«يا روايح الزمن الجميل».. ماضى توفيق الدقن لـ«المصرى اليوم»: «الفن لا يُورث».. ولا أمانع تقديم سيرة والدى (الحلقة الأولى)
تاريخ النشر: 21st, July 2023 GMT
«يا روايح الزمن الجميل»
أخبار متعلقة
ماضي توفيق الدقن عن تقنية الذكاء الاصطناعي: إرادة الورثة من الممكن أن تضر بالتراث
«هعمل معاك زي أنور وجدي».. نجل توفيق الدقن يكشف ماذا قال فريد شوقي لوالده
نجل توفيق الدقن يكشف كلمة السر في علاقة والده بمحمود المليجي
«إلى الماضى وسحره الخفى، يا روايح الزمن الجميل هفهفى»، كلمات سطرها الشاعر الكبير الراحل سيد حجاب، لم نجد أدق من هذه الكلمات وعبيرها الأخاذ لتأخذنا فى رحلة إلى الماضى ونجوم الفن والزمن الجميل الذين تركوا علامات فنية خالدة لا تنسى، وبصمات بأعمالهم لن تتكرر، وحكايات إنسانية وفنية يرويها ويكشفها أبناؤهم وعائلاتهم ومن عاصرهم، ليتعرف عليها الجمهور، عن قرب، ولنهديهم رسائل امتنان لمشوار فنى خاضوه محمل بالجهد لتحقيق نجوميتهم، التى لم تكن سوى طريق وعرًا ملىء بالجهد والصعوبات والمحاولات المتكررة طوال سنوات، بالأمل والألم، بالنجاح والإخفاق والتضحيات أحيانا.
.
اخترنا فى الحلقة الأولى النجم الراحل توفيق الدقن، «شرير السينما المصرية»، «الطيب» كما عرف عنه كل من اقترب منه، والذى يحتفل بمئوية ميلاده هذا العام، وحوار مع نجله المستشار ماضى توفيق الدقن، رئيس جمعية أبناء فنانى مصر.
ماضى توفيق الدقن أثناء حواره لـ«المصرى اليوم»
«كان صاحب قصف الجبهات الفورية فى الردود»، ونصحنا بـ«العمل فى مهنة أخرى لو عملنا بالفن، رغم رؤيته له أنه عمل عظيم»، هكذا تحدث المستشار ماضى توفيق الدقن، نجل الفنان الراحل توفيق الدقن عن والده، وعن سبب عدم اتجاهه للعمل بالتمثيل، على غرار والده، صاحب النجومية الكبيرة والذى برع فى أدوار الشر، وكانت له لزمات تميزه. وأكد «ماضى» فى حواره لـ«المصرى اليوم» عدم رفضه تجسيد سيرة والده فى عمل درامى، معتبرا أعمال السير الذاتية عن الفنانين وسيلة مناسبة لاستعراض مسيرة وطن داخل مسيرة فنان، وليس فقط تقديم حياته الفنية أو الشخصية. وكشف «ماضى» أنه تحدث مع الفنان طارق عبد العزيز لتقديم شخصية والده، معتبرا إياه الأنسب لذلك.
وتحدث ماضى توفيق الدقن عن جمعية «أبناء فنانى مصر» التى يرأسها ويتعاون خلالها مع أبناء الفنانين من نجوم الزمن الجميل لحفظ حقوق آبائهم الأدبية والفنية عن أعمالهم، وتحدث «ماضى» عن مقتنيات والده بمتحف مقتنيات رواد الفن وبعضها أربطة عنق ونضارات، وملابس ظهر بها فى أعمال كثيرة.. وإلى نص الحوار:
توفيق الدقن
■ بداية.. ترأست جمعية أبناء فنانى مصر التى تتولى الحفاظ على حقوق رموز الفن.. فكيف كانت كواليس إشهارها؟
- فكرة تدشين وإشهار جمعية أبناء فنانى مصر لست أنا من قام بها بمفردى، لكنهم أبناء الفنانين الذين آمنوا بالفكرة، واعتصموا بها، بعد أن اعتنقوا التفسير السليم لمواد القانون التى تحفظ لهم حقوقهم، وبالفعل بدأنا نفكر لعمل كيان بناء على توصية من الدكتور حسام لطفى، أستاذ القانون والمحامى الكبير، فبدأنا بعمل الجمعية، خاصة أن جمعية المؤلفين والملحنين كانت القانون القديم الذى أعطاهم هذه الفرصة وتلك الحقوق، لكن هذا القانون تم إلغاؤه وجاء قانون 82 إلى 2002، والذى نص على أن حق المؤلف والحقوق المجاورة، منها حقوق المبدعين والتى نحن نمثلها، فكانت فكرة جماعية.
■ ماذا عن اختيار اسم الجمعية وكافة عناصرها؟
الاسم اختارته ميريت عمر الحريرى، والشعار صممه أحمد عبد الغنى السيد، فهذه الملحمة الجميلة كانت لجهود إيمان محمد شوقى، وكذلك سمية عبد المنعم إبراهيم، وغيرهم من أبناء العظماء الذين نحن بسببهم مستمرون إلى الآن.
■ ما الأهداف الرئيسية التى تم إنشاؤها من خلالها؟
-ركزنا فى البداية، وكان الهدف الرئيسى لنا من إنشاء الجمعية هو حق الأداء العلنى، والحقوق المتعلقة بالتجسيد، وغيرها من الأمور، ونقل الأشرطة ورقمنتها باعتبار أن هذا حق مالى فى ذمة الجهات المدينة به والمستحقة عليها، وهذا ليس بهدف مادى أو لجمع الأموال، رغم أنه حق مشروع ومستحق، لكن بهدف حماية هذا التراث الذى يمثل الريادة الفنية فى مصر، فهذه الأجيال من العظماء مثلت لمصر، وحققت ريادة فى الفن، وهى التى أطلقت عليها خصيصا القوى الناعمة، حتى وإن استحدثت مع الجيل الجديد، إذا اعتبرنا أنهم امتداد، لكن ليس فى أغلب الأحيان متحققة بهم، لكن عبارة «القوى الناعمة» قيلت وأطلقت خصيصا على هذه الأجيال السابقة منذ البداية، لذا إيماننا بالفكرة هو ما عزز فكرة إنشاء الجمعية.
توفيق الدقن
■ هل يعتبر إنشاء الجمعية وفاءً وعرفانًا بذكرى والدك وتعريف الأجيال الجديدة به؟
- أعتقد أن جميع هؤلاء العظماء من النجوم هم سبائك ذهبية فى التاريخ الفنى المصرى، وليسوا فى حاجة لأحد حتى نقول إنهم تاريخ عظيم ويمثلون الفن المصرى، لكن همنا من البداية هو حماية التراث ونشر حقوق الملكية الفكرية، فدائما نعتبر أنفسنا فى الجمعية جزءا من وزارة الثقافة، لأننا نتعامل مع الدولة، لأنها معاهدات دولية، فيجب أن نتصرف بحكمة من خلال مؤسسات الدولة ولا نستطيع اتخاذ إجراءات فردية أو عنترية بعيدة عنها.
ماضى توفيق الدقن أثناء حواره لـ«المصرى اليوم»
■ كيف ترى الجدل حول استخدام الذكاء الاصطناعى مؤخرًا خاصة مع الفنانين؟
- أؤيد التطور أينما وُجد، لكن بحكمة، بحيث ألا نعتدى على حقوق أحد، فمثلا أنا متواجد فى هذا الزمن ولم أكن متواجدا فى زمن كوكب الشرق أم كلثوم، وبفرض غنى ملحن أو موسيقى، لكن هى إذا كانت متواجدة ولها حرية التصرف بإرادتها كانت رفضت مثلا التعاون معى، خاصة أنها تعاونت مع كبار الملحنين والشعراء، أمثال القصبجى، بليغ، السنباطى، الطويل، فجميعهم عظماء، فمن فضلك لأنهم إذا كانوا يعيشون ستكون لهم إرادة أخرى غير إرادة الورثة، وأرى أن إرادة الورثة هنا من الممكن أن تضر بالتراث، فيجب تدخل الدولة لحماية هذا التراث، وهذا رأيى الشخصى، وقد يكون مخالفا للنظريات القانونية التى يرددونها، لأنه حينما نقول ذلك يقولون هم تفسير لصالح المستغلين وليس لصالح النجوم والفنانين ولا تسألونى من هم.
■ .. وماذا ينص القانون فى ذلك؟
-موافقة الورثة تجب المشكلة، العقبة القانونية هى موافقة الورثة.
■ لماذا لم تتجه للتمثيل أسوة ببعض أبناء الفنانين؟
-الفن مبدئيا لا يورث، إنما هناك فنانون من أبناء النجوم عظماء، مثل أبنائهم وأبلوا بلاءا حسنا، ويشغلون فراغا مهما بمساحة ويشار إليهم بالبنان، نجوما ونجمات، أما أنا فليست لدى هذه الموهبة حتى أقوم بتقديم فن، فيجب أن يكون فى مستوى والدى توفيق الدقن وأكثر.. فلماذا أقوم بالتشويش على هذه السبيكة، لكن أتركها للتاريخ بعظمتها وأكون حرا فى مجالى.
توفيق الدقن
■ هل فكرت فى تقديم سيرة ذاتية لوالدك الفنان توفيق الدقن؟
-من الممكن ذلك، لأنه سرد لتاريخ وظروف مجتمعية ليس فقط لمسيرة الفنان، فمثلا من خلال قصة الفنان الكبير فريد شوقى، إذا تم عمل سيرة ذاتية، فسيكون هذا استعراضًا لتاريخ مصر، مثل ما حدث مسلسل «أم كلثوم»، و«طه حسين»، وكافة العظماء، ليس فقط قصة فنان مكافح، لكنها مسيرة فنية كيف ألقت بظلالها الظروف الوطنية والاقتصادية والسياسية على هذه الموهبة، كيف عاصر كل المشكلات والحروب والأزمات، وكيف كان له دور فاعل سواء إيجابيا أو سلبيا.
ماضى توفيق الدقن أثناء حواره لـ«المصرى اليوم»
■ وكيف يكون الدور السلبى للفنان؟
- مثلا عدم المشاركة فى عمل كان يجب أن يشارك فيه لمعارضة شىء معين، فى هذا الوقت يصبح تأييد وجوبه، هذا موضوع خطير جدا، وليس لدى مانع إذا كانت سيرة توفيق الدقن الذاتية يتم تقديمها مثل النماذج التى سبق وذكرتها، لكن فيما بعد ذلك دون ذكر أسماء، تناولت السيرة الذاتية ولم تكن فى نفس مستوى أم كلثوم أو طه حسين.. فلمّا نتناول سيرة هؤلاء الرموز يجب أن نكون جاهزين لذلك بشكل كبير، فإذا كنا نريد تقديم مسلسل مفيد ومهم ونافع للأجيال يجب أن نستعرض مسيرة وطن فى مسيرة فنان ونعطى القدوة والمثل، لأن هؤلاء النجوم عاشوا بأرواحهم وفنهم حتى الآن، وأعطوا الفن من روحهم، فهؤلاء نماذج لن تتكرر فى التاريخ.
■ من الأقرب لتجسيد حياة توفيق الدقن من الفنانين؟
-كنت أتحدث منذ فترة قريبة إلى صديقى الفنان طارق عبد العزيز، وكنت أتوسم فيه ومازلت لتقديم هذه الشخصية، ليس لأنه صديقى، لكن لأنه الأقرب، وكنت أتحدث معه عن ذلك، لكنه تعرض لوعكة صحية مؤخرا، وحينما حدثته بعدها طلبت منه تجديد الموضوع مرة أخرى، وأظن ترشيحى مجروح لصالح صديقى، لكن بشكل عام طارق عبد العزيز هو من يصلح لذلك، فهو ممثل كبير.
توفيق الدقن
■ هل أثرت أدوار الشر التى قدمها والدك عليك أو تسببت فى أزمات؟
- لم تسبب لى أى أزمة، لأنه تناول أدوار الشر بطريقة مختلفة، هو ظهر فى وقت فيه النجوم العظماء، فريد شوقى، محمود المليجى، زكى رستم، محمود إسماعيل، استيفان روستى، أنور وجدى، مجموعة من نجوم أدوار الشر ممن قدموا هذه النوعية باقتدار، فكل منهم له لون مختلف عن الآخر.. فماذا يعمل وسط هؤلاء العمالقة؟، فاستيفان روستى كان شريرا خفيف الظل، لكنه «خواجة»، ولا يقول الإفيه اللاذع مثله، فتحدث والدى وقال يجب أن أقوم بعمل «لزمة» وقد أخذها من الفنان الراحل محمود شكوكو، وبالفعل تقبلها الجمهور، وبدأ يعمل وصلة معه، وأصبح هذا لونه، مثلما قال إفيه «أحلى من الشرف مفيش» فهذه هى لغته وطريقته الخاصة فى تناول أدوار الشر، فكانت هذه مدرسته ولم يقم بتقليد أحد.
■ هل قال أحد إنه قام بتقليده؟
- من جاءوا بعده، البعض حاول تقليده فى محاولات منهم للظهور بشكل النصاب الذى يحتال بخفة ظل، لكن لم يستطيعوا تقديمه بشكل جيد، لأن كل فنان له طابعه الخاص، وخروج شخصية الشرير الظريف لم تكن بالشكل السهل.
توفيق الدقن
■ إذا تواجد الفنان توفيق الدقن فهل كان سيشارك فى تقديم أدوار الشر بالوقت الراهن؟
- والدى أنهى مشواره بفيلم «على باب الوزير» بدور رجل طيب، ولم يكن دور شرير، وكان كبر فى السن، وأتساءل هل هناك شخص يقدم الشر بعد الفنان عادل أدهم، أظن لا، فهو آخر «حبة» فى هذه السلسلة العظيمة، ولم يستطع أحد تقديم أدواره باقتدار، لأنه من ختم هذه السلسلة.. والدى قال لى إن صلاح سرحان لو كان موجودا مكانش هيبقى فيه توفيق الدقن ولا محمود المليجى بأدوار الشر، كان صديقه جدا، وبعد عادل أدهم لا يوجد أحد، الموضوع ليس ضحك أو إفيه، لكنه مسألة صعبة وخطيرة.
■ هل اختلفت أدوار الشر فى السينما مقارنة بالماضى؟
- يقول البعض حينما تأتى سيرة أشرار السينما العظام عبارة تهكمية بطريقة مخفية «بأن الشر اختلف مبقاش رفع حاجب ونزول حاجب»، وأرد عليهم بتساؤل هو مَن مِن العظماء من رفع ونزل حاجب؟، وهما طبعا «بيلّقحوا» بطريقة غير مهذبة على نجوم كبار وعظماء، وأرد عليهم هاتوا أى عينة للفنان الكبير فريد شوقى، خاصة الأفلام القديمة، وكذلك محمود المليجى، وتوفيق الدقن، فهؤلاء قدموا معايشة للشخصية، كل منها يختلف عن الآخر، وهناك رسالة مهمة أرجو توجيهها من خلال «المصرى اليوم».
■ .. ما هى؟
- دائما أتحدث عن هؤلاء العظماء من آبائى ونجومنا بكل فخر، وهذه رسالتى للجميع والتى سأتركها لمن يشغل هذا المنصب بعدى فى جمعية أبناء الفنانين، سواء رحلت بجسدى أو شخص آخر تولى مهامها، أن قيمة جمعية أبناء فنانى مصر تستمد حينما ترون عمن تتكلم عن العظماء، فإذن بهذه الأسماء الجمعية عظيمة.
■ كيف كانت ذكريات توفيق الدقن مع النجوم؟
-علاقته مع النجوم كثيرة، لكنى أذكر قصته مع الفنان فريد شوقى، حينما قال له أنا سأعمل معك مثلما عمل معى أنور وجدى، والذى كان توفى آنذاك، فكان فريد شوقى بدأ تجسيد أدوار البطولة وتجسيد أدوار الخير، وتوفيق الدقن يأخذ أدوار الشر، فكانت سلسلة من الأعمال أعطاها لوالدى، من بينها «سلطان، بورسعيد، الفتوة» فالأفلام الثلاثة من إنتاج فريد شوقى، وكانت بالفعل أدوارا مؤثرة، لذا كان فريد شوقى أستاذًا وأخًا وصاحبًا بالنسبة لوالدى.
توفيق الدقن
■ وماذا عن علاقته بمحمود المليجى؟
- حينما كانوا يبدأون فى تقديم فيلم «أموال اليتامى»، فأرادوا تقديم وجه جديد، وبدأت صداقة وعلاقة جميلة بين والدى والفنان محمود المليجى، وحينما رآه لأول مرة أتلخبط، لأنه كان يسمع كثيرًا عن «المليجى» وبالفعل أحس الأخير بتوتر والدى، وأخذه وجلسا معا، وحكى لى والدى وقتها قائلا «المليجى غدانى وشربنى سيجارة»، وظل موضوع السيجارة «سيم» بينهما ومكافأة له، حتى آخر عمل جمعهما فى مسلسل «بعثة الشهداء»، من بطولة محمود ياسين، وأمينة رزق، ومحمود المليجى، ووالدى.
■ وماذا أيضاً؟
- وجدت والدى يقول لى «عمك محمود المليجى مش هيدى سيجارة لحد إلا أنا»، رغم وجود نجوم كبار متواجدين فى تلك اللحظة، كانت «السيجارة» كلمة السر بينهما منذ أول فيلم جمعهما سويا.
■ هل اختلفت العلاقة بين النجوم مقارنة بالوقت الراهن؟
- العلاقة كانت جميلة بين النجوم القدامى، لذلك كان يحب يتعامل مع الجيل الجديد وليس لديه أى مشكلة فى ذلك، وكان يتعاون، وحينما خرج جيل الفنانين محمود ياسين، نور الشريف، محمود عبد العزيز، حدث تواصل أجيال، وكانت أفلامًا وأعمالا عظيمة، لكن الجيل الجديد الحالى لم يحدث تواصل أجيال مع من سبقوهم من النجوم الكبار، وهذا هو الفارق بين الجيل الماضى والحالى.
■ وماذا عن لقائه مع نجيب الريحانى؟
- كان هناك لقاء جمعهما فى المعهد، كان والدى جاء من المنيا ليتم اختباره فى لجنة القبول، وكان المتعارف عليه أنه شقى، وكان شكله جميلا وليس شريرا، آنذاك، وكان لوالدى كل الصفات والشيم والكرامة وعزة النفس والتى هى صفات أهلنا فى الصعيد، فوجد نجيب الريحانى يقول له ساخرًا «إيه الدقن دى»، ليرد والدى بنفس الطريقة قائلاً «وإيه الريحانى دى»، وكان يتميز من وقت لآخر بسرعة البديهة وتجد ذلك فى أدواره، مثلا حينما قيل له فى أحد أدواره «انت مسلم النمر» ليرد على الفور والدى «أنت مسلم اليفط» فكان صاحب قصف الجبهات الفورية فى الردود.
■ بماذا كان يوصيك أو يؤكد عليك كأب؟
- كان يؤكد دائما ونصيحته مفادها أن الإنسان إذا أحب أن يمتهن الفن يجب أن يكون لديه عمل آخر، لأن الفن مهنة جميلة، لكنها شاقة، وكان دائما ما يحذرنا ويقول «أنا موظف فى المسرح القومى» فهو توفى على درجة فنان قدير، كان عمره 65 عامًا فمات صغيرا إلى حد ما، فكان دائما يقول «إذا أردت امتهان الفن فيجب أن يكون هناك عمل آخر، لأن الأذواق تتغير، ومن الممكن ألا تعجب الناس فى فترة ما»، فكان يستشرف المستقبل بذكاء، لأن المعطيات تعطينا النتائج، وكأنه تعشم أن يكون المنتج الذهنى الذى تركوه العظماء أن يكون له مردود مادى حتى لا يشتكى الفنان، وبدورى أناشد الفنانين العظماء الموجودين حاليًا بدلاً من الشكوى بأن نضع أيدينا فى أيدى بعض لنطالب بهذه المستحقات، وأريد أن أقول تصريحا خطيرا فى هذه النقطة لأول مرة من خلالكم.
■ ماهو؟
- بعض القنوات قالت إنها راجعت عقود المنتجين، هم وقعوا على كافة حقوق الملكية الفكرية بجميع أنواعها، فنريد أن نفهم ما أنواعها.
■ من كان الأقرب لوالدك من أبناء جيله؟
-أبناء جيله هم الأقربون له، رشدى أباظة، شكرى سرحان، عبد المنعم إبراهيم، سميحة أيوب، فريد شوقى، محمود المليجى، نعمان عاشور، سعد الدين وهبة، عبد الرحيم الزرقانى، والذى أعطاه دور «سيد» فى مسلسل «عيلة الدوغرى»، والذى شهده الجمهور لأول مرة واندهش لظهوره فى دور طيب، فكل هؤلاء وكل من أمن بموهبته، سواء من الكتاب أو ممن مثلوا معه، جميعهم كانت تربطهم به علاقة جيدة وقوية.
■ ماذا عن مساهمتك بمقتنيات توفيق الدقن فى متحف رواد الفن؟
- يرجع الفضل لمتحف مقتنيات رواد الفن، إلى الفنان ياسر صادق، رئيس المركز القومى للمسرح والموسيقى السابق، لكن لولا وجوده ما كان المتحف، لدينا مقتنيات كثيرة لتوفيق الدقن بالمتحف، أربطة عنق، نضارات، أرواب، بالطو، ظهر به فى أعمال كثيرة.
■ كيف ترى «السوشيال ميديا» والتى تطال فى بعض الأحيان الراحلين؟
- استغلال الصيد فى المياه العكرة عيب، وتشويه نجم فنقوم بعمل ترند فى جملة قيلت من أحد ونطمس تاريخه كله فى لحظة، فهذا لا يجوز وكلام فارغ، يجب أن يكون الرد على السوشيال ميديا بحساب، وأن تكون هناك معالجة، وبالفعل حدث موقف لى عليها مؤخرًا مع حسن يوسف.
ماضى توفيق الدقن أثناء حواره لـ«المصرى اليوم»
■ هل توضح لنا تفاصيله ومردوده؟
- لأول مرة أتحدث فى هذا الموضوع معكم، رغم أن كثيرين تحدثوا إلى لكى أوضح لهم هذا الأمر، لكنى لا أنساق لمثل هذا، أولاً أعتز جدا بالفنان حسن يوسف كفنان وإنسان، ولا أغضب منه أبدا، ولا هناك أى شىء، كان يتحدث ويمزح عن والدى الفنان توفيق الدقن فى أحد اللقاءات، وتم انتشار الموضوع على السوشيال ميديا، بطريقة غير لائقة، ولم أغضب أو أزعل من حسن يوسف، أبدًا، لأنه سبق حديثه بأن الفنان توفيق الدقن، وقال قبل الكلام الذى لم يعجب الناس «فنان عبقرى ولن يعوض وليس لدينا مثله»، ومن يتحدث إلى ترك كل الحديث وذكر فقط جزء معين، فهذا ليس تريند، لكنه «قلة أدب»، والفنان حسن يوسف رجل عظيم، وقدير وإذا قال نفس الكلام فى أى مكان فلن أزعل، لأنى أعلم جيدًا أنه لم يقصد، وكنت متواجدا ولم أجد أى إساءة لوالدى، لكن البعض كبر الموضوع، وليس بيننا وحسن يوسف سوى كل التقدير والحب، لكن إذا كانت هناك مؤامرة لتشويه أى شخص وليس توفيق الدقن فقط، فأنا لها.
■ ماذا عن خلافه مع المخرج يوسف شاهين؟
- هو خلاف دام 15 عامًا، فوالدى لم يكن يحب أن يقدم أدوار الشر الفج، فلا يحب أن يعمل مثلا مشهد اغتصاب أو أعمال بها إسفاف، فكان متحفظا جدا فى مثل هذه المشاهد، فكان يتحرى عمل الشر، فكان فى فيلم «الأرض» كان الدور المسنود إليه رجل يغتصب فلاحة ويرمى بها إلى الترعة، فالمخرج يوسف شاهين، وتوفيق صالح، آمنا بوالدى، فقال لوالدى هنعمل مشهد الاغتصاب، وكان يوسف شاهين جرىء ووالدى متحفظ بعض الشىء ولا يجنح إلى ناحية الإسفاف، وهذا ما نراه من توفيق الدقن طوال مسيرته، فحدد له أيام التصوير، ولكن والدى لم يذهب إلى مكان التصوير، وظلوا متخاصمين قرابة الـ 15 سنة حتى عملوا «إسكندرية ليه» وجسد والد يسرا.
■ من الفن إلى الرياضة.. كيف كان توفيق الدقن؟
- كان زملكاويًا كبيرًا جدًا، وكان يشجع نادى الزمالك، وكان سينتقل من نادى المنيا إلى نادى الزمالك، لولا- وقتها- كان اسمه نادى الملك ويدخلوا لعيبة نادى الزمالك الكلية الحربية ويتخرج ضابط، وكان معتز بشعره جدا، فآثر أنه يفضل فى المنيا حتى لا يحلق شعره، لكنه كان عاشقًا لنادى الزمالك.
■ ماذا عن توفيق الدقن الأب والزوج؟
- أب طيب جدا، وزوج ليست له طلبات معينة، ويخضع لصاحبة السعادة فى المنزل، وكان مرنا وعاقلا وعطوفا، وقال «لم أرتبط بفنانة لأننا الاثنين لدينا ما يشغلنا، لكنى جئت لكم بأم حتى تسعدكم وتربيكم»، وهو كان أحد الموارد الثقافية لنا، فكان لدينا مكتبة عظيمة، وكان فى المسرح القومى، فهو أحد رواد الثقافة لنا فى البيت، وقام بتشكيلنا كأسرة من خلاله على أن الفن هو أعظم وأجمل مهنة فى الوجود، اختلف البعض معى أو اتفق، فهى حقيقة ونحن أبناء الفنانين مؤمنين بها.
■ ماذا تتمنى للفن؟
- لا أريد أن يزعل منى أحد، لكن الفن دائما به جديد وتطور، لكن الفن لم يبدأ من عند الموجودين حاليًا، أريد الوقوف عند هذه النقطة، هناك أساتذة ورواد ومؤسسون يجب أن نذكر ذلك «مش كل واحد عمل له مسلسل وفيلمين بقى حاجة اختشوا».
■ ما رسالتك التى تود تقديمها؟
- أتمنى أن تحقق جمعية أبناء فنانى مصر هذا العام هدفها الرئيسى، بالتعاون ومن خلال مظلة اتحاد النقابات الفنية، برئاسة المخرج عمر عبد العزيز، ونقابة المهن التمثيلية، والدكتور أشرف زكى، ونقابة المهن السينمائية، وأتمنى أن تتعاون هذه الجهات ونحن معها، ومن خلالها، أن نحقق لفنانى الأداء استجابة لمستحقاتهم وسدادها من الجهات التى تعلم أن عندها مستحقات، وتعلم أن القانون الحالى يعطينا الحق، لكنها تفسره لصالح المنتجين بشكل أصبح استفزازيا، ولا يمكن السكوت عليه.
■ كيف ترى تكريم النجوم الراحلين؟
- جيد جدًا هذا السؤال، وأنتهز الفرصة به من خلال جريدتكم لأتساءل: هل يليق أن يصدر مهرجان مسرحى كبير ليعلن عن دورته الجديدة بأنه لن يكون هناك تكريم للنجوم الراحلين؟ فهل هذا يجوز؟، والمسؤول الذى قرر ذلك فهل لن يكون فى يوم ما راحلاً بعد عُمر طويل؟ أتساءل: من هم صناع المسرح ونجومه الحقيقيون؟.. فهم نجومنا الكبار الراحلون بالطبع، وأطالب بأن من قرروا ذلك يرون الصورة بشكل جيد ويجب أن يعلموا بأن هذا لا يليق.
توفيق الدقن
توفيق الدقن «شرير» السينما «الطيب»
■ ولد فى 3 مايو 1923، فى قرية هورين ببركة السبع بالمنوفية.
■ نشأ فى أسرة مكونة من 5 بنات و4 أولاد، والتحق بكُتاب القرية، وحصل على الابتدائية من مدرسة المساعى المشكورة بالمنوفية، ثم الإعدادية والتوجيهية.
■ عمل فى البداية بمجال الحسابات فى ورش السكة الحديد حتى يعاون والده على أعباء الحياة.
■ التحق بمعهد الفنون المسرحية، وتخرج عام 1951، كما عمل فى الإذاعة والتليفزيون وقدم للمسرح أيضا عددا من الأعمال، منها «عيلة الدوغرى»، «سكة السلامة»، «بداية ونهاية»، «الفرافير».
■ اشتهر بعدد من الإفيهات التى مازالت عالقة فى الأذهان، من بينها «ألو يا أمم»، «أحلى من الشرف مفيش»، «آلو يا همبكة».
■ صاحب مشوار كبير قدم من خلاله أعمالاً كثيرة، منها «صراع فى الميناء»، «درب المهابيل»، «ابن حميدو»، «سر طاقية الإخفاء»، «فى بيتنا رجل»، «مراتى مدير عام»، «يوميات نائب فى الأرياف»، «على باب الوزير»، «سعد اليتيم».
■ ظل فى رحلة عطائه الفنى إلى أن توفى فى 26 نوفمبر 1988، عن عمر ناهز 65 عامًا بعد إصابته بالفشل الكلوى.
■خلال الدورة الـمقبلة لمهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط يجرى الاحتفال بمئوية ميلاده.
تحقيقات وحوارات فنون يا روايح الزمن الجميل ماضى توفيق الدقن الفنان توفيق الدقن المخرج يوسف شاهينالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: شكاوى المواطنين فنون الفنان توفيق الدقن الفنان توفیق الدقن نادى الزمالک یوسف شاهین عبد العزیز من الممکن لأول مرة حسن یوسف من خلال ماذا عن کیف کان
إقرأ أيضاً:
في عيد ميلاد صبري فواز .. لمشوار الفن صابراً ولقلوب الجماهير فوازاً
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يحتفل اليوم الموافق ٢٢ نوفمبر، الفنان صبري فواز، بعيد ميلاده، وسط حاله من النجاح الفني لمشوار قدم فيه العديد من الأعمال الفنية بين السينما والدراما.
البداية مع الفن "من الإخراج المسرحي إلي إنطلاقة الدراما والسينما"بدأ شغف الطفل صبري فواز، بحب الفنون بكل أشكالها والسينما على وجه التحديد، بسبب الكاتب سعد مكاوي، حيث كان ينظم الأخير قوافل ثقافية تجوب المحافظات و الأقاليم والقري.
في قرية بكفر الشيخ، وقف الطفل صبري ابن السبع سنوات، يتأمل عرض سينمائي بإمكانيات بدائية، ليفتن بسحر السينما، وتبدأ قصة عشق ترسم ملامح الطريق في عقله وقلبه مبكراً.
ويصبح الطفل في كل مراحل الدراسة مخرج في المسرح المدرسي والجامعي، ويتحول الإخراج المسرحي هو الهدف الأساسي بعد التخرج.
البداية مع الدراما "شهادة مدح حولت البوصلة الفنية"
كان المخرج إسماعيل عبدالحافظ يستعد بالتحضيرات لمسلسل "الوسية"، والذي يضم كوكبة كبيرة من نجوم الدراما في ذلك الوقت، ولكن اعتذر ثلاث من الفنانين الشباب عن العمل، فطلب إسماعيل عبدالحافظ أن يلتقي المخرج المسرحي صبري فواز، وكان له شهره بسبب مدح الكاتب والمخرج المسرحي عبدالرحمن العرنوس، وكانت شهرة الأخير أنه لا يمدح أحد، وهو ما أثار فضول المخرج إسماعيل عبدالحافظ، وبعد لقاؤه بالفنان صبري فواز أسند له دور في مسلسل الوسية، لتكون مرحلة تغيير البوصلة الفنية و الانطلاقه الدرامية.
مشهد للفنان صبري فوازمدرسة صبري فواز الفنية
يقدم الفنان صبري فواز حالة فنية مختلفة، حيث يمتاز بمدرسة متفرده في ترك بصمة للدور مهما كانت مساحته، بل ووصل الأمر أن قدم عدد من الأعمال والأدوار الفنية، بمساحات صغيرة ويظهر من خلال العمل بمشاهد المسافات الزمنية بينها متفاوته، إلا أنه ينجح في كل مره، أن يعامل الدور الذي يلعبه بمنطلق البطولة المطلقة، ويبدع في كل الظروف وتحت أي مسمي، فيحصد ثمار الإخلاص، بتصدر النجومية من أبسط الأدوار وأقلها مساحه.
مشهد للفنان صبري فوازأبرز أسلحة الفنان صبري فواز هي التحلي بالمرونه الفنية، بعيداً عن روتين التكرار، وثبات الأداء، فهو يتغير مهما تشابهة الأدوار، ويبحث عن تفاصيل إنسانية تخلق تباين في تفاصيل السرد الفني، دون انفعالات فنية في غير محلها.
أبرز أعماله الفنية
قدم الفنان صبري فواز رحلة فنية حافله بالأعمال الهامة، علي مستوي السينما والدراما، وفي السينما قدم فيلم "مبروك وبلبل، تهديد، البراءة، كلمني شكراً، من ضهر راجل، دم الغزال، حليم، كف القمر، ركلام، الليلة الكبيرة، مولانا"، وعلي مستوي الدراما قدم مسلسل "الوسية، امرأة من زمن الحب، أم كلثوم، وجع البعاد، البر الغربي، أفراح القبة، رحيم، حدائق الشيطان، وبينا ميعاد".