسيه.
لقد تم تدريب النموذج على 14.8 تريليون رمز عالي الجودة، ولكي نبسط الأمر؛ إذ يُشير الرمز (token) إلى وحدة نصية أساسية يتم استخدامها لتقسيم النصوص إلى أجزاء أصغر قابلة للتعامل معها من قبل النموذج، في علم البيانات، تُستخدم الرموز المميزة لتمثيل أجزاء من البيانات الخام (مليون رمز مميز يعادل حوالي 750 ألف كلمة)، وهذا الكم الكبير من البيانات يعطي النموذج قدرات كبيرة في توليد النصوص والأكواد، وأجد بأن سرعة تطور النموذج سيجعلنا نشاهد نسخًا مطورة منه تكون قادرة على توليد الصور والفيديوهات في قادم الوقت.
ووفقًا لاختبارات المعايير الداخلية للنموذج الصيني، فإن "DeepSeek" يتفوق على نماذج أخرى في مسابقات البرمجة المستضافة على منصة "Codeforces" المتخصصة بمسابقات البرمجة؛ بما في ذلك (Llama 3.1 405B) من "Meta" و(GPT-4o) من "OpenAI" و(Qwen 2.5 72B) من "Alibaba"، وهذا ما يجعله منافسًا عالميًا قويًا سيكون له مستخدمين حول العالم، والوصول للعالمية هي المكسب الأكبر من كل هذا.
في النهاية، عزيزي القارئ، هذا الطرح ليس تحليلًا لقدرات Deep Seek، إنما تحليل لمنافسة مشروعة قادمة لعالم الذكاء الاصطناعي، وبداية قوية للصين في تطوير قدراتها الذاتية في نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، وبإمكانك البدء في استخدام النموذج ومعرفة قدراته ونقاط قوته وضعفه.
رابط مختصر