سقوط أفدييفكا.. طريق يُفتح أمام الروس ووقت يضيق على أوكرانيا
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
كييف– لم يكن سقوط مدينة أفدييفكا في مقاطعة دونيتسك شرق أوكرانيا بيد الروس مشابها لسقوط مدينة باخموت الذي شغل العالم قبل شهور، فمعارك الأخيرة كانت أشبه باستعراض عضلات وكسر عظام كما تبين، وسقوطها في النهاية لم يؤثر على مسار الحرب.
الوضع مختلف تماما مع أفدييفكا، فسقوطها يعتبر أكبر إنجاز يحققه الروس منذ أواسط عام 2022، لا سيما وأنه يفتح أمامهم طريقا نحو تجمعات سكنية رئيسية في المقاطعة التي يخضع نصفها تقريبا لسيطرتهم، ويصعب على الأوكرانيين حماية النصف الآخر، كما يعزز آمال الروس بإعادة السيطرة على أجزاء من مقاطعة خاركيف المجاورة.
وبالفعل، بوادر الأمر لاحت بعد ساعات من سقوط أفدييفكا، بقصف عنيف شنه الروس على مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك في أقصى شمال مقاطعة دونيتسك، قريبا من حدود مقاطعة خاركيف، التي اقتربوا منها -عمليا- نحو 30 كيلومترا.
ذلك لأن مدينة أفدييفكا تقع على الطريق الدولي "إتش 20" (H 20) المؤدي شمالا إلى تلك المدن، الذي كان تحت السيطرة الأوكرانية قبل أيام قليلة، وهو طريق يتصل أيضا بمدن إزيوم جنوب شرق مقاطعة خاركيف، وكوبيانسك في أقصى شرقها، حيث يحشد الروس أعدادا كبيرة من القوات.
جندي أوكراني يطلق قذيفة مورتر باتجاه الروس على خط الجبهة في مدينة أفدييفكا الأوكرانية (رويترز) أولوية الروس نحو الشماليرى المحلل العسكري، دينيس بوبوفيتش، في حديث مع الجزيرة نت أن "أولوية الروس التحرك شمالا بعد أفدييفكا، لأن عينهم على كراماتورسك أهم المدن الخاضعة للسيطرة الأوكرانية في دونيتسك، وعلى الخط الدولي وخط السكة الحديدية الذي يصل أراضي روسيا بكل جبهات القتال الساخنة".
ويرى بوبوفيتش أن "هذا يعزز آمال الروس بتحقيق هدف السيطرة على كامل مقاطعة دونيتسك، وإعادة محاولة السيطرة على خاركيف أيضا".
لتحقيق هذه الآمال تقف الجغرافيا في صالح الروس، فأفدييفكا، التي توصف ببوابة حماية مدينة دونيتسك الخاضعة لسيطرتهم (عاصمة المقاطعة التي تحمل اسمها)، تقع على سفح تلة مرتفعة، وهذا يعزز إمكانية الحفاظ على مواقعهم الجديدة فيها واستهداف أخرى.
وهذه الجغرافيا التي ساعدت الأوكرانيين على الثبات داخل المدينة 4 أشهر، رغم أنهم طوّقوا من 3 اتجاهات، أصبحت اليوم سببا سيصعب على الأوكرانيين فكرة استعادة المدينة في المنظور القريب، بحسب المحلل العسكري، رومان سفيتان.
قلة ذخيرة وضعف إمداد
وقلة الذخيرة كانت سببا رئيسا دفع الأوكرانيين للانسحاب من أفدييفكا رغم أهميتها، لكنهم اليوم يواجهون مشاكل أخرى على طريق حماية باقي مدن المقاطعة.
ويعتبر خبير عسكري وعقيد في قوات الاحتياط أوليغ جدانوف أن "الوقت يضيق أمام أوكرانيا، فمشكلة قلة الذخائر قد تستمر حتى نهاية الربيع، لأنها تعتمد بنسبة كبيرة على المساعدات الأميركية المتعثرة، كما أن أوكرانيا ستواجه بعد خسارة أفدييفكا صعوبة في نقل الإمدادات إلى باقي الجبهات".
وقبل هذا كله، تبقى حقيقة الفارق العددي الكبير بين قوات الطرفين، فأعداد الجنود الروس هي 7 أضعاف أعداد الأوكرانيين، وهم يتمتعون بميزات الطيران والكثافة النارية، التي لا تملكها أوكرانيا، بحسب جدانوف.
الجنود الأوكرانيون تمكنوا من الثبات داخل مدينة أفدييفكا 4 أشهر قبل سقوطها بيد الروس (وكالة الأناضول) تقدم الروس ليس سهلالكن أوكرانيين آخرين ينظرون بشيء من إيجابية إلى أفق الدفاع عن باقي أرجاء دونيتسك بعد سقوط أفدييفكا، ويعتبرون أن التقدم بعدها لن يكون سهلا أمام الروس.
المحلل السياسي العسكري في مجموعة "المقاومة الإعلامية"، أوليكساندر كوفالينكو، يقول للجزيرة نت "بغض النظر عن الصعوبات، يجب ألا ننسى أننا ندافع في تلك المناطق منذ 2014، ومنذ بداية الحرب لم يستطع الروس تحقيق تقدم كبير كما حققوا في مقاطعات شمالية وجنوبية أخرى".
وأكد أن "تقدم كل كيلومتر في دونيتسك يكلف الروس آلاف الجنود. بغض النظر عن فارق الأعداد والقوة، دعونا لا ننسى أنهم خسروا نحو 48 ألف جندي نظامي هناك، والقرى والمدن الأخرى لن ترحب بهم".
وأشار في هذا السياق إلى أن أقرب المدن الهامة إلى أفدييفكا هي كونستانتينيفكا التي تبعد 30 كيلومترا في الشمال (على الطريق H20 المؤدي إلى كراماتورسك)، أو بوكروفسك التي تبعد 40 كيلومترا غربا (على الطريق الدولي M04)".
وبحسب كوفالينكو، "تقدم الروس أمر ندرك أنه سيكون لا محالة، لكنهم بحاجة إلى فترة استراحة وإعادة حسابات وترتيب صفوف قبل المضي قدما، وهذا يتزامن حاليا مع احتفالاتهم الرسمية والإعلامية بإنجاز السيطرة على أفدييفكا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مدینة أفدییفکا السیطرة على
إقرأ أيضاً:
مظاهرة حاشدة لأنصار عمدة مدينة اسطنبول أثناء مثوله أمام القضاء للإدلاء بشهادته
شهدت إسطنبول، الجمعة، مواجهات بين أنصار عمدة المدينة أالمعارض كرم إمام أوغلو، وقوات الشرطة، أثناء إدلائه بشهادته في تحقيقين قانونيين جديدين ضده. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا أمام محكمة تشاغليان دعماً له.
اعلانوتجمّع الآلاف من مؤيدي الزعيم البارز في حزب الشعب الجمهوري المعارض، أمام المحكمة، احتجاجًا على التحقيقات التي وصفها منتقدوه بأنها محاولة لإقصائه من المشهد السياسي، خصوصًا أنه يعد من أبرز المنافسين المحتملين للرئيس رجب طيب أردوغان. وأدلى إمام أوغلو بشهادته أمام المدعين العامين لمدة ساعتين، بشأن تصريحات أدلى بها سابقًا حول رئيس الادعاء وخبير في المحكمة.
ويواجه إماما أوغلو سلسلة من القضايا، منها إدانته السابقة بتهمة إهانة أعضاء المجلس الانتخابي الأعلى في تركيا، وهي القضية التي قد تؤدي إلى منعه من العمل السياسي إذا أيدت المحكمة العليا الحكم الصادر ضده عام 2022. كما أنه يُحاكم أيضًا على خلفية مزاعم التلاعب في مناقصات تعود إلى عام 2015.
أنصار رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، يهتفون أثناء تجمعهم أمام محكمة إسطنبول، الجمعة 31 يناير 2025. AP Photo/Emrah Gurelاشتباكات أمام المحكمة وتصعيد أمنيتصاعدت التوترات عندما منعت شرطة مكافحة الشغب حافلة تابعة لحزب الشعب الجمهوري من الاقتراب من مبنى المحكمة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، التي استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. ولم يتضح بعد ما إذا ما أسفرت المواجهات عن أية اعتقالات.
وفي وقت لاحق، خاطب إمام أوغلو أنصاره من أعلى الحافلة في موقع آخر، قائلاً: "للأسف، هذه نتيجة مؤامرة يُراد تدبيرها في إسطنبول".
رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، يخاطب أنصاره أمام محكمة إسطنبول، الجمعة 31 يناير 2025. AP Photo/Emrah Gurelوقد برز إمام أوغلو، البالغ من العمر 53 عامًا، كأحد الشخصيات السياسية الأكثر حضورًا في المشهد التركي بعد فوزه برئاسة بلدية إسطنبول في آذار/مارس 2019، منهياً سيطرة حزب العدالة والتنمية على المدينة التي استمرت 25 عامًا.
ورغم اعتراض الحزب الحاكم على نتائج الانتخابات وإلغائها، تمكن هذا السياسي من تحقيق فوز أكبر في جولة الإعادة. وفي العام الماضي، أُعيد انتخابه رئيسًا لبلدية أكبر مدن تركيا، مما عزز مكانته كأحد أبرز وجوه المعارضة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية وزير الدفاع اليوناني يطلب رسميا من سفيرة فرنسا توضيحات حول صفقة صواريخ مع تركيا انهيار مبنى في مدينة قونيا وسط تركيا وفرق الإنقاذ تبحث عن عالقين تحت الأنقاض استئناف حركة الطيران بعد توقف دام لـ13 عاما.. انطلاق أول رحلة جوية من تركيا إلى سوريا رجب طيب إردوغاناحتجاجاتمحكمةشرطةاشتباكاتاسطنبول، تركيااعلاناخترنا لكيعرض الآنNextمباشر. إسرائيل تجري مشاورات أمنية لاستئناف الحرب على غزة وترامب واثق من استقبال مصر والأردن للفلسطينيين يعرض الآنNext إسبانيا: القبض على "عصابة إجرامية" سرقت 10 ملايين يورو من منازل فاخرة يعرض الآنNext "احذروا الأدوية المزيفة".. يوروبول تكشف عن تجارة بأكثر من 11.1 مليون يورو تهدد صحة الأوروبيين يعرض الآنNext انتشار عدوى مقاطعة المتاجر الكبرى في دول البلقان احتجاجاً على ارتفاع الأسعار يعرض الآنNext قولوا وداعًا لأمريكا.. ترامب يُعيد تهديد مجموعة "بريكس" إذا فكرت في استبدال الدولار اعلانالاكثر قراءة ترامب يؤكد مقتل جميع ركاب الطائرة المدنية وطاقم المروحية العسكرية بالعاصمة واشنطن السويد: إطلاق نار يقتل سلوان موميكا اللاجئ العراقي الذي احرق القران عدة مرات الرئيس السوري أحمد الشرع يخاطب السوريين الليلة ودمشق تستقبل أمير قطر حاولت إسرائيل اغتياله مرارا وسيطلق سراحه اليوم.. من هو زكريا الزبيدي الممنوع من العودة إلى جنين؟ يتهم إسرائيل بالعنصرية ويجمع المساعدات لغزة.. روبوت مخصص لدعم تل أبيب يخرج عن السيطرة اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلدونالد ترامبحركة حماسغزةقطاع غزةسرقةشرطةسوريااليابانروسياالاتحاد الأوروبيأبو محمد الجولاني الموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025