غارات على الغازية تهزّ صيدا واسرائيل تحاول فرض معادلات جديدة
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
وسّع الجيش الإسرائيلي عدوانه على الجنوب متجاوزاً مرة جديدة قواعد الاشتباك الجغرافية من خلال غارات متتالية على بلدة الغازية المتاخمة لمدنية صيدا، وذلك لإظهار استعداده لتوسيع منطقة العمليات باتجاه شمال الليطاني. إلا أن أكثر من مصدر سياسي استبعد اندلاع حرب واسعة النطاق بين حزب الله واسرائيل لأسباب عدة لا سيما رفض أميركي متكرّر لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية على لبنان لتجنّب تدحرجها الى حرب على مستوى المنطقة .
وكتبت" النهار": مع ان واقع الجبهة الجنوبية لا يوحي بتبدلات كبيرة بعد على النحو المثير للقلق من انفجار حرب واسعة، اقله وفق معظم التقديرات الديبلوماسية والميدانية سواء بسواء، فان وتيرة المخاوف ارتفعت بإزاء اصطدام مشروع التسوية او الهدنة في غزة بتعقيدات وصفت بانها أعطبت الوساطات التي تتولاها قطر خصوصا بما يعني ان الأنظار ستبقى ترصد تداعيات هذا التعثر على الجبهة الجنوبية إسوة بغزة. ولاحظت أوساط معنية في هذا السياق ان الخطاب الديبلوماسي الغالب المتصل بحرب غزة والمواجهات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بات يربط تلقائيا مصير الثانية بتطورات الأولى، بما يعتبر تطورا خطيرا بالنسبة الى لبنان في وقت لا تبدو معه أي معالم مريحة لتحركات ديبلوماسية فعالة من شأنها ان تلجم اندفاعات التصعيد واتساع المواجهات الى الحد الكافي الذي يضمن عدم سقوط لبنان في لحظة ما في كارثة انفجار حرب واسعة. وأشارت هذه الأوساط الى ان الجهات الرسمية اللبنانية لم تتلق أي اشعار رسمي حيال أي تحرك جديد للموفد الأميركي اموس هوكشتاين في اتجاه تبريد الجبهة الجنوبية ولو ان معلومات ترددت عن زيارة جديدة سيقوم بها في قابل الأيام لإسرائيل ولا تشمل لبنان .
وجاء في" الاخبار": وسّع العدوّ الإسرائيلي اعتداءاته أمس، شماليّ نهر الليطاني، إلى أعماق جديدة تتجاوز الأربعين كيلومتراً، مستهدفاً منشآت صناعية في محيط بلدة الغازية الساحلية جنوبيّ صيدا، مدّعياً أنه قصف بنى تحتية عسكرية لحزب الله.المؤكد أن العدوّ لم يخطئ في إحداثياته، وأنه يعلم أنه استهدف منشآت صناعية لا بنى تحتية للمقاومة. والمؤكد أيضاً أنّ العدوان في محيط الغازية يتخطّى كونه رداً ميدانياً على عملية للمقاومة هنا أو هناك، كما تذرّع بذلك الناطق العسكري باسم جيش العدوّ، ليشكّل تجاوزاً إضافياً للقواعد التي حكمت الميدان حتى الآن، ويؤسّس، مع مجزرتَي النبطية والصوانة اللتين استهدفتا مدنيّين، الأسبوع الماضي، لمعادلة جديدة يحاول العدوّ فرضها على المقاومة ولبنان.
فبعد فشل الضغوط الميدانية السابقة، ومساعي الوفود الأجنبية للترويج للمطالب الإسرائيلية، وإحباط أيّ أمل بتحقيقها عقب الخطابَين الأخيرَين للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وجد العدوّ نفسه مدفوعاً إلى رفع مستوى الضغوط في محاولة لتوجيه مروحة من الرسائل.
أبرز ما يُميِّز هذا العدوان عمقه الجغرافي الذي يريد من خلاله العدوّ توجيه رسالة مفادها أنه على استعداد لتوسعة المواجهة، وللذهاب أبعد ممّا جرى حتى الآن في سياق التصاعد المرتقب للمعركة. لا يعني ذلك أنه يتّجه نحو حرب واسعة وشاملة، إذ لا يزال أداؤه تحت هذا السقف، وإنْ كان متحرّكاً على وقع التطورات الميدانية والسياسية.
في هذا السياق، يندرج اعتداء الغازية ضمن دينامية الميدان وترجمة لرفع مستوى الضغوط، وهو ليس مفاجئاً مع الأخذ في الحسبان المرحلة التي بلغتها المعركة وانسداد السبل السياسية وفشل التهويل والضغوط الميدانية في سياق ما سمّاه العدوّ «استراتيجية الردع الفعّال». وهو، لذلك، انتقل الى محاولة إرباك حسابات المقاومة عبر وضعها أمام خيارَين: التكيّف مع السقف الجديد من الاعتداءات، أو الردّ التناسبي الذي يدفع العدوّ باتجاهات أشدّ والتدحرج نحو مواجهة كبرى.
وينبع هذا الرهان الإسرائيلي من تقدير مفاده أن حزب الله حريص على تجنب التدحرج نحو حرب واسعة. لكن كل ذلك يندرج ضمن إطار التكتيك التقليدي الذي يتبعه أطراف الصراع. ففي المقابل، بإمكان حزب الله أن يرتقي درجة إضافية في ردوده، وينقل كرة النار الى مؤسسة القرار الإسرائيلي، ويضعها أيضاً بين التكيّف مع هذا المستوى من الردود أو العودة الى القواعد السابقة، أو التدحرج نحو مواجهة كبرى.
النتيجة الأهم في كل هذا السياق أنّ المقاومة، بكل أطرافها، ليست في وارد الإذعان للشروط الإسرائيلية التي ستفتح الطريق أمام تغيير جذري في المعادلة التي تحمي لبنان. وأيّ اتفاق مفترض لاحقاً، سيكون محكوماً بالتموضع التي ترى فيه المقاومة حفاظاً على قدراتها الردعية والدفاعية. أضف أن المقاومة حاسمة في مسألة أنها ليست في وارد فك ارتباط جبهة لبنان عن جبهة غزة. وهي، أيضاً، لن تسمح للعدوّ بأن يفرض معادلة اعتداء وردّ من جانب واحد، وهو ما كان حاكماً على أدائها في الأشهر الماضية.
وكتبت" الديار": رفعت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس وتيرة اعتداءاتها على الاراضي اللبنانية، في محاولة لاحتواء ردود حزب الله المرتقبة، ضمن معادلة «الدم بالدم» التي اطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم الجمعة الماضي عقب مجزرتي النبطية والصوانة. واذا كانت هذه الضربة لن تؤدي الى انزلاق الاحداث نحو مواجهة شاملة، الا انها ستوسع من خارطة الاهداف التي ستقصفها المقاومة حتما، بما يتناسب مع حجم الضربة «الاسرائيلية» التي استهدفت مواقع اقتصادية لا عسكرية. ووفقا لمصادر مقربة من حزب الله، فان ما حصل محاولة ردع فاشلة، و»بنك الاهداف» بات اوسع، والرد سيكون موجعا..
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حرب واسعة حزب الله
إقرأ أيضاً:
مقتل مسؤول عسكري في “حماس” بغارة على صيدا.. لبنان يترقب انسحاب الاحتلال.. ورهان على ضغوط واشنطن
البلاد – بيروت
استبق الرئيس اللبناني جوزيف عون الموعد المقرر لجلاء الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان اليوم (الثلاثاء) وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار، بإعلان تخوفه من عدم تحقيق الانسحاب كاملًا، فيما قتل مسؤول عسكري في حركة حماس بغارة للاحتلال على صيدا في جنوب لبنان، ويظل الرهان على الضغط الأمريكي على إسرائيل للوفاء باستحقاقات الاتفاق المُبرم برعايتها.
وقال عون أمس في بيان صادر عن مكتب رئاسة الجمهورية: “نحن متخوّفون من عدم تحقيق الانسحاب الكامل اليوم، وسيكون الرد اللبناني من خلال موقف وطني موحد وجامع”، مضيفًا أن “المهم هو تحقيق الانسحاب الإسرائيلي، وسلاح حزب الله يأتي ضمن حلول يتَّفق عليها اللبنانيون”.
وكان عون قد حضّ رعاة اتفاق وقف إطلاق النار على أن يتحمّلوا مسؤوليتهم في مساعدة لبنان على دفع إسرائيل إلى الانسحاب من جنوب البلاد، عشية انتهاء المهلة المحددة لذلك.
ويراهن سياسيون ومراقبون على ممارسة الولايات المتحدة ضغوطًا على إسرائيل للانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية، خاصة وذلك بالغ الأهمية لاستقرار لبنان في ظل المشهد السياسي الجديد بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، وبالنظر للتطورات المتسارعة في الشرق الأوسط، فالدعم الأميركي للرئاسة اللبنانية يمكن أن يشكل رافعة لتعزيز سلطة الدولة واستعادة سيادتها على كامل أراضيها وتعزيز شرعية مؤسسة الرئاسة وتقوية العهد الجديد.
وكرر لبنان على لسان مسؤوليه، رفضه أي تمديد إضافي لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة أمريكية ورعاية فرنسية، وبدأ تطبيقه في 27 نوفمبر الماضي على أن يشمل الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في غضون 60 يومًا، ثم تمّ تمديده حتى اليوم، إلا أن لبنان تبلّغ الأسبوع الماضي من الولايات المتحدة عزم إسرائيل البقاء في 5 نقاط.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان له أمس، أنه قتل مسؤولًا في حركة حماس في مدينة صيدا جنوب لبنان، وأكد مصدر أمني لبناني آخر مقتل مسؤول وحدة عسكرية في حركة حماس بالغارة الإسرائيلية، ونقلت وسائل إعلام عن مصدر لبناني “قتِل محمّد شاهين وهو مسؤول وحدة عسكرية في حركة حماس في الغارة الاسرائيلية على صيدا”.
وفي بيان آخر، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه “يستعد للبقاء لفترة طويلة في النقاط الخمس في لبنان”، لافتًا الى أنه “سيبقى في النقاط الخمس بجنوب لبنان حتى يتضح أنه لم يعد هناك نشاط لحزب الله جنوب الليطاني”. وأكد جيش الاحتلال أنه “سيسمح اليوم للبنانيين بالوصول للقرى التي غادروها وهي كفركلا والعديسة وحولا وميس الجبل”.
ونص وقف إطلاق النار على وقف تبادل القصف عبر الحدود اللبنانية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، وتعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) في الجنوب، وعلى انسحاب حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني، وتفكيك بناه العسكرية، على أن يتولى الجيش اللبناني ذلك.