ناشيونال إنترست: بين سلبية بايدن وتعنّت نتنياهو هناك كارثة إنسانية وعسكرية واستراتيجية سيسببها الهجوم على رفح. غريغ بريدي

رغم انتباه الإدارة للحد من تسعير الصراع في الشرق الأوسط، والطريقة المحسوبة في الرد على الحوثيين، ولكن هناك انفصال كبير بين تلك التطلعات طويلة المدى والسياسة الأمريكية على المدى القريب، والتي أوضحت أن إسرائيل لن تواجه أي عواقب لتحدي التحذيرات الأمريكية بشأن معاملة الفلسطينيين في غزة.

تتجاهل حكومة نتنياهو تحذيرات بايدن وتمضي قدماً في هجوم رفح. فقد أمر نتنياهو الوفد الإسرائيلي في 14 فبراير بعدم العودة إلى القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات حول تبادل محتمل للرهائن مقابل السجناء ووقف إطلاق النار المؤقت.

من المؤكد أن شروط عرض حماس لم تكن مقبولة بالنسبة لنتنياهو. وبحسب ما ورد، تم اتخاذ هذه الخطوة دون استشارة أعضاء الكنيست من حزب الوحدة الوطنية الوسطي الذين انضموا إلى حكومة الحرب بعد هجمات حماس في أكتوبر، بيني غانتس وغادي آيزنكوت. كما رفض نتنياهو مسودة اقتراح وضعها طاقم المخابرات والجيش التابع له كأساس لمزيد من المفاوضات.

هناك أيضًا إحباط واضح في الولايات المتحدة بسبب عدم التحرك بشأن المساعدات الغذائية، حيث قام مستشار الأمن القومي جيك سوليفان بتحذير إسرائيل مرة أخرى في 14 فبراير، لكن لم ترد تقارير لاحقة عن أي تحرك بشأن هذه القضية. ويشعر المسؤولون الأمريكيون بالإحباط بسبب ما يعترفون به من تراجع تأثيرهم على إسرائيل. 

إن الهجوم الإسرائيلي على رفح دون الاستعدادات الكافية يمكن أن يكون نقطة انعطاف، ليس فقط ككارثة إنسانية ولكن فيما يتعلق بمصالح الولايات المتحدة في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم. وقد بدأ الشركاء الخليجيون العرب بالفعل في تقييد استخدام الولايات المتحدة لقواعدهم العسكرية لشن هجمات انتقامية على الهجمات ضد القوات الأمريكية في المنطقة، لعدم رغبتهم في أن يُنظر إليهم على أنهم يقفون إلى جانب واشنطن وتل أبيب.

وإذا كانت هناك حركة كبيرة للفلسطينيين إلى مصر نتيجة لهجوم إسرائيلي، حتى لو كان غير مقصود، فإن ذلك من شأنه أن يعرض معاهدة السلام الإسرائيلية مع مصر للخطر، ومن شأنه أن يقوض العلاقات الأمريكية في جميع أنحاء العالم العربي. كما أنه من شأنه أن يزيد من احتمال نشوب حريق إقليمي شامل مع إيران. 

ليس هناك ما يشير إلى أنه ستكون هناك أي عواقب فيما يتعلق بالدعم المادي الأمريكي إذا لم تستجب إسرائيل لنصائح بايدن؛ حيث قال بايدن في مؤتمر صحفي بعد ظهر يوم 16 فبراير إنه لا يتوقع هجومًا على رفح في المستقبل القريب بعد أن تحدث مع نتنياهو في اليوم السابق. ومع ذلك، إذا عُرضت عليه مثل هذه الضمانات، فيجب النظر إليها في ضوء السجل السيئ الأخير الذي سجله نتنياهو في عدم الوفاء بوعوده لبايدن، وقضية المساعدات الغذائية هي مثال على ذلك. كما لا يوجد ما يشير من الجانب الإسرائيلي إلى أن هذا هو الحال بعد الإشارات المتكررة إلى أن الهجوم سيمضي قدماً.

لقد حان الوقت للولايات المتحدة لتطبيق شروطها من خلال الحد من المساعدات العسكرية حتى يتم الامتثال لقانون الصراع المسلح، الذي يؤدي عدم وجوده إلى تقويض المصالح الأمريكية الأوسع في المنطقة. وهذا ليس أمرا غير مسبوق. أوقف الرئيس رونالد ريغان شحنات الذخائر العنقودية لإسرائيل أثناء غزو لبنان عام 1982 عندما كانت هناك تساؤلات مثيرة للقلق حول استخدامها في المناطق المكتظة بالسكان.

من المهم أن نفهم أنه لا توجد علاقة ثنائية، بما في ذلك العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، قوامها "تشغيل أو إيقاف". إن تخفيض شحنات الأسلحة، إذا حدث، لن يدمر العلاقة بشكل أساسي. وحتى بريطانيا رأت أن الولايات المتحدة تهدد باتخاذ إجراءات صارمة ضد الجنيه خلال أزمة السويس. لكن استمرار المحرمات التي فرضها الرئيس بايدن ضد فرض أي عواقب على التصرفات الإسرائيلية، على عكس الرؤساء السابقين،  يمكن أن يشجع نتنياهو على تجاهل قانون النزاع المسلح والمصالح الأمريكية.

المصدر: ناشيونال إنترست

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الحوثيون جو بايدن طوفان الأقصى قطاع غزة مساعدات إنسانية معبر رفح هجمات إسرائيلية الولایات المتحدة على رفح

إقرأ أيضاً:

حلفاء الولايات المتحدة في الناتو قلقون من خسارة بايدن أمام ترامب

حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي “الناتو ” أعربوا سرا عن قلقهم من عدم تمكن الرئيس الأمريكي جو بايدن من الفوز بإعادة انتخابه.

وذكرت صحيفة "بوليتيكو" أن أنها تحدثت مع 20 مسؤولا مرتبطا بالتحالف، وقال معظمهم إنهم يشكون في احتمالات فوز بايدن بالانتخابات، وذلك قبل وقت طويل من فشل بايدن في المناظرة المتلفزة مع منافسه الجمهوري دونالد ترامب.

 

«بايدن» يتمسك بالبقاء فى سباق الرئاسة الأمريكى ويرفض الكشف الطبى «ترامب» يدعو لمناظرة بلا قيود.. ويسخر من «هاريس» بايدن: لا أحد مؤهل للفوز في الانتخابات الرئاسية أكثر مني

وقال أحد محاوري الصحيفة، إن "الأمر لا يحتاج إلى عبقرية لفهم أن الرئيس كبير في السن. ولسنا متأكدين من أنه حتى لو فاز، فإنه سيعيش أربع سنوات أخرى".

 

وأشار مسؤول آخر إلى أن "هذا (أداء بايدن في المناظرة) كان مؤلما عند مشاهدته. نريد جميعا أن يبقى بايدن لولاية ثانية حتى لا نضطر إلى التعامل مع ترامب مرة أخرى، لكن هذا ليس مشجعا للغاية".

 

وترى الصحيفة أنه يتعين على الرئيس الأمريكي الآن أن يقنع حلفاءه ليس فقط بأنه مستعد للقتال من أجل إعادة انتخابه، بل أيضا بقدرته على التغلب على الأزمة السياسية والبقاء في السباق الرئاسي.

 

وأوضحت أن بايدن سيحتاج إلى إظهار صفاته القيادية علنا في قمة الناتو في واشنطن.

 

ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الخامس من نوفمبر. وقد حصل ترامب على العدد المطلوب من أصوات المندوبين ليتم ترشيحه كمرشح جمهوري لرئاسة الدولة.

 

وحصل بايدن، الذي يترشح لولاية ثانية، على دعم عدد كاف من مندوبي الحزب الديمقراطي، وستتم الموافقة على ترشيحاتهم من قبل مؤتمرات الحزب في وقت لاحق من الصيف.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: أوكرانيا تحاول البقاء على الحياد في الصراع السياسي الأمريكي الحالي
  • تحذير من "عاصفة مدارية" قوية في بورت لافاكا الأمريكية.. غدا
  • أزمة كبرى تضرب ريال مدريد قبل بداية الموسم
  • حلفاء الولايات المتحدة في الناتو قلقون من خسارة بايدن أمام ترامب
  • إسرائيل تخسر دعم الولايات المتحدة
  • أمريكا وأكلاف الكيان الصهيوني الباهظة
  • «فورين بوليسي»: خطة ترامب لإضعاف الدولار ليس لها أي معنى
  • البيت الأبيض من المرجح أن يلتقي بايدن نتنياهو عندما يزور واشنطن
  • مستشار سابق للبنتاغون يحذر من حرب داخلية أمريكية
  • مناظرة الرئاسة الأمريكية: الحلفاء منزعجون من أداء بايدن واحتمال عودة ترامب