RT Arabic:
2024-07-09@16:34:40 GMT

بعد التهديد عاد "الغموض النووي" إلى مكانه!

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT

بعد التهديد عاد 'الغموض النووي' إلى مكانه!

حين يتعلق الأمر بدول أخرى غير إسرائيل، تكيل الولايات المتحدة الاتهامات لخصومها وتفبرك الأدلة، وتقدم نفسها على أنها صاحبة العين التي ترى ما خلف الجدران في الظلام.

إقرأ المزيد قصة العجول الحمراء و"الانتظار عاما ونصف"

مثل هذا الموقف يظهر بجلاء في تعامي واشنطن المتعمد مع الأدلة الطويلة عن التسلح النووي الإسرائيلي بما في ذلك تأكيدات مردخاي فعنونو، الذي كان يعمل في مفاعل "ديمونا"، وفر إلى بريطانيا في عام 1986، وكشف أسرار البرنامج الإسرائيلي للأسلحة النووية.

إسرائيل استدرجت خبيرها النووي المنشق إلى إيطاليا ورحلته إلى إسرائيل حيث حكم عله بالسجن 18 عاما بعد إدانته بالخيانة.

واشنطن تردد في مثل هذه المناسبات التصريحات الرسمية الإسرائيلية وتتوقف إمكانياتها "الخارقة" عن العمل، وتتحول أحيانا أجهزتها إلى ما يشبه الصحف المدرسية. على سبيل المثال يدرج مكتب تقييم التكنولوجيا في الكونغرس إسرائيل في قائمة الدول مستخدما العبارة التالية "التي يتم في المعتاد الإبلاغ بأنها تمتلك قدرات حرب كيميائية غير معلنة، وبرنامج حرب بيولوجية هجومية".    

إسرائيل كانت انضمت إلى بروتوكول حظر الاستعمال الحربي للغازات الخانقة أو السامة أو غيرها من الغازات والوسائل البكتريولوجية، المعروف أيضا ببروتوكول جنيف في 20 فبراير عام 1969، واكتفت بذلك ولم توقع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ولا ترى واشنطن أي ضير في ذلك، على الرغم من وجود أدلة على امتلاكها ترسانة نووية.

إسرائيل تقليديا تتبع سياسة "الغموض النووي" وذلك من خلال عدم تأكيد أو نفي امتلاكها للأسلحة النووية منذ أواخر عام 1960.

بنيامين نتنياهو كان صرّح في مقابلة مع شبكة "سي إن ن" في عام 2011 في معرض رد على سؤال حوال ما إذا كانت تل أبيب تمتلك أسلحة نووية قائلا: "لقد التزمنا منذ فترة طويلة بالسياسة القائلة بأننا لن نكون أول من يدخل أسلحة نووية إلى الشرق الأوسط، وهذا لم يتغير".


هذا الموقف تغير جزئيا بعد هجوم 7 أكتوبر عام 2023، وما تلى ذلك من شن إسرائيل للحرب العنيفة وغير المسبوقة والمتواصلة على القطاع، بتصريح عميحاي إلياهو، وزير شؤون القدس والتراث الثقافي الإسرائيلي في 5 نوفمبر بأن استخدام السلاح النووي ضد غزة هو "أحد الاحتمالات"، إلا أن هذا التصريح الخطير اعتبر ببساطة "كلمات مجازية" و"استعارة"، وعاد "الغموض النووي الإسرائيلي التاريخي" إلى مكانه.

الاتفاق السري بين الولايات المتحدة وإسرائيل عن "الغموض النووي":

أما الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة فتتحاشى الحديث عن الترسانة النووية الإسرائيلية، فيما تشير رواية للمؤرخ الأمريكي الإسرائيلي أفنر كوهين إلى وجود اتفاق سياسي بين واشنطن وتل ابيب حول هذه المسألة.

الاتفاق تم التوصل إليه في عام 1969 في البيت الأبيض خلال اجتماع بين الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون ورئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير، وقضى بحسب كوهين، بأن إسرائيل لن تختبر أسلحة نووية أو تعلن عن وجودها، وتلتزم الولايات المتحدة بالمقابل بعدم إجبار إسرائيل على التخلي عنها، وعدم دفعها إلى التوقيع على معاهدة عدم الانتشار النووي، وأيضا وقف عمليات التفتيش السنوية لمفاعل "ديمونة" بصحراء النقب.

القنبلة النووية الإسرائيلية الأولى: 

البرنامج النووي الإسرائيلي كان بدأ منتصف الخمسينيات بقرار من أول رئيس وزراء ديفيد بن غوريون، وترأسه شمعون بيريز، وكانت الخطوة الأولى شراء مفاعل للأبحاث وتكنولوجيا إنتاج البلوتونيوم من فرنسا غي عام 1957، وتم في عام 1959 شراء 20 طنا من الماء الثقيل المستخدم في المفاعلات النووية من النرويج، كما بدء العمل في بناء مفاعل "ديمونة" منذ عام 1958.

مفاعل ديمونة يعتقد أنه بدأ العمل النشط بين عامي 1962 و1964، وتقول تقارير أن الجيش الإسرائيلي صنع أول قنبلة نووية من البلوتونيوم المنتج في وقت سابق لحرب عام 1967، فيما تقول أخرى أن الأمر تم في مايو من عام 1967، عشية نشوب تلك الحرب.

أوائل عام 1960، طلبت الحكومة الأمريكية من إسرائيل الموافقة على عمليات تفتيش دولية. حصلت واشنطن على الموافقة، ولكن بشرط أن يقوم بالعمل مفتشون من الولايات المتحدة، وليس من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن تتلقى إسرائيل إخطارات مسبقة بجميع عمليات التفتيش.

وبما أن إسرائيل كانت تعرف مسبقا بمواعيد زيارات المفتشين، فقد تمكنت من إخفاء الإنتاج السري للأسلحة النووية. في النهاية، أبلغ المفتشون الأمريكيون حكومتهم بأن عمليات التفتيش تلك عديمة الفائدة بسبب القيود، ومنذ عام 1969 ، اختفى هؤلاء من المنشآت النووية الإسرائيلية.

على خلفية المعلومات التي قدمها مردخاي فعنونو، ذكرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية في عام 1986 أن إسرائيل لأكثر من 20 عاما، كانت تنتج رؤوسا نووية والآن "من شبه المؤكد أنها بدأت العمل على أسلحة نووية حرارية يمكنها تدمير مدن بأكملها".

علماء متخصصون استشارتهم الصحيفة البريطانية حينها، رجحوا أن تكون إسرائيل قد صنعت ما بين 100 إلى 200 شحنة نووية مختلفة القوة.

أما معلومات معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام، فتقول إن إسرائيل حتى عام 2023 تمتلك 90 رأسا نوويا، وأن احتياطاتها من البلوتونيوم تتراوح بين 740 إلى 1090 كغم، ما يمكنها من صنع ما بين 185 إلى 273 رأسا نوويا.

موقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية من ترسانة إسرائيل النووية:

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتحدث تقريبا بالطريقة الأمريكية، وهي تدعو إلى ضبط النفس حيال الإمكانات النووية لإسرائيل، وترى أن إسرائيل بما أنها ليست طرفا في معاهدة عدم الانتشار  النووي، فلا وجود للاتفاق ضمانات معها، كما هو الحال مع الهند وباكستان.

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي كان قال في تصريح صحفي في عام 2019 عن العلاقات مع إسرائيل: "نحافظ على الاتصالات على مستويات أخرى ذات صلة بعمل الوكالة"، وحين سئل عن التأثير الافتراضي على مثل هذا التعاون، أجاب بقوله: "نحن نتصرف على أساس المعلومات التي نتلقاها من إسرائيل، ولا يمكننا التكهن بهذا الموضوع"!

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف الاسلحة النووية الحرب على غزة طوفان الأقصى قطاع غزة الدولیة للطاقة الذریة الولایات المتحدة أسلحة نوویة أن إسرائیل فی عام

إقرأ أيضاً:

صحيفة إيرانية: مفاوضات النووي مع واشنطن ليست مستبعدة في عهد بزشكيان

السومرية نيوز – دوليات

اعتبرت صحيفة "آرمان" الإصلاحية في إيران، اليوم الثلاثاء، أن خروج مفاوضات الملف النووي بين طهران وواشنطن من طريقتها السرية وغير المباشرة إلى مفاوضات علنية ومباشرة ليست بعيدة عن المنال في عهد الرئيس المنتخب الإصلاحي مسعود بزشكيان.
وقالت الصحيفة في تقرير لها بعنوان "المفاوضات السرية ستصبح علنية"، إنه "بحسب الدبلوماسيين الذين يرافقون بزشكيان في حكومته المرتقبة، والإستراتيجية التي تضعها الحكومة على جدول الأعمال فيما يتعلق بالملف النووي، فإن جعل المفاوضات عامة أو خاصة يعتمد على نوع المفاوضات الذي سيحقق نتائج أفضل للأطراف".

وأضافت أن "الحكومة الرابعة عشرة (حكومة بزشكيان) ستواصل المفاوضات بشكل أكثر احترافية؛ بسبب الأشخاص الذين لديهم تاريخ حولها، وإمكانية أن تكون هذه المفاوضات علنية ليست بعيدة عن الأذهان".

وتطرقت الصحيفة إلى أن "وزير الخارجية الأسبق هو العضو الأبرز في حملة مسعود بزشكيان الانتخابية، وبخطاباته الحماسية وحضوره في مختلف المحافظات، لعب دورًا لا يمكن إنكاره في نجاح وفوز بزشكيان، والآن سيلعب دورًا مركزيًّا في تشكيل مجلس الوزراء".

وكان بزشكيان تعهد خلال حملته الانتخابية للإيرانيين بالعمل على رفع العقوبات الغربية وإحياء عملية التفاوض مع العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، للتوصل إلى تفاهمات لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن عام 2018 في عهد الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.

وفي أحدث موقف من واشنطن، أعلن جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، يوم الاثنين، أن واشنطن لا تتوقع أي تغيير في سلوك الجمهورية الإسلامية بعد انتخاب مسعود بزشكيان رئيسًا، وأن الولايات المتحدة ليست مستعدة لاستئناف المفاوضات النووية مع إيران خلال الرئاسة الجديدة لهذا البلد.

وأوضح: "وبالنظر إلى دعم طهران المستمر للجماعات الوكيلة لها وكذلك حرب روسيا ضد أوكرانيا، فإن الرد الأمريكي على استئناف المفاوضات بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية سيكون (لا)".

مقالات مشابهة

  • لجنة بالكنيست تصدق على إعلان الأونروا منظمة إرهابية
  • صحيفة إيرانية: مفاوضات النووي مع واشنطن ليست مستبعدة في عهد بزشكيان
  • جنرال في جيش الاحتلال يحذر: رفض نتنياهو لصفقة التبادل بمثابة إسقاط قنبلة نووية على “إسرائيل” وقد يجرها إلى حرب إقليمية مدمرة
  • بعد فوز بزشكيان.. حديث أمريكي عن المفاوضات النووية مع إيران
  • بعد فوز بزشكيان.. ما فرص استئناف المفاوضات النووية مع إيران؟
  • جنرال متقاعد: رفض نتنياهو لصفقة التبادل بمثابة إسقاط قنبلة نووية على إسرائيل
  • قصف إسرائيلي عنيف على أحياء في مدينة غزة وفرار آلاف السكان  
  • الكويت تطالب بمحاسبة إسرائيل على جرائمها وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني
  • 5 نصائح للتعامل مع الطفل النرجسي.. ابتعد عن التهديد
  • لو انسحب بايدن وحلت مكانه.. هل يمكن لكامالا هاريس هزيمة ترامب؟