بقلم: هادي جلو مرعي ..
لاأعني شخصا، أو بلدا.
يعيش معك الدكتاتور متسلطا. شخصا عظيما مهابا،لديه آلاف الأتباع والجلادين، يحرسون سجونه المكتظة بالمعذبين، وزنازينه المتعفنة التي يجتمع في ظلامها المعارضون، والمشكوك في ولائهم، وأعداء الإنسانية، والمغامرون بمستقبل الوطن، وعملاء الخارج، كما قد يصفهم إعلام النظام، وهولاء يأكل أرواحهم الخوف، والقلق، ويتمنون لحظة الخلاص الأخير، وبرغم المرض والجرب الذي ينهش أجسادهم، والقمل الذي يعشعش في شعورهم التي لم تعرف الماء والصابون من أشهر إلا إنهم يحتفظون بأمل.
في زمن الدكتاتور يحاصرك الخوف، والجوع، ونقص في الأموال والأنفس والثمرات، ويطاردك البوليس السري، ويترتب عليك أن تقدم فروض الطاعة، وتظهر صنوف الولاء لكل مقرب من الدكتاتور، لتحتفظ ببقائك وتستر حالك، وأن تصبر ماإستطعت الى الصبر سبيلا، ولعلك تحاول الهرب الى المنفى البعيد لتنجو بنفسك، وتحدثها: إن الدكتاتور قدر، ولابد من الصبر حتى يشاء الله، ويغير مجرى الأمور الى مايسرك، ويهدىء من روعك، ويملؤك بالسكينة التي تفتقدها، وتظل تبحث عن ملاذ رفقة آلاف الاشخاص الذين لاتعرفهم، ولايربطك بهم سوى خوف وأمل.
يذهب الدكتاتور، تنقشع غيماته السود، يجتمع الناس، يظنون إن أملهم جاء، فليس من حصار، وليس من جوع، والأموال المكدسة في الخزائن، تتحول الى الشوارع والبيوت، وتسيطر الفوضى على كل شيء، فيمتلأ مستودع أحدهم، ويجوع مئات، ويحصل كثير من الناس على الوظائف والأموال والسيارات والبيوت والثياب الجديدة والطعام، ويتطلعون الى السفر الذي حرموا منه، يحصلون على كثير مماكانوا يأملون به، ويحلمون بتحقيقه، حتى يخيل إليهم أنهم صاروا ينادمون القمر ذاته في الليالي الدافئة، لكنهم ليسوا سعداء على الإطلاق!!
يتساءلون عن السر، ماالذي جرى، لماذا يطبع الحزن حياتهم، ولماذا يتسلط اليأس على أرواحهم رغم توفر كل شيء حرموا منه في السابق، هل هم بحاجة الى العودة الى أنفسهم وضمائرهم؟ ولماذا كان الأمل رفيقهم زمن الدكتاتور، بينما يفتقدونه اليوم.. أحيانا نستغرب من حالات إنتحار المشاهير. لديهم الشهرة والمال والسكن والطعام الجيد والمتعة الفريدة، ولكنهم يعيشون في الفراغ. هل يصح أن نأنس بهذه العبارة التي قالها رجل علم ودين قديم ومتجدد: قلوب خلت من حب الله فشغلها بحب غيره؟ أظن أن السبب هو الإفتقاد الى أمل.
هادي جلومرعي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات أمل فی
إقرأ أيضاً:
ما السلاح الإسرائيلي السري الذي ضرب إيران؟.. إليك تفاصيله
سلطت صحيفة عبرية، اليوم السبت، الضوء على ما وصفته السلاح "السري" الذي استخدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي الشهر الماضي، في هجماته الجوية التي طالت العاصمة الإيرانية طهران.
وأشارت صحيفة "كالكاليست" العبرية، في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أن "هذا الصاروخ الخاص والسري، تم اختراعه عام 1956 لكسب حرب الميزانيات، وتعتبر إسرائيل بطلة العالم في تطويره".
وذكرت الصحيفة أنه جرى استخدام هذا السلاح صباح يوم 26 تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2024، خلال الهجمات الجوية الإسرائيلية في عمق إيران، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية للدفاع الجوي والبنية التحتية لإنتاج الصواريخ، ولم تفقد تل أبيب طائرة واحدة.
ولفتت إلى أنه وفقا للوثائق التي سربتها الولايات المتحدة، فإن الجيش الإسرائيلي خطط لاستخدام الصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها من الجو، وهو سلاح غير عادي للغاية وله تاريخ مثير للاهتمام.
تاريخ الصاروخ السري
وتطرقت إلى تاريخ الصاروخ الباليستي السري الذي "يعود لعام 1956 عندما بدأت الولايات المتحدة باختراعه، رغم أن السفن الحربية كانت هي الوسيلة الرئيسية لأمريكا لإبراز القوة وإخضاع المعارضين لإرادتها".
وتابعت: "جاء هذا الصاروخ الذي قلب الموازين، وبدأ الجيش الأمريكي بتطوير صاروخ باليستي يمكن إطلاقه تجاه الغواصات حتى عندما تكون تحت الماء، لضرب الاتحاد السوفيتي من أي مكان، وتم إعطاء جزء كبير من الميزانية لهذه الصواريخ الجديدة".
ونوهت إلى أن القوات الجوية قررت اصطحاب هذا الصاروخ الباليستي وتطويره لإمكانية إطلاقه من السماء، وتم تصميم الإصدارات الأولى لتتصرف مثل أي صاروخ باليستي عادي، يصعد إلى الفضاء بصاروخ قوي، ويسقط على الأرض في مسار منحني، ويكون صغيرا وخفيفا بما يكفي الوصول لأي نقطة.
وأفادت الصحيفة بأنه في البداية كانت هذه الصواريخ كبيرة جدا، وتم تطوير الصاروخ الأول وكان يحمل قاذفات قنابل كبيرة مزودة بستة محركات، مؤكدة أنه تم إطلاق الصاروخ لأول مرة في مايو 1958.
وأشارت إلى أنه تم تطوير النسخة التشغيلية الأولى من الطائرة دون طيار بالتعاون مع البريطانيين عام 1962، وكانت تحتوي على صاروخ يحمل قاذفات قنابل عملاقة، وصاروخ آخر يحمل قاذفات بريطانية.
وأوضحت أن الطائرة كان يمكنها التحليق في مدار مرتفع نسبيا يبلغ 480 كيلومترا، لمسافة 1850 كيلومترا، ومن ثم تنفيذ قصف جوي بعيد المدى، مضيفة أن "الطائرة يمكنها البقاء في الجو لمدة يوم كامل، إذا تم ربطها بطائرة للتزود بالوقود".
وتابعت: "بهذه الطريقة سيكون المهاجم قادرا على التجول على طول حدود الاتحاد السوفيتي وإثارة الرعب، وهو بالضبط ما أرادته الولايات المتحدة".
وذكرت أن النسخة البريطانية كانت أصغر حجما وأضعف بكثير، وحلقت لمسافة تزيد قليلا عن 900 كيلومترا، ولم يكن النموذج الأول صاروخا باليستيا مناسبا على الإطلاق، وقد وصل ارتفاعه فقط إلى 20 كيلومترا، وتم إيقاف هذه النسخة، واعتمدت بريطانيا على النسخة الأمريكية.
ولفتت إلى أنه عام 1974 ظهرت النسخة الأمريكية الأكثر جنونا، وتم وضع صاروخ باليستي أرضي من نوع Minuteman على منصة نقالة، وتم إدخال طائرة شحن ضخمة من طراز C5 Galaxy، وأثناء طيرانها على ارتفاع 20 ألف قدم، تم سحب مظلات كبيرة للصاروخ من الباب الخلفي للطائرة ووجهته للأعلى، ثم اشتعلت محركاتها وذهب إلى الفضاء.
وأكدت الصحيفة أن "هذه الطريقة الغريبة نجحت وعملت بشكل جيد، ومنذ ذلك الحين، تم إجراء المزيد من التجارب المماثلة، ما أثبت أن طائرات الشحن يمكن أن تصبح قواعد صواريخ متنقلة".
واستكملت بقولها: "هكذا أصبح الصاروخ الباليستي المحمول جوا وسيلة حربية ذات مزايا لا يتمتع بها أي صاروخ باليستي عادي"، مشددة على أن "الصاروخ يتميز بالدقة، ويمكن توجيهه عبر الأقمار الصناعية، ويسمح بضرب هدم بحجم رادار مضاد للطائرات من مسافات طويلة جدا، ويمكن استخدامه لاختراق الأنظمة الدفاعية، واختراق الطلعات الجوية دون تعريض الطائرات للخطر".
النسخة الإسرائيلية
وذكرت أن شركة رافائيل الإسرائيلية قامت بتطوير هذا الصاروخ، وبات يتم إطلاقه من طائرات F15 الحربية، إلى جانب إطلاق طائرة بدون طيار اسمها "روكس"، وهي تجمع بين الملاحة عبر الأقمار الصناعية وكاميرا ذكية، ما يمنحها دقة لا يتمتع بها أي سلاح يسقط من ارتفاع الفضاء.
وبحسب الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي لا يكشف عن الصواريخ التي يستخدمها، لكن وثائق البنتاغون التي تم تسريبها قبل أسابيع من الهجوم على إيران، تشير إلى استخدام هذا الصاروخ الباليستي المحمول جوا.
وتابعت: "من الناحية النظرية إيران تمتلك صواريخ دفاعية من نوع S300 وS400 والتي يمكنها صد الصواريخ الباليستية، لكن هذا إنجاز معقد للغاية، ويجب التدرب عليه كثيرا حتى يكون ناجحا، وربما لا تفعل إيران ذلك في الوقت الحالي لأسباب متعلقة بالميزانية".
وأردفت بقولها: "نعم لدى إيران نفقات دفاعية كبيرة للغاية، لكن تطوير القدرة على اعتراض الصواريخ من الفضاء أمر مكلف للغاية"، مضيفة: "إلى أن تتمكن إيران من تحقيق مثل هذه القدرة الاعتراضية، فإن إسرائيل تتمتع نظيرا بالتفوق من خلال الصواريخ الباليستية المحمولة جوا".