تابعنا وتابع العالم، مؤخرًا، قصة السائحة الفرنسية «ناتالي»، البالغة من العمر 56 عامًا، بعد تعرضها لـ«تجربة لا تنسى»، وتوقيفها فى مطار الأقصر، بسبب الاشتباه فى حوزتها تمثالًا أثريًّا.
قصة أشبه بأفلام الخيال العلمى، بدأت فصولها عندما أوقفت سلطات المطار، المحامية الفرنسية، بسبب تمثال فرعونى، اشترته بـ250 يورو، من محل هدايا، بفندق إقامتها خلال فترة الزيارة، والاشتباه فى أن التمثال قطعة أثرية عمرها 4500 سنة.
يستمر التشويق وتكتمل الإثارة باحتجاز السائحة الفرنسية فى قسم الأقصر، رغم أن الموضوع كان يمكن حلّه بسهولة فى دقائق، لتثير الصحافة العالمية القصة برواية تحمل الحبكة الدرامية، مع تدخل السفير الفرنسى فى القاهرة، وسفير مصر فى باريس، على خط الأزمة، فى محاولة لإنهائها سريعًا.
الموضوع شهد الكثير من التفاصيل المثيرة، وبيانات لعدة جهات رسمية، بعد أن صرحت الوحدة الأثرية بمطار الأقصر أن القطعة أثرية يعود تاريخها إلى العصر المتأخر، فيما قالت مصلحة الجمارك إنها غير مسؤولة عن أزمة السائحة، ثم أعقب ذلك بيان وزارة السياحة الذى تضمن إجراءات سريعة لإرضاء السائحة، ونفيها منعها من دخول مصر.
لكن النيابة العامة أحسنت التصرف، وأمرت بتشكيل لجنة عليا من متخصصى وزارة السياحة والآثار، لفحص القطعة، والذين قالوا بعد المعالجة الكيميائية والميكانيكية إن القطعة ليست تمثالًا حقيقيًا وإنما مقلدًا، ثم أمرت بإبراء ذمة السائحة وإخلاء سبيلها.
اللافت أن تصريحات مسؤولى وزارة السياحة، زادت الأمر التباسًا، حين أكدت أنه سيتم توضيح الإجراءات القانونية للسائحة حتى تطمئن أنها إجراءات عادية مُتَّبَعة فى مثل تلك الحالات، وحرصهم على تقديم رحلة مجانية، كترضية للسائحة وجميع المرافقين لها لمدة أسبوعين، كما تم تقديم فيزا زيارة مجانية من الحكومة إرضاء لها.
إن ما حدث أمر مؤسف للغاية، بسبب موضوع بسيط كان يمكن حله فى دقائق معدودة، بدلًا من الرواية التى تناولتها الصحافة العالمية، فى وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى العملة الصعبة، من خلال واردات تنشيط السياحة وتدفق السياح إلى مصر.
لعل أكثر ما يثير الدهشة هو أن تلك الواقعة المؤسفة كانت فى مطار أهم مدينة أثرية فى مصر والعالم، مما يعنى أن «علماء الجمارك» لديهم الحد الأدنى من الخبرة، التى تمكنهم من معرفة إن كانت القطعة مقلدة أم أصلية!
الوضع السياحى فى مصر يحتاج إلى إعادة تقييم، فى ظل أزمة اقتصادية حادَّة، والسياحة هى أحد الأعمدة الرئيسية للدخل القومى، ولذلك يجب أن يكون ملف السياحة على رأس الأولويات، تمامًا مثل الزراعة والصناعة وقناة السويس والمصريون بالخارج.
لقد اقتربنا كثيرًا من افتتاح أكبر وأضخم متحف بالعالم، وهو المتحف الكبير، الذى سيكون نقلة حضارية، وعلامة فارقة فى التاريخ الإنسانى.. ومثل تلك الحوادث الفردية تسيء بشدة لمصر وحضارتها العريقة.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رضا سلامة الصحافة العالمية وزارة السياحة والآثار
إقرأ أيضاً:
بالفيديو.. متظاهر في المكسيك يحطّم تمثال «نتنياهو» ويوجّه له رسالة
أقدم متظاهر ملثّم مؤيّد لفلسطين في المكسيك، على تحطيم تمثال من الشمع لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في متحف الشمع في العاصمة المكسيكية، مكسيكو سيتي.
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، “المتظاهر الذي يحمل العلم الفلسطيني، وهو يقوم بتغطية التمثال بالطلاء الأحمر قبل مهاجمته بالمطرقة”، وقال الرجل: “تحيا فلسطين، يعيش السودان، يعيش اليمن، تعيش بورتوريكو”.
وكتب الناشط الذي قام بتحطيم التمثال: “أتحمل مسؤولية القضاء على مجرم الحرب هذا لأن متحف الشمع في مكسيكو سيتي نسي تغطية التمثال بدماء 40 ألف فلسطيني”.
وأضاف: “أفعل ذلك وأنا أحب الشعب اليهودي كثيرا، وهو الذي اختطفت هويته من قبل هؤلاء الأشخاص الذين يمارسون الإبادة الجماعية”، مضيفا: “مجرمو الحرب هؤلاء غير مرحب بهم في مدينتنا”.
JUST NOW: Activists in Mexico City destroy a wax statue of Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu with hammers pic.twitter.com/nIVljKUnS2
— BreakThrough News (@BTnewsroom) January 8, 2025 آخر تحديث: 8 يناير 2025 - 13:32