أزمات الشرق الأوسط تفاقم معاناة اللاجئين بالمنطقة
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
دينا محمود (لندن)
أخبار ذات صلة الأزمة الأوكرانية.. تحولات استراتيجية ومآسٍ إنسانيةوسط توقعات متشائمة بإمكانية تزايد عدد اللاجئين والنازحين قسراً من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل كبير خلال 2024، تتصاعد المخاوف من تدهور الأوضاع في المخيمات ومراكز الإيواء المؤقتة التي يلوذ بها هؤلاء الأشخاص في الفترة الحالية، بفعل اندلاع مزيد من الأزمات في المنطقة، وتفاقم تلك القائمة فيها بالفعل.
فخلال العام الماضي، شهد الشرق الأوسط اندلاع حرب غزة بتداعياتها الإنسانية المدمرة، كما كانت بعض بُلدان المنطقة مسرحاً لكوارث طبيعية وأزمات سياسية شديدة الوطء، مثل الزلزال المدمر الذي هز سوريا في فبراير، وتبعه آخر ضرب المغرب في الثامن من سبتمبر، وذلك قبل يومين فحسب من فيضانات عارمة اجتاحت الجزء الشرقي من ليبيا.
وفي حين أدت هذه الصراعات والكوارث إلى إجبار المزيد من مواطني دول المنطقة على النزوح من ديارهم، سواء لمناطق أخرى بداخل أوطانهم أو إلى خارجها، تفيد تقديرات أممية، بأنه من المتوقع أن يشكل اللاجئون والنازحون قسراً من بُلدانهم ومن يفتقرون إلى أي جنسية من أبناء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، 12% من إجمالي عدد المنتمين لهذه الفئة، على مستوى العالم خلال العام الحالي.
وأشارت مصادر أممية إلى أن أولئك الأشخاص سيُضطرون للجوء أو النزوح، لأسباب تتراوح ما بين اندلاع الحروب، أو نشوب الأزمات الإنسانية، أو وقوع الكوارث البيئية، خاصة أن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من أكثر بقاع العالم تأثراً بتبعات ظاهرة التغير المناخي، وما ينجم عنها من ارتفاع قياسي في درجات الحرارة، وموجات جفاف طويلة الأمد، وأمطار غزيرة على نحو استثنائي. ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من المتوقع أن ينزح ما يصل إلى 131 مليون شخص حول العالم في 2024، من بينهم 63 مليون نازح و57 مليوناً من اللاجئين.
ومن المرجح - كما ذكر تقرير نشره موقع «إيجا تايمز» الإلكتروني - أن يشكل الأطفال والنساء الغالبية العظمى من هؤلاء النازحين واللاجئين.
وبجانب اللاجئين الفلسطينيين ممن يُقدر عددهم بستة ملايين لاجئ، يشكل السوريون أغلب من فروا من ديارهم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونالوا حق اللجوء في دول أخرى.
وتشير تقديرات مستقلة إلى أن ما يزيد على 5.3 مليون لاجئ من سوريا، يتوزعون حالياً بين تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر، بجانب بُلدان أخرى، فضلاً عن ألمانيا التي تستضيف قرابة 560 ألفاً من هؤلاء اللاجئين، وهو العدد الأكبر في أوروبا بأسرها.
في الوقت نفسه، يحذر خبراء معنيون بملف اللاجئين في الشرق الأوسط، من تردي الأوضاع في مخيمات اللاجئين بعدد من دول المنطقة، خاصة لبنان الذي تعصف به أزمة اقتصادية غير مسبوقة منذ أواخر عام 2019، ما يؤثر بالسلب، على مواطنيه ومن لاذوا بأراضيه من سوريين وفلسطينيين على حد سواء.
وأشار الخبراء في هذا الشأن إلى الارتفاع الهائل في الكثافة السكانية في المخيمات الموجودة بلبنان، وعدم كفاية البنية التحتية الأساسية لقاطنيها، خاصة على صعيد خدمات التعليم والصرف الصحي والرعاية الصحية، فضلاً عن اندلاع اشتباكات بين الحين والآخر بين فصائل مسلحة تتمركز فيها. وعلى إثر تردي ظروف المعيشة في تلك المخيمات ونظيراتها في دول أخرى، يقول بعض ممن يقطنون هناك، إن الوضع الذي يكابدونه فيها أصبح أشبه بـ «كابوس شديد القتامة»، مؤكدين أنهم لا يعتبرون أنفسهم يعيشون هناك، بل «يُوجدون فحسب»، في إشارة إلى افتقارها إلى كل مقومات الحياة المتعارف عليها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اللاجئين النازحين الشرق الأوسط وشمال أفریقیا
إقرأ أيضاً:
أبو الغيط يؤكد استقرار المنطقة العربية مشروطا بمعالجة أزمات فلسطين والسودان وليبيا
قال السيد أحمد أبـو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، العلاقة بين الدول العربية وإيطاليا تتسم بالعمق التاريخي، وهي متعددة الأبعاد والجوانب في السياسة والاقتصاد والثقافة، مشيرا الي أن السوق العربي الواعد بإمكانياته يعد وجهة مثالية لإيطاليا، ليس فقط كسوق استهلاكي ضخم وإنما، بالأساس كوجهة لاستثمار والشراكة والتوظيف في العديد من المشروعات الناشئة والقطاعات الواعدة .
وأكد أبو الغيط خلال كلمته في أعمال منتدى الأعمال العربي الإيطالي، علي إن التحديات حالت دون الاستفادة القصوى من هذا العمق والتقارب لبناء مرحلة جديدة من الشراكة، وإنه على ثقة في أن المنتدى سوف يمثل فرصة حقيقية للحديث حول كيفية الاستفادة من الطاقة الكامنة في العالم العربي، ويعود بالنفع أيضاً على الجانب الإيطالي، في الوقت الذي تحتاج فيه المنطقة العربية إلى اكتساب خبرات جديدة في المجالات ذات الصلة بالتكنولوجيا المتقدمة.
وقال أبو الغيط إن جامعة الدول العربية تلتزم بدعم المنتدى والمشاريع التي ستنبثق عنه إيماناً بأهمية هذا التعاون والتشابك بين الجانبين العربي والإيطالي من أجل مستقبل أفضل وأكثر استدامة،معربا عن أمله أن تخرج عن المنتدى أفكار جديد، وآليات عمل مبتكرة وتوصيات توضع موضع التنفيذ، فما يمكن تحقيقه على صعيد التعاون العربي الإيطالي، ويتعمق بصورة جوهرية خلال السنوات القادمة.
وأضاف الأمين العام لجامعة الدول العربية الي أن الاستقرار يعد شرطاً ضرورياً للازدهار الاقتصادي والاستثمار، والطريق إلى الاستقرار في المنطقة العربية يمر عبر معالجة الأزمات، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تواجه منعطفاً صعباً ولا سبيل لتسويتها إلا من خلال حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67.
مشير الي ضرورة معالجة الأزمات الأخرى في السودان وليبيا وسوريا كشرط ضروري لاستقرار المنطقة بأسرها .
وتابع أبو الغيط كلمته أن منتدى يعد فرصة ومنصة هامة للحديث عن تطوير العلاقة إلى شراكة استراتيجية حقيقية بين الجانبين العربي والإيطالي، لافتا الي أن توقيت عقد المنتدى يتزامن مع إعادة إطلاق الغرفة التجارية العربية الإيطالية المشتركة، مما يمهد السبيل أمام المزيد من تبادل الخبرات وأفضل الممارسات، ويفتح آفاقاً جديدة لمزيد من التعاون والفرص الواعدة على صعيد المشروعات الاقتصادية والتنموية المختلفة والمتنوعة التي تحقق أهداف الجانبين العربي والإيطالي.
وذكر أبو الغيط أن الموضوعات التي سيتم تناولها في المنتدى، هي الزراعة، والأمن الغذائي والطاقة والبنية التحية والسياحة، وهي موضوعات تشكل أساساً لنمو اقتصادي مستدام تتسم بالحيوية والأهمية للجانبين، العربي والإيطالي، مؤكدا علي أن التفاعل والتعاون الإيجابي بين الجانبين في هذه المجالات سيحقق أقصى فائدة ممكنة لهما.