أنا المصرى.. كريم العنصرين.. بنيت المجد بين الأهرمين.. جدودى أنشأوا العلم العجيب.. ومجرى النيل فى الوادى الخصيب…لهم فى الدنيا آلاف السنين... ويفنى الكون وهم موجودين.
أغنية سيد درويش وكلمات بيرم التونسى من أوبريت شهر زاد 1921 أى منذ أكثر من قرن الزمان كتب شاعر تونس الأصل مغرم وعاشق لأرض مصر وترابها كلمات تعدت حدود الزمان والمكان ولحنها الشيخ الإسكندرانى العبقرى المعجون بالفن والألحان وقد غير فى الموسيقى المصرية وأنشأ مدرسة حديثة فى الطرب والغناء واللحن المصرى الشرقى العربى يختلف عن التركى العثمانلى والإيطالى والفرنسى الأوبرالى.
وعلى ذات المنوال نرى الفنانين المصريين ومنهم «هنيدى» الكوميديان الذى قدم العديد من الأعمال منذ التسعينيات وكان نجم الشباك وبدأ أهم أعماله فى «إسماعيلية رايح جاي» و«صعيدى فى الجامعة الأمريكية»، وهو يفخر بمصريته وجذوره الممتدة فى تربة وطين الأرض بكل عاداته وتقاليده الصعيدية التى استطاعت أن تمنحه التفوق ليصبح طالبًا بالجامعة الأمريكية ولكنه لا ينسى أصله ويظل «خلف» شخصية مميزة مصرية أصيلة أمتدت إلى «همام فى أمستردام» ورحلة نجاح المصرى فى الخارج حتى «فول الصين العظيم» وتحول المصرى من حالة الخمول والضياع إلى العمل والإصرار على النجاح والتغير.. هذا الفنان أصبح يفخر ويعلن جنسيته العربية الجديدة وكأن الجنسية المصرية لا تكفيه فخرًا وهو مثل عشرات الفنانين قد نسوا سيد درويش وبيرم وحتى مصطفى كامل وهو يصرخ فى بلاد الفرنجة «لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون مصريًا» الجميع يهرول إلى تلك البلاد ليحصلوا على الريالات وقد تمنحهم الجنسية، فلم يكتفوا بمن منحهم النجومية والنجاح وصفق لهم ووضعهم على سماوات النجومية من المصريين والجمهور المصرى فإذا بهم يفخرون بالجنسيات والانتماءات الجديدة... باسم يوسف يهاجم السياسة الأمريكية لكنه يحب ويؤمن بأمريكا والفنان المصرى يمثل أنه ابن الصعيد ولكنه يهلل لجنسية عربية لم تكن تسمح بوجوده على أرضها منذ سنوات قليلة... أنا المصرى.. أنا المصرية وأفتخر...
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أنا المصرى أنا المصرية
إقرأ أيضاً:
«بنت سمير ودلال».. دنيا سمير غانم موهبة فطرية ونجاح من أول لحظة
«دنيا بنت سمير ودلال».. عنوان الكتاب الصادر عن إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط فى الدورة 38 منذ نحو عامين، والتى جرى خلالها تكريم دنيا سمير غانم، وعلى صفحات هذا الكتاب أجرت «دنيا» حواراً مع الناقد طارق الشناوى، الذى لم يكتفِ بالإجابات التى حصل عليها من النجمة التى مكثت أمامه ساعات طويلة للحديث عن مشوارها الفنى، ولكن باعتباره ناقداً كتب رأيه بصراحة فى التجربة الفنية التى بدأتها «دنيا» وما زالت تعيش أصداءها.
الشناوى: استشعرت «الواسطة» مع إطلالتها الأولى فى «للعدالة وجوه كثيرة» لكنها أثبتت نظرية ابن الوز عوامبدأ الناقد طارق الشناوى كلماته عن «دنيا»، متحدّثاً عن الانطباع الذى تشكل لديه حين رأى الفنانة الصاعدة حينها لأول مرة على الشاشات، قائلاً: «عندما قرأت اسمها لأول مرة فى عمل فنى -مطلع الألفية الثالثة- على بوستر مسلسل (للعدالة وجوه كثيرة) للمخرج الكبير محمد فاضل، وبطولة نجمى المفضل يحيى الفخرانى، مع الموهوبة دلال عبدالعزيز، استشعرت على الفور رائحة (الواسطة) تفوح بقوة فى نسيج هذا المسلسل، خاصة أن ترتيب اسمها كان يسبق عمالقة بحجم أمينة رزق ورجاء الجداوى وجمال إسماعيل، أخذت لاشعورياً موقفاً سلبياً تجاه هذه الفتاة التى لم تتجاوز 16 عاماً، وقُلت ربما نكتشف أنها لا تملك فقط سوى جمال الوجه، والانتماء لأب وأم كلنا نقدرهما، استمعت إلى صوتى الداخلى يردّد هذه واحدة من مظاهر (الكوسة)».
واستطرد قائلاً: «واصلت مع نفسى أنها سوف تُصبح مثل عود الكبريت يشتعل مرة واحدة، النظرية المعتمدة فى مثل هذه الأمور ودائماً ما تثبت صحتها، وهى أن المفروض مرفوض، فهناك دائماً حاجز نفسى لا يمكن اختراقه، مثل القميص الواقى من الرصاص، فهو يضمن لك ألا تنفُذ رصاصة إلى جسدك، هذه المرة يصبح القميص واقياً من الإعجاب، ولن يستطيع أحد اختراق مشاعرك عنوة». وتطرق «الشناوى» إلى التحول فى قناعته عن أداء وموهبة «دنيا»، بعد أن أثبتت جدارتها فى أولى تجاربها: «إلا أننى بمجرد أن شاهدتها فى الحلقات الأولى على الشاشة، قلت تستحق هذه المرة أن نُطبّق عليها المثل الشهير الذى يقف على الشاطئ الآخر (ابن الوز عوام)، فما بالك عندما تكون متأصلة من الجانبين ابنة (وز ووزة)، سنجد أنفسنا بلا جدال أمام سبّاحة ماهرة، لديها كل هذا الحضور وكل تلك الفطرية، تؤدى -دون أى تكلف- دور ابنة يحيى ودلال، أدركت فوراً أن لدينا موهبة قادمة بقوة من الممكن أن نطلق عليها الحب من أول طلة، واكتشفت أيضاً أن لديها وميض ووهج النجومية، التى ليس من الممكن لأحد أن يكشف سرها، ولكنك تستشعرها بقلبك، فهى لا تمنح سرها إلا لحظة تفاعلها مع الجمهور، وكتبت بعد ذلك أن الأيام القادمة ستؤكد جدارتها بمكانة متميزة بعد جيل كل من منى زكى وحنان ترك، وكانت منى وحنان فى تلك السنوات هما عنوان جيل الألفية الثالثة». وعن أبرز سمات شخصية «دنيا» الفنية واتجاهاتها فى تقمّص الشخصيات، أوضح: «تظل دائماً (دنيا) بالنسبة لى مزيجاً من القلب والعقل، فهى لا تستسلم فقط للموجة الفنية السائدة، حتى لو حقّقت من خلالها نجاحاً جماهيرياً، وهكذا مثلاً ستجد سؤالاً يطرح نفسه بقوة فى مشوار دنيا، كنا نرى كمتابعين قدراً من الهارمونية والتفاعل الكيميائى الإيجابى مع أحمد مكى فى مسلسل «الكبير». وعن استمرارها فى تقديم شخصية «هدية» استمعت «دنيا» إلى صوت عقلها مرة أخرى، بأن الاستمرار فى أداء نفس الشخصية ليس لصالحها، وعليها أن تتوقف، وتبحث عن أنغام درامية أخرى، وهكذا لم تواصل تقديم دورها بعد الجزء الرابع رغم النجاح الاستثنائى».