بدر بن حمد يشدد على ضرورة إلغاء حق النقض "الفيتو" وإصلاح المؤسسات الدولية

 

◄ حرب غزة كشفت الخلل الفادح في المنظومة الدولية والانتكاسة الأخلاقية للدول الكبرى

◄ قوانين الأمم المتحدة منحت الدول الكبرى هيمنة على القرارات الدولية

◄ تقاعس المجتمع الدولي عن الاصطفاف حول حقوق الإنسان دون فصل عنصري

◄ غوتيريش يصف التخاذل الدولي عن إنقاذ الفلسطينيين بـ"انهيار الإنسانية"

الرؤية- غرفة الأخبار

أثبتت الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة أن المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة تكيل بمكيالين في القضايا الإنسانية، وتضع الهيمنة والسيطرة للدول العظمى لتمرير سياساتها على حساب الشعوب والدول الضعيفة.

ولقد اكتسبت بعض الدول مزايا لإقرار بعض القرارات أو الاعتراض عليها ومنع تنفيذها، وذلك لأنَّ هذه المنظمات الدولية تم إنشاؤها بعد الحرب العالمية الثانية، ووضعت قوانينها من قبل الدول المنتصرة في الحرب.

وفي تقرير لمنظمة العفو الدولية قبل حرب السابع من أكتوبر، أشارت إلى أن "المعايير المزدوجة وتقاعس المجتمع الدولي عن الاصطفاف حول حقوق الإنسان التي ينبغي احترامها والالتزام بها على نحو متسق"، وهو ما يشير إلى أن المجتمع الدولي قد يؤيد ممارسات قمعية وإجرامية ما دامت تصب في صالح سياساته الدولية وسياسات الدول الحليفة له.

ومع بداية هذه الحرب الدموية، اصطف العالم كله خلف رواية "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس"، دون الالتفات إلى شلال دماء الفلسطينيين من الأطفال والنساء، وهو ما يؤكد وجود خلل فادح في المنظومة الدولية التي ستخلق مزيدا من المشاكل المستقبلية إذا لم تقم بدورها الذي أنشئت من أجله لحماية حقوق الإنسان وتحقيق السلام والأمن الدوليين.

وعلى مدار 137 يوما من الحرب المتواصلة، لم تتخذ المنظمات الدولية أو المجتمع الدولي قرارا مجتمعا يلزم إسرائيل بوقف المذابح التي ترتكبها بحق الفلسطينيين في كل أرجاء فلسطين، سواء في غزة أو الضفة الغربية أو في الأراضي المحتلة.

هذا التخاذل عبّر عنه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بقوله "الكابوس المستمر في غزة هو انهيار للإنسانية.. العملية الإسرائيلية العسكرية والقصف يستهدفان المدنيين والمستشفيات ومخيمات اللاجئين والمساجد والكنائس، لا أحد في مأمن. فغزة تحولت إلى مقبرة للأطفال، الذين يقتلون بوتيرة لم يشهدها أي صراع منذ أكثر من ثلاثة عقود".

ولذلك، فقد شدد معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية على ضرورة أن يكون هناك تحول في التفكير لأن الجهود المبذولة للتعامل مع الأزمة الحالية ما تزال عالقة في الماضي، موضحا: "على مدى أكثر من ثلاثين عاما أي منذ سقوط سور برلين، مازال الكثيرون منا يعيشون بعقلية الحرب الباردة، حيث يتحدثون بصورة أساسية مع أصدقائهم، ويرفضون التحدث من حيث المبدأ مع الأشخاص الذين يعتقدون أنهم أعداؤهم، وهذا عائق خطير، ونراه اليوم في مواجهة الكارثة الإنسانية المروعة في غزة، فهناك رفض للقيام بالشيء الوحيد الذي قد يفتح طريقا للسلام".

وأكد في محاضرة بمركز أكسفورد للدراسات الإسلامية بالمملكة المتحدة حول القضية الفلسطينية، وأكد معاليه ضرورة إلغاء حق النقض (الفيتو) من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لأن التصويت في الوقت الحالي يكون وفقا للحسابات السياسية من خمسة أطراف لديهم سلطة منع القرار حتى لو كان بالإجماع، كما طالب بإصلاح المؤسسات الدولية القائمة على إدارة العلاقات الدولية بحيث تكون تلك المؤسسات مناسبة لأحداث اليوم بدلا من التركيز على إيجاد حلول لمشاكل الأمس.

وأكد: "يمكن بدء هذه العملية الآن من خلال اتخاذ إجراء جماعي عاجل لإقامة دولة فلسطينية، واتخاذ خطوات عملية لضمان تحقيق حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإرادة المجتمع الدولي وتحقيقها على وجه السرعة".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أبو الغيط: على المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسئولية كبيرة لوقف آلة القتل والتدمير الإسرائيلية فورًا

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن المنطقة العربية تقف عند منعطف طرق خطير، وأن على المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولية كبيرة لوقف آلة القتل والتدمير الاسرائيلية فوراً، ومن ثم التدخل الحاسم لفرض الحل العادل، على أساس رؤية الدولتين، ووفقاً للمُحددات المعروفة دولياً، والتي تم التوافق عليها.

وصرح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام جمال رشدي بأن ذلك جاء خلال مشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية اليوم الخميس، في جلسة الحوار التفاعلي غير الرسمي لأعضاء مجلس الأمن وترويكا القمة العربية على المستوى الوزاري تحت رئاسة تانيا فاجون نائبة رئيس الوزراء ووزيرة خارجية سلوفينيا حول "التعاون بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية".

وقال رشدي إن أبو الغيط أشار في كلمته إلى "أن المأساة التي نعيشها اليوم لم تبدأ في السابع من أكتوبر، وأن العودة ليوم السادس من أكتوبر لن يُمثل حلاً لأي طرف ولن يجلب الأمن والسلم لمنطقتنا العربية، لاسيما وأن إسرائيل تتصرف وكأنها فوق القانون وخارج ولاية مجلس الأمن وما يصدر عنه".

وأضاف المتحدث الرسمي أن أبو الغيط أكد ضرورة التحلي بالشجاعة للانتقال من الحديث عن السلام إلى تنفيذه من خلال تطبيق حلّ الدولتين.

مقالات مشابهة

  • بيان دولي مشترك يطالب الحوثيين بالإفراج عن المعتقلين من عاملي المنظمات والبعثات ويؤكد وحدة وسيادة اليمن
  • وزير الخارجية الصيني: القضية الفلسطينية أكبر جرح في الضمير الدولي
  • أبو الغيط يطلق نداءات ملحة من نيويورك ويحث المجتمع الدولي على التحرك الفوري
  • السعودية تعلن إطلاق التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين
  • أبو الغيط: على المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسئولية كبيرة لوقف آلة القتل والتدمير الإسرائيلية فورًا
  • المملكة تدعو المجتمع الدولي للمشاركة الفاعلة في (COP16) بالرياض تعزيزًا للجهود الدولية للحدّ من تدهور الأراضي
  • بعدما تنكر لهم النظام الجزائري…المحتجزون مخيمات تندوف يناشدون المنظمات الدولية إنقاذهم
  • وزيرة التضامن: نشهد تجاهلًا غير مسبوق للقانون الإنساني الدولي في مناطق النزاع
  • بحث الجوانب التنظيمية للجان التنمية الاجتماعية بإبراء
  • العراق يؤكد على تعاونه مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب