يوسف البستنجي (أبوظبي)

تستعد أبوظبي لتكون مركزاً محورياً لإعادة هيكلة الشركات في الشرق الأوسط وخارجه، بحسب توقعات حمد المزروعي، الرئيس التنفيذي لسلطة التسجيل في سوق أبوظبي العالمي. 
وقال المزروعي في كلمة افتتاحية له أمس، خلال انطلاق فعاليات المؤتمر السنوي الثاني لإعادة الهيكلة المالية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تستمر يومين، في مقر سوق أبوظبي العالمي، إن قطاع إعادة الهيكلة في دولة الإمارات يشهد نمواً غير مسبوق، مدفوعاً بالإصلاحات الاقتصادية المستمرة، والتقدم التكنولوجي، وتحولات السوق.


وأضاف، أن أبوظبي تتمتع بموقع استراتيجي وبيئة مثالية لإعادة هيكلة الشركات والصناديق وتقديم الاستشارات، وقد لعب سوق أبوظبي العالمي دوراً أساسياً في هذا الأمر، من خلال تطوير نظام بيئي قوي يجذب القادة العالميين والإقليميين المختصين في إعادة الهيكلة والقانون والتمويل.
وقال، «إننا نشهد تحولاً ديناميكياً في مشهد إعادة الهيكلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مدفوعاً بأداء الاقتصادات العالمية الكبرى، في ظل عجز الشركات عن سداد ديونها وحالات الإعسار وارتفاع أسعار الفائدة، والتضخم الذي يعيد تحديد استراتيجياتنا».
وأوضح المزروعي، أنه بدأت الرحلة بعد عام 2008، مع خروج سوق الديون المتعثرة من ظلال الأزمة المالية العالمية، في ذلك الوقت، دفع غياب قوانين الإفلاس الصارمة الكثيرين إلى البحث عن حل في بيئات قضائية أكثر رسوخاً أوعلى أساس متبادل عبر لوائح خاصة. 
وقال: «على مدى السنوات العديدة الماضية أدت التحسينات التي أدخلت على أنظمة الإعسار في دول مجلس التعاون الخليجي إلى تغيير الصورة بشكل جذري، سريعاً، وإحداث تحول عميق، لقد أدت أطر الإعسار المعززة في دول مجلس التعاون الخليجي إلى رفع مستوى المنطقة، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، وأبوظبي على وجه الخصوص، أصبحت تعتبر إعادة الهيكلة، نظاماً متخصصاً وبالغ الأهمية». 
وأكد أن أبوظبي تتمتع بموقع استراتيجي كجسر بين الشرق والغرب، ما ساهم في خلق بيئة مثالية لإعادة هيكلة الشركات والصناديق، ودهم ازدهار الاستشارات، لافتاً إلى أن سوق أبوظبي العالمي لعب دوراً أساسياً في هذا الأمر، من حيث تطوير نظام بيئي قوي يجذب القادة العالميين والإقليميين المتخصصين في إعادة الهيكلة والقانون والتمويل.

أخبار ذات صلة مؤتمر "إعادة الهيكلة المالية لمنطقة الشرق الأوسط" ينطلق في أبوظبي «الخدمات المالية» في سوق أبوظبي العالمي تغرم 6 مؤسسات مالية

 نهج متكامل
أكد حمد المزروعي، أن النهج المتكامل، والخدمات التي توفرها سلطة التسجيل في سوق أبوظبي العالمي، وهيئة تنظيم الخدمات المالية، والمحاكم، قد عزز ثقافة الإنقاذ وإعادة التأهيل، موضحاً أن هذا التآزر جعل من أبوظبي منارة للاستقرار واليقين للمستثمرين والشركات على حد سواء.
وقال، «من لوائح الإعسار وصناديق الائتمان الخاصة إلى حل منازعات الإعسار عبر الحدود قام سوق أبوظبي العالمي ببناء دعم شامل يوفر بيئة أعمال قوية متطورة ومستدامة».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: سوق أبوظبي العالمي سوق أبوظبی العالمی إعادة الهیکلة الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

هل نحن على أعتاب حرب جديدة؟

في ليلة الرابع عشر من أبريل الماضي، كان الشرق الأوسط بأكمله يتابع بقلق التصعيد الخطير بين إيران وإسرائيل. كان برميل البارود بحاجة إلى عود ثقاب واحد لينفجر على هيئة حرب مفتوحة في منطقة الشرق الأوسط.. ورغم أن المسيرات الإيرانية والصواريخ البالستية ضربت القواعد إسرائيلية، وفق الكثير من التحليلات العسكرية، إلا أن التعاون الأمني الغربي مع إسرائيل خفف من حدة تلك الهجمات ومنع إلى حين نشوب الحرب المنتظرة.

تلك الأجواء المشحونة بالترقب تعود ثانية إلى المنطقة مع تصاعد حدة التصريحات بين حزب الله وإسرائيل، وتلك التصريحات توحي بإمكانية نشوب حرب مفتوحة قد تكون لها تداعيات كارثية على المنطقة بأسرها أكثر مما هي فيه الآن.

تنظر إسرائيل إلى حزب الله باعتباره التهديد الأخطر لها في الشرق الأوسط لأسباب كثيرة بينها قدرة الحزب على تعطيل فاعلية القبة الحديدية الإسرائيلية وضرب مؤسساتها الحيوية بما في ذلك القواعد العسكرية. لكن الحرب في حالة حدوثها لن تقتصر على الطرفين خاصة مع امتلاك حزب الله ترسانة صاروخية ضخمة تقدر بعشرات الآلاف من الصواريخ. وفقًا لتقديرات عسكرية، فإن الحرب قد تشمل هجمات صاروخية على المدن الإسرائيلية، ما سيؤدي إلى تصعيد عسكري واسع قد يشمل تدخل أطراف إقليمية أخرى، وهو سيناريو يحمل في طياته خطر توسع الصراع ليشمل المنطقة برمتها.

وتصاعدت التهديدات المتبادلة في الآونة الأخيرة، مع تصريح الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بأن «المقاومة مستعدة لكافة السيناريوهات»، مؤكدًا أن أي عدوان إسرائيلي سيُواجه برد صارم. في المقابل، حذرت القيادة الإسرائيلية من أن «أي استفزاز من حزب الله سيُواجه برد غير مسبوق»، مما يضع المنطقة على حافة الانفجار.

لكن لا يمكن مناقشة التوترات بين إسرائيل وحزب الله في معزل عن غزة، فالحرب على غزة في هذه اللحظة هي محرك كل القضايا في منطقة الشرق الأوسط وربما في الكثير من بقاع العالم الملتهبة.

وحزب الله يعتبر نفسه طرفا أساسيا في الحرب على قطاع غزة وبدأت معركته في الدفاع عنها، كما أكد أمين عام الحزب في اليوم التالي لبدء الحرب ما يعزز حدة التوترات ويزيد احتمالات اندلاع صراع شامل. في هذا السياق، يصبح السؤال الأكثر إلحاحًا هو: هل يمكن احتواء التوترات الحالية، أم أن المنطقة على أعتاب نزاع جديد قد يكون له تداعيات كارثية؟

في ظل هذه الظروف المعقدة، تصبح الحاجة إلى تدخل دولي ودبلوماسي أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. يجب على القوى الكبرى العمل على تهدئة الأوضاع ومنع التصعيد، عبر إجبار إسرائيل أولا على وقف حربها الظالمة على قطاع غزة، وهذا دور أصيل للمجتمع الدولي الذي عليه أيضا العمل من أجل توفير حلول دائمة وعادلة للقضية الفلسطينية.

إن تجنب الحرب الشاملة في المنطقة ليس مجرد خيار، بل ضرورة حتمية للحفاظ على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. فالفشل في ذلك لن يؤدي إلا إلى إدامة دوامة العنف والمعاناة التي تعصف بالمنطقة منذ عقود، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني ويهدد بمزيد من الانهيارات الإنسانية والاقتصادية.

مقالات مشابهة

  • بوابة الشرق مول ينظم سباقاً للجري بالتعاون مع مجلس أبوظبي الرياضي
  • ناقش ملف إعادة هيكلة الدعم وإيصاله إلى مستحقيه… مجلس الوزراء يؤكد أنه ليس هناك أي طرح لرفع الدعم عن المواد المدعومة وفق هذا التوجه
  • وزير الصحة الأسبق: الدولة تعتمد استراتيجية إعادة هيكلة المنظومة الصحية منذ 2014
  • Africa Specialty Risks تفتتح رسميًا مكتبها في مركز دبي المالي العالمي
  • رحيل 4 عناصر.. اتحاد الكرة يعلن تشكيل لجنة الحكام المصرية بعد إعادة الهيكلة
  • إسرائيل ترفض مقترحا لإعادة بناء شبكة الإنترنت والاتصالات في غزة بعد تدميرها
  • عاجل.. اتحاد الكرة يقرر إعادة هيكلة لجنة الحكام
  • خطة إسرائيلية لإعادة إعمار غزة بعد فشل القضاء على حكومة حماس
  • هل نحن على أعتاب حرب جديدة؟
  • التجمعات الاقتصادية.. قاطرات مُهمة لإعادة هيكلة اقتصادنا