صدى البلد:
2024-11-21@19:22:26 GMT

منى أحمد تكتب: مصر جميلة 

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

الشعب المصري شعب مثير للجدل والإعجاب في آن واحد يجمع بين عدة متناقضات، شعب بسيط لكنه صاحب حضارة، متدين لكنه خفيف الظل، متسامح طيب لكنه لا ينسي الإساءة، ورغم أزماته الاقتصادية مضياف كريم تسمع منه دائما جملة أتفضل معانا، يتقاسم لقمة العيش مع جاره الذي يجاوره في الشارع أو في الوطن أو حتي في الحدود الجغرافية ، هو شعب خارج حدود التوقعات ويسير عكس المنطق.

المصري شخصية متفردة لم ولن تتكرر مساراته، فهل هو المخزون الحضاري الذي انعكس علي مكوناته ، أم التاريخ الأصيل للشخصية المصرية الذي أرتكز علي حضارات مختلفة تنوعت بين فرعونية ، قبطية ، اسلامية ، متوسطية ، فكونت قاعدة ثرية التفاصيل ، ورغم تأرجحها بين هبوط وصعود ولكنها ظلت محتفظة بخصوصية متفردة علي امتداد التاريخ ، فتاصلت في صور ذهنية وتطابقت بنسخ متوراثة عبر أجيال.

وعم ربيع بائع البرتقال  البسيط  حاله، العظيم في إنسانيته الذي يفترش الأرض لكسب قوت يومه بالكاد ، ما هو الإ واحد من هذة النسخ الأصيلة والذي تم تدوال فيديو له عبر مواقع التواصل الاجتماعي ،وهو  يقذف بالبرتقال الذي لايمتلك غيره  فوق السيارات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلي أهالي غزة ، ولو كان يملك أكثر من ذلك لقدمه.

هذا الرجل الشهم ما هو الإ نموذج لملايين المصريين الذين أستقبلوا خلال السنوات القليلة الماضية  ، دون ضجر أو كلل ، ملايين السوريين والليبين واليمنيين والعراقين والسودانيين ليتقاسموا لقمة العيش معهم رغم صعوبة الأحوال المعيشية  .

حالة تطابقت مع حال الدولة المصرية التي قدمت حتي الأن ما يقرب من 80% من إجمالي المساعدات الإنسانية المقدمة إلي قطاع غزة رغم التحديات الصعبة .

والمصريون بجيناتهم الحضارية المتصلة الحلقات إن خفت بريقها لكنه لا ينتهي ، فمصر بملامح الأم الكبيرة العطوف التي تمنح و تعطي ولا تنتظر المقابل , هي الحصن الحصين لكل من يحتمي بها وعطاء بلا حدود.

لذلك شكلت مصر بملامحها الجميلة الآثرة صورة أستثنائية فريدة ،  كلمة السر في قلب كل محب وعاشق لها مفتونا بها ، فمصر علي الخريطة الجغرافية بقعة خاصة جدا لكل من ولد وعاش علي أرضها ، و عشق  من نوع خاص لايستطيع أحد أن يفك طلاسمه.

أنها مصر الكبيرة البهية التي يسري  حبها  سريان الدم في العروق مسيرين  غير مخيرين، وستظل أرض الكنانة هي قلب الأمـة العربية التي لا تنحني مهما عصفت بها الرياح , وتبقي شامخة عالية رغم الأزمات باسمة رغم ما مر بها من محن , كريمة  رغم عسرها . أنها مصر وهم المصريون .

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

هند عصام تكتب: الملك سيتي الأول

تتعالى الأصوات وتمتزج العبارات وتتحرك الأنامل لتخطّ كلمات فرحة العودة لسرد السيرة الذاتية لملوك مصر الفرعونية القديمة من جديد وكما اعتدنا  واعتاد القارئ أيضا قديما إنها ليست قاعدة ولا بالترتيب وإنما وقع الاختيار علي ملك لا أدري كيف لم نتحدث عنه من قبل وهو من أهم ملوك مصر الفرعونية القديمة حبيب دورثي التي تشبهني كثيراً وهي من تركت بلادها وجاءت هنا بجانب حبيبها ووالد حبيبي ورفيق أحلامي رمسيس الثاني هو قائد العائلة المقاربة لقلبي هو الملك سيتي الأول هيا بنا نتعرف علي ملك من أعظم ملوك مصر الفرعونية القديمة.
الملك سيتي الأول هو الفرعون الثاني من الأسرة التاسعة عشر ابن الملك رمسيس الأولى والملكة سات رع ، وُلد 1303 قبل الميلاد. وحسب بعض المؤرخين فقد حكم الملك سيتي الأول الفترة من 1294 قبل الميلاد. أو 1302 قبل الميلاد. تزوج من الملكة تويا وانجب كل من الملك رمسيس الثاني والأميرة تيا وحنوت مي رع .
ولم يكن الملك سيتي بطبيعة الحال من دم ملكي مثل والده الملك رمسيس الأول، و تدل الآثار حتى الآن على أنه لم ينجب غيره، وتدل الأحوال على أن والده كان قد أنجبه وهو في ريعان الشباب ومقتبل العمر، وتاريخ حياته يشعرنا بأنه كان قد ترسم خطَى والده في مجال حياته؛ فقد انخرط في سلك الجندية، وبلغ فيها درجة عالية، كما تحدثنا بذلك لوحة أربعمائة السنة، و قد حاز على العديد من الألقاب منها الأمير الوراثي، وعمدة المدينة، وحامل المروحة على يمين الفرعون، ورئيس الرماة، والمشرف على البلاد الأجنبية، والمشرف على حصن ثارو (تل أبو صيفة الحالي)، ورئيس المازوي (الشرطة في الصحراء)، والكاتب الملكي، والمشرف على الخيالة، ومدير عيد كبش منديس (تل الربع الحالي)، والكاهن الأول للإله ست، والكاهن المرتل للإلهة بوتو ، والمشرف على كل كهنة الآلهة «سيتي» المرحوم. ولا نزاع في أن لقب الكاهن الأول للإله «ست» يعد برهانًا على أن الأسرة التاسعة عشرة المالكة لعرش الفراعنة كان موطنها مقاطعة «ستوريت» من أعمال الدلتا كما سبق شرح ذلك. ولما كان الإله «ست» لا ينظر إليه بعين الرضى في مصر كلها لم يحاول «سيتي الأول» أن يجبر رعاياه على عبادة إلهه المحلي، ومن أجل ذلك اختار الإله «بتاح» من بين الآلهة الشماليين، وضمه لاسمه؛ فأصبح يدعى «سيتي مرنبتاح» (أي سيتي محبوب بتاح) أما اسم هذا الملك  العلم المركب من لفظة «ست» وياء النسب «سيتي»، ومعناه: المنسوب للإله «ست» إله الشر كما ذكرنا من قبل  فقد غيَّره في كثير من الأحيان، وبخاصة في «العرابة المدفونة» إلى اسم «أوزيري»، ورسمه بكلمة تدل على «أوزير»، وبعلامة؟ تنطق «ثث» بدلًا من صورة الإله «ست»، غير أن «سيتي» لم يقم بأي تغيير رسمي في كتابة اسمه كما فعل «إخناتون»، بل اكتفى برسم اسمه بإحدى الطريقتين السابقتين على حسب ما تتطلبه الأحوال، وحسن الذوق، وبخاصة عندما لا يستحب كتابة صورة الإله «ست» على آثار مهداة للإله «أوزير»
وتعددت ألقاب الملك سيتي الأول واتخذ اسم "من معت رع" وتعني: "خالدٌ هو عدل رع"، واسمه الأكثر شيوعاً والأصلي كان: "سيتي مري ن پتاح" ويعني: رَجُل ست، محبوب بتاح"، وسماه الإغريق سِثوسيس.
و كان سيتي الأول شريكًا لوالده في الملك، وكان في هذه الفترة يناهز الأربعين من عمره، وتدل ألقابه على أنه كان جنديًّا مجرَّبًا، وإداريًّا حازمًا؛ ولذلك كان الرجل الذي تتطلبه مصر في تلك الفترة من تاريخها.
حكم الملك سيتي الأول مصر لمدة 21 عاماً على أقل تقدير، حيث كان خلال الفترة السابقة على الحكم ضابطاً في الجيش مثل والده، وبعد أن أصبح ملكاً قاد عدة حملات عديدة  في ليبيا والشام؛ لإعادة فرض السيطرة المصرية في الخارج.
كان الملك سيتي الأول أول ملك مصري يخوض معركة ضد الحيثيين الذين حكموا أسيا الصغرى، وعقد معهم معاهــــــدة سلام بعدم الاعتداء عليهم. سجلت هذه الأنشطة والانتصارات العسكرية ببراعة شديدة في معبد آمون بالكرنك قام بتوطيد السلطة المصرية في فلسطين والشام، وقاوم الحيثيين.
و أقام سيتي الأول العديد من الآثار منها الممنوميوم في أبيدوس وخصص لعبادة عدد من الآلهة كما يوجد بالمعبد قاعة الأجداد بها أسماء الملوك من تأسيس أول الأسرات إلى سيتي الأول و قائمة ملوك مصر في أبيدوس، ومعبد القرنة الجنائزي في طيبة، وبهو الأعمدة المسقوف بالكرنك. وكان قد بدأ في تشييده قبل ذلك ثم زخرف في عصر سيتي الأول بمناظر طقسية وصور على الحوائط الخارجية التي تبين انتصارات الملك سيتي على البدو والليبيين والأموريين في قادش والحيثيين.
و أمر الملك سيتي بإقامة مسلة تعرف باسم فلامنيوس ولكنه توفى قبل إتمام نقشها والذي أكمله ابنه رمسيس الثاني وهي الآن موجودة في ميدان الشعب بروما.
أما عن مقبرته فقد عثر على مقبرة الملك سيتي الأول في عام 1817م بواسطة جوفاني باتيستا بلزوني وهي المقبرة رقم 17 في وادي الملوك وهي من أجمل المقابر بوادي الملوك، يبلغ عمق المقبرة حوالي 30 مترا ويصل طولها إلى 136 متر، ومقبرة سيتي الأول منحوتة في الصخر وبها رسوم لسيتي وهو يتعبد للآلهة وبها أيضا نقوش للعديد من الكتب منها كتابي البوابات وما يوجد في العالم السفلي.
كما تم العثور أيضاً على مومياء سيتي الأول عام 1886م في خبيئة في الدير البحري، ويعتقد أن سيتي الأول الذي توفي ولم يتم الأربعين من العمر على عكس رمسيس الأول ورمسيس الثاني اللذان توفيا في أعمار متقدمة وغير معروف سبب وفاة سيتي الأول على الرغم من أن موميائه وجدت مقطوعة الرأس ولكن حدث ذلك بعد الوفاة بفعل لصوص المقابر ويرجح انه كان يعاني مرضا في القلب، وقد نقلت المومياء إلى المتحف المصري بالقاهرة أما التابوت فقد نحت من قطعة واحدة من الألبستر وعليه نقوش رائعة وهو موجود بمتحف في لندن.

مقالات مشابهة

  • وزير العدل التركي: قرار المحكمة الجنائية الدولية متأخر لكنه إيجابي
  • جميلة عوض تضع أحمد حافظ في موقف مُحرج
  • جميلة عوض لأحمد حافظ: بتقص مشاهدي ليه؟ ويرد: السؤال ده مينفعش
  • جميلة عوض تدعم زوجها أحمد حافظ بحضور الحلقة النقاشية بمهرجان القاهرة السينمائي
  • عبارات جميلة عن بداية عام 2025
  • منى أحمد تكتب: أرزة لبنان
  • هند عصام تكتب: الملك سيتي الأول
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. فيروز التي ببالي
  • "خوخة السينما".. ذكرى رحيل خيرية أحمد التي أضحكتنا بـ"يا خراشي" و"ده مش شغل الستات"!
  • يوسف القعيد: أم كلثوم هرم ومحمد فوزي قصة جميلة ومنى زكي فنانة مميزة