دليل مختصر عن شهر رمضان لزميلك غير المسلم
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
البوابة - مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يمكن لفهم أهميته واحترام ممارسات زملائك المسلمين أن يعزز بيئة عمل أكثر شمولاً وداعمة. نستعرض معكم أهم الآداب العامة التي تخص شهر رمضان والصيام.
دليل مختصر عن شهر رمضان لزميلك غير المسلمما هو رمضان؟
وهو الشهر الذي يعتقد أن القرآن الكريم نزل فيه من السماء "هدىً للرجال والنساء وهدى ونجاة". خلال هذا الشهر، يصوم المسلمون من الفجر حتى غروب الشمس. ولا يسمح لهم بتناول الطعام أو الشراب (حتى الماء) خلال ساعات النهار. الصوم هو عبادة خاصة تؤدي إلى القرب من الله، كما أنه شكل من أشكال الانضباط الروحي ووسيلة للتعاطف مع من هم أقل حظًا. يتم كسر الصيام في نهاية اليوم بالصلاة ووجبة احتفالية تسمى الإفطار. وقت للتأمل الروحي والصلاة والصوم الاهتمام بالمجتمع. بالإضافة إلى الصلوات الخمس اليومية المنتظمة، يؤدي الرجال والنساء المسلمون صلاة التراويح يوميًا بعد صلاة العشاء في منتصف المساء.يمتنع المسلمون عن الطعام والشراب من الفجر إلى غروب الشمس كعمل من أعمال الإخلاص وضبط النفس. بالإضافة إلى الامتناع عن الأكل والشرب والتدخين، يجب على المسلمين أيضًا الامتناع عن الكلام والسلوك الخاطئ.
الممارسات الرئيسية:
الصيام: ركن أساسي في رمضان. ولا يقتصر الأمر على الطعام والشراب فحسب، بل يتعلق أيضًا بالامتناع عن الأفكار والأفعال السلبية.
الصلاة والصدقة: يخصص المسلمون المزيد من الوقت للصلاة ويشاركون في أعمال الصدقات تجاه الأشخاص الأقل حظًا.
التجمعات المجتمعية: تستضيف المساجد صلوات خاصة، وتتشارك العائلات والأصدقاء وجبات الطعام معًا، خاصة في نهاية الصيام (وقت الإفطار).
التأثير على الزملاء الصائمون:
قد يعانون من التعب والعطش والتغيرات في مستويات الطاقة وساعات العمل.
يمكن أن يعطوا الأولوية لفترات الاستراحة والصلاة وحضور الأنشطة الرمضانية المسائية.
قد يرفضون الطعام أو الشراب المقدم أثناء ساعات العمل احتراماً لصيامهم.
نصائح لتكون داعمًا:
تقديم الاحترام اللفظي: تمنى لهم "رمضان مبارك" وقدر تفانيهم في الامتناع عن الاكل والشرب خلال النهار.توفير جدول عمل أكثر مرونة: كن متفهمًا إذا كانوا بحاجة إلى تعديل جدولهم للصلاة أو تناول وجبة الإفطار.تجنب تقديم الطعام أو الشراب أثناء ساعات الصيام: انتبه لالتزامهم وقدم البدائل لاحقًا.معرفة المزيد: أظهر اهتمامًا حقيقيًا من خلال طرح أسئلة محترمة وقراءة المواد التعليمية.تقديم التهنئة بعيد الفطر: أرسل التهاني أو شارك في احتفالات مكان العمل (إذا وجدت) بمناسبة نهاية شهر رمضان.تذكر:
هذه لمحة موجزة. قد تختلف الممارسات والخبرات الفردية.
كن منفتحًا على الأسئلة وعلى استعداد لمعرفة المزيد.
إن احترامك وتفهمك يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا لزملائك المسلمين خلال هذا الشهر المميز.
آمل أن تساعدك هذه المعلومات الموجزة في خلق بيئة عمل أكثر شمولاً وفهمًا لزملائك الذين يحتفلون بشهر رمضان. لا تتردد في التواصل معنا إذا كان لديك أي أسئلة أخرى!
المصدر: Gemini / brandeis.edu/spiritual-life / u.ae
اقرأ أيضاً:
6 نصائح تساعد على التخلص من سموم العقل كل صباح
طبيب البوابة: ما هو تعريف العلاقة السامة ؟
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: شهر رمضان رمضان الصيام الصوم العبادة الصلاة الاحترام شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
الإخوان المسلمون في سوريا المستقبل: بين واقع الحساسية وأفق الانفتاح
تمضي سوريا، بعد سقوط نظام بشار الأسد، في مرحلة دقيقة وتاريخية، يراقبها السوريون والأشقاء في العالم العربي والإسلامي بعيون مترقبة وآمال مشروعة، كما يراقبها الشرق والغرب. ومع قيادة جديدة تسعى بجهد واتزان، ممثلة في الحكومة السورية بقيادة الرئيس السوري أحمد الشرع نلمس بوادر تحول هادئ لكنه عميق، نحو بناء سوريا على أسس جديدة قوامها العدالة، والمواطنة، والتعددية السياسية.
وقد أشار الرئيس أحمد الشرع في أكثر من مناسبة إلى رغبة حقيقية في ترسيخ مبدأ التعددية السياسية، وهو توجه يُحسب للحكومة الجديدة، ويُشكل ركيزة أساسية في مسار أي نهضة وطنية حقيقية. وفي هذا السياق، تُطرح أسئلة حساسة ومصيرية لكنها ضرورية ومنها:
1- ما موقع جماعة الإخوان المسلمين في سوريا المستقبل؟
2- ما هو الموقف الذي ستتخذه الدولة السورية -الحالية أو القادمة- من هذا المكون، الذي له جذور عميقة وتاريخ ممتد في الحياة الوطنية السورية؟
3- هل لدى جماعة الإخوان المسلمين في سوريا شروط أو خطوط حمراء لا تقبل التنازل عنها؟
لا أنكر أن وجود الجماعة في المشهد السوري يثير حساسية حقيقية، خاصة على المستويين العربي والدولي. كثير من المواقف المتشنجة تجاه الجماعة، سواء من جهات داخلية أو أطراف إقليمية، لم تكن ناتجة عن أخطاء حقيقية ارتكبتها أو تقييم موضوعي لتجربتها أو لأفكارها، بل كانت ثمرة تحريض سياسي أو تراكم تاريخي مشوَّه
بين الواقع والحساسية: قراءة أولية
جماعة الإخوان المسلمين في سوريا كانت -ولسنوات طويلة- محورا لجدل داخلي وخارجي، كما أنني لا أنكر أن وجود الجماعة في المشهد السوري يثير حساسية حقيقية، خاصة على المستويين العربي والدولي. كثير من المواقف المتشنجة تجاه الجماعة، سواء من جهات داخلية أو أطراف إقليمية، لم تكن ناتجة عن أخطاء حقيقية ارتكبتها أو تقييم موضوعي لتجربتها أو لأفكارها، بل كانت ثمرة تحريض سياسي أو تراكم تاريخي مشوَّه. لقد وقفت الجماعة في وجه محاولات التطبيع، ورفضت التبعية الاقتصادية والسياسية لأي قوى خارجية، وهو ما جعل بعض الجهات تعتبرها عقبة أمام مشاريع الهيمنة والنفوذ مما جلب لها العديد من الأعداء.
الإخوان المسلمون في سوريا: شريك وطني بجذور تاريخية
منذ تأسيسها عام 1945، كانت جماعة الإخوان المسلمين حاضرة بقوة في الحياة السياسية السورية، وقدمت عبر عقود من الزمن نموذجا سياسيا وفكريا يعكس روح الانخراط الوطني، والتمسك بقضايا الأمة والهوية. ومن أبرز ملامح هذا المسار:
- منذ نشأتها، أبدت الجماعة مواقف قومية ووطنية واضحة، من أبرزها دعم القضية الفلسطينية سياسيا وعسكريا، ورفضها للمشاريع الأجنبية مثل حلف بغداد، ومساندتها للثورات العربية ضد الاستعمار.
- شاركت الجماعة في الحياة البرلمانية منذ عام 1947، وأسهمت في صياغة دستور 1950، وكان لها تمثيل فاعل في مجلس النواب، بما يعكس إيمانا عميقا بالديمقراطية والتعددية السياسية.
- عند قيام الوحدة السورية-المصرية عام 1958، حلت الجماعة نفسها طوعا دعما للمصلحة القومية، ورفضت التوقيع لاحقا على وثيقة الانفصال، خلافا للعديد من القوى الحزبية الأخرى. وهذا يثبت تغليبها المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية.
- أصدرت الجماعة مجلات وصحفا سياسية وفكرية، وشاركت في مؤتمرات الحوار الإسلامي-المسيحي، وسعت إلى ترسيخ خطاب إسلامي وسطي ومنفتح يخاطب الداخل والخارج بالحجة لا بالقطيعة.
- تحالفت الجماعة مع قوى وطنية مختلفة على قاعدة أهداف مشتركة، مثل التحالف الوطني لتحرير سوريا، وإعلان دمشق، وجبهة الخلاص، والمجلس الوطني السوري، وشاركت في هيئات وطنية بعد الثورة في 2011.
- كانت الجماعة من أوائل من وقفوا في وجه حافظ الأسد، وتعرضت نتيجة لذلك للاعتقال والنفي. ومع ذلك، حافظت على توازن في خطابها، يجمع بين المعارضة والمصلحة الوطنية.
ما نحتاجه اليوم هو حوار وطني شجاع، يستند إلى الحقائق لا الأوهام، وإلى التجربة لا الأدلجة. وفي هذا الإطار، فإن التفاهم مع جماعة الإخوان المسلمين -كما مع غيرها من القوى الوطنية- هو ضرورة وطنية، ومسار حتمي من أجل سوريا مستقرة، موحدة، وآمنة لكل أبنائها
- في عام 2001، أصدرت الجماعة "ميثاق شرف وطني للعمل السياسي"، وتبعه في 2004 "المشروع السياسي لسوريا المستقبل"، كما أصدرت في بداية الثورة "ميثاق الرؤية الوطنية" الداعي لعقد اجتماعي جديد يجمع مكونات الشعب السوري على أرضية المواطنة والحرية والكرامة.
- أعلنت تأييدها لإسقاط نظام بشار الأسد، ودعمت التغيير السلمي، وأبدت انفتاحا على التعاون مع القيادة الجديدة، وعلى رأسها الرئيس أحمد الشرع.
لقد حرصتُ هنا على تسليط الضوء على أبرز ملامح المسار الوطني والفكري لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، مركّزا على الأدوار الإيجابية التي قامت بها تاريخيا، دون الخوض في الأخطاء أو العثرات، والتي أعلم أن بعضها لا يخفى على المتابعين.
تخفيف الحساسية: عبر خطاب وطني ومبادرات مشتركة
إن حساسية بعض الدول العربية والغربية تجاه جماعة الإخوان المسلمين لا ينبغي أن تُشكل مبررا لإقصاء هذا التيار الوطني الأصيل من المشهد السوري. فكما استطاع الرئيس أحمد الشرع أن يتجاوز العقوبات والضغوط الدولية المفروضة عليه وعلى تياره بحكمة واتزان، فإن التنسيق مع الجماعة، على قاعدة وطنية مسؤولة، يمكن أن يُسهم في إدارة المواقف المتشنجة تجاهها، وتحويل هذه التحديات إلى فرص تُعزز من استقلال القرار السوري وتماسكه الداخلي.
نحو حوار مفتوح لا يُقصي أحدا
إن مستقبل سوريا لا يمكن أن يُبنى بإلغاء أي طرف وطني، أو بإعادة إنتاج عقلية الإقصاء والتخوين. ما نحتاجه اليوم هو حوار وطني شجاع، يستند إلى الحقائق لا الأوهام، وإلى التجربة لا الأدلجة. وفي هذا الإطار، فإن التفاهم مع جماعة الإخوان المسلمين -كما مع غيرها من القوى الوطنية- هو ضرورة وطنية، ومسار حتمي من أجل سوريا مستقرة، موحدة، وآمنة لكل أبنائها.