إدانة أممية لحادثة قتل جماعي في طرابلس الليبية
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
طرابلس – ليبيا أدانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا حادثة القتل العنيفة بالعاصمة طرابلس، والتي تمثلت في مقتل 10 أشخاص بشكل جماعي في ظروف غامضة داخل أحد المنازل بمنطقة أبوسليم جنوب العاصمة.
وذكرت مصادر الجزيرة نت إن هذه الحادثة التي وقعت فجر الثامن عشر من فبراير/شباط هي عملية تصفية جسدية تعرض ضحاياها إلى إطلاق الرصاص عليهم بشكل مباشر و إن عدد ضحاياها تجاوز العشرة، وينتمي بعضهم نظاميا إلى جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي الليبي.
ووصفت البعثة الأممية في ليبيا هذه الحادثة بأنها "تذكير آخر" بما وصفتها "التحذيرات التي ما فتئ الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عبد الله باتيلي، يطلقها مرارا وتكرارا من كون التنافس بين الجهات الأمنية بالعاصمة طرابلس ينطوي على مخاطر جسيمة بالنسبة للوضع الأمني الهش في العاصمة".
وأعلنت البعثة الأممية أنها تواصل متابعة الوضع عن كثب بعد هذه الحادثة ،وحثت السلطات في طرابلس على ضمان إجراء تحقيق مستقل وسريع وشامل في الواقعة، والعمل على منع أي أعمال قد تؤدي إلى التصعيد والمزيد من العنف.
وفي وقت سابق حذر باتيلي – في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي- مما وصفه "احتدام التنافس بين الفاعلين الأمنيين" في طرابلس لبسط السيطرة الميدانية على مناطقها الاستراتيجية التي تضم قواعد عسكرية ومؤسسات للدولة، ومن بينها مصرف ليبيا المركزي، وقال إن هذا التنافس يهدد الوضع الأمني الهش في العاصمة.
الحادثة التي وقعت فجر الثامن عشر من فبراير/شباط (مواقع التواصل الاجتماعي) تحقيقاتوفي سياق متصل أعلن مدير أمن طرابلس اللواء خليل أوهيبة -في بيان- أن النيابة العامة والأجهزة الأمنية الجنائية باشرت التحقيقات في الحادثة عقب صدور تعليمات من وزير داخلية حكومة الوحدة الوطنية اللواء عماد الطرابلسي بتشكيل فريق أمني لكشف الجناة وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
واكتفى جهاز دعم الاستقرار بنعي اثنين من منتسبيه ممن قتلوا في هذه الواقعة وقال إن يد الغدر طالتهما مع مجموعة كانت برفقتهما.
وأعلنت قبائل المشاشية -من أكبر قبائل غرب ليبيا- مقتل 6 من أبنائها في هذه الحادثة، وقالت إن الحادثة تعد إجهاضا لجهود تحقيق المصالحة والوفاق الوطني والاجتماعي واستعادة الأمن في البلاد ولها آثار وخيمة وسلبية على النسيج الاجتماعي في ليبيا.
وقالت قبائل المشاشية إن مجموعة مسلحة اقتحمت الموقع الذي كان يوجد فيه الضحايا، واغتالتهم جميعا يد الغدر والخيانة بدم بارد دون سابق إنذار ومن مسافة قريبة جدا رميا بالرصاص على الرأس مباشرة دون وجود أثر للمقاومة.
وطالبت قبائل المشاشية المجلس الرئاسي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية ووزيري الداخلية والعدل والنائب العام بسرعة التحرك لاتخاذ الوسائل القانونية لكشف الجناة وملاحقة من تورطوا في هذه الجريمة النكراء، واعتبرت هذه الجريمة بأنها من الجرائم ضد الإنسانية.
بعض الضحايا ينتمون نظاميا إلى جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي الليبي (مواقع التواصل الاجتماعي) توترات أمنيةوكان المبعوث الأممي في ليبيا عبد الله باتيلي قد أكد أن التوترات الأمنية التي شهدتها العاصمة طرابلس في الأسابيع الماضية كان طرفاها جهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب و جهاز دعم الاستقرار وتشكيلات مسلحة أخرى متحالفة معه.
وفي وقت سابق، انتقد مفتي عام ليبيا الدكتور الصادق الغرياني مرارا جهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب على خلفية إدارة الجهاز لسجن في قاعدة ومطار معيتيقة بطرابلس يوجد داخله مسلحون من تنظيم الدولة، وأفراد ممن يقول جهاز الردع إنهم ينتمون للتنظيمات الإرهابية.
كما يوجد في سجن معيتيقة قائد جهاز الاستخبارات العسكرية في نظام معمر القذافي السابق اللواء عبد الله السنوسي وعدد من رموز النظام السابق ممن يقضون مدة محكوميتهم في هذا السجن.
وقال مفتي ليبيا في حديثه التلفزيوني يوم الأربعاء الماضي، إن المعتقلين في سجن معيتيقة يقضون أعواما طويلة ظلما دون محاكمات، وكل من تسبب في ذلك سيعود عليه بالويلات، حسب تعبيره.
وأبدى مفتي ليبيا أسفه من أن اللجنة التي كلفها النائب العام ووزارة العدل للنظر في السجناء المظلومين في معيتيقة لم تقم بشيء، وذكر أن هذا يحمّلها المسؤولية القانونية والشرعية، وكان عليها أن تبرئ ذمتها بكتابة تقريرها من الأسبوع الأول من تكليفها، أو تستقيل إن كانت عاجزة.
وقال المفتي إن رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي وقائد جهاز الردع عبد الرؤوف كارة واللجنة المشكّلة للنظر في أمر السجناء مسؤولون عن أعداد كبيرة من السجناء على خلاف القانون منذ سنوات طويلة، لم توجه إليهم تهم أو يقدموا إلى محكمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: جهاز دعم الاستقرار هذه الحادثة جهاز الردع فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
مسؤولة أممية: أكثر من مليوني شخص بغزة في ظروف مروعة
قالت مسؤولة الطوارئ في وكالة الأونـروا لويز ووتريدج، الجمعة، إن أكثر من مليوني شخص ما زالوا محاصرين في ظروف مروعة في غزة ومحرومين من احتياجاتهم الأساسية.
وأشارت ووتريدج إلى أن "السكان لا يمكنهم الفرار، ويبدو الأمر وكأن كل طريق يمكن أن تسلكه يؤدي إلى الموت"، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
من جانبها، قالت (يونيسيف) إن "الحرب على الأطفال في غزة" تشكل تذكيرا صارخا بمسؤولية العالم الجماعية للقيام بكل ما هو ممكن لإنهاء معاناتهم، مؤكدة أن"جيلا من الأطفال يتحملون وطأة الانتهاك الوحشي لحقوقهم وتدمير مستقبلهم".
وأضافت اليونيسيف على لسان، مسؤولة الاتصالات الرئيسية في المنظمة في غزة روزاليا بولين "إن غزة هي واحدة من أكثر الأماكن المحزنة بالنسبة لنا كعاملين في المجال الإنساني، لأن كل جهد صغير لإنقاذ حياة طفل يضيع بسبب الدمار العنيف، ولأكثر من 14 شهرا، ظل الأطفال على حافة هذا الكابوس، حيث أبلغ عن قتل أكثر من 14500 طفل، وإصابة الآلاف غيرهم".
وحذرت اليونيسف من صعوبة الوضع مع حلول فصل الشتاء على غزة، حيث الأطفال "يشعرون بالبرد والرطوبة وهم حفاة الأقدام"، فيما لا يزال الكثير منهم يرتدون ملابس الصيف، مضيفة أن الأطفال يبحثون بين الأنقاض عن قطع بلاستيكية ليحرقوها، وأن الأمراض منتشرة في القطاع في ظل انعدام الخدمات الصحية وتعرض المستشفيات للهجوم بشكل مستمر.
وقالت الأونروا، إن الأحوال الجوية ساءت في الأيام الماضية وسيستمر هذا النمط كما كان متوقعا، إلا أن الوكالة اضطرت إلى إعطاء الأولوية للغذاء على مساعدات المأوى.
وأضافت الاونروا "لدينا إمدادات خارج قطاع غزة تنتظر دخول القطاع منذ ستة أشهر، هذا هو الواقع الذي يعيشه العاملون في المجال الإنساني هنا، يتعين علينا الاختيار بين حصول الناس على الطعام أو حصولهم على المأوى".