القدس – حذرت المؤسسة الأمنية في إسرائيل من أن قرار تقييد الدخول إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان سيؤدي لضرر بالعلاقات بين إسرائيل والدول السنية.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت عن مصادر أمنية قولها إن القرار سيؤدي أيضا لتوحيد المسلمين (الفلسطينيين) في الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر في وجه إسرائيل.

وتضيف أن القرار الذي جاء بناء على طلب وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، يشكل خطرا أمنيا حقيقيا يشبه ما حدث في مايو من العام 2021، خلال عملية سيف القدس (وتسميها إسرائيل حارس الأسوار).

وجاءت عملية سيف القدس ردا على محاولة إسرائيل إخلاء المواطنين من منازلهم في حي الشيخ جراح، حيث قامت كتائب القسام بإطلاق رشقات صاروخية على غلاف غزة ومدينة القدس.

وقد قتل وأصيب في عملية سيف القدس عشرات الفلسطينيين، واندلعت مواجهات عنيفة في باحات الأقصى وفي عدة مناطق في الضفة آنذاك.

وأكد مسؤولون أمنيون إسرائيليون في تحذير شديد اللهجة إلى المستوى السياسي “سوف يوحد الأقصى المسلمين ضد إسرائيل على جانبي الخط الأخضر، في الشرق الأوسط بأكمله، وسيضر بالعلاقات الحرجة في زمن الحرب مع الدول السنية المعتدلة مثل مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة وقطر، والتي لعب بعضها دورا مهما في المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن وصياغة نظام بديل لحماس في اليوم التالي للحرب”.

وفي مناقشة الليلة الماضية، تم الاتفاق على تقييد دخول الفلسطينيين داخل الخط الأخضر(عرب 48)،

وتقول يديعوت نقلا عن مصادر أمنية إن المس بالأقصى بالنسبة للمسلمين هو خط أحمر من شأنه أن يخترق التوتر الموجود بالفعل في ساحات أخرى غير غزة.. “هذا مثل برميل متفجرات تتطوع إسرائيل بإشعاله”.

تجدر الإشارة إلى أن الشرطة اقترحت تقييد دخول الفلسطينيين من مواطني الخط الأخضر (عرب إسرائيل) الذين تبلغ أعمارهم 50 عاما أو أكثر، في حين اقترحت مؤسسة الدفاع عدم تقييد دخولهم إلى الحرم القدسي على الإطلاق. وفيما يتعلق بالفلسطينيين من مواطني الضفة والقدس، اقترحت الشرطة قصر الدخول إلى المنطقة على سن 60 عاما.

وقال محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا لعرب إسرائيل: “يبدو أن نتنياهو قرر تلبية رغبات بن غفير عندما يتعلق الأمر بإشعال النيران وبدء حرب ضد المواطنين العرب إلى جانب الحرب التي تشن ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. هذا أمر خطير للغاية، إنها خطوة خطيرة للغاية تنتهك حرية الدين وحرية العبادة”.

وتابع “هذا قرار لا يمكن تمريره، وأدعو الجمهور العربي وجميع القوى الديمقراطية في إسرائيل إلى الاتحاد ضد الهوس الذي يتم شنه داخل الحكومة من جهة، وأيضا على العالم العربي بأسره والعالم الإسلامي والعالم المستنير للوقوف في وجه الجنون الموجود بالإضافة إلى الجنون الذي تشنه إسرائيل في غزة”.

ووصف عضو الكنيست أحمد الطيبي القرار بأنه “قرار كاهاني من قبل نتنياهو”، مضيفا: “حان الوقت للرئيس الأمريكي جو بايدن لفرض عقوبات على بن غفير نفسه. إن منع المسلمين من الضفة الغربية والخط الأخضر من الصلاة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك يستحق المناقشة في الأمم المتحدة.

المصدر: يديعوت أحرنوت

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الخط الأخضر

إقرأ أيضاً:

نجاة عبد الرحمن تكتب: من طرف خفي ( 46 )

لماذا سيناء منذ بدء الخليقة سبب الصراع اليهودي مع الديانات السماوية الأخرى، يعود إصرار إسرائيل على تهجير الفلسطينيين، خاصة من غزة، يرتبط بمشروعها الأيديولوجي و الديموغرافي والديني الذي يشمل إعادة بناء "هيكل سليمان" في القدس. 

هذا الموضوع ليس مجرد مسألة سياسية، بل له جذور دينية واستراتيجية لدى بني صهيون وتحديدًا لدى الجماعات الدينية المتطرفة التي ترى أن إزالة المسجد الأقصى وبناء "الهيكل" هو خطوة ضرورية لتحقيق "الخلاص اليهودي".

عِلاقة اليهود بسيناء تمتد عبر التاريخ، وهي تحمل أبعادًا دينية، تاريخية، واستراتيجية، مما يجعلها منطقة ذات أهمية خاصة في الفكر اليهودي والصهيوني، لها عدة جوانب أبرزها :

* العِلاقة الدينية والتاريخية
الخروج من مصر

وفقًا للتوراة، يُعتقد أن بني إسرائيل عبروا سيناء خلال "الخروج" من مصر بقيادة النبي موسى عليه السلام في عهد الملك المصري رمسيس الثاني و نجله الملك مرنبتاح، و غدروا بسيدنا موسي بسيناء على الرغْم من كل ما قدمه لهم من معجزات لذلك عاقبهم الله بالشتات.

* جبل الطور أو "جبل سيناء" الموقع الذي تلقى فيه سيدتا موسى عليه السلام الوصايا العشر، و ترى بعض الجماعات الدينية المتطرفة أن سيناء كانت جزءًا من الأرض التي وعد الله بها اليهود، رغم أن التوجه الصهيوني العام يركز على فلسطين، فإن هناك نظريات ترى أن سيناء يمكن أن تكون بديلاً لإقامة دولة يهودية (كما سبق و طرح في مشروعات استعمارية قديمة)، و التي أشرت لها و شرحتها باستفاضة خلال عدة مقالات سابقة.


* العِلاقة الصهيونية بسيناء

الاحتلال الإسرائيلي لسيناء (1956 و1967-1982) إسرائيل احتلت سيناء مرتين، الأولى خلال العدوان الثلاثي عام 1956، والثانية بعد نكسة 1967، واستمرت السيطرة عليها حتى 1982، بعد أن تسلمت مصر كامل أراضيها بموجب معاهدة كامب ديفيد و جولات بمحكمة العدل الدولية.

و خلال الاحتلال، حاولت إسرائيل توطين بعض اليهود في مستوطنات بسيناء، مثل مستوطنة "ياميت" قرب العريش، لكنها أُجبرت على تفكيكها بعد اتفاقية السلام مع مصر.


* مشروعات الاستيطان اليهودي في سيناء:

بعض المفكرين الإسرائيليين، مثل موشيه ديان، رأوا أن سيناء يمكن أن تكون منطقة توسع استيطاني، و في السبعينيات، كانت هناك خطط لإنشاء مستوطنات دائمة، لكن تم إيقافها بعد معاهدة كامب ديفيد عام 1979.

* سيناء في الفكر الإسرائيلي الحديث

الطموحات الأمنية:

إسرائيل تعتبر سيناء "حاجزًا أمنيًا طبيعيًا" يفصلها عن مصر، وتراقب الوضع الأمني هناك باستمرار، و بعد أحداث الربيع العبري في 2011، زادت الأنشطة الإرهابية في شمال سيناء، ما جعل إسرائيل تدعو لتشديد السيطرة المصرية عليها.


* سيناء كمنطقة "بديلة" للفلسطينيين:

بعض المخططات الإسرائيلية، مثل "صفقة القرن"، تضمنت إشارات مباشرة و غير مباشرة لإمكانية استيعاب الفلسطينيين في سيناء.

رغم الرفض المصري القاطع، هناك تسريبات وتقارير تتحدث عن ضغوط إسرائيلية لنقل سكان غزة إلى سيناء نظرا لان اليهودية تعتبر سيناء مكانًا مقدسًا في تاريخها الديني و لا تزل سيناء محل اهتمام إسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بالأمن، والمخططات المتعلقة بتهجير الفلسطينيين.


غزة هي المعقل الأكبر للمقاومة الفلسطينية، وخاصة حركة حماس، التي تعتبر نفسها مدافعة عن المسجد الأقصى، و تهجير سكان غزة أو إضعافهم يعني تقليل التهديد الذي قد تواجهه إسرائيل إذا حاولت تنفيذ مخطط "الهيكل"، و إسرائيل تدرك أن الفلسطينيين في غزة والضفة هم العقبة الأساسية أمام تهويد القدس.


و تهجير جزء من الفلسطينيين، خاصة سكان غزة الذين لا يزالون مرتبطين بقضية الأقصى، إلي سيناء يتيح لها حرية أكبر في تغيير واقع القدس.و خلق "واقع جديد" يمهد لتنفيذ المشروع.

بعد تهجير سكان غزة، يمكن لإسرائيل التحرك بحرية أكبر في القدس دون خوف من تصعيد كبير.حيث تسعى الجماعات اليهودية المتطرفة لتغيير الأوضاع داخل المسجد الأقصى، سواء بتقسيمه زمانيًا ومكانيًا أو بهدمه تدريجيًا.


الربط بين التهجير ومشروع الهيكل

إسرائيل لا تتعامل مع غزة بمعزل عن القدس، فهي ترى أن التخلص من المقاومة وتفريغ الأرض من الفلسطينيين سيسهل عليها تنفيذ مشروع الهيكل مستقبلاً، و هذا يتماشى مع رؤية التيارات الدينية الصهيونية التي تؤمن بأن إعادة بناء "الهيكل" شرط لتحقيق نبوءاتهم.


ما الهدف النهائي؟

* تحقيق السيادة اليهودية الكاملة على القدس دون مقاومة فلسطينية قوية.


* إعادة بناء الهيكل مكان المسجد الأقصى تحت حجج دينية وتاريخية.


* خلق واقع جديد في فلسطين يجعل العودة مستحيلة، ويفرض حلولًا إسرائيلية بالقوة.


لكن هل ينجح هذا المخطط؟

حتى الآن، الصمود الفلسطيني والرفض العربي والإسلامي يشكلان عائقًا كبيرًا أمام تنفيذ هذه المشاريع، لكن إسرائيل تستغل كل فرصة لتغيير الواقع على الأرض.

و جميع المعلومات حول مخططات إسرائيل لنقل سكان غزة إلى سيناء، وربطها بمشاريع مثل بناء "هيكل سليمان"، تستند إلى عدة مصادر إسرائيلية حديثة و قديمة لكن للأسف آفة العرب عدم القراءة و اذا قرأ لم يستوعبوا و اذا استوعبوا لا يصدقوا إلا إذا وقعت الكارثة، و من بين هذه المصادر التصريحات الرسمية والتسريبات الصحفية، و تقارير إسرائيلية نشرت في وسائل إعلام إسرائيلية مثل هآرتس ويديعوت أحرونوت تقارير حول خطط تهجير الفلسطينيين من غزة، خاصة بعد طوفان الأقصي عام 2023.

بالإضافة لتصريحات مسؤولين إسرائيليين: و بعض السياسيين الإسرائيليين، مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، صرحوا علنًا عن رغبتهم في دفع الفلسطينيين للهجرة.

فضلا عن تقارير دولية وحقوقية، من بينهم منظمات هيومن رايتس ووتش و العفو الدولية حذرت من مخططات التهجير القسري واعتبرتها جرائم حرب.

و تقارير الأمم المتحدة تحدثت عن جهود إسرائيلية لدفع الفلسطينيين للخروج من غزة عبر تدمير البنية التحتية والحصار، لتنفيذ مشروعها الديني التعصبي

وهناك أيضا أبحاث ودراسات حول المخططات الصهيونية منذ عقود، مثل "خِطَّة يينون" التي تحدثت عن تفتيت الدول العربية، وكتب مثل التطهير العرقي في فلسطين للمؤرخ إيلان بابيه، و دراسات حول الجماعات اليهودية المتطرفة مثل "معهد الهيكل" الذي يعمل علنًا على التحضير لبناء الهيكل الثالث مكان المسجد الأقصى.

هل تحقق إسرائيل حلمها المتطرف أم سيصطف العرب خلف مصر لمواجهة هذا المخطط أللأعين؟ '

مقالات مشابهة

  • لافروف: إسرائيل تُخطط لطرد الفلسطينيين من غزة والسيطرة على الضغة الغربية
  • إسرائيل تُواصل هدم بيوت الفلسطينيين في القدس
  • بيان عربي جديد ضد قرارات إسرائيل بحق الأونروا وتهجير الفلسطينيين
  • قوات الاحتلال وعشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى
  • قيادي بحماس يستبعد عودة جيش الاحتلال للحرب في غزة
  • إسرائيل تنفذ 2161 اعتداء على الفلسطينيين في الضفة الغربية خلال شهر
  • الضفة الغربية.. إسرائيل تقتل 70 فلسطينيا منذ بداية 2025
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: من طرف خفي ( 46 )
  • استشهاد مسنٍ فلسطيني برصاص الاحتلال في الضفة الغربية
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى