بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الكبير المتعال، الذي أنعم علينا بجزيل المنح والأفضال، وشرع لنا القرآن الكريم والعافية والأموال، وبين لنا سُبُل الخير والرشاد. صلى الله وسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا وقدوتنا، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه الكرام.
أيها العباد الذين اتقوا الله حق تقواه، اليوم أتيتكم لأنقل لكم فضل الصدقة، عبادة عظيمة نذرها الله في كتابه الكريم وسنة نبيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.
أولًا: الصدقة باب خير عظيم، ونفعها كبير للفرد والمجتمع. إن من أهم القيم الدينية التي يدعونا إليها ديننا الحنيف هو الإحسان والبرّ، والصدقة تعد تجسيدًا حي لهذه القيم. الله -تعالى- يقول في كتابه: "مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (البقرة: 261). يُظهر هذا المثل الجميل قيمة الصدقة وفضلها في مضاعفة الأموال وزيادة الخيرات.
ثانيًا: يشجعنا نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- على الصدقة ويبين لنا قيمتها العظيمة. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ" (رواه الترمذي). إن الصدقة تعمل كبرهان على إيمان الإنسان، وتمحو الخطايا والزلات.
ثالثًا: يقدم السلف الصالح أروع الأمثلة في البذل والعطاء في جانب الصدقات. علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أتى بنصف ماله للصدقة، ولكن أبا بكر -رضي الله عنه- جاء بكل ما كان عنده. فعندما سأله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما ترك لأهله، أجاب أبو بكر: "أبقيت لهم الله ورسوله"، وذلك برؤية ثاقبة لقيمة الآخرة على حساب الدنيا.
رابعًا: للصدقة آداب وقيم ينبغي للمسلم أن يراعيها. يجب أن تكون الصدقة من مال طيب حلال، ويفضل التصدق بالسر دون إظهارها إلا في بعض الحالات الضرورية. كما ينبغي أن يكون المتصدق متسارعًا إلى العطاء والصدق، وعدم إحراج الفقير بالمن وتجنب أي أذى.
في الختام، فلنكن من المتصدقين والمتصدقات، ولنعيش قيمة الإحسان والبر، فالله سبحانه وتعالى يحب الصدقة والمحسنين، ويعد لهم أجورًا عظيمة في الدنيا والآخرة.
وفي الختام، ندعو الله أن يجعلنا من الذين يتصدقون بإخلاص ويعيشون قيم البر والإحسان. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتقبل منا صالح الأعمال. إنك أنت الغفور الرحيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الصدقة صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
دار الإفتاء تحذر من هذا الأمر حتى لا يبتليك الله
لا شك أن الحزن والبكاء على الميت مهما كان حاله لمن دواعي الرحمة والإنسانية، فلقد قام النبى - صلى الله عليه وسلم- لجنازة، ولما قيل له: إنها ليهودي قال « أليست نفسًا»، رواه البخاري ومسلم.
وقالت دار الإفتاء المصرية، إن الموت من أعظم ما يقع بالمؤمنين، حيث إنه ابتلاء لهم ولمن بعدهم، مبينًا: عند المصائب يجب الاعتبار والاتعاظ.
حكم الشماتة في الموتوأوضحت دار الإفتاء أن الشماتة في الموت ليست خلقًا إنسانيًا ولا دينيًا، فكما مات غيره سيموت هو، مسائلًا: وهل يسر الإنسان إذا قيل له: إن فلانا يسعده أن تموت؟!.
واستندت الإفتاء في توضيحها حكم الشماتة في الموت أن النبي- صلى الله عليه وسلم – قال: «لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك»، رواه الترمذى وحسَّنه.
الشماتة في الموتواستكملت أن الله – تعالى- قال عندما شمت الكافرون بالمسلمين فى غزوة أحد: {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس}، [سورة آل عمران : الآية 140].
وأكدت دار الإفتاء أن الشماتة و التشفِّيَ في المُصاب الذي يصيب الإنسان أيا كان مخالف للأخلاق النبوية الشريفة والفطرة الإنسانية السليمة.
حكم سب الميتقال الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أن ينال الأحياء أحد من الأموات أو ان يسبهم فقال النبي: " لا تسبُّوا الأمواتَ؛ فإنهم قد أفضَوا إلى ما قدَّموا " الا ان من الاموات كانوا أشرارا ولهم خطورة فذكرهم لتحذير الناس ليس ممنوعا .
وأضاف هاشم قائلا: ذكرُ مساوئ الموتى - في غير ضرورة شرعيَّة - ليس من شِيَمِ الكرام، ولا هو من أخلاقِ المسلمين والحديث عن الميت لا أثر له عند الله سبحانه فهو العليم بما يستحقه من تكريم أو إهانة، وقد يكون حديث الناس عنه دليلًا ولو ظنيًّا على منزلته عند ربه، لكن ذلك لا يكون إلا من أناس على طراز معين .
ومع ذلك نَهَى النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكر الأموات بالسوء إذا كان ذلك للتشفِّي من أهله، فذلك يُغيظُهم ويُؤذِيهم، والإسلام يَنهَى عن الإيذاء لغير ذنْب جَنَاهُ الإنسان، ولا يؤثِّر على منزلته عند الله الذي يُحاسبه على عمله، وقد قال صلى الله عليه وسلم في قتلى بدر من المشركين:”لا تَسُبُّوا هؤلاء فإنه لا يَخلُص إليهم شيء مما تقولون، وتُؤذون الأحياء” ، وعندما سب رجل أبًا للعباس كان في الجاهلية كادت تَقوم فتنة، فنُهِيَ عن ذلك.