أيام رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، كان لرجل درهمان فقط، فتصدق بأحدهما وأبقى الآخر لأهله. ورجل آخر ذهب إلى جانب ماله، وفيه إشارة إلى كثرة ماله، فتصدق منه بمائة ألف درهم، فقال رسول الله فى الحديث الذى رواه أبو هريرة: زاد أجر درهم واحد وتقدم ثوابه على أجر وثواب مائة ألف درهم، مع أنه أقل فى العدد كثيرًا؛ لكن ميزان الحسنات والسيئات لا يعتمد على العدد فقط، لذلك قال الصحابة الحاضرون محبو رسول الله حينما حدث بهذا الحديث: وكيف يسبق درهم واحد مع قلته مائة ألف درهم مع كثرتها؟ فبين (صلى الله عليه وسلم) سبب سبق الدرهم الواحد على هذه الدراهم الكثيرة أن الفقير يتصدق بما هو محتاج إليه بخلاف الغنى، فإنه يتصدق بفضول ماله.
الثوانى التى التقطها أحد الأشخاص لـ«عم ربيع» الفكهانى لقيت رواجاً واسعاً وتصدر «عم ربيع» الأخبار المحلية والعربية بسبب تصرفه العفوى لدعم أهالى غزة جراء عدوان وحصار إسرائيلى محتل غاشم للشهر الخامس دون توقف على المدنيين العزل!
عم ربيع لا يسعى إلى الترند، ولا يعرف شيئاً عن الشهرة والهوس التكنولوجى، ولكنه بائع بسيط تطوع بكل ما يملك للتضامن مع أهالينا فى غزة على طريقته الخاصة من قوت أولاده. ولكنه بتصرفه التلقائى البسيط حظى بثناء واسع من جانب مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى فى مصر، من خلال مشاركة المقطع المتداول على نطاق واسع، بخلاف التعليقات الإيجابية المدونة خلال مختلف المنشورات.
كشف عم ربيع ابن الصعيد أنه أقدم على إلقاء الفاكهة على شاحنات المساعدات المسافرة لدعم أهالى غزة، وطلب من السائقين إيصالها لهم هدية منه، وتضامناً مع الأشقاء وأعطى السائقين بعض ثمار الفاكهة لتناولها فى الطريق، وضمان وصول هديته لأهالى غزة.. إنه أقدم على هذا التصرف التلقائى البسيط فى قيمته المادية، ولكنه كبير فى رسالته، ومعناه، رغم قيامه بشراء بضاعته من برتقال وأنواع أخرى من الفاكهة التى يبيعها على الطريق فى الحوامدية عن طريق «الدين»، أى يسدد ثمنها فى وقت لاحق للتجار.
وأوضح عم ربيع الذى أعطانا درساً فى أهمية التصدق، حتى لو كان بشق ثمرة أنه تفاعل مع مرور مشاحنات المساعدات بسبب متابعته لتطورات الأحداث فى قطاع غزة عبر وسائل الإعلام، ولم يلقِ بالاً للديون المستحقة عليه.
رغم بساطة تصرف بائع البرتقال عم ربيع إلا أنه ينطبق عليه حديث رسول الله لأنه أنفق مما يحتاج إليه لقوت يومه، وأثبت لنا أنه أفضل من المحتكرين الذين يملكون الملايين، ويخفون السلع لرفع أسعارها على الشعب، وأفضل من التجار الجشعين، وأفضل من أصحاب المليارات التى لا يتصدقون منها.
عم ربيع ذكرنا بأن صدق المعنى أفضل من صدق الغنى، وأن الفقير يتصدق بما هو محتاج إليه بخلاف الغنى الذى يتصدق من وسع ماله. فعلًا الدنيا ما زالت بخير رغم المآسى والحروب والجشع والصراع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قطاع غزة حكاية وطن بائع البرتقال محمود غلاب منطقة الحوامدية رسول الله عم ربیع
إقرأ أيضاً:
أحب الألوان إلى رسول في الثياب.. داعية: أحبّ 4 ألوان وهذا سر ارتدائه اللون الأخضر
ما أحب الألوان إلى رسول في الثياب؟ فضل النبي -صلى الله عليه وسلم- العديد من ألوان الثياب منها: الأخضر والأبيض، ومن الوراد في النصوص أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أحب من الألوان أصفاها وأرقها.
ما أحب الألوان إلى النبي في الثيابقال الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي، إن النبي محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، كان يفضل 4 ألوان من العمائم، وهي: «الأبيض والأسود والأخضر والأصفر» وكان يُسمي كل واحدة باسم.
وأوضح «الطلحي» في تصريح له، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُحبب للمسلمين لونين، الأول: الأبيض، حيث إنه يُحب أن نرتدي البياض لمعانٍ كثيرة ظاهرًا وباطنًا، ففي الإحرام يرتدي المحرمون اللون الأبيض، إضافة إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حث المسلمين على ارتداء الملابس ذات اللون الأبيض يوم الجمعة، وأن يكفنوا فيه موتاهم.
وأشار الداعية الإسلامي، إلى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يمتلك قصواء «ناقة» لونها أبيض، مشيرًا إلى أن اللون الآخر الذي يُحببه الرسول -صلى الله عليه وسلم- للمسلمين، هو اللون الأخضر «الخضار» لما فيه من حياة وتجدد.
هل يجوز إخراج كفارة بدلًا من قضاء صيام رمضان بسبب الحمل والرضاعة؟هل يجوز التسبيح أثناء مشاهدة التلفزيون والانشغال مع الآخرين؟حكم ارتداء الرجال للملابس الحمراءقالت دار الإفتاء الأردنية، إن الفقهاء اتفقوا على جواز لبس الثوب الأحمر الذي خالط حمرته أي لون آخر.
وأضافت الإفتاء في إجابتها عن سؤال: «ما حكم لبس اللون الأحمر الخالص للرجال؟: «أما إذا كانت حمرةً خالصةً (مصمتة) فمذهب الشافعية يقضي بجواز لبس الأحمر الخالص من غير كراهة، بدليل حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (رَأَيتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي حُلَّةٍ حَمرَاءَ) متفق عليه.
وتابعت: وذهب الحنفية والحنابلة إلى كراهة لبس الأحمر الخالص، لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: (مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَحْمَرَانِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) رواه أبوداود (رقم/4069).
وأوضحت: ولكن قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "حديث ضعيف الإسناد... وعلى تقدير أن يكون مما يحتج به فقد عارضه ما هو أقوى منه، وهو واقعة عين، فيحتمل أن يكون ترك الرد عليه بسبب آخر" انظر: "فتح الباري" (1/485).
وأكدت أن المسألة من مسائل الخلاف الطويلة التي تعارضت فيها الآثار عن الصحابة والتابعين، حتى ذكر فيها الحافظ ابن حجر سبعة أقوال، غير أن أدلة الجواز أثبت وأصرح، ولذلك رجح هذا القول المالكية وبعض الحنابلة أيضا.
وذكرت قول ابن قدامة رحمه الله في كتابه "المغني" (1/420): "والأحاديث الأُوَل - يعني أدلة الجواز - أثبت وأبين في الحكم؛ فإن ترك النبي صلى الله عليه وسلم لرد السلام عليه يحتمل أن يكون لمعنى غير الحمرة... ولأن الحمرة لون، فهي كسائر الألوان".
ونبهت على أن المقصود في هذه الفتوى هو الثوب المصبوغ باللون الأحمر، وليس المعصفر أو المزعفر.
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الله عز وجل أمر الحجاج بارتداء الثياب الأبيض فى الحج لأنها من أفضل الثياب.
وأضافت دار الإفتاء، في فتوى سابقة لها، أن الله عز وجل أراد الله أن يذكر عباده أنهم سيلقونه ويحاسبهم عن كل ما بدر منهم، فأمرهم في الحج بارتداء زي الإحرام الذي يشبه ما يكفن فيه الميت من قماش؛ فتهون الدنيا في قلبه، ويستحضر عظمة الله ويعمل ليوم الحساب.
وأشارت دار الإفتاء إلى أنه من السنة في حق من يريد الإحرام بالحج أو العمرة لبس رداءين أبيضين، والحكمة من استحباب كون الثوب أبيض هنا لأن الثياب البيض من أفضل الثياب.
وتابعت: أنه لا يُشترط أن تلبس المرأة في الحج لون بعينه، لا الأسود ولا الأبيض، مشيرًا إلى أنها لو لبست البياض لكان أحسن، وأنها ليست مُلزمة بثياب بعينها كما للرجل، والذي يرتدي الرداء والإزار والنعل، إلا أنه يُشترط في ملابس الإحرام للمرأة أن تكون ساترة لجميع جسدها من شعر رأسها حتى قدميها ألا تكون لافتة للنظر، ويُحظر عليها ارتداء النقاب والقفازات.