موقع النيلين:
2024-12-23@07:22:23 GMT

الضياع بين الخُلع والطَّلاق!

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT


تساءلتُ في آخرِ مقالي الذي بعنوان: (لماذَا الخُلع ليسَ كالطَّلاقِ ثلاثًا؟!): لماذَا المرأةُ في سنِّ السِّتين عامًا تخلعُ زوجَهَا؟ كذلك السُّؤال: لماذَا تهدمُ الشَّابَّةُ العروسةُ بيتهَا مبكِّرًا، وتصرُّ على خلع عريسَها الشَّاب لأتفهِ الأسباب؟!

أعتقدُ جازمًا أنَّ هاتين الحالتين من الخُلع، إنَّما تعودان لأسبابٍ غيرِ مبرَّرةٍ في غالبِهَا، فالمرأةُ التي عاشتْ مع زوجِهَا أكثرَ من أربعينَ عامًا، أنجبتْ -على الأقلِّ- خمسةً من الأبناءِ والبناتِ، وكانتْ معه على الحُلْوة والمُرَّة، وبينهما فضلٌ كبيرٌ تقاسماه، وإنْ لم يجمعهمَا حبٌّ قلبيٌّ عميقٌ، لكنْ كانَ بينهما من الأُلفةِ والمعايشةِ والصَّبرِ على بعضِ ما أوصلهمَا إلى هذَا العُمرِ المديدِ، فأيُّ مبرِّرٍ يجعلُها تخلعُهُ؟!

البعضُ منهنَّ -القليلُ جدًّا- قدْ يكونُ عندهنَّ مبرِّرٌ مقبولٌ، كأنْ تقول بأنَّها لمْ تعدْ تريدُ أنْ تكسبَ إثمًا ببقائِهَا معُهُ بكونِهَا لمْ تعدْ تسايرُهُ في المتطلَّباتِ الزَّوجيَّةِ الهرمونيَّةِ، إلَّا أنَّ الكثيرَ منهنَّ -أي اللائِي يخلعنَ أزواجَهنَّ- إنَّما هو من بابِ التخلُّص من الارتباطِ، وفي الوقت نفسه أوجدت البديلَ عنهُ بصحبةِ شُلَّةٍ من النِّساء المسبِّبات للخُلع والمخبِّبات للزَّوجاتِ على أزواجِهنَّ، فرباطُ الزَّوجيةِ ميثاقٌ غليظٌ -كما أطلق عليهِ ذلكَ اللهُ سبحانه وتعالى-، والتَّساهل في حلِّ ذلك الميثاقِ من الرَّجلِ بالطَّلاقِ، ومن الزَّوجةِ بالخُلعِ يترتَّب عليهِ أثرٌ سلبيٌّ على الأُسرةِ والأبناءِ والبناتِ، لذلك فإنَّ في مثلِ هذا الوضعِ أنْ تكونَ للمرأةِ صديقاتهَا لا بأسَ مع مسايرةِ حياةِ الزَّوجِ وبقائه، لا التخلُّص منه بالخُلع، وكذلك الزَّوج يجبُ عليه أنْ يراعي زوجتَهُ التي عاشتْ معه عمرَهَا كلَّه، وألَّا ينصرفَ عنها، ويقضي الوقتَ كلَّه مع أصحابِهِ، أو يطلِّقها من أجلِ نزوةِ امرأةٍ أُخْرَى، وكما قلتُ سابقًا إنَّ أمرًا كهذَا يحتاجُ إلى إجراءِ بحوثٍ اجتماعيَّةٍ لمعرفةِ المزيدِ من الأسبابِ.

أمَّا الأكثرُ استغرابًا، ويحتاجُ إلى الدِّراسةِ والبحثِ، فهو ظاهرةُ الزَّوجاتِ حديثاتِ عهدٍ بالزَّواجِ، واللائِي لم يمضِ على زواجهنَّ سنةٌ، أو سنتان، ثمَّ تطلبُ الخُلع من زوجِهَا، وبما فيها من الوقاحةِ تتفاخرُ بين صديقاتِهَا بأنَّها خلعتْ زوجَهَا، ويفاخرُ البعضُ كذلك بإقامةِ احتفالٍ بمناسبة خلعهَا أو طلاقهَا، وإنْ بحثنَا عن الأسبابِ خلفَ ذلك الخُلع من الصَّغيرة فلا يوجدُ أسبابٌ سوى العنجهيَّةِ، وسوءِ التَّربيةِ، وعدم تحمُّل المسؤوليَّة، وبطانةِ الصَّديقاتِ، وبطرنةِ المعيشةِ، وأنَّ لديها مصدرًا ماديًّا تستغنِي به عنه، ولربَّما كان خلعهَا استجابةً لتحريضاتٍ من الأفكارِ السَّائدةِ في وسائلِ التَّواصلِ الاجتماعيِّ المتعدِّدة والتي تقدِّمها بناتٌ حُرمنَ من الاستقرارِ الأُسريِّ والحياةِ الزَّوجيَّةِ، ولعلَّ هناك أسبابًا أُخْرَى متعدِّدة تحتاجُ لمزيدٍ من إلقاءِ الضُّوء عليها.إن خلع الصغيرات وطلاقهن هو الأكثر انتشاراً، والأوسع حدوثاً في المجتمع، ولعله أحد الأسباب الرئيسة لعزوف الشباب عن الزواج، وهذا وذاك يحتاج إلى مقال مستقل -بإذن الله- لمعرفة أسباب هذا العزوف من الشباب عن الزواج.

أ.د صالح عبدالعزيز الكريم – جريدة المدينة

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: زوج ه ا

إقرأ أيضاً:

أزمة مياه مقبلة في أميركا وهذه هي الأسباب

في ظل تغير المناخ وتزايد أزمات البنية التحتية في الولايات المتحدة، تبرز أزمة جديدة تهدد بتفاقم مشكلات المياه في البلاد متمثلة في نقص العمالة الماهرة في قطاع المياه.

هذه القضية، التي تطرق إليها تقرير مفصل نشرته بلومبيرغ، تضع تحديا أمام قدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على مياه الشرب النظيفة وأنظمة الصرف الصحي الفعالة.

قطاع المياه الأميركي

ويشير التقرير إلى أن نحو 30% إلى 50% من العاملين في قطاع المياه الأميركي، والبالغ عددهم نحو 1.7 مليون شخص، سيصلون إلى سن التقاعد خلال العقد المقبل.

نحو 88% من مشغلي محطات معالجة المياه يبلغون من العمر 45 عاما أو أكثر (الفرنسية)

ويوضح جوزيف كين، الزميل في مؤسسة بروكينغز ومؤلف تحليل لبيانات عام 2021، أن 88% من مشغلي محطات معالجة المياه يبلغون من العمر 45 عاما أو أكثر، مقارنة بمتوسط وطني يبلغ 45% في القطاعات الأخرى.

وأشارت شانون والتون، مديرة تطوير القوى العاملة في الرابطة الوطنية للمياه الريفية، إلى أن هذا النقص يعكس غياب خطط الخلافة المناسبة للعاملين، خاصة في المناطق الريفية حيث تفتقر المجتمعات المحلية إلى الموارد اللازمة لتوظيف عامل جديد وتدريبه في الوقت الذي يعمل فيه عامل مؤهل.

إعلان

وتقول والتون: "في بعض المجتمعات الصغيرة جدا، قد تتشارك أكثر من قرية في مشغل مياه مرخص واحد فقط".

عبء ثقيل وأزمات متزايدة

وتحتاج البنية التحتية للمياه في الولايات المتحدة إلى استثمارات ضخمة تُقدر بـ630 مليار دولار خلال الـ20 عاما المقبلة، وفقا لتقرير وكالة حماية البيئة لعام 2024.

هذه القيمة تعكس زيادة بنسبة 73% مقارنة بتقديرات عام 2012، مما يعكس مدى التدهور الذي شهدته البنية التحتية وتزايد الضغوط عليها، وفق بلومبيرغ.

وتزيد التغيرات المناخية من التحديات التي تواجه القطاع:

ففي سبتمبر/أيلول 2024، شهد سكان أشفيل في كارولينا الشمالية انقطاعا للمياه استمر أكثر من 50 يوما بعد إعصار هيلين. وفي قرية وايتهول بنيويورك، تسبب الجفاف في انخفاض مستوى المياه بمقدار 14 قدما، مما أجبر المدارس على الإغلاق وتعطيل الحياة اليومية. وفي نيويورك، تتسبب التحولات في أنماط هطول الأمطار في مشكلات إضافية. ويوضح روهيت أغاروال، رئيس قسم المناخ في المدينة، أن هطول الأمطار بدلا من تساقط الثلوج يجعل المياه أكثر تلوثا نتيجة الجريان السطحي، ويضيف "نحصل على مياه نظيفة جدا من ذوبان الثلوج، لكن مياه الجريان السطحي الناتجة عن العواصف الشديدة تشكل تحديا كبيرا". أزمة العمالة الماهرة ونقص الخبرة

يوضح جيمس فاهي المشرف على العمليات في منشأة "فيوليا نورث أميركا"، في حديث لبلومبيرغ، التعقيدات التي يواجهها العمال في تحويل المياه من بحيرة مغطاة بالطحالب إلى مياه شرب نقية وصالحة للاستهلاك.

المياه تمر بسلسلة من العمليات تشمل معالجات الأوزون لإزالة المعادن الثقيلة مثل الحديد والمنغنيز (شترستوك)

وتمر المياه بسلسلة من العمليات تشمل معالجات الأوزون لإزالة المعادن الثقيلة مثل الحديد والمنغنيز، وإضافة الكلور لقتل البكتيريا، ومرورها عبر فلاتر متعددة الطبقات من الرواسب والرمال.

ويقول فاهي: "ليس الأمر متعلقا فقط بالحصول على مؤهلات وشهادات، بل يتعلق بالخبرة العملية؛ أي شخص يمكنه اجتياز الاختبارات، لكن الخبرة العملية هي التي تصنع الفارق".

إعلان

المناصب التي تحتاج إلى شغل تشمل أعمال الصيانة، وإدارة محطات معالجة المياه، وإصلاح خطوط المياه، وكلها تقدم أجورا تنافسية. لكن، كما أوضح آلان ويلاند، الرئيس الإقليمي لشركة "فيوليا ووتر نيوجيرزي"، فإن الوعي بهذه الفرص ضعيف للغاية.

ويقول ويلاند: "نحن لم نروج لهذا القطاع كما ينبغي تاريخيا".

مبادرات لجذب العمالة الشابة

وتسعى بعض المؤسسات إلى التصدي لهذه الأزمة من خلال إطلاق برامج تدريبية جديدة، وفق ما ذكرته بلومبيرغ.

فقد أطلقت الرابطة الوطنية للمياه الريفية برنامجا للتدريب المهني يهدف إلى جذب العمالة الشابة. وفي عام 2023، فتحت "فيوليا نورث أميركا" أكاديميتها التدريبية للجمهور لمساعدة المتدربين على اجتياز اختبارات الشهادات الحكومية.

ومع ذلك، يظل التحدي الأكبر هو إقناع الشباب بالانضمام إلى هذا القطاع المهم، ويقول آلان ويلاند، الرئيس الإقليمي لشركة "فيوليا ووتر نيوجيرزي": "معظم العاملين الحاليين، بمن فيهم أنا، اكتشفوا هذا القطاع عن طريق الصدفة".

وخلال القرن الـ19 وأوائل القرن الـ20، ساعدت الاستثمارات الكبيرة في أنظمة المياه والصرف الصحي في القضاء على أمراض قاتلة مثل الكوليرا والتيفوئيد، وفق الوكالة.

ويشير خبراء إلى أهمية أن يستلهم صانعو السياسات هذه التجربة لتجنب عودة الأزمات الصحية الناتجة عن تلوث المياه.

وتقول شانون والتون إن العمل في قطاع المياه يظل "خارج نطاق الرؤية والاهتمام". تقول: "حتى في أثناء الكوارث، يتم الاحتفاء بعمال الكهرباء لأن الجميع يرونهم يصلحون الأعمدة. أما عمال المياه والصرف الصحي، فعملهم غير مرئي".

مقالات مشابهة

  • فورين أفيرز: لهذه الأسباب لا تخاف بكين من ترامب
  • لماذا يعاني بعض الأطفال من صعوبة التعلم؟.. الأسباب والعلامات وطرق للتعامل
  • «شعبة السيارات»: ارتفاع الأسعار وارد لهذه الأسباب
  • إقرار الأسباب الموجبة لتعديل نظام إدارة الموارد البشرية
  • عمائم إيران ترد على بوتين: لهذه الأسباب لم نقاتل مع بشار الأسد ؟
  • جودة العسل وتربية النحل مهدّدان في الجزائر.. هذه هي الأسباب!
  • أزمة مياه مقبلة في أميركا وهذه هي الأسباب
  • داخل على امتحانات ومش عارف تركز؟ تعرف على علاج ضعف التركيز
  • رشوان توفيق: كان هناك جزء ثالث من «المال والبنون».. ولم يكتمل لهذه الأسباب
  • لا تنسى شرب الماء في الشتاء لهذه الأسباب.. احذر