يمانيون – متابعات
أكّد الطبيب العسكري الفرنسي السابق، رافائيل بيتي، والذي شهد الحروب في يوغوسلافيا ولبنان والخليج وسوريا وأوكرانيا، وحضر مؤخراً في قطاع غزة، أنّ “لا شيء يمكن مقارنته بالوضع في القطاع”، الذي يتعرّض للحرب الإسرائيلية منذ أكثر من 135 يوماً.

وفي حديث لصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، أوضح بيتي، الذي عمل في المستشفى الأوروبي، جنوبي قطاع غزة، أنّه “من المستحيل للمدنيين الهرب من القتال”، مُشدّداً أنّه لا مكان لهم من أجل حماية أنفسهم، ومتحدثاً عن تجوّل مئات الآلاف من الأشخاص في الشوارع بحثاً عن الماء والغذاء.

ونقلت الصحيفة عن عاملين في المجال الإنساني في المستشفى أنّ 25.000 نازح على الأقل موجودون حول المستشفى، وهم “يعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر للغاية، وفي اختلاط كبير، داخل ملاجئ مصنوعة من الخشب أو الورق المقوى أو البلاستيك”، كما وصف بيتي.

ووفقاً له، فإنّ نحو 3000 شخص داخل المستشفى يستقرّون في الممرات، ويحرصون على ترك ممرّ للمصابين، ويعلّقون الأغطية في الأسقف المستعارة، ليجدوا القليل من الخصوصية.

وشدّد الطبيب الفرنسي على أنّ “عدم استقبال جرحى عسكريين أبداً، بل مدنيين فقط”.

أما خالد بن بوطريف، وهو طبيب طوارئ سابق، ومبتدئ في طب الحرب، فأبدى تساؤلاً عن “كيفية تمكن الفريق من العمل في مثل هذا الجو”، مؤكداً عدم القدرة لمنح المرضى فترة نقاهة، لأنّه “لم يعد لديهم منازل”، من جراء القصف المتواصل.

وأوضح بن بو طريف أنّ العديد من الجروح تُصاب بالعدوى وتتطلّب البتر، موضحاً أنّه بعد كل تفجير، “تنزل مواكب السيارات على شكل موجات إلى المستشفى”، من أجل إنزال الجرحى والشهداء.

ترتيب عكسي في “فرز المرضى”
وبالإضافة إلى ضحايا التفجيرات، ثمة العديد من حالات الطب اليومي، التي غالباً ما ترتبط بالظروف غير الصحية في المنطقة، وهي تشمل الأمراض الموسمية أو المزمنة، ومشكلات الجهاز التنفسي أو الجهاز الهضمي، وما إلى ذلك، بحسب ما أوردت “لوفيغارو”.

وأمام نوعية وأحجام الإصابات، يُجبر الطاقم الطبي المرهَق على “التراجع عن الفرز”، في حين يفترض في العادة التعامل مع المصابين الأكثر خطورةً كأولوية، إلا أنّهم في غزة، “يُتركون للموت”، وفقاً لبيتي.

وهؤلاء يشملون بصورة خاصة أولئك المصابين في الجمجمة، الذين يُعاملون تلقائياً على أنّهم سيُستشهدون. وبالفعل، يستشهد معظم هؤلاء في غضون ساعات قليلة في الممرات، أو على النقالات، من دون دعم أو تخدير، وذلك نظراً لنقص الأدوية والمسكّنات.

“لوفيغارو” ذكرت أيضاً أنّ المستشفى الأوروبي يستقبل مئات المرضى الذين يعانون جروحاً مفتوحةً، إلى جانب إصابات في البطن أو الجمجمة أو الصدر.

وإضافةً إلى الشهداء والجرحى من جراء القصف، سجّل العاملون في المجال الإنساني في المستشفى إصابات ناجمة من الاستهدافات عبر الطائرات المسيّرة القاتلة، أو برصاص القناصة.

“العدل الدولية” لم تعترف بالإبادة الجماعية في غزة
وفي خضمّ كل هذا، يدفع الأطفال أيضاً ثمناً باهظاً، كما أكّدت “لوفيغارو”، التي قدّم أطباء إليها صوراً تظهر أولاداً مشوّهين، أو فتيات صغيرات نحيفات بصورة رهيبة، أو أطفالاً رضّعاً متجمّدين في الموت.

وأمام ذلك، لا يتردّد بن بوطريفة في الحديث عن “الإبادة الجماعية”، التي يمارسها الاحتلال بحق أهل غزة، موضحاً “أنّنا نحن نشهد عملية تطهير مرغوبة ومعلَنة”.

وفي هذا الإطار، تطرّقت الصحيفة إلى مثول الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية، في كانون الثاني/يناير الماضي، مشيرةً إلى طرح مصطلح “الإبادة الجماعية” في صلب تلك المناقشات.

ولفتت الصحيفة على أنّ المحكمة لم تعترف المحكمة بأعمال الإبادة الجماعية، حيث اقتصر حديثها على “وجود خطر حقيقي ووشيك” لحدوث إبادة جماعية في غزة، من دون أن يأمر القضاة “إسرائيل” بوقف عدوانها.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

“حماس” تشيد بموقف ابتهال أبو السعد بفضحها “مايكروسوفت”

أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالموقف البطولي للمهندسة في شركة “مايكروسوفت” ابتهال أبو السعد، بعد فضحها الشركة العملاقة بسبب استمرارها في تزويد جيش العدو الإسرائيلي بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وقالت الحركة في تصريح صحفي: “أضاءت أبو السعد بتضحيةٍ وشجاعةٍ نادرتين على تواطؤ كبرى شركات التكنولوجيا العالمية مع آلة القتل الصهيونية، من خلال تزويد جيش العدو المجرم بأدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي التي يتم توظيفها في تنفيذ جريمة الإبادة الجماعية بحق شعبنا في غزة.”

وأضافت أن “الموقف الأصيل الذي عبرت عنه أبو السعد، برفضها المشاركة في جرائم هذه الشركات، وانحيازها لقيم الإنسانية والعدالة التي تمثلها قضية شعبنا الفلسطيني، يجسد نقاء الضمير الإنساني، وقوة المبدأ الأخلاقي”.

وأردفت “حماس” أن “الموقف يعكس الإصرار على اتخاذ مواقف تفضح الوجه الدموي لهذه المؤسسات والشركات ودورها في عمليات الإبادة الإجرامية بحق المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، مهما كانت تداعيات هذه المواقف البطولية”.

ودعت كل العاملين في المؤسسات الداعمة للاحتلال وجرائمه، إلى الاحتذاء بهذا الموقف البطولي للمهندسة أبو السعد.

تجدر الإشارة إلى أن أبو السعد، قاطعت الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في “مايكروسوفت” مصطفى سليمان خلال احتفالها بعيدها الـ50، قائلةً: “مايكروسوفت وراء إبادة 50 ألف شخص تم قتلهم في غزّة.. عارٌ عليكم، أنتم تستغلون هذه الحرب، توقفوا عن استخدام الذكاء الاصطناعي للإبادة الجماعية في منطقتنا”.

"حماس" تشيد بموقف ابتهال أبو السعد بفضحها "مايكروسوفت"

مقالات مشابهة

  • “دقلو” يبدو أن الزهللة التي يعيشها أنسته أنه هاجم من داخل العاصمة ولم يتمكن من الاحتفاظ بها
  • المكتب الإعلامي بغزة: الإبادة الجماعية تغرق رفح في كارثة إنسانية
  • 17 ألف طفل فلسطيني في سجل شهداء الإبادة الجماعية
  • ما هي خطة “الأصابع الخمسة” التي تسعى دولة الاحتلال لتطبيقها في غزة؟
  • “حماس” تشيد بموقف ابتهال أبو السعد بفضحها “مايكروسوفت”
  • موظفة بالشركة: توقفوا عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الإبادة الجماعية
  • فضيحة “الدرونز” التي كشفت مشاركة فرنسا في إبادة غزة
  • استشهاد أحد موظفي منظمة أطباء بلا حدود مع عائلته في غزة
  • بارزاني: الإبادة الجماعية بحق الكورد الفيليين جزء من المخطط الممنهج للنظام السابق
  • نيكاراغوا تسحب دعمها لقضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل