تلغراف: هل حقا يسعى الديمقراطيون للإطاحة ببايدن؟
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
كشفت صحيفة تلغراف البريطانية أن ضعف ذاكرة الرئيس الأميركي جو بايدن وتوالي ارتكابه لأخطاء كثيرة في الأسماء والأماكن أججت النقاش بشأن مدى استحقاقه الترشح لولاية ثانية ممثلا عن الحزب الديمقراطي.
وأضافت الصحيفة في تقرير مطول أن العديد من الديمقراطيين باتوا يشعرون بالغضب من مؤسستهم الحزبية التي يرون أنها تفتقر للشجاعة اللازمة لاستبدال بايدن، وأنها تثقل كاهلهم بمرشح رئاسي وحيد لا يستطيع الفوز لأنه من الواضح أنه كبر في السن وذاكرته ضعيفة.
وبحسب التقرير فإن فريق الرئيس السابق دونالد ترامب يشعر بقلق من أن الديمقراطيين يجهزون لتعويض بايدن بمرشحة أصغر سنا في مؤتمر الحزب في آب/أغسطس القادم، علما أن تشبث بايدن بوظيفته برغم كل الانتقادات يصعب المهمة لدرجة أن الحزب الديمقراطي إذا أراد أن يرشح شخصا آخر للرئاسة فسيتعين عليه "جر بايدن من البيت الأبيض وهو يركل ويصرخ".
وتابع التقرير بأن قضية سن الرئيس بايدن التي كان الديمقراطيون يرفضونها في السابق أصبحت الآن مسألة يصعب تجاهلها خاصة مع تعدد هفوات الرئيس بايدن في خطاباته العلنية.
ترامب بدأ يزحف
وما يزيد من حدة الضغوط هو أن استطلاعات الرأي تظهر أن ترامب بدأ يزحف إلى الصدارة على مستوى البلاد، وبات يتقدم بشكل ملحوظ في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان وبنسلفانيا.
وذكرت الصحيفة أن بعض منظمي استطلاعات الرأي صاروا يلاحظون أن عددا من الأفراد الذين صوتوا للديمقراطيين في عام 2020 قد لا يفعلون ذلك مرة أخرى، فقد وصفوا بايدن قبل أربع سنوات بأنه "عادي" وعاقل" و"متحضر"، لكنهم الآن ينظرون إليه على أنه رجل "مسن ومريض وعجوز وموهوم".
وهؤلاء وغيرهم كثير باتوا على قناعة أنهم وقعوا في فخ، حيث انتخب بايدن في 2020 لإنهاء عهد ترامب ثم يتنحى جانبا، لكنه ما يزال مستمر لحد الآن، وهو يستعد لمواجهة ترامب الذي يتجه نحو الفوز بترشيح الحزب الجمهوري.
ونقلت تلغراف عن منظم استطلاعات الرأي فرانك لونتز قوله إن 70% من الأميركيين لا يريدون لا بايدن ولا ترامب، وهم يتساءلون كيف لبلد بحجم الولايات المتحدة أن تتحدد خياراته في هذين العجوزين فقط؟
بايدن مستفيد
ونقل التقرير عن الصحفي جوناثان مارتن قوله في مقال له بصحيفة بوليتيكو الأميركية إن ترامب هو الذي يبقي بايدن في اللعبة، حيث يوحد ترامب الكثيرين ضده، ومن ثم هؤلاء يتجرعون بايدن فقط حتى لا يعود ترامب.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن الحديث عن ميشال أوباما كخيار قد يطرح في لقاء الحزب الجمهوري مسألة مستبعدة لأن موقفها من الترشح معروف للجميع، وقد سبق وأن أعلنت أنها رفضت دائما ترشح زوجها لمجلس الشيوخ كما للرئاسيات.
ومن ثم يبقى الخيار الأفضل -في حال صحت نظرية الإطاحة بخيار بايدن- في نائبته الحالية كامالا هاريس. علما أن الإطاحة ببايدن تفترض قيام الحزب بعزله قسرا ولا يمكنه القيام بذلك إلى إذا كان المرشح عاجزا بشكل بيّن.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بايدن يحث على الحب والاحترام... وترامب يهاجم خصومه بعيد الميلاد
بث الرئيس الديمقراطي جو بايدن الذي توشك ولايته على الانتهاء والرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب الذي يتولى منصبه بعد أقل من شهر رسائل متباينة بمناسبة عيد الميلاد.
فقد حث بايدن الأمريكيين على التأمل والاتحاد بينما قدم ترامب تحية العيد ووابلاً من الرسائل السياسية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وجاءت رسالة بايدن الصوتية مصاحبة لمقطع مصور لزينة عيد الميلاد في البيت الأبيض نُشر على موقع يوتيوب في وقت متأخر من عشية عيد الميلاد، وحث فيها الأمريكيين على "نبذ كل ضجيج وكل ما يفرقنا".
وقال بايدن بينما كانت الكاميرا تتجول بين أشجار عيد الميلاد المزينة داخل البيت الأبيض "نحن هنا على هذه الأرض لرعاية بعضنا بعضا، ولنحب بعضنا بعضاً... في أحيان كثيرة، يرى بعضنا بعضا أعداء، وليس جيراناً، وليس مواطنين أمريكيين".
وحث بايدن الأمريكيين على البحث عن لحظة "تأمل هادئ" تذكرهم بمعاملة بعضهم بعضا بكرامة واحترام، و"العيش في النور" وأن يتذكروا أن ما يجمع الأمريكيين أكثر مما يفرقهم. وقال "نحن محظوظون حقاً لأننا نعيش في هذه الأمة".
أما ترامب فقد نشر صباحاً رسالة "عيد ميلاد سعيد" على موقع تروث سوشيال يوم عيد الميلاد مع صورة له ولزوجته ميلانيا، ثم أعقب ذلك بإعادة نشر أكثر من 20 تغريدة أخرى تدعم مواقفه السياسية وتتناول موضوعات تضمنت المرشح المثير للجدل لمنصب وزير الدفاع بيت هيجسيث ومطالبة ترامب بالسيادة على جرينلاند وقناة بنما.
وسخر ترامب في أحد المنشورات من باراك أوباما الذي يظهر بصورة في حفل تنصيبه عام 2017 بالقول "حين ترى الرجل الذي قال ’لن تكون رئيساً أبداً’ في حفل تنصيبك".
وتولى بايدن منصبه في عام 2021 متعهداً "بإنهاء هذه الحرب غير المتحضرة التي تضع الأحمر (الحزب الجمهوري) في مواجهة الأزرق (الديمقراطي)، والريف ضد الحضر، والمحافظ أمام الليبرالي"، وقال إنه انسحب من السباق الرئاسي لعام 2024 في يوليو (تموز) لتوحيد البلاد.
لكن الاستقطاب تفاقم في الولايات المتحدة، وفقاً لبعض المعايير، في أثناء حملة 2024 التي تسابق فيها بايدن وترامب ثم بعد أن حلت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الديمقراطي، محل بايدن في السباق.
ودعا ترامب إلى محاكمة من يعتبرهم أعداء سياسيين وتعهد بإعادة هيكلة الحكومة الاتحادية.