د.حماد عبدالله يكتب: الإدارة الإقتصادية فى المحروسة (1) !!
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
متى يتحقق حلمنا جميعاَ كمصريين ؟ أن تصبح مصر مؤسسة إقتصادية ضخمة، مؤسسة إقتصادية تستغل كل عناصر الأقتصاد على أراضيها وفى باطن تلك الأراضى، وبحارها، وبحيراتها، ونيلها، والبشر الرائع الذى يعيش فى أرجائها، فى الوادى وفى السواحل والصحارى والريف والحضر، الحلم عظيم، وتحقيقه ليس بالشيىء صعب المنال، وليس ببعيد، فلسنا أقل مقدرة أو أقل ذكاء من شعوب وحكام دول كثيرة تحولت من ( مجتمعات بادية ) إلى أرقى المجتمعات الإقتصادية فى العالم، ولسنا ببعيدين عن تجارب أشقاء لنا فى الأمارات العربية، والكويت، ودبى، ولن نذهب بعيدًا إلى ماليزيا أو الولايات المتحدة الأمريكية، فكل ما تحقق فى مثل هذه الدول، هو أنهم امتلكوا إرادة سياسية على تحقيق هذا التحول وهذا التقدم، وتغيير إسلوب حياة إلى أسلوب أخر بحرية كاملة، ودون ( سفسطة أو فزلكة )، بشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان، وغيرها من أمور بديهية للحياة المعاصرة فى أرجاء المعمورة، فقط كانت هناك إرادة سياسية وشعبية فى الإنتقال من أسلوب حياة إلى إسلوب أخر، فقط بالنظام والجدية، وصرامة تطبيق وتنفيذ القوانين والحرص على تطبيق القواعد دون أستثناء، وبشفافية كاملة
، وإعطاء الحرية كاملة لكل ما هو صالح وكل ماهو قادم لمصلحة الوطن، ولعل بالنظرة السريعة على سطح مصرنا الحبيبة، نجد أننا منذ القرن الثامن عشر، نعيش على 4% من أرض المحروسة، حينما كان تعداد سكان مصر لايزيد عن 8 مليون نسمة والتقسيم الجغرافى لأقاليم مصر، هو نفس التقسيم العثمانى على شكل محافظات متراصة فوق بعضها البعض، سميت بأسماء منبثقة من تاريخها أو من " مشايخها" ومعتمدة من السلطان الحاكم فى ( الأستانة )، ويقوم " ولاتة " فى القلعة بإدارة شئون ( الولاية المصرية ) ونقل الجباية والخير إلى الأستانة، حتى عمالها المهرة،هم أيضاَ ملك أوامر السلطان " وواليه" فى المحروسة !!
ورغم كل ما حدثناه على مدى قرنين ونصف من الزمان مرورا بعصر " محمد على باشا " " والخديوى أسماعيل باشا " وحتى السلطان " حسين باشا كامل" "وفؤاء باشا " وحتى " الملك فؤاد والملك فاروق الأول "، وحتى إنتقال الحكم إلى النظام الجمهورى، حتى، مازالت مصر ترزح تحت هذه الفلسفة العثمانية، بتقسيمات جغرافية لمحافظاتها ووصلت التقسيمات الحديثة إلى "سبعة وعشرون محافظة"، وتعتمد جميعها على مخصصات مالية من الموازنة العامة للدولة
( المركزية ) وبالتالى ماينتج فى تلك المحافظات على المستوى القومى يؤول للخزانة العامة (وما أتفهه ) وحجمه من ضألة تميزة بالعقم وبالتخلف !!
البقية غدًا.
أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
التحول من كلب إلى باشا
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
هكذا وبكل بساطة قد يتحول المواطن عندنا بلمح البصر: من كلب إلى باشا، ومن باشا إلى كلب. .
يحكى ان اللواء صالح صائب الجبوري، كان رئيسا لأركان الجيش، وكان كلما ذهب إلى السينما اصطحب معه حمايته بملابسهم المدنية، وبينما كان مستغرقا في مشاهدة الفيلم لمح بين المقاعد ثلة من الشباب يتحرشون بأمرأة جالسة بجانبهم وهي تحاول ردهم عنها. عزّ عليه أن يرى امرأة عراقية محصنة تتعرض للتحرش، فقرر نجدتها والذود عنها، طالبا من الشباب التأدب والابتعاد عن السيدة الجالسة. فردوا عليه بعنف. قالوا له: ومن أنت ؟ وشنو دخلك بالموضوع ؟. هل هي بنتك أو أختك ؟. ثم تهجم عليه أحدهم، وكان ينوي تسديد لكمة الى السيد اللواء، قائلا: (ابتعد يا كلب ..انت شنو شايف نفسك ؟، هسه اكسر راسك بضربة واحدة)، وهنا تدخل أفراد حمايته، ولما سحبوا مسدساتهم أدرك الشباب انهم وقعوا في ورطة. فتباكوا متوسلين: (باشا الله يخليك سامحنا. لم نكن نعرف سيادتك)، وكادوا يقبلون يده. ولما عاد السيد اللواء إلى بيته كتب في مذكراته:(أية أمة هذه التي يتحول فيها المخلوق من كلب إلى باشا في غضون ثوان معدودات بقوة السلاح). .
فلا تفرح في العراق عندما تصبح محافظا أو نائباً أو وزيراً أو رئيساً للوزراء أو حتى رئيساً للجمهورية. .
يقولون: الزرع زرعان زرع الشجر وزرع الثمر، فإن زرعت الشجر ربحت الظل والثمر، وإن زرعت طيب الأثر حصدت محبة الله والبشر. نعم بالتأكيد، لكن هذه القاعدة لا وجود لها في العراق. ربما في مكان آخر من العالم. .
يتغني الشعب العراقي كله الآن ببساطة الأسرة الهاشمية الحاكمة في العهد الملكي قبل ثورة تموز 1958، لكن تلك الأسرة أبيدت عن بكرة أبيها وبلا رحمة. ثم تعاقبت علينا الحكومات، وكلما جاءت حكومة لعنت التي قبلها، حتى وصلنا إلى ما وصلنا اليه من التأقلم مع قواعد سياسية هجينة لا مثيل لها في عموم كوكب الأرض. .
شئ واحد لا تندم عليه أبدا هو حسن خلق