«العبرات» في الإمارات.. رحلات سياحية على جناح التراث
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
تشجع أجواء فصل الشتاء الرائعة في الإمارات على استخدام وسائل النقل البحري، لا سيما التراثية منها والتي تتمثل في «العبرات»، أو «العبّارات»، كما تسمى أحياناً، والتي تعد أقدم وسائل النقل البحري وأكثرها تعلقاً بتراث دولة الإمارات.
وحجزت «العبرات» موقعها المهم بين وسائل النقل البحري على مستوى الدولة؛ نظراً للمتعة التي تمنحها لركابها أثناء الرحلة البحرية، لتكون جولة لا تنسى في تفاصيل الماضي الجميل.
وتحرص الهيئات المعنية بوسائل النقل البحري في الدولة على الاعتناء بهذا النوع من وسائل النقل، والارتقاء بالخدمات المقدمة من خلاله، وإدخال أحدث الوسائل التقنية على هذه «العبرات»، والمزج بدقة بين تقديم وسائل نقل بمواصفات عصرية وفق أعلى درجات الأمن والسلامة، مع المحافظة على الطابع التراثي الأصيل في تصميمها، والإبقاء على هويتها التاريخية الأصيلة.
ويزداد الإقبال على «العبرات» التراثية بالتزامن مع النسخة الرابعة من حملة «أجمل شتاء في العالم» التي تحمل هذا العام شعار «قصص لا تنسى».
تجربة ممتعة
حرصت إمارة أبوظبي على دعم خط النقل بـ«العبرات»، حيث تتولى «أبوظبي البحرية»، الجهة المسؤولة عن إدارة وتنظيم الممرات المائية والمنظومة البحرية في الإمارة والتابعة لمجموعة موانئ أبوظبي، مسؤولية إدارة عمليات «العبرات» البحرية وخدماتها في جميع الممرات المائية في الإمارة، وتقديم تجربة ممتعة للسياح والزوار المحليين، إذ تسير عمليات النقل بـ«العبرات» في أبوظبي وفق خطين رئيسيين، أحدهما لخدمة النقل البحري إلى جزيرة دلما الذي يربط بين جزيرة دلما وميناء جبل الظنة في منطقة الظفرة، والآخر لخدمة النقل البحري العام إلى جزيرة العالية الذي يربط بين جزيرتي العالية والسعديات.
وعززت «أبوظبي البحرية» النقل بـ«العبرات» بإنشاء محطات لها، ورفع مهارات الموظفين وقدراتهم، بالإضافة إلى تطبيق أحدث الحلول الرقمية والمؤتمتة ضمن خدمات «العبرات» البحرية في الإمارة، والعمل على التحسين المستمر للخدمات، وضمان أعلى مستويات الكفاءة الخاصة بـ«العبرات»، وإثراء تجربة المستخدمين عبر توظيف الابتكار والحلول الرقمية المتطورة، ومنها خدمة الحجز الرقمي للتذاكر، والربط مع الخدمات البحرية الأخرى.
كما دعمت «أبوظبي البحرية» خدمات «العبرات» بإضافة «عبرات» حديثة أسهمت في تحسين خدمات النقل البحري بجزيرتي العالية ودلما، وزيادة الطاقة الاستيعابية لأسطول نقل الركاب بنحو 70%، إلى جانب زيادة الطاقة الاستيعابية لنقل السيارات بنحو 40%، كما أسهم تصميمها المتطور واستخدامها لأحدث الحلول التقنية في رفع مستوى السلامة، وتقليص زمن الرحلة، وترشيد استهلاك الوقود، وتقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنحو 25%، وبالتالي توفير تجربة نقل بحري أفضل للمتعاملين. أخبار ذات صلة حاكم ولاية سراواك الماليزية يمنح الأمين العام للجنة الأخوة الإنسانية لقب «الفارس الشجاع» تحويل شارع بلدية دبي القديم إلى ممر سياحي تجاري
إطلالات خلابة
يحظى النقل البحري في دبي بإقبال كبير، حيث يتم سنوياً نقل أكثر من 14 مليون راكب على متن وسائل النقل البحري، أغلبهم من السياح الذين يلجؤون إلى هذا النوع من وسائل النقل للاستمتاع بتجربة سياحية مميزة، لا سيما مع ربط رحلات «العبرات» ببعض المناطق التراثية، مثل ربط منطقة ديرة القديمة ومنطقة بر دبي والتنزّه في جولات سياحية في منطقة المرسى والمارينا ومنطقة الغبيبة.
وتتعدد أنواع «العبرات» العاملة في دبي، حيث تتضمن «عبرات» ذات محرك يعمل بالبترول، و«العبرات» الكهربائية و«العبرات» المكيفة، وتسير «العبرات» المشغلة بالبترول في خور دبي بين منطقتي بر دبي وديرة، أما «العبرات» الكهربائية فتسير رحلاتها في بحيرة برج خليفة والممر المائي في القرية العالمية. وتنقل «العبرات» التراثية الركاب إلى 4 محطات رئيسية في الخور هي: السبخة والسوق القديم وسوق الذهب وبر دبي، وتشرف هيئة الطرق والمواصلات في دبي على ترخيص «العبرات» التراثية والمشغلين، كما تشرف على تنفيذ اشتراطات الأمن والسلامة.
وتتولّى إدارة النقل البحري في مؤسسة المواصلات العامة في هيئة الطرق والمواصلات في دبي توفير خدمات نقل ركاب جماعية، حيث تخدم أكبر المناطق السياحية والمشاريع ذات الإطلالة الخلابة في الإمارة، وتتركز خدمات النقل البحري في منطقة خور دبي والقناة المائية ومرسى دبي، إضافة إلى توفير رحلات سياحية لجزر العالم والفنادق الموجودة في نخلة جميرا، وربطها مع الخدمات والفنادق والوجهات السياحية الموجودة في القناة المائية، حيث تنتشر نحو 53 محطة ومرفأ للنقل البحري، موزعة في خور دبي وقناة دبي المائية وممتدة على طول ساحل الإمارة.
إقبال واسع
تعتبر تجربة ركوب «العبرات» من التجارب المميزة في قناة القصباء بالشارقة، حيث تحرص القناة على توفير سبل ووسائل الراحة كافة والتي تجعل من ركوب «العبرات» تجربة لا تنسى لجميع أفراد العائلة.
وتضم قناة القصباء قناة مائية بعمق 5 أمتار وعرض 30 متراً وطول 1000 متر، حيث تمكن «العبرات» أو القوارب الزوار من القيام بجولة مميزة حول بحيرة الخان وقناة القصباء، وتتمتع جميع القوارب أو «العبرات» بمقاييس السلامة والأمن كافة، مما يوفر أجواء متكاملة من الراحة والاستمتاع.
كما توفر إمارة عجمان خدمات النقل البحري بـ«العبرات» بين محطات الزوراء والراشدية والصفيا والمارينا، وتولي مؤسسة المواصلات العامة في عجمان اهتماماً كبيراً بالنقل البحري لما له من دور فعال في إعادة رسم خريطة النقل المتكامل داخل الإمارة، كما تسعى لتطوير هذا القطاع المهم الذي يلعب دوراً بارزاً في استقطاب فئات المجتمع من المقيمين والزوار.
إلى ذلك، أطلقت هيئة رأس الخيمة للمواصلات في عام 2022 مشروع النقل البحري للركاب المتمثلة بـ«العبرة» التراثية في خور رأس الخيمة والذي يتم تنفيذه من خلال أربع محطات رئيسية، وهي «محطة الكورنيش الأولى، محطة الكورنيش الثانية، محطة هيلتون جاردن إن، ومحطة منار مول»، ويهدف المشروع إلى توفير حلول نقل متنوعة تلبي احتياجات شرائح المجتمع كافة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التراث النقل البحري دبي السياحة الإمارات وسائل النقل البحری النقل البحری فی فی الإمارة فی دبی
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك: دعم القيادة جعل من أبوظبي مركزاً محورياً للصناعات البحرية
زار الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، معرض أبوظبي الدولي للقوارب 2024، في مركز أدنيك أبوظبي بقاعة المارينا.
واطّلع الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان خلال جولته التفقدية على أبرز المعروضات، بما في ذلك مجموعة من أفخم وأرقى اليخوت العالمية التي تُعرض في المعرض، وتجسد أعلى معايير الفخامة والتطور في الصناعة البحرية.وقام الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان بزيارة عدد من منصات الشركات الإماراتية الوطنية المشاركة في المعرض، وأشاد بجودة الصناعات الإماراتية وبالتطور الكبير الذي تشهده صناعة القوارب محلياً، ما يعكس الكفاءة العالية، والمستوى التنافسي الذي وصلت إليه الصناعات الوطنية في هذا القطاع الحيوي.
وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن "دعم القيادة الرشيدة جعل من أبوظبي مركزاً محورياً في المنطقة للصناعات البحرية المتطورة، حيث تنافس الإمارات اليوم بقوة الدول الرائدة في هذا المجال بسبب البيئة الاستثمارية الجاذبة والمحفزة التي توفرها من خلال التسهيلات والحوافز المقدمة، ما ساهم في تعزيز مكانة الإمارات وجهة مفضلة للصناعات المتقدمة".