صواريخ حزب الله على طاولة المفاوضات بالقاهرة
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
صواريخ حزب الله على طاولة المفاوضات في القاهرة
جنوب أفريقيا لم تتردد في التوجه لمحكمة العدل الدولية مرة ثانية للمطالبة بوقف الهجوم الاسرائيلي.
اختل ميزان القوة بتصاعد الرفض الدولي والإقليمي للهجوم على رفح فعمدت أمريكا إلى تعديله؛ بتقديم ضوء أخضر للاحتلال لاجتياح رفح بالحديث عن ممرات آمنة.
رفضت أمريكا ممارسة ضغوط على الاحتلال لوقف الهجوم على رفح، فآخر ما تريده واشنطن إضعاف ورقة التفاوض المفضلة لدى نتنياهو وقادة جيش الاحتلال.
ضربة صفد الصاروخية أعادت ضبط موازين القوة بالمفاوضات بإظهار القدرة على التصعيد مقابل تهديد العدو باجتياح رفح للسيطرة على معبرها وارتكاب مجازر.
صواريخ حزب الله أعادت خلط أوراق وهندسة موازين القوة على طاولة المفاوضات مجدداً، وهو أمر يتوقع أن يجبر نتنياهو ومن معه على العودة الى طاولة المفاوضات.
تهديد الاحتلال باجتياح رفح، والتلويح بها على الطاولة لم يشحن الجبهة الشمالية مع لبنان فقط، بل حرك الرأي العام العالمي والأوروبي والمؤسسات الدولية للتحذير من المجزرة.
تولد عن تهديد إسرائيل ردود فعل دولية وإقليمية قابلة للتطور بشكل ينزع من الاحتلال فاعلية الهجوم على رفح والنازحين إليها، ويعيد التموضع مجدداً على طاولة المفاوضات.
* * *
الأوراق المتداولة على طاولة المفاوضات في القاهرة باتت أكثر دينامية بعد أن وجّه حزب الله ضربة صاروخية دقيقة وموجعة لجيش الاحتلال في مقر القيادة الشمالية في مدينة صفد.
الهجوم أسفر عن مقتل مجندة وإصابة 8 آخرين صباح اليوم الأربعاء، وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان وفد الاحتلال مغادرة القاهرة بحجة عدم إحراز تقدم في المفاوضات مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة؛ فالاحتلال بلغ حداً من الغرور جعله يعتقد أنه يملك أوراق التفاوض الأقوى في المواجهة.
ضربة صفد الصاروخية أعادت هندسة موازين القوة على طاولة المفاوضات؛ بإظهار القدرة على التصعيد والمواجهة، مقابل التهديد الإسرائيلي المتواصل باجتياح مدينة رفح للسيطرة على المعبر الحدودي مع مصر، وارتكاب مجازر بحق النازحين في الآن ذاته.
تهديد الاحتلال المفرط باستخدام ورقة رفح، والتلويح المستمر بها على الطاولة لم يشحن الجبهة الشمالية مع لبنان فقط، بل حرك الرأي العام العالمي والاوروبي والمؤسسات الدولية للتحذير من هذه المجزرة.
وذلك بدعوة الكيان إلى الامتناع من اجتياح رفح، فجنوب أفريقيا لم تتردد في التوجه الى محكمة العدل الدولية للمرة الثانية للمطالبة بوقف الهجوم الاسرائيلي، ليتولد عن الإفراط الإسرائيلي ردود فعل دولية وإقليمية قابلة للتطور بشكل ينزع من الاحتلال فاعلية الهجوم على رفح والنازحين فيها، ويعيد التموضع مجدداً على طاولة المفاوضات.
ميزان القوة الذي اختل بتصاعد الرفض الدولي والإقليمي للهجوم على رفح عمدت الولايات المتحدة إلى تعديله؛ من خلال تقديم ضوء أخضر للكيان الإسرائيلي لاجتياح رفح عبر الحديث عن ممرات آمنة، وعبر رفضها ممارسة ضغوط على الاحتلال لوقف الهجوم، فآخر ما تريده واشنطن إضعاف ورقة التفاوض المفضلة لدى نتنياهو وقادة جيش الاحتلال.
الإعلان الأمريكي بدعم الجهود العسكرية الإسرائيلية قابله تصعيد في البحر الأحمر، والأهم صواريخ حزب الله التي أعادت خلط الأوراق وهندسة موازين القوة على طاولة المفاوضات مجدداً.
وهو أمر يتوقع أن يجبر نتنياهو ومن معه على العودة الى طاولة المفاوضات بصيغ وخطاب جديد، يأخذ في الحسبان مخاطر التصعيد على الجبهة اللبنانية، ومخاطر الفوضى الناجمة عن اجتياح رفح على الحدود المصرية وتداعياتها الإقليمية، إلى جانب المخاطر الناجمة عن تنامي الغضب والعزلة للاحتلال داخل أوروبا والساحة الدولية.
*حازم عياد كاتب صحفي من الأردن
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الاحتلال الغرور المفاوضات المقاومة الفلسطينية قطاع غزة صواريخ حزب الله ميزان القوة على طاولة المفاوضات صواریخ حزب الله موازین القوة على رفح
إقرأ أيضاً:
تحقيق إسرائيلي يكشف فشل محاولات اعتراض صواريخ الحوثي
كشف تحقيق لسلاح جو الاحتلال الإسرائيلي عن إجراء عدة محاولات اعتراض فاشلة للصاروخ الباليستي، الذي أطلقته جماعة أنصار الله اليمنية "الحوثي" وسقط في تل أبيب.
في صباح السبت، سقط صاروخ أطلقه الحوثيون في ملعب بمدينة تل أبيب وسط الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما خلف حفرة عمقها عدة أمتار وتسبب في إصابة 20 شخصاً بجروح طفيفة وتضرر عشرات الشقق بالمنطقة.
محاولات الاعتراض فشلت
قال سلاح الجو الإسرائيلي في تحقيق أولي: "بعد رصد الصاروخ الباليستي، تم تفعيل حالة التأهب في المنطقة الوسطى التابعة للجيش الإسرائيلي"، وفق هيئة البث الرسمية.
وأضاف: "تم إطلاق صواريخ اعتراضية في الطبقة العليا من الغلاف الجوي، لكنها أخطأت الهدف خارج حدود إسرائيل".
وتابع: "في وقت لاحق، تم إطلاق صواريخ اعتراضية باتجاه الصاروخ في الطبقة السفلية من الغلاف الجوي، لكنها أخطأت الهدف أيضاً".
طبقات الدفاع الجوي لم تعد تعمل
ووفقا لهيئة البث الإسرائيلية، فإن نظام الدفاع الجوي في الاحتلال الإسرائيلي يعمل على شكل طبقات ويُسمى "نظام الدفاع متعدد الطبقات".
في الطبقة العليا فوق الغلاف الجوي، تعمل مصفوفتا "آرو 2" و"آرو 3"، وفي الطبقة الوسطى تعمل مصفوفة "مقلاع داود"، بينما في الطبقة السفلية تعمل مصفوفة "القبة الحديدية".
وأشار التحقيق إلى أنه قبل سقوط الصاروخ في يافا، تم اختراق طبقتين من الدفاع الجوي، وهو ما توصل إليه تحقيق سلاح الجو.
ويضم الاحتلال الإسرائيلي ثلاث طبقات دفاع جوي: الأولى هي "القبة الحديدية"، المخصصة للتعامل مع الصواريخ والقذائف قصيرة ومتوسطة المدى. الثانية هي "مقلاع داود"، وهو نظام لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى والطائرات المسيرة. الثالثة هي نظام "حيتس 2 و3" (السهم/آرو)، المصمم لتدمير الصواريخ الباليستية القادمة في مرحلتها النهائية في الغلاف الجوي العلوي.
ثغرات بمنظومة الدفاع الجوي
ويطور الاحتلال الإسرائيلي في هذه المرحلة منظومة دفاع جوي بالليزر تحمل اسم "الدرع الضوئي"، والتي تقول إنها ستكون قادرة على التصدي لجميع التهديدات الجوية، بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيرة.
وفي وقت سابق السبت، كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، في تقرير، عن "ثغرة خطيرة" في طبقات الدفاع الجوي الإسرائيلي المختلفة، ما يفسر الفشل في اعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية خلال الأيام الأخيرة.
الحوثي يواصل الاستهداف
وأصيب 20 إسرائيلياً بجروح طفيفة جراء سقوط صاروخ باليستي أُطلق من اليمن تجاه منطقة تل أبيب-يافا في وقت مبكر من صباح السبت.
وقال جيش الاحتلال في بيان إنه أجرى محاولات لاعتراض الصاروخ لكنها باءت بالفشل.
نشرت إذاعة الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يظهر المحاولات الفاشلة لاعتراض الصاروخ، وأوضحت أن صاروخين اعتراضيين أُطلقا تجاه الصاروخ الحوثي "لكنهما فشلا في اعتراضه وانفجرا في الجو، ثم سقط الصاروخ بعدها في منطقة يافا".
من جانبها، أعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ البالستيه تجاه وسط الأراضي المحتلة.
وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع، إننا قصفنا أهدافا عسكريا في مدينة يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي ردا على قصف الاحتلال لليمن والمجازر المستمرة في قطاع غزة.
غارات إسرائيلية على صنعاء والحديدة
وصباح الخميس الماضي، شن الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات على العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر غربي البلاد، واللتين تقعان تحت سيطرة الحوثيين.
وأفادت وسائل إعلام تابعة للجماعة اليمنية، بأن الاحتلال شن سلسلة غارات استهدفت موانئ وبنى تحتية للطاقة في العاصمة صنعاء، ومحافظة الحُديدة على ساحل البحر الأحمر، وتسبب بمقتل 9 مواطنين وإصابة 3.