خبراء: «القاهرة» تمضي بخطى ثابتة نحو الاستدامة والحياد الكربوني
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
نجح قطاع البترول المصرى خلال مؤتمر «COP27» بشرم الشيخ فى تأسيس منهج جديد لتعزيز دور صناعة البترول والغاز، كجزء من حل لقضية التغيرات المناخية، بما يُسهم فى تغيير نظرة المنظمات العالمية المعنية بالمناخ لصناعة الطاقة بمختلف مواردها، وواصل مؤتمر «COP28»، الذى عُقد بالإمارات العربية الشقيقة، البناء على تلك المكتسبات، وتنعقد النسخة السابعة لمؤتمر «إيجبس» هذا العام، وسط مجموعة من التحديات الإقليمية والعالمية، فضلاً عن ظاهرة التغيرات المناخية مع تزايد آثارها السلبية على النشاط الاقتصادى.
ويعتمد قطاع البترول المصرى سياسة تأمين مصادر الطاقة بمفهومه الشامل، وتأمين احتياجات السوق المحلية ومشروعات التنمية من المنتجات البترولية والغاز الطبيعى، وفق استراتيجية متكاملة لخفض الانبعاثات.
«على»: أدركت مبكراً أهمية التحول الطاقى وتنويع مصادرهاوقالت الدكتورة وفاء على، خبيرة فى مجال البترول والطاقة، إنّ النسخة السابعة من معرض مصر للطاقة «إيجبس»، نقطة انطلاقة حقيقية لفترة حرجة تمر بها الأسواق العالمية فى عام تتشكل فيه معادلات دولية شديدة التعقيد، قد ترسم مستقبل الطاقة فى العالم.
وأضافت لـ«الوطن» أن المؤتمر يحضره عدد كبير من صناع السياسات فى قطاع الطاقة، تحت شعار يمثل فى حد ذاته معضلة حقيقية للعالم أجمع، وهو تحفيز الطاقة وتأمين الإمدادات والتحول الطاقى وخفض الانبعاثات. وتابعت: «لا شك أن مصر وضعت على سلم الأولويات ملف التحول الطاقى، باعتباره رقماً مهماً فى معادلة الطاقة الدولية يقوم على الابتكار اللامحدود، بما يتوافق مع إيقاعات التقدم والازدهار السريع للوصول إلى مستقبل أكثر استدامة خالٍ من الكربون، وهناك ترجمة حقيقية على أرض الواقع فى مشروعات ناجحة لتخزين الكربون بشراكات دولية، وكذلك استرجاع الحرارة والاستفادة من غازات الشعلة، بما له من مردود إيجابى».
وأوضحت خبيرة الطاقة أن مصر أدركت مبكراً أهمية التحول الطاقى وتنويع مصادر الطاقة للوصول إلى معادلة متوازنة، يبحث عنها العالم فى الوقت الراهن، وقد وضع قطاع البترول والغاز والثروة المعدنية آلية التميز المستمر عبر ملف مزيج الطاقة الذى أبهر به العالم فى «كوب 27» نحو استراتيجية متكاملة طبّقتها الدولة لتحقيق أعلى قيمة من هذا القطاع الدافع والمحرك الأساسى لعملية التنمية الاقتصادية.
وأشارت «على» إلى أن هناك مخرجات تمثل ترجمة حقيقية فى شكل استثمارات جديدة وفرص تعاون مشترك مع أكبر الكيانات والشركات العالمية فى هذا المجال، ومصر لديها قناعة بأهمية قضية التغيّرات المناخية، ولا يوجد تعارض بين التنمية الاقتصادية وأمن الطاقة، وكذلك حماية البيئة وكيفية التعامل مع الأوضاع والتوترات الجيوسياسية وتأثيرها على أسواق الطاقة، ولذلك تواجه تحديات ضمان الاستدامة وإدارة الطلب وتنويع مصادر الطاقة بملف واضح المعالم بنوع من الحوكمة والإدارة الرشيدة والبحث الدائم عن القيمة المضافة وإعداد الكوادر البشرية المتميزة، واليوم نوجّه رسالة إلى العالم بأن مصر دولة محورية فى معادلة الطاقة الدولية.
«سعد الدين»: حقّقت إنجازات متعدّدة فى مواجهة التغير المناخى بمشروعات «طاقة نظيفة»من جانبه، قال الدكتور محمد سعد الدين، رئيس مجلس إدارة جمعية مستثمرى الغاز المسال، إنّ مصر حقّقت إنجازات خلال الأعوام الماضية فى مجابهة التغيرات المناخية بمشروعات عملاقة فى قطاع الطاقة النظيفة، رغم فشل وعود التمويل الدولية فى الوفاء بالتزاماتها التمويلية منذ مؤتمر باريس للمناخ قبل 8 سنوات، مشيراً إلى الإصرار الكبير للقيادة السياسية والحكومة المصرية على المُضى قُدماً فى تنفيذ مشروعات البنية التحتية، لتحويل مصر إلى دولة تعمل بالطاقة النظيفة، رغم ضعف التمويل وقلة الموارد الدولارية، التى تأثرت بفعل الأزمات والصراعات الدولية فى روسيا وأوكرانيا وقطاع غزة، حيث أثر الصراع الأخير على حركة الملاحة الدولية فى قناة السويس، ليقتطع 50% من الإيرادات، ورغم ذلك ما زالت مصر صامدة وتواصل تنفيذ مشروعاتها.
وتابع أن السنوات الماضية شهدت تنفيذ عدد من المشروعات الجديدة وغير المسبوقة فى مجال تنمية حقول الغاز الطبيعى والزيت الخام، وفى مجال التكرير، بهدف زيادة الإنتاج لتقليل الاستيراد وتوجيه الفائض للتصدير، موضحاً أن أبرز هذه المشروعات هى «البنزين عالى الأوكتان بشركة أنربك بالإسكندرية، ومصفاة المصرية للتكرير بمنطقة مسطرد فى القاهرة الكبرى، ومجمع إنتاج البنزين الجديد بأسيوط»، مؤكداً أن قطاع البترول والغاز المصرى يمضى بخطى ثابتة نحو الحياد الكربونى، وهناك استراتيجية واضحة تتبناها الدولة لإزالة الكربون وخفض الانبعاثات من جميع عملياته واستخدام التقنيات المتطورة فى سبيل تحقيق ذلك، حيث أدى القرار إلى جعل مصر شريكاً فى الجهود الدولية لحل قضية التغيّر المناخى من خلال استضافة قمة المناخ «COP27» بمصر.
وكشف أن الجهود التى تمّت خلال السنوات الماضية لتأمين سوق استهلاك الوقود كانت جهوداً جبارة وغير مسبوقة، مشيراً إلى أن الدولة قامت بتطوير البنية التحتية لمنظومة الوقود وتصحيح منظومة دعم الطاقة، مما أدى إلى خروج السوق من الأزمات والاختناقات إلى الاستقرار التام وتلبية احتياجـات السوق المحلية خـلال تلك الفترة، والتى بلغت 692 مليون طن من المنتجات البترولية والغاز.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الطاقة إيجبس 2024 استراتيجية وطنية لخفض الانبعاثات قطاع البترول
إقرأ أيضاً:
هيئة كهرباء ومياه دبي تسلط الضوء على أهم مشاريعها ومبادراتها المبتكرة في الاستدامة والطاقة المتجددة
في إطار مشاركتها كـ”شريك الكفاءة” للقمة العالمية لطاقة المستقبل 2025، تستعرض هيئة كهرباء ومياه دبي أبرز مشاريعها ومبادراتها المبتكرة في مجال الاستدامة والطاقة النظيفة والمتجددة. ويمكن لزوار القمة، التي تستضيفها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، التعرف إلى مجموعة من أبرز مشاريع الهيئة والتقدم الذي أحرزته في مختلف مجالات الابتكار والبحوث والتطوير والتقنيات الذكية، فضلاً عن جهودها الرائدة لإرساء دعائم المستقبل الأخضر ودعم التنمية المستدامة، وذلك في منصة الهيئة في القاعة رقم 5 (قاعة الطاقة) من 14 إلى 16 يناير 2025 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية
تستعرض منصة الهيئة نموذجاً لمجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وفق نظام المنتج المستقل للطاقة، وستبلغ قدرته الإنتاجية أكثر من 5,000 ميجاوات بحلول عام 2030، باستثمارات إجمالية تزيد عن 50 مليار درهم. وتبلغ القدرة الإنتاجية الحالية للمجمع 2,860 ميجاوات باستخدام أحدث تقنيات الطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة، والقدرة الإنتاجية للمشاريع قيد التنفيذ 1,800 ميجاوات. وبحلول عام 2030، فإن نحو 27% من إجمالي القدرة الإنتاجية للطاقة في دبي ستكون من مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة.
مركز الاستدامة والابتكار
يوفر مركز الاستدامة والابتكار التابع للهيئة في مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية لزواره تجربة فريدة لاستكشاف أحدث الابتكارات في مجال الاستدامة وتقنيات الطاقة النظيفة. وباستخدام تقنية الميتافيرس، يتيح المركز للزوار اختبار تجربة فريدة تأخذهم في رحلة افتراضية في مختلف أنحاء المجمع.
مركز البحوث والتطوير
يسهم مركز البحوث والتطوير التابع للهيئة في ترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي للبحوث والتطوير في مجال الطاقة الشمسية، والشبكات الذكية، وكفاءة الطاقة، وبناء القدرات في هذه القطاعات. ووصل إجمالي الأوراق العلمية التي نشرها المركز إلى 263 ورقة علمية وبحثية في دوريات عالمية مُحكَّمة ومؤتمرات علمية دولية، إضافة إلى تسجيل 42 براءة اختراع لحماية الملكية الفكرية للهيئة.
سبيس دي
يسهم برنامج هيئة كهرباء ومياه دبي للفضاء (سبيس دي) في رفع مستوى عمليات تطوير وصيانة وتخطيط شبكات الكهرباء، بالإضافة لتحسين كفاءة قطاعات الإنتاج، والنقل، والتوزيع في الهيئة، وضمن البرنامج، أطلقت الهيئة قمرين اصطناعيين نانويين: “ديوا سات-1″ في يناير 2022، و”ديوا سات-2” في إبريل 2023، وتعد الهيئة أول مؤسسة خدماتية على مستوى العالم تستخدم الأقمار الاصطناعية النانوية لتحسين عملياتها.
الشاحن الأخضر للمركبات الكهربائية
أطلقت هيئة كهرباء ومياه دبي مبادرة “الشاحن الأخضر” للمركبات الكهربائية عام 2014، لتعزيز طموح دبي لتصبح المدينة الأذكى والأكثر سعادة في العالم، ودعم التنقل الأخضر. ووصل عدد محطات “الشاحن الأخضر” إلى أكثر من 400 محطة شحن في جميع أنحاء دبي بطاقة استيعابية تصل إلى 740 نقطة شحن حيث إن معظم محطات الشحن تستطيع شحن مركبتين في نفس الوقت.
الشبكة الذكية
تسلط المنصة الضوء كذلك على خصائص وميزات الشبكة الذكية التي طوَّرتها الهيئة، والتي تساعد في تعزيز كفاءة نقل وتوزيع الطاقة، وتقليل الفاقد، وتحسين إدارة الأحمال الكهربائية. وقد أسهم التشغيل السلس والسريع والفعال للشبكة الذكية في تحقيق الهيئة نتائج تنافسية تتجاوز نخبة الشركات الخدماتية العالمية من حيث الكفاءة والاعتمادية. وحصدت الهيئة مؤخراً جائزة “مشروع الشبكة الذكية للعام – دولة الإمارات” عن مشاريع أتمتة الشبكة الذكية لمحطات التوزيع ضمن “جوائز آسيا للطاقة” لعام 2024.