بايدن ونتنياهو: هل هناك خلاف حقيقيّ؟
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
بايدن ونتنياهو: هل هناك خلاف حقيقيّ؟
الاحتمال يكبر بعودة ترامب إلى البيت الأبيض وفوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
منح بايدن الهجوم الإسرائيلي على رفح ضوءاً أخضر، بدليل محتوى البيان الذي أصدره البيت الأبيض عن المحادثة.
لا خلاف إسرائيلي أميركي حول الحرب على غزة، ولا تزال الإدارة الأميركية داعمة لحرب إسرائيل، بل تمنح نتنياهو الوقت الكافي لتحقيق أهداف الحرب التي أعلنها.
يتزايد الحديث أميركيا عن حالة بايدن ذهنيا وعقليا وجدل داخل قيادات الحزب الديمقراطي بشأن مصير بايدن كمرشّح للحزب، مع التيقّن بأن استمراره يسبّب هزيمة للحزب في الانتخابات مقابل ترامب.
أمام تحديات ترتبط بأداء إدارة بايدن وشخصه وحالته، يحتاج الحزب الديمقراطي لكسب دعم وتأييد جميع فئات الحزب الديمقراطي وإلا فمصير بايدن في انتخابات 2024 كمصير هيلاري كلينتون في 2016.
* * *
يتحدّث عديدون عن أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي ليسا على وفاق، وأنّ الإدارة الأميركية ممتعضة من الأداء الإسرائيلي في الحرب على غزة، وأنّ العلاقة بين الطرفين متوترة.
لكن اللافت في الأمر، أن المحادثة الهاتفية الأخيرة بين الرجلين والتي استمرت وقتاً طويلاً بحسب وسائل الإعلام، لم تعكس استياء بايدن من نتنياهو، ولم ينتقد الإسرائيليين في حربهم الخارجة عن القانون الدولي الإنساني وعن قواعد الحرب، بل منح الهجوم الإسرائيلي على رفح ضوءاً أخضر، بدليل محتوى البيان الذي أصدره البيت الأبيض عن المحادثة.
قال بيان البيت الأبيض إن "بايدن أكد وجهة نظره بأن العملية العسكرية في رفح لا ينبغي أن تتمّ من دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ". وأضاف أن بايدن أكد لنتنياهو "ضرورة وجود خطة، لضمان سلامة ودعم أكثر من مليون شخص لجأوا إلى رفح".
كما أكد بايدن "ضرورة الاستفادة من التقدّم في المفاوضات لإطلاق جميع الرهائن بأقرب وقت"، وشدّد على أن "هزيمة حماس وضمان الأمن طويل الأمد لإسرائيل هدف مشترك".
هذا النص يؤكد بما لا يقبل الشكّ أن بايدن داعم كلياً للعمليات العسكرية الإسرائيلية، وأن الادعاءات الإعلامية حول خلاف وغضب بايدن من نتنياهو، ما هي إلا حملة إعلانية هدفها تبرئة بايدن من الدم المسفوك في غزة، وإظهاره أمام الجمهور الأميركي والعالمي بأنه غير موافق على ما يرتكب من مجازر.
ويحتاج بايدن إلى حملة العلاقات العامة تلك لأسباب متعددة، أبرزها:
1. التملّص من مسؤولية الهزيمة
بعد مرور ما يقارب الخمسة أشهر على بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، لم يحقّق "الجيش" الإسرائيلي انتصاراً عسكرياً يحسب له حساب في ميزان المقايضة السياسية التي ستلي الحرب في غزة. وينقسم الإسرائيليون على أنفسهم، ويتبادلون الاتهامات بالمسؤولية، ويتحدّث "الجيش" الإسرائيلي أن هدف القضاء على حماس قد يحتاج سنة من القتال إن لم يكن أكثر.
وعلى هذا الأساس، يقوم بايدن بتغطية الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين، لكنه لا يريد أن يتحمّل مسؤولية الهزيمة الاستراتيجية حين تحصل.
2. استطلاعات الرأي في الداخل الأميركي
تعكس استطلاعات الرأي المتعددة في الولايات المتحدة الأميركية، تحوّلاً في اتجاهات الرأي العام تجاه "إسرائيل"، خاصة ضمن قواعد الحزب الديمقراطي.
منذ عام 2014، بدأ الشباب الأميركي يعكس تحوّلاً في نظرته إلى الصراع العربي الإسرائيلي، حيث بدأ هذا التحوّل يظهر في استطلاعات الرأي بمراكز مثل "بيو" Pew وغالوب Gallup، اللذين أظهرا اختلافاً في الرأي بين الفئات الشبابية والكبار في السن في موضوع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث يميل الشباب إلى التعاطف أكثر مع الفلسطينيين.
وبعد حرب غزّة عام 2023 وانتشار صور المجازر الإسرائيلية، وتأثير وسائل التواصل التي كسرت هيمنة واحتكار الإعلام الأميركي التقليدي الموالي والداعم بصورة مطلقة لـ "إسرائيل"، ظهر أنّ الغالبية من فئات الشباب والملوّنين والمسلمين والعرب المؤيدين للحزب الديمقراطي ترفض سياسة إدارة بايدن المؤيّدة بشكل تام لـ "إسرائيل".
3. المنافسة الانتخابية
كشف استطلاع حديث للرأي في الولايات المتحدة الأميركية، أجراه مركز بيو، أنّ "41% من الأميركيين يدعمون سياسات الحزب الجمهوري، في مقابل 31% يدعمون سياسات الحزب الديمقراطي".
ورغم أن قضية فلسطين ليست هي المؤثّر على هذه النتيجة، بل أمور داخلية تتعلق بالاقتصاد والهجرة غير الشرعية، لكن الاحتمال يكبر بعودة ترامب إلى البيت الأبيض وفوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ومع هذه النتائج، يتزايد الحديث في الولايات المتحدة عن حالة الرئيس جو بايدن الذهنية والعقلية، ويدور جدل داخل قيادات الحزب الديمقراطي بشأن مصير الرئيس بايدن كمرشّح للحزب، مع التيقّن بأن استمراره قد يسبّب هزيمة للحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة مقابل دونالد ترامب.
أمام هذه التحديات والتي ترتبط بأداء الإدارة الحالية وشخص بايدن وحالته، يحتاج الحزب الديمقراطي إلى كسب دعم وتأييد جميع فئات الحزب الديمقراطي، وإلا كان مصير بايدن في انتخابات الرئاسة هذا العام مشابهاً لمصير هيلاري كلينتون عام 2016، التي كانت مكروهة من شرائح واسعة من الحزب الديمقراطي والتي امتنعت عن التصويت لها، ففاز ترامب.
في النتيجة، لا يوجد أي خلاف إسرائيلي أميركي حول الحرب على غزة، وما زالت الإدارة الأميركية داعمة للحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين، بل تريد أن تعطي نتنياهو الوقت الكافي لتحقيق أهداف الحرب التي أعلنها، وكلّ ما يحكى عن خلاف ما هو إلّا مجرّد حديث إعلامي يحتاجه بايدن في الداخل الأميركي، ولا يعوّل عليه.
*د. ليلى نقولا أستاذة العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية
المصدر | الميادينالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل نتنياهو أميركا بايدن فلسطين الإدارة الأميركية الحرب على غزة الحزب الدیمقراطی فی الانتخابات البیت الأبیض على غزة
إقرأ أيضاً:
بايدن وماكرون يعلنان وقف الحرب بلبنان |تفاصيل
قالت صحيفة «الشرق الأوسط» نقلا عن مصادر واسعة الاطلاع أن الرئيسين الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون سيعلنان صباح الثلاثاء وقفاً للعمليات العدائية بين لبنان وإسرائيل لمدة 60 يوماً.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التطور المهم يأتي بعدما ظهرت في واشنطن مؤشرات إلى «تفاؤل حذر» بإمكان نجاح الصيغة الأميركية لـ«وقف العمليات العدائية» بين لبنان وإسرائيل لمدة 60 يوماً على أساس إخلاء «حزب الله» للمنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني «بشكل يمكن التحقق منه» مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها منذ بدء الغزو البري المحدود للأراضي اللبنانية.
وبحسب الشرق الأوسط، أشيعت هذه «الأجواء الإيجابية نسبياً» على رغم استمرار العمليات العسكرية الواسعة النطاق بين القوات الإسرائيلية ومجموعات «حزب الله» في جنوب لبنان والغارات الجوية في عمق الأراضي اللبنانية، بما في ذلك في بيروت وضاحيتها الجنوبية والقصف الصاروخي بعيد المدى في اتجاه وسط إسرائيل، ومنه تل أبيب.
بدورها نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن محللين أن الهجمات المكثفة تشير إلى أن «إسرائيل و(حزب الله) يحاولان تعظيم نفوذهما بينما يجري الدبلوماسيون ما يأملون أن يكون جولة أخيرة من محادثات وقف النار». وأوضحت أن «الشروط تشمل هدنة مدتها 60 يوماً تنسحب خلالها القوات الإسرائيلية ومقاتلو (حزب الله) من المناطق الحدودية، ويعزز الجيش اللبناني والقوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان، اليونيفيل، وجودهما في المنطقة العازلة».
وقال بعض المعنيين بهذا الملف لـ«الشرق الأوسط» إن «كل القضايا جرى حلّها في ما يتعلق بالجانب اللبناني، وظلّت هناك مسائل عالقة عند الجانب الإسرائيلي»، موضحاً أنه على رغم «الموافقة المبدئية » التي أعطاها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للمبعوثين الأميركيين، في مقدمهم المنسق الرئاسي الخاص آموس هوكستين، بما في ذلك مشاركة فرنسا مع الولايات المتحدة في آلية رقابة لعمليات الانسحاب والإخلاء المتبادلة بين الطرفين.
اقرأ أيضاًالبيت الأبيض: بايدن يراقب مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان عن كثب
وسط أنباء عن وقف إطلاق النار في لبنان.. أسعار النفط تهبط بأكثر من 2%
وزير الخارجية: مصر ترفض المساس بسيادة لبنان وتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم