بدء اجتماع لجنة الصياغة النهائية لإدراج «البشت» باليونسكو
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
بدأ بالدوحة أمس، اجتماع لجنة الصياغة النهائية لملف البشت «العباءة الرجالية»، الذي تنظمه على مدى أربعة أيام اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع وزارة الثقافة والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «ألكسو».
وقال السيد علي عبدالرزاق المعرفي القائم بمهام أمين عام اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم في كلمة له بالمناسبة، إن الاجتماع سيعمل على استكمال ما تم إنجازه فيما يعنى بملف البشت في الاجتماع التنسيقي الأول الذي استضافته وزارة الثقافة من قبل، وذلك لإدراج هذا الملف «العباءة الرجالية» كأحد عناصر التراث الثقافي غير المادي ضمن قائمة التراث الثقافي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو».
ونوه أثناء الاجتماع، إلى أن كل ذلك يأتي ضمن تنفيذ اتفاقية 2003 لحماية التراث الثقافي غير المادي، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بأهميته من حيث المهارات والمعارف والممارسات وغيرها، ونقلها للأجيال القادمة، وكذا تعزيز ترسيخ الهوية الوطنية وتحقيق التقارب والتفاهم وتبادل المعرفة بين الثقافات والشعوب المختلفة، بما يدعم تحقيق أولويات استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر 2024 2030 في خلق مجتمع متماسك، وتوفير حياة عالية الجودة لأفراد المجتمع، والتأكيد على ما نص عليه إعلان «موندياكولت» الذي جرى إطلاقه خلال مؤتمر اليونسكو العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة لعام 2022، في الاعتراف بالثقافة كمنفعة عالمية عامة، من أجل تمكين التنمية المستدامة ودفعها.
وأوضح المعرفي، أن ملف البشت يعد أحد الملفات ذات الأهمية البارزة الذي تسعى الدولة لإدراجه ضمن عناصر التراث الثقافي غير المادي العالمي، مشيرا إلى أنه على الرغم من التطور الكبير الذي يشهده مواطنو قطر، إلا أن حرصهم بالمحافظة على اللباس التقليدي والتمسك بارتداء البشت، ارتبط بالعادات والتقاليد والثقافة، فضلا عن كونه يعد رمزا من رموز المواطنة والهوية القطرية، وأن أهميته لا تقتصر على دولة قطر فحسب، بل هو جزء لا يتجزأ من التراث العربي الإنساني المشترك، حيث يعكس»البشت» تاريخا غنيا من التقاليد والأصالة، و»أنه من خلال الحفاظ على الإرث الثقافي يمكننا التأكد من أن عادات وممارسات ومعتقدات أجدادنا التي ورثناها وننعم بها اليوم محفوظة لأجيال الغد القادمة».
وأكد القائم بمهام أمين عام اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، أن تعاون اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم مع وزارة الثقافة و»ألكسو» أتاح الفرصة لجميع الخبرات لتبادل المعرفة وتنمية القدرات الوطنية لتحقيق التكامل بين الدول العربية «مما يسهم في توثيق تراثنا وتاريخنا العربي المشترك ونشره عالميا، كما يعكس التزام دولة قطر بالمحافظة على تراثها وتعزيزه وتوعية الأجيال القادمة بأهمية العناية بالتراث الثقافي وضمان استدامته».
من جهتها قالت الشيخة نجلاء بنت فيصل آل ثاني مدير إدارة التراث والهوية بوزارة الثقافة، إن هذا الملف العربي المشترك، يبين وحدة التراث الثقافي في وطننا العربي ويعزز من وحدتنا ودعمنا لتراثنا العربي المشترك.. مبينة أنه حتى لو اختلفت المسميات المحلية لأي عنصر من عناصر التراث الثقافي غير المادي، يبقى العنصر واحدا..
وثمنت الجهود التي يبذلها المشاركون في سبيل تحقيق الهدف من تسجيل عنصر «البشت»، أسوة بالملفات العربية المشتركة السابقة مثل ملف النخلة، والخط العربي، والحناء، والعود، أو أي مشروع عربي مشترك في المستقبل.
وأكدت مدير إدارة التراث والهوية بوزارة الثقافة أن هذا الاجتماع يشكل خطوة في غاية الأهمية، نظرا لكونه يخدم دور الدول العربية في تنفيذ بنود اتفاقية حماية التراث الثقافي غير المادي، ومنها تسجيل عناصره في قائمته التمثيلية للإنسانية لدى اليونسكو.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر البشت وزارة الثقافة قائمة التراث الثقافي التراث الثقافی غیر المادی
إقرأ أيضاً:
صخر الشارخ.. قصة العربي الذي جعل الحواسيب تتحدث بالعربية
في اليوم العالمي للغة العربية، الذي يصادف الـ 18 من ديسمبر، والذي يأتي وسط سباق تكنولوجي، يستذكر العرب مسيرة الشارخ والكثير من الإنجازات التي قدمها، أبرزها تلك المتعلقة بإخضاع التكنولوجيا لخدمة اللغة العربية، فقد كان الأول في هذا المجال، والأكثر تأثيراً وخلوداً أيضاً.
مسيرة فريدة
ولد الشارخ في الكويت عام 1942م، ونشأ ليصبح أحد الشخصيات الأكثر تأثيرًا في عالم الأعمال والتكنولوجيا. حصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1956م، ثم الماجستير من كلية وليامز الأمريكية عام 1968م. وشغل العديد من المناصب المرموقة، منها نائب مدير الصندوق الكويتي للتنمية وعضو مجلس إدارة البنك الدولي، وساهم في تأسيس بنك الكويت الصناعي.
ريادة التكنولوجيا العربية
التحول الأبرز في مسيرة الشارخ كان تأسيسه لشركة «صخر» لبرامج الحاسوب عام 1982م، التي فتحت آفاقًا جديدة للغة العربية في عالم التكنولوجيا. استعان بالعالم المصري نبيل علي لتطوير أسس اللغة العربية وقواعدها في الحواسيب، مما أثمر عن إطلاق أول حاسوب عربي يحمل اسم «صخر».
إنجازات بارزة
قدمت شركة «صخر» إسهامات تقنية استثنائية، من برامج الترجمة إلى الرقمنة والنطق الآلي. كما ساهمت في إدخال القرآن الكريم والسنة النبوية إلى الحواسيب، وطورت برامج التعرف الضوئي على الحروف والترجمة الآلية. وحازت على ثلاث براءات اختراع من مكتب براءات الاختراع الأمريكي.
دعم الثقافة العربية
إلى جانب التكنولوجيا، كان الشارخ داعمًا كبيرًا للثقافة العربية. أسس مشروع «كتاب في جريدة» بالتعاون مع اليونسكو عام 1997م، وأطلق «معجم الشارخ» عام 2019م، الذي يُعد من أهم المعاجم الحديثة المتاحة مجانًا على الإنترنت. كما أنشأ أرشيفًا للمجلات الثقافية والأدبية، وموّل مشاريع ثقافية عدة، منها «مركز دراسات الوحدة العربية».
إرث خالد
لم تقتصر إنجازات الشارخ على التكنولوجيا والثقافة، بل كان أيضًا أديبًا. أصدر روايات ومجموعات قصصية، أبرزها «قيس وليلى»، و»أسرار»، و»الساحة».
جوائز وتكريمات
حصل الشارخ على العديد من الجوائز، منها جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 2021م، وجائزة الدولة التقديرية من الكويت عام 2018م.
فقيد الأمة
وبرحيل محمد الشارخ في يوم الأربعاء 6 مارس 2024م عن عمر ناهز الـ 82 عامًا، تخسر الكويت والعالم العربي شخصية استثنائية كرست حياتها لخدمة اللغة العربية، وترك بصمة عميقة في التكنولوجيا والثقافة، ليظل اسمه خالدًا في ذاكرة الناطقين بلغة الضاد.