موقع النيلين:
2025-03-20@00:53:48 GMT

الضياع بين الخُلع والطَّلاق!

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT


تساءلتُ في آخرِ مقالي الذي بعنوان: (لماذَا الخُلع ليسَ كالطَّلاقِ ثلاثًا؟!): لماذَا المرأةُ في سنِّ السِّتين عامًا تخلعُ زوجَهَا؟ كذلك السُّؤال: لماذَا تهدمُ الشَّابَّةُ العروسةُ بيتهَا مبكِّرًا، وتصرُّ على خلع عريسَها الشَّاب لأتفهِ الأسباب؟!

أعتقدُ جازمًا أنَّ هاتين الحالتين من الخُلع، إنَّما تعودان لأسبابٍ غيرِ مبرَّرةٍ في غالبِهَا، فالمرأةُ التي عاشتْ مع زوجِهَا أكثرَ من أربعينَ عامًا، أنجبتْ -على الأقلِّ- خمسةً من الأبناءِ والبناتِ، وكانتْ معه على الحُلْوة والمُرَّة، وبينهما فضلٌ كبيرٌ تقاسماه، وإنْ لم يجمعهمَا حبٌّ قلبيٌّ عميقٌ، لكنْ كانَ بينهما من الأُلفةِ والمعايشةِ والصَّبرِ على بعضِ ما أوصلهمَا إلى هذَا العُمرِ المديدِ، فأيُّ مبرِّرٍ يجعلُها تخلعُهُ؟!

البعضُ منهنَّ -القليلُ جدًّا- قدْ يكونُ عندهنَّ مبرِّرٌ مقبولٌ، كأنْ تقول بأنَّها لمْ تعدْ تريدُ أنْ تكسبَ إثمًا ببقائِهَا معُهُ بكونِهَا لمْ تعدْ تسايرُهُ في المتطلَّباتِ الزَّوجيَّةِ الهرمونيَّةِ، إلَّا أنَّ الكثيرَ منهنَّ -أي اللائِي يخلعنَ أزواجَهنَّ- إنَّما هو من بابِ التخلُّص من الارتباطِ، وفي الوقت نفسه أوجدت البديلَ عنهُ بصحبةِ شُلَّةٍ من النِّساء المسبِّبات للخُلع والمخبِّبات للزَّوجاتِ على أزواجِهنَّ، فرباطُ الزَّوجيةِ ميثاقٌ غليظٌ -كما أطلق عليهِ ذلكَ اللهُ سبحانه وتعالى-، والتَّساهل في حلِّ ذلك الميثاقِ من الرَّجلِ بالطَّلاقِ، ومن الزَّوجةِ بالخُلعِ يترتَّب عليهِ أثرٌ سلبيٌّ على الأُسرةِ والأبناءِ والبناتِ، لذلك فإنَّ في مثلِ هذا الوضعِ أنْ تكونَ للمرأةِ صديقاتهَا لا بأسَ مع مسايرةِ حياةِ الزَّوجِ وبقائه، لا التخلُّص منه بالخُلع، وكذلك الزَّوج يجبُ عليه أنْ يراعي زوجتَهُ التي عاشتْ معه عمرَهَا كلَّه، وألَّا ينصرفَ عنها، ويقضي الوقتَ كلَّه مع أصحابِهِ، أو يطلِّقها من أجلِ نزوةِ امرأةٍ أُخْرَى، وكما قلتُ سابقًا إنَّ أمرًا كهذَا يحتاجُ إلى إجراءِ بحوثٍ اجتماعيَّةٍ لمعرفةِ المزيدِ من الأسبابِ.

أمَّا الأكثرُ استغرابًا، ويحتاجُ إلى الدِّراسةِ والبحثِ، فهو ظاهرةُ الزَّوجاتِ حديثاتِ عهدٍ بالزَّواجِ، واللائِي لم يمضِ على زواجهنَّ سنةٌ، أو سنتان، ثمَّ تطلبُ الخُلع من زوجِهَا، وبما فيها من الوقاحةِ تتفاخرُ بين صديقاتِهَا بأنَّها خلعتْ زوجَهَا، ويفاخرُ البعضُ كذلك بإقامةِ احتفالٍ بمناسبة خلعهَا أو طلاقهَا، وإنْ بحثنَا عن الأسبابِ خلفَ ذلك الخُلع من الصَّغيرة فلا يوجدُ أسبابٌ سوى العنجهيَّةِ، وسوءِ التَّربيةِ، وعدم تحمُّل المسؤوليَّة، وبطانةِ الصَّديقاتِ، وبطرنةِ المعيشةِ، وأنَّ لديها مصدرًا ماديًّا تستغنِي به عنه، ولربَّما كان خلعهَا استجابةً لتحريضاتٍ من الأفكارِ السَّائدةِ في وسائلِ التَّواصلِ الاجتماعيِّ المتعدِّدة والتي تقدِّمها بناتٌ حُرمنَ من الاستقرارِ الأُسريِّ والحياةِ الزَّوجيَّةِ، ولعلَّ هناك أسبابًا أُخْرَى متعدِّدة تحتاجُ لمزيدٍ من إلقاءِ الضُّوء عليها.إن خلع الصغيرات وطلاقهن هو الأكثر انتشاراً، والأوسع حدوثاً في المجتمع، ولعله أحد الأسباب الرئيسة لعزوف الشباب عن الزواج، وهذا وذاك يحتاج إلى مقال مستقل -بإذن الله- لمعرفة أسباب هذا العزوف من الشباب عن الزواج.

أ.د صالح عبدالعزيز الكريم – جريدة المدينة

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: زوج ه ا

إقرأ أيضاً:

خبير في الشئون العسكرية: قد يقع تصعيد أكبر من أمريكا على مواقع الحوثي لهذه الأسباب

قال اللواء أيمن عبد المحسن، الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، بأن التصعيد العسكري في البحر الأحمر بين الولايات المتحدة والحوثيين يشهد تطورًا خطيرًا، حيث تستهدف الضربات الأمريكية تقليص القدرات العسكرية للجماعة الحوثية، في حين تواصل الأخيرة شنّ هجمات على الأهداف الأمريكية ردًا على ذلك.

خبير سياسات دولية: إيران أداة من أدوات الصين وروسيا والحوثيين أذرع لهاالبيت الأبيض: الرئيس ترامب أمر بعمل عسكري حاسم ضد الحوثيين

وأوضح عبد المحسن، خلال مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الغارات الأمريكية الأخيرة جاءت ردًا على استهداف الحوثيين لحاملة طائرات أمريكية، مشيرًا إلى أن واشنطن تسعى من خلال هذا التصعيد إلى تعزيز الأمن الإقليمي وحماية خطوط الملاحة البحرية، لا سيما مع تصاعد الهجمات على السفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

وأضاف أن الحوثيين قابلوا الضربات الأمريكية بتصعيد مضاد، حيث أعلن زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، استمرار الهجمات، بينما أكد وزير الدفاع الأمريكي أن الولايات المتحدة ستواصل توجيه ضربات "لا هوادة فيها" حتى تتوقف التهديدات الحوثية للملاحة الدولية.

وفيما يتعلق بالموقف الإيراني، أشار عبد المحسن إلى أن طهران نفت رسميًا أي دور لها في هجمات الحوثيين، غير أن تصريحات قادة الحرس الثوري، خاصة اللواء حسين سلامي، حملت تهديدات بالرد على أي استهداف لإيران أو حلفائها، ما يشير إلى احتمال اتساع دائرة التصعيد في المنطقة.

كما لفت إلى دخول الصين على خط الأزمة، حيث أعلنت رفضها لأي تصعيد في البحر الأحمر، في حين دعت الاستخبارات الأمريكية الدول المتضررة من تهديدات التجارة البحرية إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الحوثيين.

وأشار عبد المحسن إلى أن الولايات المتحدة أسست تحالفًا بحريًا دوليًا منذ نوفمبر 2023 لحماية الملاحة في البحر الأحمر، في أعقاب استهداف الحوثيين لعدد من السفن، مؤكدًا أن الهدف من هذا التحالف هو احتواء التهديدات دون الانجرار إلى صراع مفتوح.

واختتم بالقول إن الجماعة الحوثية، رغم تهديداتها، لم ترد حتى الآن على الضربات الإسرائيلية، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات مختلفة قد تؤثر على توازن القوى في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • هجوم الأمراض النادرة على الجزائر .. اعرف الأسباب
  • خبير عسكري: العدوان الجوي للاحتلال على غزة لن يتحول لعمل بري.. ‏هذه الأسباب
  • كل ما تريد معرفته عن جرثومة المعدة: الأسباب والأعراض وعلاجها بالمشروبات الطبيعية
  • حريق في جزين.. اليكم الأسباب
  • خبير في الشئون العسكرية: قد يقع تصعيد أكبر من أمريكا على مواقع الحوثي لهذه الأسباب
  • مافيا الاحتراف .. تفاهة الضياع الكروي ..!ّ