الحرة:
2024-11-23@22:24:36 GMT

ما فرص تحقيق حل الدولتين بعد حرب غزة؟

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT

ما فرص تحقيق حل الدولتين بعد حرب غزة؟

بطريقة متسارعة، تصاعدت الدعوات الدولية والإقليمية لقيام دولة فلسطينية في إطار حل الدولتين المطروح بواسطة هيئات ومنظمات دولية وعربية، بهدف إنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

وفي نوفمبر الماضي، أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن الولايات المتحدة "بدأت العمل لوضع أسس لبناء دولتين منفصلتين" لإنهاء الصراع، على المدى الطويل، واعتبر أن "حل الدولتين هو المسار الوحيد للسلام بالشرق الأوسط".

ودخل الاتحاد الأوروبي، الاثنين، على خط المقترح، إذ أعلن مفوض السياسات الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل، عن تلقيهم طلبا من دولتين أوروبيتين لبحث الاعتراف بدولة فلسطينية، دون أن يسميهما. 

مقترح جدلي

الرغبة التي أبداها فاعلون في المجتمع الدولي لتنفيذ مقترح حل الدولتين، قابلتها السلطة الفلسطينية بالتشجيع، بينما أعلن الجانب الإسرائيلي موقفا رافضا لها، ما قد يعني أن الفكرة لن تكون قابلة للتطبيق.

ويرى نائب مفوض العلاقات الدولية في حركة فتح، عبد الله عبد الله، أن "قيام الدولة الفلسطينية هو الحل الوحيد للنزاع الذي ظل يتطور كل مرة بصورة أعنف عن سابقتها".

وقال عبد الله لموقع الحرة، إن "قيام دولة فلسطين يعد الحل المناسب لإنهاء حالة التوتر والنزاع في المنطقة، وإنه الحل الوحيد الذي يرتاح معه الفلسطيني ويشعر فيه بالحرية، وكذلك يشعر فيه الإسرائيلي بالأمان".

وطالب نائب مفوض العلاقات الدولية في حركة فتح، بضرورة "أن يضغط المجتمع الدولي على الجانب الإسرائيلي، وألا يخضع إلى ابتزازات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الذي يرفض قيام الدولة الفلسطينية".

ووافقت الحكومة الإسرائيلية بالإجماع، الأحد، على قرار لمعارضة "الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية"، قدمه نتانياهو.

ويشير للمحلل السياسي الإسرائيلي، إيلي نيسان، إلى أن "موقف الحكومة الإسرائيلية يبدو مبررا، لأن الدعوات التي تنطلق في منابر أميركا والمجتمع الدولي تجري دون إشراك إسرائيل أو مشورتها".

وقال نيسان لموقع الحرة، "ليس من المنطقي أو المعقول أن يتم إلغاء الدور الإسرائيلي.. وإذا قررت أميركا أو المجتمع الدولي إقامة دولة فلسطينية، فهناك أسئلة مهمة تتعلق بحدود تلك الدولة وقضية اللاجئيين، وكيفية ضمان أمن إسرائيل ومصير القدس، وما إذا كانت إسرائيل ستتخلى عنها وتقوم بتجزئة العاصمة".

وأضاف في تصريحاته لموقع الحرة: "يمكن للمجتمع الدولي أن يطلق الدعوات كما يشاء لإقامة دولة فلسطينية، ولكن لا أعتقد أن قيامها يمكن أن يضمن الأمن لإسرائيل، أو الأمن للمنطقة".

وبدوره، شكك المحلل السياسي، وديع عواودة، في توقيت الدعوات الدولية الساعية لإقامة دولة فلسطينية كحل لإنهاء الصراع في المنطقة، مشيرا إلى أن "الأولوية حاليا لإيقاف الحرب والمجازر التي تحدث في غزة".

وقال عواودة لموقع الحرة، إن "الحديث عن قيام دولة فلسطينية وإن بدا في صالح الفلسطينيين، فهو يأتي في توقيت مريب، لأن هذه الفكرة نفسها كانت موجودة والمشكلة قائمة وممتدة، وهذا يشكك في نوايا تلك الدعوات، خاصة أن المطلوب حاليا إيقاف الحرب وتوفير الغذاء والدواء للفلسطينيين".

وتابع "إذا كان المجتمع الدولي حريصا على إنهاء الصراع، فعليه أن يضغط الجانب الإسرائيلي الذي ظل يعرقل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، بدلا من أن يتعامل معه بكل هذا اللين واللطف".

مسار التطبيع

التحركات الدولية لإقامة دولة فلسطينية، كخطوة لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، تزامنت مع تقارب يجري بين إسرائيل ودول عربية، آخرها السعودية، ما جعل عددا من المراقبين يربطون بين المسارين.

ويقول عواودة، إن "إسرائيل تراهن دائما على أن السعودية والدول العربية ستقوم بالتطبيع معها دون أي اتفاق مع الفلسطينيين، لكن جاءت أحداث 7 أكتوبر وبينت للعالم أن القضية الفلسطينية حية وباقية، وأن كل محاولة لتجاهلها ستفشل".

وتابع: "يتمنى الفلسطينيون أن لا ترمي السعودية والدول العربية القضية الفلسطينية وراء ظهرها".

ولفت عواودة إلى أن "التقارب العربي الإسرائيلي أو قيام الدولة الفلسطينية ليس مطلبا مهما في الوقت الحالي"، وأشار إلى أن "الحاجة حاليا لإيقاف الانتهاكات ونزيف الدم والمجازر في غزة".

وأضاف: "يجب أن يقوم المجتمع الدولي بدور فعال وعاجل لإيقاف الحرب، بدلا من الاكتفاء بالحديث والكلام، بينما الأوضاع تتفاقم فعاليا على الأرض".

وقال بلينكن، السبت، إن هناك "فرصة استثنائية" لدمج إسرائيل في الشرق الأوسط مع رغبة دول عربية في تطبيع العلاقات معها.

وفي حديثه خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، سلط بلينكن الضوء أيضا على الضرورة "العاجلة" للمضي قدما في إقامة دولة فلسطينية تضمن كذلك أمن إسرائيل.

وبدوره، قال نائب مفوض العلاقات الدولية في حركة فتح، عبد الله عبد الله، إن قيام الدولة الفلسطينية يلزمه أن يضغط المجتمع الدولي تجاه تنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي نصت عليها الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بما في ذلك القرار 242 الخاص بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي".

وقلل عبد الله من "الأصوات التي تتهم السلطة الفلسطينية بمهادنة إسرائيل في ظل الانتهاكات ضد المدنيين في غزة"، مشيرا إلى أن "التفاوض يعد الحل المناسب في الحروب".

وأضاف أن "الحروب دائما ما تنتهي بالتصالح على أسس يتفق عليها الجميع من خلال تفعيل القانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان والإبادة الجماعية، ونحن نطمح أن يتم تنفيذ قرارات الشرعية الدولية كأساس لحل الصراع".

وكان وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، قال في يناير الماضي، إن السبيل الوحيد للتطبيع مع إسرائيل هو الاستقرار الإقليمي. ولن يتحقق الاستقرار إلا من خلال حل القضية الفلسطينية".

ويرى المحلل الإسرائيلي، نيسان، أن هناك شروطا كثيرة لم يتطرق لها المجتمع الدولي، تتعلق بما إذا كانت الدولة الفلسطينية ستكون منزوعة السلاح أم لا، وما إذا كان لها الحق في توقيع اتفاقيات أمنية مع دول أخرى ربما تهدد أمن إسرائيل".

وأضاف نيسان: "سمعنا عن نية أميركا إقامة دولة فلسطينية، ولكن إسرائيل لن تقبل بهذه القرارات. لا يمكن فرض هذا الأمر على إسرائيل، ويجب أن يكون لها كلمة في الموضوع".

ويشير عواودة إلى "وجود عقبات كثيرة تعترض قيام دولة فلسطينية، بينها استمرار عمليات الاستيطان وتهويد الأرض التي تقوم بها إسرائيل".

وشدد عواودة، المقيم في إسرائيل، على أهمية "إيقاف التعديات الإسرائيلية في هذا الجانب، وإلزامها أولا بالتقيد بقرارات الشرعية الدولية التي ترفض بناء المستوطنات، وأن يتم إيقاف عمليات توريد السلاح إلى إسرائيل".

ويعيش نحو 490 ألف إسرائيلي في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، منذ عام 1967، في عشرات المستوطنات غير القانونية وفق القانون الدولي.

وبعد بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر، تزايدت الصدامات بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين في الضفة.

وقال مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الاثنين، إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن "يدعم المبادرة العربية" التي تنص على قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: قیام الدولة الفلسطینیة قیام دولة فلسطینیة الشرعیة الدولیة المجتمع الدولی حل الدولتین لموقع الحرة عبد الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

توقعات بإطلاق بايدن دعوة لإقامة دولة فلسطينية قبل انتهاء ولايته

توقعت صحيفة إسرائيلية، أن يقدم الرئيس الأمريكي جو بايدن على إطلاق دعوة للاعتراف بدولة فلسطينية قبل انتهاء ولايته الرئاسية في 20 كانون الثاني/ يناير المقبل، وتسليم منصبه للرئيس المنتخب دونالد ترامب.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في مقال نشره السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة مايكل أورين: "قد يدعو بايدن إلى إقامة دولة فلسطينية قبل أن يخلفه ترامب".

وأضاف أورين أنه "رغم أن بايدن يعد صديقا لإسرائيل بشكل عام، إلا أنه ليس من محبي حكومة بنيامين نتنياهو"، مشيرا إلى أن بايدن قد يدعو الأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية قبل انتهاء ولايته، والسبب هو إطلاق "الضحكة الأخيرة على نتنياهو"، على حد وصفه.

واستذكر أورين حادثة في 2016 عندما كان عضواً في الكنيست ومسؤولاً في مكتب رئيس الوزراء، حينما وافق الرئيس الأمريكي في حينه باراك أوباما على حزمة مساعدات أمنية وعسكرية، وبعد ثلاثة أشهر سمحت الولايات المتحدة بتبني قرار مجلس الأمن رقم 2334 الذي يدين المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

وتحدث عن تحذيره من أن أوباما قد استخدم أشهره الأخيرة في منصبه لانتقاد إسرائيل في مجلس الأمن الدولي، قائلاً: "عرض علينا الدعم المالي بيد، ثم صفعنا باليد الأخرى".

"الآن، مع دخول إدارة بايدن أشهرها الأخيرة، يلوح في الأفق خطر متجدد يتمثل في صدور قرار آخر من مجلس الأمن هذه المرة، بدعم من الولايات المتحدة يدعو إلى إنشاء دولة فلسطينية"، وفق أورين.



وقال إن "بايدن الذي يصور نفسه على أنه صهيوني وداعم لإسرائيل بشكل عام طوال الصراع، فإنه بلا شك يكن استياءً عميقاً من الحكومة الإسرائيلية وزعيمها"، منوها إلى إظهار بايدن استعداده لفرض عقوبات على عدد متزايد من الإسرائيليين بسبب "عنفهم المزعوم ضد الفلسطينيين".

وتابع قائلا: ""لا يمكننا استبعاد احتمال أن يشعر بايدن، مثل أوباما من قبله، بأنه مجبر على إنشاء سابقة سياسية في الأمم المتحدة"، مؤكدا أن "التفاصيل لا تزال غير واضحة، بشأن ما إذا كان القرار سوف يدعم إنشاء دولة فحسب، أو ما هو أهم من ذلك، الاعتراف بفلسطين كدولة عضو في الأمم المتحدة".

وحذر من العواقب المترتبة على ذلك والتي قد تعرض أمن إسرائيل للخطر، معتبرا أن "اعتراف مجلس الأمن بدولة فلسطينية اليوم من شأنه أن يخول المجلس صلاحية إعلان أي مستوطنة أو قاعدة عسكرية إسرائيلية باعتبارها انتهاكاً لسيادتها، وسوف تواجه إسرائيل تحديات قانونية متكررة في المحاكم الدولية، مما يؤدي إلى فرض عقوبات على قادة إسرائيل ومواطنيها".

وذكر أنه "بالرغم من أن بايدن قد يختتم ولايته كصديق عظيم لإسرائيل، فإننا لا نستطيع أن نستبعد احتمال أن يكون آخرون في إدارته أقل تسامحاً"، داعيا إلى "الاستعداد للأسوأ في مجلس الأمن".

مقالات مشابهة

  • توقعات بإطلاق بايدن دعوة لإقامة دولة فلسطينية قبل انتهاء ولايته
  • الرئيس الكولومبي: هدف حرب الإبادة التي تمارسها “إسرائيل” في غزة منع قيام وطن للفلسطينيين
  • الرئيس الكولومبي: إسرائيل تمارس حرب إبـادة في غزة لمنع قيام وطن للفلسـطينيين
  • دولة أوربية تؤكد احترامها لمذكرات اعتقال الجنائية الدولية بحق قادة إسرائيل
  • الحبس والغرامة.. ما عقوبة قيام اللاجئ بنشاط يمس الأمن القومي؟
  • المنسق الأممي: حل الدولتين لا يزال يحظى بإجماع دولي
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: قرار «الجنائية الدولية» خطوة محورية لمحاسبة إسرائيل
  • الرئاسة الفلسطينية: قرار الجنائية الدولية يعيد الأمل والثقة في القانون الدولي ومؤسساته
  • الرئاسة الفلسطينية: قرار الجنائية الدولية يعيد الأمل والثقة بالقانون الدولي ومؤسساته
  • خبير سياسي: السلوك الإسرائيلي بعد «7 أكتوبر» أدى إلى وفاة منطق حل الدولتين