هستيريا حربية تسيطر على الكيان المحتل ونتنياهو يعلن الحرب ضد الأقصى
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
سرايا - تسيطر أجواء "الهستيريا الحربية" على الكيان المحتل بدون أدنى تفكير في تبعاتها الخطيرة، وذلك عند معاداة الضغوط الدولية بتهديد مواصلة العدوان ضد قطاع غزة، واجتياح رفح جنوباً، وتقييد دخول المصلين للمسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان الفضيل، بما يشي عن إعلان حرب جديدة في الضفة الغربية، فضلاً عن إغلاق باب التقدم في مفاوضات تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية.
وبالرغم من عدم حدوث أي تغيير في موقف الاحتلال منذ آخر زيارة أميركية؛ فإن واشنطن ترسل مبعوثها للمنطقة مجدداً في إطار محاولات إنجاز "صفقة" تبادل للأسرى، والتي لا تتقدم لأن رئيس حكومة الحرب، "بنيامين نتنياهو"، يرفض وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل من غزة، حيث ينوي الاحتلال إبقاء تواجد له بالقطاع بعد انتهاء الحرب.
ومن المتوقع أن يصل المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، "بريت ماكغورك"، للقاهرة خلال الأيام المقبلة، لبحث ملفي"صفقة" تبادل الأسرى ومحاولة إحراز تقدم نحو التوصل لاتفاق، وقضية تهديد الاحتلال باجتياح رفح وتنفيذ عملية عسكرية واسعة في المدينة، والذي يثير قلقاً عربياً إقليمياً وأميركياً وأروبيا من تبعاته الجسيمة.
ويصر "نتنياهو" على تحميل حركة "حماس" مسؤولية عدم تحقيق تقدم في مفاوضات تبادل الأسرى، بالتزامن مع مسعى تفريغ "رفح" تمهيداً لاجتياحها، وطرح إمكانية عودة الفلسطينيين إلى وسط القطاع وشماله، بما يكشف عن مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة والذي يتحكم بالعقلية الصهيونية في سبيل انتهاز أي فرصة متاحة لتنفيذه.
وعلى وقع قصف غزة الذي لا يهدأ؛ يتعمد "نتنياهو" بإشعال الضفة الغربية، عند الرضوخ للضغوط التي مارسها الوزير في حكومة الاحتلال، المتطرف "ايتمار بن غفير"، وخلافاً لتوصية الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بتقييد دخول الفلسطينيين من الأراضي المحتلة 1948 والقدس المحتلة، للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان الفضيل.
ويتجاهل "نتنياهو" التحذيرات الدولية والداخلية من تبعات قراره الذي قد يؤدي إلى انفجار الأوضاع في الضفة الغربية، لاسيما القدس المحتلة، وحدوث اضطرابات واسعة بين فلسطينيي 1948، في ظل مسعى "بن غفير" إلى فرض قيود واسعة على دخول جميع الفلسطينيين للمسجد الأقصى، تبعاً لمعارضته السماح لسكان الضفة الغربية بدخول المسجد بحجة تأييدهم لمعركة "طوفان الأقصى" بشكل واسع.
وطبقاً لوسائل إعلام الاحتلال؛ فإن الإدارة الأميركية، وأجهزة أمن الاحتلال، يشعرون بقلق بالغ من أن المتطرف "بن غفير" يسعى لإثارة التوترات في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، ما يهدد بصب مزيد من الزيت على النار على الوضع في المنطقة مع استمرار العدوان ضد غزة، ومزيد من تصعيد الوضع في القدس والضفة الغربية المحتلتين، فيما تسعى الولايات المتحدة إلى احتوائه.
ونقلت القناة "12" الإسرائيلية، عن مسؤولين أميركيين و"إسرائيليين"، القول إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من قيام "بن غفير" باقتحام الحرم القدسي الشريف، مرة أخرى، خلال شهر رمضان، حيث سبق وأن اقتحم "الأقصى" 3 مرات، منذ أن أصبح وزيراً في 2022، مما أثار الكثير من التوترات والصدام مع الفلسطينيين، وسيلاً من الإدانات في جميع أنحاء العالم، باعتبار ذلك جزءاً من خطته لتغيير الوضع الراهن في المسجد.
وتواصلت ردود الفعل الفلسطينية المندّدة بالقرار؛ إذ اعتبرت حركة "حماس" أنه "إمعان في الإجرام الصهيوني والحرب الدينية التي تقودها مجموعة المستوطنين المتطرفين في حكومة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، والانتهاك لحرية العبادة في المسجد الأقصى، ما يشير إلى نيّة الاحتلال تصعيد عدوانه على المسجد الأقصى خلال شهر رمضان".
ودعت الحركة أبناء الشعب الفلسطيني إلى رفض القرار الإجرامي، ومقاومة صلَف وعنجهية الاحتلال، والنفير وشد الرحال والرباط في "الأقصى"، محذرة من أن "المساس بالمسجد أو حرية العبادة فيه، لن يمر دون محاسبة، وستبقى القدس والأقصى، بوصلة الأمة وعنوان حراكها وانتفاضتها المباركة، وانفجارها في وجه الظلم والصلَف والعدوان".
وبالمثل؛ حذرت حركة الجهاد الإسلامي، من المخططات العدوانية التي تعد لها حكومة الاحتلال بخصوص تقييد وصول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان القادم.
وأكدت أن هذا التقييد "يشي بأن حكومة العدو قد وضعت المسجد الأقصى في دائرة الاستهداف المباشر، ضمن خطة تهجير وتهويد ممنهجة تسعى إلى تنفيذها وفرضها في إطار حرب الإبادة والتطهير العرقي المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في غزة".
وأكدت بأن استهداف العدو "للأقصى" يمثل عدواناً ضد الأمة العربية والإسلامية ومقدساتها، داعية الشعب الفلسطيني، وأبناء الأمة العربية والإسلامية إلى التحرك على كل المستويات وبكل الوسائل، دفاعاً عن مقدساتهم في الأرض المحتلة، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك.
من جهتها، نبهت لجنة المتابعة للجماهير العربية والفعاليات السياسية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، من أن الشروط التي يطلبها "بن غفير"، ويوافق عليها "نتنياهو"، هي إعلان حرب شاملة، ومقدمة لتفريغ الحرم القدسي الشريف من أجل سيطرة المستوطنين على المسجد الأقصى تمهيداً لهدمه.
وحذرت "المتابعة العليا" نية حكومة الحرب، القبول بطلبات "بن غفير" لفرض قيود على دخول المسلمين من فلسطينيي 1948 والقدس، إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، بعد فرض قيود مشددة على فلسطينيي الضفة الغربية، وحظر فلسطينيي قطاع غزة بطبيعة الحال، في ظل حرب الإبادة المستمرة ضدهم.
وأكدت أن "المسجد الأقصى بكامل مساحته، هو مكان مقدس للمسلمين وحدهم، ولا حق لغيرهم في الدخول إليه وإدارة شؤونه.
من جانبها، أصدرت "العربية للتغيير" برئاسة النائب أحمد الطيبي، بيانا قالت فيه إن "القرار عنصري يتخذه رئيس حكومة متطرف، أصبح مكبلا وخاضعاً لإملاءات المجرم المدان "بن غفير" بعد إخفاقاتهم في السابع من تشرين أول (أكتوبر).
وشددت على أن "قرار منع المصلين المسلمين من الصلاة بالمسجد الأقصى، وفي شهر رمضان تحديداً، هو قرار مرفوض وخطير وعلى الأمم المتحدة بحثه".
يأتي ذلك بالتزامن مع ارتكاب الاحتلال 13 مجزرة وحشيّة ضد العائلات الفلسطينية في قطاع غزة راح ضحيتها 127 شهيداً و 205 إصابات خلال الـ 24 ساعة الماضية، لترتفع حصيلة عدوانه إلى حوالي 29 ألف شهيد و70 ألف مصاب.
وواصلت الطائرات الحربيّة الاحتلالية قصفها الكثيف لمختلف مناطق قطاع غزة، مخلفة العشرات من الشهداء ومئات الجرحى وتدمير ما تبقى من الأبنية السكنية المتهالكة.
الغد
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الأقصى خلال شهر رمضان الشعب الفلسطینی الضفة الغربیة المسجد الأقصى قطاع غزة بن غفیر
إقرأ أيضاً:
المستوطنون الصهاينة يدنسون ويرقصون في الأقصى
الثورة نت/وكالات استباح المئات من المستوطنين الصهاينة، اليوم الأحد، المسجد الأقصى احتفالًا بما يسمى “عيد “البوريم/ المساخر” اليهودي” وهو ما تشير إلى خطورة المرحلة التي تنذر بحرب دينية واسعة النطاق. وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، نفذ أكثر من 555 مستوطنًا اقتحاماتهم للمسجد الأقصى ضمن مجموعات متتالية عبر باب المغاربة، الذي تسيطر سلطات العدو الصهيوني على مفاتيحه منذ احتلال القدس عام 1967. وتُنفذ اقتحامات يومية للمستوطنين في المسجد الأقصى باستثناء يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، وخلال شهر رمضان، تقتصر الاقتحامات على فترة واحدة فقط بدلًا من فترتين، وهي الفترة الصباحية من السابعة صباحًا حتى الحادية عشرة ظهرًا. وأشارت وسائل الإعلام الى أن المستوطنين الصهاينة أدوا صلواتهم “رقصًا وغناءً وانبطاحًا جماعيًا” خلال اقتحام الأقصى في عدة مناطق منه، وارتدى عشرات المستوطنين ملابس “الكهنة” المخصصة للهيكل. ويوم الخميس الماضي، اقتحم 191 مستوطنًا صهيونيا الأقصى في أول أيام عيد “البوريم”. وتتضاعف أعداد المستوطنين في الأقصى خلال الأعياد والمناسبات اليهودية، ويقوم المستوطنون باستغلالها لاقتحام الأقصى بأعداد كبيرة والصلاة فيه. ومنذ شهر أغسطس الماضي، أصبحت صلوات اليهود في الأقصى تُقام بشكل يومي وعلني، بعد إعلان وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، في حينه نيته بناء كنيس في الأقصى. فيما تستمر القيود المفروضة على دخول المسلمين إلى الأقصى خلال شهر رمضان، بوضع السواتر على كافة أبواب الأقصى، وتفتيش الوافدين إليه من النساء والشبان وكبار السن، ومنع الدخول عشوائيًا، ويقتصر عدد المصلين في الأقصى على أهالي القدس والداخل الفلسطيني. كما يُمنع أهالي الضفة الغربية من الدخول إليه، باستثناء يوم الجمعة “مع تحديد الأعداد والأعمار” لمن يُسمح لهم بالدخول، في حين يُمنع أهالي غزة من الدخول إلى الأقصى منذ سنوات. كما أصدرت سلطات العدو الصهيوني عشرات قرارات الإبعاد عن الأقصى خلال الأسابيع الأخيرة، شملت شيوخًا ونشطاء وصحفيين وأسرى محررين. ويتضح يوما بعد يوم أن رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو يطلق يد الوزيرين المتطرفين سموتريتش وبن غفير ويمنحهما جوائز ترضية على حساب المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وارضهم وممتلكاتهم وحياتهم، للحفاظ على ائتلافه الحاكم وإطالة أمد بقائه في الحكم، ويوفر لهما غطاء حكومياً كاملاً لمصادرة المزيد من الأرض الفلسطينية وتهويدها بالاستيطان وتعميق جرائم الضم الزاحف للضفة الغربية المحتلة، وممارسة أبشع أشكال التنكيل بالمواطنين الفلسطينيين واخضاعهم لنظام فصل عنصري (ابرتهايد) لا يعترف بحقهم في الحياة أو بأي من حقوقهم المدنية كشعب يرزح تحت الاحتلال. الوزير الفاشي بن غفير الذي يحمل دائما عود ثقاب لا يفوت أية فرصة لإشعال المزيد من الحرائق في ساحة الصراع، بدأها مؤخراً بتحريضه واسع النطق لمنع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك. وحاليا يحاول بن غفير إشعال ما فشل في تحقيقه من خلال المطالبة باستمرار اقتحامات المستوطنين للأقصى في الايام العشر الأخيرة من رمضان، ذلك كله بحماية وإسناد ودعم من قوات العدو الصهيوني التي تخضع أجزء منها لأوامر وتعليمات سموتريتش وبن غفير، وتمارس انتهاكاتها في تكامل واضح بالادوار مع ميليشيات المستوطنين المسلحة وبشرعية حكومة الكيان الغاصب. وعادة ما تندد الهيئات الإسلامية والأوقاف بما يجري ، من استباحة المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، مؤكدة ان استباحة المستوطنين للأقصى الشريف هو أمر عدواني خطير، غير مسبوق” في اشارة إلى ممارسات المستوطنين داخل باحات المسجد، ومنها “رفْع العلم الإسرائيلي، والنفخ بالبوق، وأداء صلوات دينية يهودية”. ويكرر المستوطنون الصهاينة، اقتحامهم لباحات المسجد الأقصى في يوميا ماعدا السبت والجمعة في عدة مناسبات بمناسبة أعياد يهودية. ويقول الفلسطينيون، يقولون إن الكيان الصهيوني، لم تعد تلتزم بتعهداته، حيث يعمل على تقسيم المسجد الأقصى، زمانيا ومكانيا، عبر السماح للمستوطنين باقتحامه، والتدخل في شؤونه. وبدأت قوات العدو الصهيوني بالسماح للاقتحامات في العام 2003 رغم التنديد المتكرر من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.