إعادة هيكلة المنظمات الدولية.. ورقة التوت الأخيرة لستر عورات الضمير الإنساني
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
◄ بدر بن حمد يشدد على ضرورة إلغاء حق النقض "الفيتو" وإصلاح المؤسسات الدولية
◄ حرب غزة كشفت الخلل الفادح في المنظومة الدولية والانتكاسة الأخلاقية للدول الكبرى
◄ قوانين الأمم المتحدة منحت الدول الكبرى هيمنة على القرارات الدولية
◄ تقاعس المجتمع الدولي عن الاصطفاف حول حقوق الإنسان دون فصل عنصري
◄ غوتيريش يصف التخاذل الدولي عن إنقاذ الفلسطينيين بـ"انهيار الإنسانية"
الرؤية- غرفة الأخبار
أثبتت الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة أن المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة تكيل بمكيالين في القضايا الإنسانية، وتضع الهيمنة والسيطرة للدول العظمى لتمرير سياساتها على حساب الشعوب والدول الضعيفة.
ولقد اكتسبت بعض الدول مزايا لإقرار بعض القرارات أو الاعتراض عليها ومنع تنفيذها، وذلك لأنَّ هذه المنظمات الدولية تم إنشاؤها بعد الحرب العالمية الثانية، ووضعت قوانينها من قبل الدول المنتصرة في الحرب.
وفي تقرير لمنظمة العفو الدولية قبل حرب السابع من أكتوبر، أشارت إلى أن "المعايير المزدوجة وتقاعس المجتمع الدولي عن الاصطفاف حول حقوق الإنسان التي ينبغي احترامها والالتزام بها على نحو متسق"، وهو ما يشير إلى أن المجتمع الدولي قد يؤيد ممارسات قمعية وإجرامية ما دامت تصب في صالح سياساته الدولية وسياسات الدول الحليفة له.
ومع بداية هذه الحرب الدموية، اصطف العالم كله خلف رواية "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس"، دون الالتفات إلى شلال دماء الفلسطينيين من الأطفال والنساء، وهو ما يؤكد وجود خلل فادح في المنظومة الدولية التي ستخلق مزيدا من المشاكل المستقبلية إذا لم تقم بدورها الذي أنشئت من أجله لحماية حقوق الإنسان وتحقيق السلام والأمن الدوليين.
وعلى مدار 137 يوما من الحرب المتواصلة، لم تتخذ المنظمات الدولية أو المجتمع الدولي قرارا مجتمعا يلزم إسرائيل بوقف المذابح التي ترتكبها بحق الفلسطينيين في كل أرجاء فلسطين، سواء في غزة أو الضفة الغربية أو في الأراضي المحتلة.
هذا التخاذل عبّر عنه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بقوله "الكابوس المستمر في غزة هو انهيار للإنسانية.. العملية الإسرائيلية العسكرية والقصف يستهدفان المدنيين والمستشفيات ومخيمات اللاجئين والمساجد والكنائس، لا أحد في مأمن. فغزة تحولت إلى مقبرة للأطفال، الذين يقتلون بوتيرة لم يشهدها أي صراع منذ أكثر من ثلاثة عقود".
ولذلك، فقد شدد معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية على ضرورة أن يكون هناك تحول في التفكير لأن الجهود المبذولة للتعامل مع الأزمة الحالية ما تزال عالقة في الماضي، موضحا: "على مدى أكثر من ثلاثين عاما أي منذ سقوط سور برلين، مازال الكثيرون منا يعيشون بعقلية الحرب الباردة، حيث يتحدثون بصورة أساسية مع أصدقائهم، ويرفضون التحدث من حيث المبدأ مع الأشخاص الذين يعتقدون أنهم أعداؤهم، وهذا عائق خطير، ونراه اليوم في مواجهة الكارثة الإنسانية المروعة في غزة، فهناك رفض للقيام بالشيء الوحيد الذي قد يفتح طريقا للسلام".
وأكد في محاضرة بمركز أكسفورد للدراسات الإسلامية بالمملكة المتحدة حول القضية الفلسطينية، وأكد معاليه ضرورة إلغاء حق النقض (الفيتو) من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لأن التصويت في الوقت الحالي يكون وفقا للحسابات السياسية من خمسة أطراف لديهم سلطة منع القرار حتى لو كان بالإجماع، كما طالب بإصلاح المؤسسات الدولية القائمة على إدارة العلاقات الدولية بحيث تكون تلك المؤسسات مناسبة لأحداث اليوم بدلا من التركيز على إيجاد حلول لمشاكل الأمس.
وأكد: "يمكن بدء هذه العملية الآن من خلال اتخاذ إجراء جماعي عاجل لإقامة دولة فلسطينية، واتخاذ خطوات عملية لضمان تحقيق حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإرادة المجتمع الدولي وتحقيقها على وجه السرعة".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف يشارك في الاحتفال بـ«اليوم الدولي للتضامن الإنساني» بجامعة القاهرة
شارك وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري أمس، في «اليوم الدولي للتضامن الإنساني.. احتفالية الشباب»، ورحب الوزير بالحضور، وبجميع متطوعي «حياة كريمة»، واصفًا إياهم بـ «جنود الخير ورعاة الحياة»، ومعبرًا عن تشرفه بعضوية مجلس أمناء مؤسسة حياة كريمة، مشيرًا إلى أنها مؤسسة معبرة عن جوهر الإنسان المصري وحقيقته.
وأضاف إن مبادرة حياة كريمة انطلقت عام ٢٠١٩، وأنها نجحت في تحقيق تمويل يوم الانطلاق يصل إلى ٧٠٠ مليار جنيه، وأنها تمكنت من الوصول إلى ٣٥ مليون مصري، في جميع قرى ونجوع مصر؛ مشيرًا إلى أن اليوم الدولي للتضامن الإنساني مناسبة دولية، أتاحت لنا أن نفتخر أمام العالم بمبادرة حياة كريمة.
وأكد وزير الأوقاف إن جهود المؤسسة تدفقت بالخير والعطاء، فشيدت المستشفيات، والمدارس، ومهدت الطرق، وبطنت الترع، وأقامت عشرات المبادرات الطبية والاجتماعية والاقتصادية. كما أكد أن المؤسسة حفزت الهمم، وأذكت الأمل، وبذلت الخير والعطاء والنماء.
وأضاف الأزهري إن المبادرة لم يقتصر دورها على تقدير المصريين وإكرامهم وخدمتهم، بل تعدى خيرها إلى دور إقليمي شديد الأهمية والتميز تجاه القضية الفلسطينية، إذ امتدت يد الخير والعطاء من مؤسسة حياة كريمة لإغاثة الأشقاء في فلسطين - وأكد الوزير أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا بإعلان قيام الدولة الفلسطينية على حدود ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي ختام كلمته جدد الوزير الشكر إلى كل متطوع في مبادرة "حياة كريمة"، البالغ عددهم قرابة خمسين ألف شابة وشاب مصري؛ لتفانيهم وبذلهم الوقت والجهد. كما خص الوزير بالشكر فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على التفاني في تشغيل كل طاقات هذا البلد لتمتد من جميع أبنائها يد الخير والعطاء والحياة والنماء إلى كل إنسان على أرض مصر.
جدير بالذكر أن الاحتفال سنوي، ويقام تحت إشراف مؤسسة حياة كريمة المشرفة على أحد أكبر وأهم المشروعات التنموية في العالم. ويعد الاحتفال دعوة صريحة للتذكير بالمسئولية الاجتماعية، وتوحيد الجهود، والتكاتف بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لمواجهة التحديات الكبيرة التي تحتاج إلى رؤية مشتركة، وإرادة جماعية للعمل من أجل الإنسانية، ونفوس معطاءة، وتجرّد محمود ممتزج بجهود الشباب المتطوع للعمل الخيري.
جاء ذلك بحضور عدد من الوزاراء ووممثلي الوزارات والهيئات، وقادة المجتمع المدني.