بدأت محكمة العدل الدولية، الاثنين، جلسات استماع لمرافعات حول الاحتلال الإسرائيلي لأراض فلسطينية، لتصدر في نهاية المطاف رأيا استشاريا غير ملزم بهذا الشأن.

وخلال كلمة له في افتتاح جلسة اليوم، قال رئيس محكمة العدل الدولية، نواف سلام، إن 52 دولة ستقدم مرافعات المحكمة في ملف سياسات إسرائيل في أراضي 1967، مشيرا إلى أن جلسات الاستماع التي تستمر لأسبوع، تنطلق بالاستماع للسلطة الفلسطينية.

وفي كلمته الافتتاحية، قال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، إن المسؤولين الفلسطينيين يأتون إلى محكمة العدل الدولية لـ"التحدث باسم شعبنا الذي حرم منذ نحو القرن من حقوقه".

وأضاف المالكي، أن "الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي دون شروط"، مؤكدا التزام السلطة الفلسطينية بـ"القانون الدولي الذي يجب أن ينتصر"، حيث أنه يمكن لهذه المحكمة "المساهمة بالعدالة لحقوق الفلسطينيين".

وأضاف وزير الخارجية الفلسطيني، أنه "في العام 1967 إسرائيل احتلت المناطق الفلسطينية وغيرت شكل الخريطة"، مشيرا إلى أنه "لا يوجد أي تبرير للانتهاكات الإسرائيلية ولا تفسير لها"، حيث "يعاني شعبنا يوميا للبقاء على قيد الحياة".

وأورد المتحدث ذاته، أن ملايين الفلسطينيين يعانون جيلا بعد جيل، "بعد أن تم انتهاك حقوق مئات الفلسطينيين في حقهم بدولة تحترم حقوقهم الإنسانية"، متهما إسرائيل بـ"انتهاج الفصل العنصري ضد الفلسطينيين".

وفي عام 2022، طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة من المحكمة إصدار رأي استشاري أو غير ملزم بشأن الاحتلال.

وعلى الرغم من تجاهل إسرائيل مثل هذه الآراء في الماضي، إلا أنها قد تزيد من الضغوط السياسية بشأن حربها المستمرة في غزة، والتي أسفرت عن مقتل حوالي 29 ألف فلسطيني، وفقا لمسؤولي الصحة في القطاع، منذ السابع من أكتوبر، وفقا لرويترز.

ومن بين الدول المقرر أن تشارك في جلسات الاستماع الولايات المتحدة، والصين وروسيا وجنوب أفريقيا ومصر.

ولن تقوم إسرائيل بذلك، على الرغم من أنها أرسلت ملاحظات مكتوبة.

وتعد جلسات الاستماع جزءا من حملة فلسطينية لدفع المؤسسات القانونية الدولية إلى فحص سلوك إسرائيل، الأمر الذي أصبح أكثر إلحاحا منذ هجمات السابع من أكتوبر التي شنتها حركة حماس على إسرائيل، والتي أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص وفقا لإسرائيل، والرد العسكري الإسرائيلي.

كما أنها تأتي وسط مخاوف متزايدة بشأن هجوم بري إسرائيلي على مدينة رفح في غزة، وهي الملاذ الأخير لأكثر من مليون فلسطيني بعد أن فروا إلى جنوب القطاع لتجنب الهجمات الإسرائيلية.

وهذه هي المرة الثانية التي تطلب فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية، المعروفة أيضا باسم المحكمة العالمية، إصدار رأي استشاري يتعلق بالأرض الفلسطينية المحتلة.

وفي يوليو 2004، خلصت المحكمة إلى أن الجدار العازل الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية ينتهك القانون الدولي ويجب تفكيكه، رغم أنه لا يزال قائما حتى يومنا هذا.

والقضاة مطالبون الآن بمراجعة "الاحتلال والاستيطان والضم" الذي تقوم به إسرائيل "بما في ذلك التدابير الهادفة إلى تغيير التركيبة السكانية وطابع ووضع مدينة القدس، واعتمادها للتشريعات والتدابير التمييزية ذات الصلة"، وفق وكالة رويترز.

ومنذ 1967، قامت إسرائيل بتوسيع المستوطنات بشكل كبير في الضفة الغربية، وهو الإجراء الذي يقول الفلسطينيون إنه يضر بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة. كما ضمت القدس الشرقية في خطوة لم تعترف بها معظم الدول.

وطلبت الجمعية العامة أيضا من هيئة محكمة العدل الدولية المؤلفة من 15 قاضيا تقديم المشورة بشأن كيفية "تأثير تلك السياسات والممارسات على الوضع القانوني للاحتلال" وما هي العواقب القانونية التي تترتب على هذا الوضع بالنسبة لجميع البلدان والأمم المتحدة.

وإجراءات الرأي الاستشاري منفصلة عن قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا في المحكمة الدولية ضد إسرائيل بسبب ما وصف بانتهاكاتها في غزة لاتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948.

وفي أواخر يناير، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل في تلك القضية ببذل كل ما في وسعها لمنع أعمال الإبادة الجماعية في غزة.

ولن تكون نتيجة الرأي الاستشاري ملزمة من الناحية القانونية، لكنها ستحمل "ثقلا قانونيا وسلطة أخلاقية كبيرة"، وفقا لمحكمة العدل الدولية.

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

‌‏غوتيريش يزور "اليونيفيل": احتلال إسرائيل لمناطق جنوب لبنان يجب أن يتوقف

زار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو ‌‏غوتيريش مقر قوة "اليونيفيل" بالناقورة في جنوب لبنان، وأكد على أن احتلال إسرائيل لمناطق الجنوب يجب أن يتوقف.


وكان في استقبال غوتيريش القائد العام لليونيفيل الجنرال ارلدو لاثارو، كما قدمت له ثلة من جنود حفظ السلام التحية، عقد بعدها اجتماعا موسعا.

في رسالة لقوة اليونيفيل، أشاد غوتيريش بدور قوات حفظ السلام، مؤكدا أنهم يقفون على خط المواجهة من أجل السلام في مهمة صعبة.

وأشار إلى أن جهودهم كانت حاسمة لدعم الاستقرار في جنوب لبنان، معبرا عن فخره بتفانيهم.


وأكد أن قرار بقاء القوات في مواقعها جاء بعد دراسة لسلامتهم، محذرا من أن الهجمات ضدهم تعد انتهاكا للقانون الدولي وقد تشكل جرائم حرب.

ولفت غوتيريش إلى أن الفترة الحالية تشهد هدوءا نسبيا يمثل فرصة لتنفيذ القرار 1701 لتحقيق أمن دائم لشعبي لبنان وإسرائيل. كما أعلن عن دعمه الكامل لتعزيز قدرات القوات، بما في ذلك إزالة الألغام، وانتقد استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان كانتهاك للقرار 1701.


وأضاف أن اليونيفيل كشفت عن أكثر من 100 مخزن أسلحة تعود لمجموعات مسلحة، مؤكدا أهمية تعزيز التعاون مع الجيش اللبناني كضامن وحيد لأمن لبنان، ودعا المجتمع الدولي لمواصلة دعمه.

واختتم رسالته بالتأكيد على أن الطريق نحو السلام ما زال صعبًا، لكن الفرصة متاحة لتحقيق تقدم، معبرًا عن امتنانه لجهود القوات في دعم السلام

مقالات مشابهة

  • مصلحة السجون تبدأ بنقل الأسرى الفلسطينيين من معتقلاتهم إلى سجن عوفر
  • محلل سياسي فلسطيني: الرئيس السيسي الوحيد الذي تصدّى لتهجير الفلسطينيين|فيديو
  • الجزائر: إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي العربية يُعالج الصراع ويضمن سلامًا دائمًا بالمنطقة
  • المحكمة العليا الأمريكية توافق على قانون حظر تيك توك يوم الأحد
  • العدل الإسرائيلية تنشر قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم
  • ما الرسائل التي ارادت “صنعاء” ايصالها لـ”احتلال” و”الفلسطينيين” على السواء
  • مقررة أممية لـعربي21: تسامح العرب مع إسرائيل يشجعها على احتلال أراضيهم (شاهد)
  • غوتيريش: احتلال إسرائيل لجنوبي لبنان يجب أن يتوقف
  • ‌‏غوتيريش يزور "اليونيفيل": احتلال إسرائيل لمناطق جنوب لبنان يجب أن يتوقف
  • الشرع بعد صمت طويل لم يشر إلى احتلال جزء كبير من الجولان واكتفى.. ملتزمون باتفقاق 1974 مع إسرائيل