انعكاسات تطور العلاقات “المصرية-التركية” على جماعة الإخوان
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
اتجاهات مستقبلية
انعكاسات تطور العلاقات “المصرية-التركية” على جماعة الإخوان
شهدت الفترة الماضية تطورًا ملفتًا ومتسارعًا في العلاقات “المصرية-التركية”، توِّج مؤخرًا بزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مصر ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي، واتفاقهما على أن يزور الرئيس المصري تركيا في شهر إبريل المقبل، وذلك بعد سنوات من القطيعة، حيث يبدو أن كلا البلدين قد قرر تنحية خلافاتهما، خصوصًا ما يتعلق منها بجماعة الإخوان على الأراضي التركية، وتعزيز العلاقات والبحث عن الملفات التي تحقق أقصى استفادة ممكنة للبلدين، سواء في المجال الاقتصادي أو السياسي أو حتى العسكري.
ويبدو أن تداعيات التقارب “المصري-التركي” قد ألقت بظلالها سريعا على جماعة “الإخوان” في تركيا، وذلك بعدما كشفت تقارير عن قيام السلطات التركية بسحب الجنسية من “محمود حسين” القائم بعمل المرشد لجماعة “الإخوان” والمقيم في إسطنبول وإبطال جواز سفره الشخصي، وذلك عقب زيارة الرئيس أردوغان إلى مصر، وهو ما يمثل ضربة قوية للجماعة التي كانت تعدُّ تركيا أهم المعاقل الآمنة بالنسبة لها، وجعل العديد من قادتها يلجؤون إليها ويستقرون بها، كما أن العديد من القنوات الفضائية التابعة أو الموالية للجماعة كانت تنطلق من تركيا.
جاء قرار السلطات التركية بسحب جنسيتها من محمود حسين في وقت تشير فيه بعض التقارير إلى أن عددًا من قيادات جماعة الإخوان قد بدأت فعليًّا في مغادرة الأراضي التركية بمجرد الإعلان عن نية الرئيس أردوغان زيارة مصر، من بينهم عناصر إعلامية وعناصر من حركة “حسم” وبعض العناصر الأكاديمية التي كانت تعمل في الجامعات التركية، وذلك ما يعني أن تلك العناصر والقيادات أصبحت تدرك أن تركيا لم تعد الواحة الآمنة بالنسبة لهم، وهو ما سيدفعهم إلى تكثيف جهودهم للبحث عن ملاذات بديلة، مع ما يكتنف ذلك من صعوبة بالغة في هذه المرحلة، نظرًا لأن العديد من الدول بات يرفض وجود عناصر الجماعة على أراضيه لما يسببونه من توتُّر في العلاقات مع الدول الخارجية.
من جهة أخرى فإن الخطوات التي اتخذتها السلطات التركية ضدَّ العناصر الإخوانية خلال الأشهر الماضية، مثل حملات المداهمة ضد العناصر المقيمة في البلاد، واحتجاز العشرات ممّن لا يحملون هويات أو إقامات أو جنسيات، وذلك بعد الإعلان عن إعادة العلاقات بين مصر وتركيا وفتح السفارات بينهما، ومن المحتمل أن تتزايد وتيرة تلك الخطوات خلال الفترة القادمة، وهو ما سيجعل تلك العناصر والقيادات تتحسس خطواتها وتحركاتها على الأراضي التركية خلال الفترة القادمة وبالتالي تقليل أنشطتها إلى حد كبير، تجنُّبًا لاستفزاز السلطات التركية، خصوصًا أن العديد منهم متورطون في قضايا إرهابية وصدرت بحقهم أحكام قضائية.
أخيرًا، من المتوقع أن تستمر تركيا في التضييق على الأنشطة الإخوانية على أراضيها بشكل ملفت، خصوصًا التي تتعلق بالتحريض الإعلامي، سواء ضدَّ مصر أو الدول الأخرى المعادية للجماعة، في ظل حرص أنقرة على الوصول بالعلاقات مع مصر إلى المستوى الاستراتيجي والتطبيع الكامل وإزالة كل العوائق التي تحول دون تحقيق هذا الهدف. وهو ما قد يسهم في تفاقم حالة التصدع التنظيمي لبنيان الجماعة، الذي دبّت فيه الشروخ دون أن يوجد من هو قادر على ترميمه.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الأراضی الترکیة السلطات الترکیة جماعة الإخوان العدید من وهو ما
إقرأ أيضاً:
“أصبحت عربية”.. عبد العاطي يعلق على “الخطة المصرية” في قمة القاهرة
مصر – تحدث وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي عن الخطة المصرية التي تم طرحها في القمة العربية في القاهرة مؤكدا أنها شهدت تضامنا عربيا وتوافقا على مجموعة ثوابت.
وأوضح أن أبرز هذه الثوابت هو الرفض الكامل لسياسات التهجير الإسرائيلية وكل الممارسات العدوانية، بما في ذلك وقف وصول المساعدات الإنسانية وعدم احترام بنود وقف إطلاق النار.
وأشار خلال تصريحاته لقناة “القاهرة الإخبارية” إلى تأكيد القمة على أهمية تجسيد الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني. وشدد على أن “الخطة المصرية أصبحت الآن خطة عربية”، موضحاً أنها تستهدف تعافي غزة المبكر وإعادة الإعمار وتنمية القطاع وفق مراحل محددة وجداول زمنية وتكلفة معينة. كما تم الاتفاق على أهمية إنشاء صندوق ائتماني دولي كآلية تنفيذية لحشد التمويل اللازم لإعمار غزة.
ونوه الوزير إلى الاتفاق أيضاً على تشكيل لجنة غزة، التي ستتولى إدارة شؤون القطاع لفترة زمنية محددة، بمشاركة شخصيات غير فصائلية من قطاع غزة، جميعهم من المهنيين، تمهيداً لتمكين السلطة الفلسطينية وبسط سيطرتها على الأرض.
ووصف القمة بأنها كانت “شديدة الأهمية والنجاح في التوقيت الراهن والدقيق”، مشيراً إلى أن أحد المخرجات الرئيسية كان الدعم الكامل لمؤتمر إعادة إعمار غزة الذي ستستضيفه مصر الشهر المقبل.
وأكد عبد العاطي أن “الخطة التي أعددناها شارك فيها أساتذة جامعات ومؤسسات الدولة المصرية والجانب الفلسطيني بجهد كبير”، موضحاً أنها اعتمدت في منهجيتها على دراسات وبيانات من جهات دولية مثل البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي؛ لتحقيق التعافي المبكر وإعادة الإعمار دون تهجير أي مواطن من قطاع غزة.
وأضاف أن المرحلة الأولى من الخطة تتضمن توفير مساكن مؤقتة لأكثر من 1.2 مليون فلسطيني يقيمون حالياً في العراء، على أن يتم تحويل هذه المساكن إلى وحدات سكنية دائمة ضمن المرحلة الأولى لإعادة الإعمار. كما تشمل الخطة التعامل مع كل التحديات القائمة، مثل الركام والمتفجرات، وصولاً إلى المرحلة الأخيرة.
المصدر: الشروق
Previous مصر تعلن تنفيذ عملية لتحرير مواطنين مختطفين من الدعم السريع في السودان (صور) Related Postsليبية يومية شاملة
جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results